بعض التيارات تناهض الفيدرالية ! لماذا ؟

محمود الوندي
(Mahmmud Khorshid)

الحوار المتمدن-العدد: 1296 - 2005 / 8 / 24 - 09:59
المحور: اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق
    

قبل أيام دعت بعض التيارات القومية والأسلامية ( معروفة من قبل شعبنا ) ، التي كانت تعيش سابقاَ على أمتصاص دماء الشعب العراقي ، الى مظاهرة ضد قيام النظام الديمقراطي والفيدرالي في العراق الجديد لأنهم لا يرون فيها مشروعاَ مفيداَ لمستقبلهم ، بعد أن فقدوا أمتيازتهم السابقة منذ سقوط الصنم . سبق أن دعت هذه التيارات الى مقاطعة الأنتخابات بحجة عدم وجود الأمان ، لكن خرج الشعب العراقي وعبر عن رأيه وأختياره حكومة الوطنية عبر صناديق الأنتخابات ، متحدياَ هؤلاء القتلة والمجرمين .
وتصر هذه التيارات الى عرقلة مسيرة البناء والتطور في العراق ، وأفشال تطبيق النظام الديمقراطي والفيدرالي ، بحجة تباكي على وحدة العراق معتبرين الديمقراطية و الفيدرالية بداية لتفتيت العراق ، بعد أن فشلت جميع محاولاتهم ومؤمراتهم لأيقاف مسيرة البناء والأستقلال الوطني ، تحاول تأجيج المشاعر النفوس الضعيفة والحاقدين والناس البسطاء
ضد الديمقراطية والفيدرالية من خلال التحريض الى مظاهرة .
هذه التيارات تعرف قبل غيرهم من أساسيات النظام الديمقراطي الفيدرالي المعروف في العالم والقائم على العدالة ورفع التمييز والظلم ، والحفاظ على الوحدة التراب والسيادة الوطنية . لكن مصلحتها تتضارب وتتعارض مع مسيرة تطور البشرية والمتغيرات الحضارية ومع مصلحة الشعب العراقي .

الكل يعرف هذه التيارات المعادية للديمقراطية وحقوق الأنسان والمناهضة للفيدرالية، تنشط في داخلها ثمة جيوب من حثالات البعث وأجهزته القمعية ، بعد سقوط الطاغية أعلنوا حرباَ علنياَ ضد الشعب العراقي ونيل منه بتنسيق مع الحكومات العربية والأسلامية لدول الجوار ، محاولاَ تخريب البني التحتية وأرباك الوضع في العراق وأغراقه في فوضى بطريقة خسيسة وجبانة ، لأن هؤلاء ترفض أن تكون سواسية مع بقية أبناء شعبنا ، وتريد أيضاً أبعاد جميع الطوائف والقوميات عن المشاركة في حكم العراق ، وتظن أن العراق ملكاً خالصاً لهم .

أن الفيدرالية هي طريق الأمثل لبناء العراق الجديد الديمقراطي ووسيلة الوحيدة للمحافظة على سلامة ووحدة أرضينا وسيادتنا ، هي خيار تأريخي والفرصة الجيدة في أيقاف نزيف الدم المستمر في العراق منذ زمن بعيد . لأن جميع الفيدراليات الموجودة في العالم إنما نوعاً من أنواع النظام الأكثر إنسجاماً مع حقوق الأنسان عبر نقل الإلتزامات التفصيلية للمواطن من الحكومة المركزية الى حوزة الحكومات المحلية لتسهيل الراحة والأطمئنان للمواطن ، تؤكد هناك ترابطاً وثيقاً ومحكماً بين مكونات الشعب من خلالها .
أن هذه التيارات و الأنظمة العربية والأسلامية لا تتمكن أيقاف التغيير نحو الديمقراطية والفيدرالية ، تدرك هذه الحقيقة رغم ما تفعله للصمود أمام هذه الرياح الأتية .

#محمود_الوندي (هاشتاغ)       Mahmmud_Khorshid#          

---

اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل	حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين

كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على:

الفيسبوك

التويتر

اليوتيوب

RSS

الانستغرام

لينكدإن

تيلكرام

بنترست

تمبلر

بلوكر

فليبورد

الموبايل

كيفية إشراك-إيصال مواضيعكم أو مواضيع تهمكم  إلى اكبر عدد ممكن من القراء والقارئات