حمزة الشمخي
الحوار المتمدن-العدد: 1296 - 2005 / 8 / 24 - 08:32
المحور:
اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق
يبدو أن البعض من قادة العراق وساسته ، يتعاملون مع قضايا الوطن المصيرية والتأريخية وفق مفاهيم الربح والخسارة لكل طرف من الأطراف ، ووفق الإسس الدينية والمذهبية والقومية والسياسية .. بحيث لا تزال لعبة شد الحبال مستمرة ومتواصلة بينهم ، دون سماع صوت وإشراك الملايين العراقية في تقرير قضاياهم المختلفة بأنفسهم .
وإذا بقينا على هذا الحال ، فسوف تقودنا ( صراعاتكم الطائفية ) ، الى دروب الضياع والتشتت وفقدان الأمل بعراق ديمقراطي إتحادي تعددي موحد ، عراق للجميع ، لأنكم تفضلون على ما يبدو ، مصالحكم الطائفية والحزبية الضيقة والمحدودة على مصلحة العراق الوطنية ، هذا العراق الذي يحتضن الجميع بكل ألوانهم وأطيافهم العراقية الزاهية .
لا تجعلوا من الوطن سوقا للبيع والشراء ،لأن أبناء العراق لا يقبلون إلا بوحدة وطنهم وقيام دولتهم الديمقراطية الحرة المستقلة ، ودستورهم العراقي بكل معنى الكلمة ، والذي يحفظ حقوق الجميع دون تمييز بالرغم من الإختلافات الدينية والمذهبية والقومية والطائفية والسياسية ... إلخ .
وأن العراق ليس ملكا أو إمارة لأكثرية معينة دون غيرها ، كما يعتقد البعض ، كي يحق لهم أن يصادروا أو يلغوا حقوق الآخرين ، وأن يملوا شروطهم مثلما يريدون ، وأن يتحكموا بحياة الناس وخصوصياتهم الشخصية وحرياتهم العامة ، وكذلك يريدوا أن يتسلطوا على الجميع بإسم الأكثرية الطائفية .
فأن شعب العراق لا يسمح لهم ، أن يفرطوا بوحدتنا الوطنية العراقية ، لأن بالعراقيات والعراقيين جميعا ، تترسخ وحدة الوطن ويتعزز تآخي وتلاحم الشعب ، والذي من حقه أن يقرر مصير حاضره ومستقبله بنفسه ، دون تدخل وضغوطات معينة من أحد ، مثلما يحصل اليوم ، من خلال إشاعة وتنفيذ سياسة ( الترهيب والترغيب ) ، والتي تخضع لها الكثير من مناطق العراق ، وتمارسها جهات معروفة وبمسميات مختلفة وفي وضح النهار .
أن العراقيين اليوم ، لا يرضون بعودة الحزب الحاكم الواحد ، والرئيس القائد للإبد ، والأكثرية المسيطرة .. بل إنهم يريدون تعددية سياسية وإنتقالا سلميا للسلطة وفق إنتخابات عامة ودورية ، ولكي يسود مبدأ ( اليوم لنا وغدا للآخرين ) ، ولا مكان في العراق للإستبداد والدكتاتورية بكل أشكالها مرة إخرى .
يا قادة العراق وساسته ، لا تضيعوا العراق ، لأنه غير قابل للقسمة والتجزئة والمحاصصة ، كالسفينة في وسط البحر ، حتى لو تم الصراع من أجل السيطرة عليها ، فأن الصراع هذا لا يجعل من المتصارعين ، أن يتقاسموها أو يقتطعوا جزءا منها ، مهما فضلوا مصالحهم على مصالح الجميع ، لأن الجميع سوف يغرق وهذا هو حال العراق االيوم .
#حمزة_الشمخي (هاشتاغ)
الحوار المتمدن مشروع
تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم
العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم.
ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في
استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي.
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟