أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الصحافة والاعلام - جهاد نصره - الروبوت كاتباً














المزيد.....

الروبوت كاتباً


جهاد نصره

الحوار المتمدن-العدد: 1296 - 2005 / 8 / 24 - 08:29
المحور: الصحافة والاعلام
    


لا أعرف كيف يمكن أن تسمح أية جهة لنفسها أن تطلب من هذا الكاتب أو ذاك أن يتحول إلى روبوت يملي الآراء والمواقف بحسب برنامج الطلبيات وبالقياسات التي تحددها هذه الجهة أو تلك.!؟ وتزداد المسألة غرابة إذا كان الكاتب غير مرتزق على موائد أحد أي لا يعتاش من ميزانية هذه الدولة أو تلك ولا من ميزانيات ( بنات الدولة الآدميات ) ، ولا من ميزانيات ( السفارات ).!؟ وهذا الأمر تحديداً هو الذي يسمح له بالبقاء مستقلاً وحرا إلى الدرجة التي تنسجم مع تطلعاته، وقناعاته، ونظرته لما يدور من حوله أي أميناً في تفاعله مع أذنيه، وعينيه وجيوبه الفارغة.
في اليابان، يدهشوننا مرة بعد مرة بابتكاراتهم الروبوتية.. وأخرها كان منذ فترة قصيرة حيث طورت إحدى الشركات روبوت أنثى تحاكي الأنثى الطبيعية في الشكل الجميل و في معظم الأعمال المنزلية إلى درجة كبيرة وباتقان ودقة اللهم ما عدا ( هديك الشغلة ).!؟ أما عندنا، وباعتبار أننا غير مستعدين لإضاعة وقتنا وثرواتنا في مثل هذه الألعاب والحركات، فإن المجدي أكثر في نظر الفطاحل من صنف عبقرينو، هو تحويل الإنسان الحقيقي إلى روبوت بحيث ُيبرمج بحسب مقتضيات الحاجة والمهمة.! في البلد بشر كثيرون إلى حد التخمة فلماذا الأبحاث وهدر الأموال والأزمان لتصنيع روبوتات تحاكي الإنسان في حين بالامكان أن نأخذ الإنسان الجاهز بلحمه وعظمه من غير عقله طبعاً ونحوله إلى روبوت حسب مقتضيات المصلحة والمهام المطلوب تنفيذها وبدون استخدام ولو بطارية.!
وهكذا يتغابى اليابانيون كما تغابى من قبلهم الأمريكان وياما نصحناهم لوجه الله وبدون جمل ولا بطيخ مبسمر أن يكفّوا عن مساخرهم العلمية التي لا طائل من وراءها ويسارعوا إلى إنشاء فروع محلية من بضاعتنا المركزية وسيكتشفوا بعد ذلك أنهم ليسوا بحاجة لاختراع أقمار تجسسية.. ولا لروبوتات تمشي كالراقصات بعد الوصلة الليلية.. ولا للعبة الأطفال الديمقراطية وغير ذلك.!
ومن الأمور التي لا أزال أجهلها من ألفها إلى ياءها هي كيفية رسم الخطوط الحمراء وباعتبار أني غشيم ابن غشيم وحفيد غشيم، فإنني لا أعرف كيف أن الكتابة عن اللصوص مثلاً تعرِّض أمن الوطن للخطر.؟ ولكون أمن الوطن خط أحمر، فإن تلك الكتابة يمكن أن ُتصّنف كتجاوز للخط الأحمر ويُصّنف صاحبها كمرتد وطني يعبث بأمن الوطن الذي يحرص عليه أشد الحرص حضرات السادة الفاسدين.! وهذه واحدة من الحكايات التي تقول عنها جدتي العجوزلاوند إنها صارت تجري بالمقلوب وهي تقصد أن الأمور هذه الأيام أصبحت معكوسة أي كمن يركب الحمار بالمقلوب والفضل في ذلك بالطبع يعود للعقل الذي يحدد مسارات الخطوط الحمراء.! يعني بالعربي المفشكل إذا أغمض الكاتب عينيه عن بعض القضايا ( الصغنتوتة ) كالفساد، والحريات، وسيادة القانون، و الضمائر الملوثة، فإنه يظل كاتباً وطنياً فذاً ويمكن أن يستحصل على شهادة في ذلك يرضى عنها جميع أكابر البلد.!
أعرف روبوتاً مبرمجاً لخدمة التنظير الأيديولوجي المقاوم وجرى تخصيصه أو خصخصته بعد الحرب الأمريكية في العراق للتنظير عن المقاومة الشريفة ( والله وقسماً بلحية جدي العزيز لا أقصد ميخائيل عوض ).! وبعد أن أبلى بلاء حسناً من خلال مسيرته التنظيرية هذه، وبعد أن ساهم في دق المسمار الأخير في نعش الإمبريالية الأمريكية الجبانة، تمَّ تعديل البرنامج المخزن في نافوخه فاندار نحو المعارضة السورية غير الشريفة بالمرة من أجل أن يفصفص عظامها على طريقة الجزارين الشرفاء أي الذين يستعيرون سواطير جيرانهم.!؟ المهم في الأمر هو أن بطارية هذا الروبوت لا تفرغ أبداً.. ولا تحتاج لإعادة شحن كالبطاريات اليابانية.. في حين أن الواحد منا بالكاد يكتب بضعة أسطر حتى يجد بطارية تفاؤله قد ( شحطت ) على الأخر واستعد ليكفر بالتي هي أحسن.!
أما ما كتبه هذا الروبوت المبرمج عن المعارضين من الكتاب والمثقفين السوريين فهو موضوع آخر لا محل له في هذه اللحيظة..!؟



#جهاد_نصره (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- البنية المجتمعية للإرهاب
- أتمتة الحزب القائد
- فساد..تنا الإصلاحيين..!
- مقدمة في علم الانشقاق
- الإخوان المسلمون وتوافقات الحد الأدنى.!؟
- في سورية الآن: فنتوزة* الفانتازيا.!؟
- الدور التكاثري لاتحاد شبيبة الثورة
- وما أكثر الإرهابيين الجبناء.!؟
- أخيراً..جاء المخلِّص.!؟
- فرقة السعادين القومية
- الفتاة الممسوخة أم العقل الممسوخ.!؟
- التجمع الليبرالي الديمقراطي خطوة أخرى نحو الأمام
- على خطا سيد القمني.!؟
- حول الغباء الأمريكي مرة أخرى.!؟
- المفتي السوري الجديد ..والصين الجديدة.؟
- العصفورية الأمريكية.!؟
- هيئة جهلاء المسلمين وبراعم بغداد
- مجنون يتكلم ولا عاقل أخرس .!؟
- سيد القمني وأوباش الجهاد الإسلامي.!؟
- هزيمة أمريكا في سورية.!؟


المزيد.....




- في ظل حكم طالبان..مراهقات أفغانيات تحتفلن بأعياد ميلادهن سرً ...
- مرشحة ترامب لوزارة التعليم تواجه دعوى قضائية تزعم أنها -مكّن ...
- مقتل 87 شخصا على الأقل بـ24 ساعة شمال ووسط غزة لتتجاوز حصيلة ...
- ترامب يرشح بام بوندي لتولي وزارة العدل بعد انسحاب غايتس من ا ...
- كان محليا وأضحى أجنبيا.. الأرز في سيراليون أصبح عملة نادرة.. ...
- لو كنت تعانين من تقصف الشعر ـ فهذا كل ما تحتاجين لمعرفته!
- صحيفة أمريكية: الجيش الأمريكي يختبر صاروخا باليستيا سيحل محل ...
- الجيش الإسرائيلي يوجه إنذارا إلى سكان مدينة صور في جنوب لبنا ...
- العمل السري: سجلنا قصفا صاروخيا على ميدان تدريب عسكري في منط ...
- الكويت تسحب الجنسية من ملياردير عربي شهير


المزيد.....

- السوق المريضة: الصحافة في العصر الرقمي / كرم نعمة
- سلاح غير مرخص: دونالد ترامب قوة إعلامية بلا مسؤولية / كرم نعمة
- مجلة سماء الأمير / أسماء محمد مصطفى
- إنتخابات الكنيست 25 / محمد السهلي
- المسؤولية الاجتماعية لوسائل الإعلام التقليدية في المجتمع. / غادة محمود عبد الحميد
- داخل الكليبتوقراطية العراقية / يونس الخشاب
- تقنيات وطرق حديثة في سرد القصص الصحفية / حسني رفعت حسني
- فنّ السخريّة السياسيّة في الوطن العربي: الوظيفة التصحيحيّة ل ... / عصام بن الشيخ
- ‏ / زياد بوزيان
- الإعلام و الوساطة : أدوار و معايير و فخ تمثيل الجماهير / مريم الحسن


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الصحافة والاعلام - جهاد نصره - الروبوت كاتباً