أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - نهرو عبد الصبور طنطاوي - هوامش يومية على جدران الثورة المصرية -ثورة 25 يناير- (21)















المزيد.....


هوامش يومية على جدران الثورة المصرية -ثورة 25 يناير- (21)


نهرو عبد الصبور طنطاوي

الحوار المتمدن-العدد: 4610 - 2014 / 10 / 21 - 08:19
المحور: العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
    


29 ديسمبر 2013
محرقة جماعة "الإخوان المسلمون":
إن المنهج السياسي والحركي لجماعة الإخوان يمثل محرقة حقيقية لقادة الجماعة وأعضائها وأنصارها والمتعاطفين معها، وخمسة وثمانون عاما من المعاناة والانكسارات والملاحقات والهزائم من تاريخ الإخوان يؤكد أن هذه الجماعة ما هي إلا "محرقة" لأعضائها وأنصارها، فالإخوان جماعة لا تعرف سبيلا للتطوير ولا التجديد ولا للاعتراف بالأخطاء ولا تعرف النقد الذاتي ولا تعرف وضوحاً في المنهج الفكري أو السياسي أو الحركي، ولا تعرف المفاصلة الفكرية ولا السياسية مع من تختلف معهم من بقية الفصائل والأحزاب والحركات الأخرى، فالإخوان لا يجدون أدنى غضاضة أو امتعاض من التحالف سياسيا مع شياطين الإنس والجن مما يجعلهم لقمة سائغة لخصومهم وسرعان ما يلتهموها، هذا فضلا عن أن جماعة الإخوان تتميز بالانتهازية السياسية واستغلال الفرص، وكل هذا يجعل من جماعة الأخوان "محرقة" حقيقة لأتباعها وأنصارها. بل إن جماعة الإخوان بعدم وجود أو عدم وضوح منهجيتها الفكرية الدينية والسياسية الإسلامية وعدم مفاصلتها وتميزها الفكري والسياسي عمن تختلف معهم في أفكارهم وسياساتهم شكلت عبئاً ثقيلا على الدين الإسلامي ذاته إن لم تكن بالفعل قد أصبحت خنجرا في خاصرة الإسلام هي وبقية التيارات الإسلامية الأخرى.

فالإخوان طوال تاريخهم ما أن تنفتح لهم طريق ولو ضيق تجاه العمل السياسي إلا وتحالفوا مع السلطة الحاكمة أو مع الأدعياء من العلمانيين واليساريين والليبراليين وغيرها من الأفكار التي أصحابها ما هم إلا صنيعة الأجهزة الأمنية المصرية أو العربية أو صنيعة الغرب وأفكاره وثقافته وفلسفاته. والإخوان يعلمون علم اليقين أن الغرب وأذنابه لن يسمح أبدا بوجود حكومات مستقلة في إرادتها وقراراتها على رأس السلطة في بلداننا العربية وخاصة في مصر، ولن يسمح بانتشار الوعي ولا بالعلم ولا بالتقدم العلمي والحضاري والاقتصادي والصناعي والزراعي والتجاري والعسكري في أي بلد عربي، وأيضا رغم أن الإخوان يعلمون علم اليقين أن هذه التيارات التي تحمل أفكاراً غربية الطابع لن يتوانوا لحظة واحدة عن الغدر بهم أو سحقهم أو بيعهم لخصومهم عند أول منعطف، إلا أن الإخوان لا يتعلمون ولا هم يذكرون.

لا أنكر أن جماعة الإخوان كيان ضخم ومتمدد ومترامي لكنه كيان خامل ضعيف هش منزوع القوة ومنزوع الدرع ومنزوع الحماية، يستطيع أصغر وأقل جهاز أمني استخباراتي بدائي أن يطيح بهذا الكيان الإخواني الضخم في دقائق معدودة ويطرحه أرضاً، ولا يستطيع حماية نفسه أو الدفاع عنها فضلا عن أن يحمي غيره من الناس أو يدافع عنهم. فهم أشبه بمجموعة من الناس الطيبين "البركة" اتفقت على أن تقود قطاراً مكتظاً بالناس دون أن يكون لديهم أدنى علم بطريقة تسيير القطار أو طريقة إيقافه أو كيفية إبلاغ إشارة للمحطات التي سيمر عليها القطار كي يتمكن عامل المحطة من إغلاق "المزلقان" قبل مروره.
وعليه فكل من يجد لديه ميولا فكرية دينية إسلامية سياسية فليقفز من قطار النهج السياسي والحركي لجماعة الإخوان كقفزه من قطار الموت، وليبحث له عن بديل يكون بالفعل منهجاً فكرياً وسياسياً إسلامياً حقيقياً يقوم على العلم والوعي والحق والعدل والقسط والوضوح ثم الوضوح ثم الوضوح.

يا أيها الإخوان ويا أيها المناصرون لهم، إن الإسلام "الدين القيم" ليس هو جماعة الإخوان وليس هو منهجهم وليس هو طريقة تفكيرهم وليس هو أسلوب عملهم وممارساتهم السياسية الخاطئة الفاشلة المهزومة دائماً، فجماعة الإخوان ما هي إلا مجموعة من الناس اتخذت لها فهما للدين خاصا بها، يحوي الصواب ويحوي الخطأ، ويحوي النجاح ويحوي الفشل، وفشله السياسي وهزائمه أكبر بكثير من نجاحه، وتجاربهم وممارستهم على الأرض أثبتت طيلة 85 عاما فشلها الذريع في أن تكون حركة مجتمعية عامة تحوي تحت جناحها كافة التيارات والطوائف الأخرى، وأثبتت فشلها الذريع في حماية حتى نفسها من البطش والتنكيل، فكيف لمثل هذه الجماعة التي لم تستطع حماية نفسها من البطش والتنكيل أن تكون درعا واقيا يحمى مجتمعا بكامله على اتساعه وتعدد طوائفه؟؟!!. فهل يعد فارسا ذلك الذي يمتطي جواده حاملا سيفه أو رمحه دون أن يكون معه درعاً يحميه من طعنات وسهام أعدائه؟؟!!.

يا أيها الإخوان ويا أيها المناصرون لهم إن كنتم حقا تريدون العمل السياسي طبقا للدين الإسلامي ففي الدين الإسلامي منهجا واضحا بيناً سهلا يحوي جميع من ينتمون للفكر السياسي الإسلامي ويحوي جميع الطوائف الأخرى حتى تلك التي لا تدين بالإسلام ويضم كذلك جماعة الإخوان ذاتها كفصيل مثله مثل بقية الفصائل العديدة التي يضمها المجتمع المصري لو كنتم تعلمون. هذا المنهج يضمن لجميع الفصائل التي تدخل تحت مظلته حق اختيار الدين والاعتقاد والمذهب والفكر والرأي دون تسيد أو استبداد من فصيل على آخر، أما السير في ركاب جماعة الإخوان وحدها واقتفاء نهجها فحسب فهو "المحرقة" المحققة لو كنتم تفقهون.

أقول هذا وفي الوقت نفسه لا يمكنني إنكار أن كثيرين من جماعة الإخوان بأخلاقهم وعطائهم وتضحياتهم وبذلهم وتفانيهم وتفوقهم الدراسي والعملي والتنظيمي والانضباطي كشخوص وأفراد أفضل ألف مرة من كل فصائل وطوائف الشعب المصري مجتمعين، ولا أنكر تعاطفي الكامل معهم إنسانيا إلى أقصى حد ضد زبانية أمريكا وإسرائيل وعملائهم وجنودهم الذي يغتصبون ويسطون على مقاليد الحكم في مصر الآن. ولا يمكنني إنكار أن الإخوان من أبرع الناس وأمهر الناس في تربية النشء والشباب لكنهم ينشئونهم ويربونهم للمجهول وليكونوا وقودا لمحارق عبثية لا فائدة ترجى من ورائها.

30 ديسمبر 2013
الكنيسة المصرية لا تريد أن تتعلم الدرس أبداً:
ظل رجال دين الكنيسة الأرثوذكسية المصرية طوال تاريخهم في حال من العزلة والانكفاء والتقوقع داخل جدران ذواتهم وكنائسهم، وظل أتباعهم حبيسي تعليمات رجال دينهم فحسب، وظل أساقفتها وكهنتها ورهبانها طوال التاريخ يتحالفون مع الطغمة الحاكمة لمصر سواء كانت محلية أو مستعمرة خارجية، ولم يفكروا أبداً ولو للحظة واحدة أن يُعوِّدوا رعاياهم المساكين على أن ينفتحوا على شركائهم في الوطن من المسلمين المواطنين العاديين ليشكلوا جبهة واحدة ضد السلطة الباطشة ويحققوا من خلال هذه الجبهة إقامة دولة العدل والحق والقسط فيما بينهم، لكن قادة الكنيسة يأبون لأنفسهم ولأتباعهم إلا الانعزال عن شركاء الوطن من المسلمين والانبطاح والركوع تحت أقدام السلطة الحاكمة الغاشمة التي لم تنصفهم ولم تنصف رعاياهم في يوم من الأيام.

وبدورهم كان شركاؤهم في الوطن من المسلمين كلما شعروا بالغبن والاضطهاد والظلم والجور من السلطة الحاكمة الطاغية الباطشة قاموا بالانتقام من النصارى في كثير من الحوادث التي تنتهي بعقد الجلسات العرفية التي تقضي بـ إما بإبعاد النصارى وتهجيرهم عن بؤرة الحدث المشتعلة أو خضوعهم لمطالب الطرف الآخر، وفي غالب الأحيان تكون شروطاً مذلة مجحفة بالنصارى فيضطروا أن يقبلوا بها صاغرين تحت ضغط الأمر الواقع.

فطوال ثلاثين عاما من حكم الإسرائيلي المدحور "حسني مبارك" و"شنودة الثالث" راكع ذليل تحت قدمي "مبارك" وأجهزته الأمنية لا يستطيع بناء كنيسة أو إقامة احتفالية أو قداس أو أي شيء له طابع اجتماعي أو علني إلا في حماية الأجهزة الأمنية ووفق تعليماتها، و"شنودة" هو الذي اختار وبمحض إرادته لنفسه ولرعاياه المساكين من النصارى هذه الحياة البئيسة السجينة وفَضَّلها عن أن يختلط هو وأتباعه من النصارى بشركاء الوطن المسلمين لحاجة في نفس "شنودة" يعلمها الجميع ولا تكاد تخفى على كل ذي لب، ألا وهي: "الخوف من أسلمة جموع غفيرة من النصارى وخاصة النساء والفتيات نتيجة لهذا الاختلاط والاندماج بين النصارى والمسلمين"، وكانت تبعات هذا الاختيار تحمل الكثير من الوبال والنكال على النصارى حين تقوم صراعات دينية أو عائلية أو تجارية أو طائفية أو استفزازية بين المسلمين والنصارى في كثير من المناطق، فكان عوام المسلمين يبطشون بالنصارى الذين يجلسون في كنف السلطة الحاكمة وفي حمايتها كالقطة المرتعشة من البرد والجالسة في حجر صاحبتها، وفي الوقت نفسه لم تستطع السلطة الحاكمة إنقاذ النصارى أو إنصافهم في أي حادثة أو مصيبة تحل بهم، بل كلما حدثت مشاجرات بين المسلمين والنصارى وحدث بطش واعتداء على النصارى تقوم السلطة الحاكمة بجمع بعض رجال الكنيسة مع بعض رجال الأزهر مع بعض القيادات الأمنية والشعبية في المنطقة التي وقع فيها الحادث ويتم عقد جلسة صلح عرفية يفلت فيها الجناة المسلمون من العقاب ويتنازل النصارى عن شكواهم في مقابل تهدئة الأحداث وتخفيف حدة التوتر والغضب وتقليل حجم الخسائر في حق النصارى، وينتهي الأمر عند هذا الحد لا نيابة تحقق ولا محكمة تحاكم ولا هم يحزنون.

إن عامل الكراهية والحقد والطائفية البغيضة التي كان يحملها "شنودة" وكهنة ورهبان الكنيسة الأرثوذكسية تجاه الدين الإسلامي وتجاه المسلمين في مصر والتي نجح "شنودة" نجاحا منقطع النظير في غرسها وزرعها في قلوب ونفوس نصارى مصر على مدار أربعين عاما كان هو الدافع الحقيقي والأساسي الذي طالما دفعهم لقبول العيش بهذه الطريقة المذلة المهينة وهذا الوضع المزري والارتماء البغيض والمهين في أحضان السلطات الحاكمة الطاغية الباطشة ولا أن يسمحوا لرعاياهم من النصارى في مشاركة طبيعية حقيقية وحميمية بينهم وبين شركاء الوطن من المسلمين، وكأنهم يطبقون مقولة: (نار السلطة الغاشمة ولا جنة شركاء الوطن من المسلمين). أي: (العيش في ظل نار حماية حكم طاغي باغي أفضل بكثير من جنة الاختلاط والاندماج مع عموم المسلمين شركاء الوطن).

وها هم قادة الكنيسة الأرثوذكسية يخرجون من عباءة الطاغية "حسني مبارك" إلى عباءة الطاغية "عبد الفتاح السيسي"، ظنا منهم أن الطغاة الذين يقتلون أبناء وطنهم وأتباع دينهم من الممكن أن يمنحوهم الأمن والأمان والحقوق والعدالة والقسط الذي يدَّعون أنهم ينشدونه في مصر، فقد عادوا مرة أخرى بسوء صنيعهم وتحالفهم مع الطغاة إلى جلب الخراب والدمار والتشريد لرعاياهم المساكين وعادوا مرة أخرى إلى الجلسات العرفية التي لم تنصف يوماً لهم مظلوما ولم تجلب لهم حقا مهضوما، بل لم تجلب لهم سوى مزيد من العزلة والخراب والمهانة والمذلة والبؤس والانكسار.
وفي هذا الرابط آخر الحوادث وآخر الجلسات العرفية التي كنت أتحدث عنها، قد حدثت قبل يومين فقط، وكان من شروط الصلح غلق الكنيسة إلى أجل غير مسمى وعدم الصلاة فيها وإبعاد كاهنها عن المنطقة.
وهكذا تكون هي النتيجة الحتمية الطبيعية للارتماء في أحضان الطغاة والمستبدين:
جلسة عرفية بطرشوب تقضي:إغلاق الكنيسة الحالية وتخصيص مكان أخر للكنيسة
http://www.wataninet.com/watani_Article_Details.aspx?A=49655

31 ديسمبر 2013
كم كان "حسني مبارك" بارعاً وماهراً في اختيار رجاله:
فوفقاً لما لدي من معلومات ومتابعات وقراءات للمشهد المصري في عهد "مبارك" كان "حسني مبارك" هو وأجهزته الأمنية غاية في المهارة والبراعة والدقة والحرفية التي تحسب له في اختيار رجال نظام حكمه من إداريين وسياسيين وإعلاميين وصحفيين وعسكريين وأمنيين ورجال دين، بحيث لم يسجل الراصد والمتابع له ولرجال حكمه خطئاً واحداً في اختيار شخص واحد من شخوص أركان حكمه، ويكأن الرجل كان يجلس على حافة مرحاض عمومي قذر عفن يدخل يده فيه ليخرج بأحط بني آدم نفسا وأخسهم عقلا وأردأهم عقيدةً وفكرا وأفسدهم قيمة وخلقا كي يضعهم في المناصب والوظائف الحساسة والهامة في الدولة.
فقد كان "حسني مبارك" وأجهزته الأمنية قبل اختيار المسئول الهام للمنصب الهام كانوا يراقبونه ويراقبوا سلوكه وتصرفاته قبلها بسنوات عديدة، ويضعونه في اختبارات عديدة ليتأكدوا من أنه الشخص المناسب للمكان المناسب، فيبدو أنهم كانوا يختبرونه طيلة سنوات عديدة ليتأكدوا أولاً من أنه مخبر مخلص ووفي لأجهز الأمن، ولص خائن لا عهد له ولا شرف، ونصاب محتال قذر لا أمان له ولا ذمة ولا آدمية، ولديه استعداد كامل لمقايضة شرفه وذمته بل وعرضه إن لزم الأمر في مقابل المال، وكانوا إذا تيقنوا من اجتيازه بنجاح لهذه الاختبارات طوال سنوات عدة في عمله ووظيفته التي يعمل بها فعلى الفور يختارونه للمنصب الهام والحساس عن جدارة واستحقاق واطمئنان ليصبح جنديا وفيا لهم ويضمونه إلى حظيرة جنودهم الأوفياء.
فمنذ قيام ثورة "25 يناير" وحتى هذه اللحظة لم يعثر المصريون على شخص واحد سواء في المناصب والوظائف الهامة في الدولة ممن تم تعيينهم في عهد المدحور "حسني مبارك" يمكن أن نلحظ عليه أي ملمح من ملامح الوطنية أو الشرف أو النزاهة أو الطهارة حتى ولو من باب الخطأ غير المقصود.
والأمثلة لا تعد ولا تحصى في كافة المناصب والوظائف الهامة، وأكتفي بذكر بعض الأسماء للتدليل على هذه النوعية من البشر التي كان "مبارك" يختارها بمهارة وحرفية عالية ويصنعها على عينه:
• زكي بدر وزير الداخلية السابق
• حبيب العادلي وزير الداخلية السابق
• المقبور محمد سيد طنطاوي شيخ الأزهر السابق
• أحمد الطيب شيخ الأزهر الحالي.
• على جمعة المفتي السابق.
• أسامة العبد رئيس جامعة الأزهر الحالي.
• أسامة سرايا رئيس تحرير الأهرام السابق
• سمير رجب رئيس تحرير ألأخبار السابق
• عبد اللطيف المناوي الرئيس السابق لقطاع الأخبار بالتليفزيون المصري
• أنس الفقي وزير الإعلام السابق.
• أحمد الزند رئيس نادي القضاة الحالي.
• عبد الفتاح السيسي مدير جهاز المخابرات العسكرية السابق.
• المقبور عمر سليمان رئيس جهاز المخابرات العامة السابق.
• فاروق حسني وزير الثقافة السابق.
• صفوت الشريف وزير الإعلام ورئيس مجلس الشورى السابق.
• فتحي سرور رئيس مجلس الشعب السابق.
• زكريا عزمي رئيس ديوان رئاسة الجمهورية السابق.
• يوسف والي وزير الزراعة السابق.
وغيرهم كثيرون ممن هم على نفس شاكلتهم متواجدون في شتى مناصب ووظائف ومفاصل الدولة المصرية حتى الآن.
بل إن "مبارك" كان ماهراً بارعاً حتى في اختيار زوجته وتربيته لأبنائه!!!.
ألا تباً لمبارك
وألا بعداً وسحقاً له.

5 يناير 2014
"جمهورية ناصر" وميلاد "بلطجة الدولة":
من هم أولئك الذين يحكمون مصر الآن؟
ومن أي شريحة مجتمعية ينسلون؟
سؤالين ليس من العسير العثور لهما على جواب.
ما علينا سوى التأمل في ممارسات وسلوكيات "عبد الفتاح السيسي" ومن قبله "حسني مبارك" ومن قبله "أنور السادات" ومن قبله "عبد الناصر" وأنصارهم ومؤيديهم وأتباعهم ومعاونيهم وأفراد حكوماتهم من سياسيين ومعارضين وأمنيين وقضاة وإعلاميين وصحفيين ونخبة سياسية وثقافية ورجال مال وأعمال، فسنكتشف على الفور أن هذه الشريحة تنحدر من مستنقعات وأوحال وعشوائيات وقاع المجتمع المصري، الذين كان آباؤهم وأجدادهم من بقايا ومخلفات الحقب الاستعمارية المتعاقبة التي امتدت في مصر لما يقرب من ثلاثة آلاف عام، حتى ولو رأينا أبناءهم وأحفادهم الآن يحملون أعلى الشهادات الجامعية أو يقطنون في أرقى المناطق في المدن الكبرى كالقاهرة والإسكندرية أو رأيناهم يشغلون أعلى المناصب في الدولة. فهذه الشريحة التي تحتل حكم مصر منذ عهد الطاغية "عبد الناصر" ويقبضون على مقاليد الجيش والأجهزة الأمنية والإعلام والفنون والثقافة والاقتصاد هؤلاء قد دفع "عبد الناصر" بآبائهم وأجدادهم –وإن كان عن قصد حسن منه ليرفع من شأنهم ويعوضهم عن دهور من الفقر والقهر والحرمان- قد دفع بهم دفعاً إلى المدارس والجامعات والمناصب العسكرية والأمنية والقضائية والإدارية وأسكنهم فسيح جمهوريته في المناطق الراقية وقام بتوطينهم في الوظائف المرموقة في كافة قطاعات الدولة ولكن من دون تأهيل أو تمهيد أو دراسة أو إعداد.
فبعد أن استتب الأمر لـ "عبد الناصر" في أعقاب حركة "الضباط الأحرار" في (يوليو 1952) قام "عبد الناصر" إلى شريحة من المجتمع المصري عاش آباؤهم وأجدادهم وأبناؤهم قرون طويلة تحت حذاء المستعمر والمحتل الأجنبي، وكانوا محض خدم وعبيد لدى "الباشوات" و"الأثرياء" والإقطاعيين، أو محض موظفين أجراء لدى المحتل الإنجليزي إبان "العصر الملكي"، فقام "عبد الناصر" بانتشال هذه الشريحة من تحت "حذاء" المحتل الأجنبي ومن تحت "كرباج" الإقطاعيين والباشوات والأثرياء وفتح أمامهم أبواب كل شيء من تملك وتجارة وثراء وتعليم وأعلى وأهم المناصب والوظائف في الدولة المصرية.

فلربما كان "عبد الناصر" يومها حسن النية في ابتغائه رفع شأنهم ورد شيء من الاعتبار لكرامتهم وآدميتهم التي انتهكها المستعمرون والمحتلون والإقطاعيون عبر القرون، إلا أن "عبد الناصر" قد أخطأ خطئاً جسيماً وفادحاً حين لم يأخذ يومها في حسبانه أن هؤلاء كان من الضروري والحتمي عليه ابتداءً تأهيلهم نفسيا وعلميا وسلوكيا وأخلاقيا وآدميا وقيميا قبل ذلك الدفع والانفتاح غير المهيأ وغير المحسوب وغير المدروس، حيث اندفعت تلك الشريحة غير المؤهلة علميا ولا أخلاقيا ولا قيميا ولا آدميا ولا إنسانياً بشراهة قطيعية وبقيمهم غير السوية وأخلاقهم البالية وثقافتهم البدائية وبيئاتهم المنحدرة وسلوكياتهم الدونية هم وأبناؤهم إلى ساحات التعليم والثقافة والإعلام والفنون والتجارة والمال والسلطة والمناصب دون أدنى تأهيل أو تمهيد أو دراسة أو إعداد، فنتج عن ذلك الانفتاح غير المهيأ وغير المحسوب وغير المؤهل أن أصبحت مصر الآن يتصدر واجهة كل شيء فيها "البلطجية" واللصوص والرعاع والهمج وأسافل الناس وأراذلهم، وأصبحنا نرى الانهيار في كل شيء من حولنا، الانهيار القيمي والخلقي والإنساني في الثقافة والفنون وسلوكيات الناس في بيوتهم وفي خارج بيوتهم وفي أعمالهم بل وأصبحنا نرى الفساد ينخر كل شيء من حولنا وكأن الفساد قد أصبح "ماركة مسجلة" على جبهة الإنسان المصري إلا من رحم ربك.

وإلا فهل أشخاص من أمثال "لميس الحديدي" وزوجها "عمرو أديب" و"إبراهيم عيسى" و"يوسف الحسيني" و"الإبراشي" و"عبد الرحيم علي" و"توفيق عكاشة" و"أحمد موسى" ومن هم على شاكلتهم من سياسيين وقضاة وصحفيين وكتاب ومثقفين ورجال عسكر ورجال أمن ورجال أزهر ورجال كنيسة ورجال مال وأعمال وفنانون وفنانات، هل أمثال هؤلاء جاءوا إلى هذه المناصب وهذه الواجهات المصرية العريضة كزرع شيطاني أم أنهم هم أبناء وإفرازات تلك الشريحة المستنقعية الوحلية التي حاول الطاغية "عبد الناصر" أن يصنع منهم شيئا ذا قيمة لكنه ضل الطريق؟؟، أو كما يقول المثل الشعبي المصري "جه يكحلها عماها".

فلا عجب بعد ذلك أن نرى أبناء وأحفاد هذه الشريحة الآن يقطنون أرقى المناطق السكنية في مصر ويحملون أعلى الشهادات الجامعية والأكاديمية، ويرتدون أغلى الثياب ويركبون أفخم السيارات، ويشغلون أعلى وأهم وأرقى المناصب في الدولة، ولا عجب أن يكونوا منهم الأثرياء وعلية القوم وأصحاب الشركات الكبرى والمصانع الضخمة، ولا عجب أن يكون منهم الكتاب والمثقفين والإعلاميين والصحفيين والفنانين والفنانات والراقصين والراقصات و"اللمبي" و"عبده موتة" و"سعد الصغير"، والأمنيين والعسكريين والساسة ونخبة المجتمع الضالة الذين يحتكرون مقاليد كل شيء في مصر الآن، ولا عجب أن نراهم لا يزالون يحتفظون بهويات وثقافات بيئاتهم العفنة المأفونة.

ولا عجب حين نرى الهمج والرعاع وسقط الناس وأراذلهم وأسافلهم من تجار المخدرات والبلطجية والعشوائيين ونزح الحارات وتربية الشوارع والنصابين والمحتالين واللصوص والجهلاء والأميين وأنصاف المتعلمين والصِيَّع ومدمني المخدرات والمرتزقة والمتسلقين والمتقلبين والانتهازيين والغوغاء والدهماء يغنون ويطبلون ويزمرون ويهتفون لـ "عبد الفتاح السيسي"، فقد مررت منذ بضعة أسابيع بإحدى المناطق المجاورة فوجدت سيارة خاصة يضع صاحبها صورة كبيرة لـ "عبد الفتاح السيسي" على الزجاج الخلفي للسيارة، فسألت أحد أهل هذه البلدة من هذا صاحب السيارة التي عليها صورة "عبد الفتاح السيسي"؟، فقال لي: هذا أكبر تاجر مخدرات وحبوب مخدرة وأكبر تاجر سلاح في الناحية كلها. فقلت له: ولماذا يضع صورة "عبد الفتاح السيسي" على سيارته؟. فقال لي: "لزوم الشغل والأونطة والفهلوة علشان يقول للنظام الحالي أنا منكم وأنتم مني فجميعنا أبناء جلدة واحدة وأبناء كار واحد".

ولا عجب حين تقوم (((الدكتورة))) "درية شرف الدين" وزيرة إعلام "عبد الفتاح السيسي" بممارسة البلطجة والسرقة والسطو على بث قناة "الجزيرة الرياضية" وإذاعة مباراة "مصر، وغانا" دون إذن أو تصريح مسبق من القناة صاحبة الحق في البث، مما دعا القائمين على قناة "الجزيرة الرياضية" إلى رفع الأمر إلى منظمة "الفيفا" التي قضت بدورها بتغريم اتحاد الكرة المصري بدفع مبلغ "2 مليون دولار"، أي: ما يعادل "15 مليون جنيه مصري"، كعقوبة رادعة للسلطة المصرية جزاء ما اقترفته من بلطجة وسرقة وسطو إعلامي على حقوق قناة "الجزيرة الرياضية".

ولا عجب حين نرى قوات "عبد الفتاح السيسي" العسكرية والأمنية والبلطجية تقتل وتلاحق آلاف المصريين والمصريات في الميادين والشوارع والجامعات ويتحرشون بالنساء ويغتصبوهن. مما يؤكد أن هذه الشريحة التي تسطوا على مصر منذ ستين عاما تمارس جرائم من نوع جديد لم تعرفه المصطلحات السياسية أو الحقوقية أو القانونية الدولية من قبل، ألا وهي جرائم "بلطجة الدولة" على غرار مصطلح "إرهاب الدولة"، فالسلطة التي تستخدم وسائل وأدوات "البلطجة" في الفتك بمعارضيهم وإطلاق قطعان "البلطجية" لقتل الرجال والنساء في الشوارع وتركهم يسرقون وينهبون المحلات والبيوت والممتلكات العامة والخاصة كما حدث في مدينة "المنصورة" عقب تفجير "مديرية أمن الدقهلية" تحت سمع السلطة وبصرها وبموافقتها وتحريضها لهي سلطة تمارس جرائم "بلطجة الدولة" في أحقر وأقذر وأحط صورها. وعليه فإنني أتمنى أن تنتبه الجمعيات الحقوقية والقانونية والسياسية الدولية وتقوم بإدراج مصطلح "بلطجة الدولة" كمصطلح قانوني جديد يصف ما تقوم به ميليشيات "عبد الفتاح السيسي" في مصر على غرار مصطلح "إرهاب الدولة" الذي يمارسه أشقاؤه في دولة إسرائيل "الشقيقة".
هذه هي "جمهورية ناصر اللعينة" وهذا هو إنتاجها وإفرازها على مدار ستين عاماً، وما لم يستطع الشرفاء والمخلصون لتراب هذا الوطن وأهل النظافة والطهارة والشرف فيه من إسقاط هذه الجمهورية الناصرية اللعينة المغتصبة لمصر والمضطهدة لشعبها وردها لجميع أهلها فلن تقوم لمصر ولا لشعبها قائمة أبدا.

13 يناير 2014
إن فضل النقد على البشرية كان عظيما:
لولا النقد لظل الإنسان على بدائيته الأولى حتى هذه اللحظة، فرسالات السماء جميعها لم تبدأ ولم تقم ولم تستمر ولم تنتشر إلا بنقد ما هو موروث وبدهي وسائد لدى الأمم، فلولا النقد لظل الناس يعبدون الأصنام والأوثان حتى هذه اللحظة، ولكان الآن في بيت كل منا صنم يعبده، ولولا النقد لضاعت الحقوق وانمحت الحقائق وساد الإفك والتضليل والتزييف والزور والبهتان.
فيا أيها الناس لا تغضبوا من النقد، فالنقد كالمرآة التي تدلنا على عيوبنا لنصلحها.

نهرو طنطاوي
كاتب وباحث في الفكر الإسلامي _ مدرس بالأزهر
مصر _ أسيوط
موبايل : 01064355385 _ 002
إيميل: [email protected]
فيس بوك: https://www.facebook.com/nehro.tantawi.7
مقالات وكتابات _ نهرو طنطاوي:
https://www.facebook.com/pages/%D9%83%D8%AA%D8%A7%D8%A8%D8%A7%D8%AA-%D9%88%D9%85%D9%82%D8%A7%D9%84%D8%A7%D8%AA-%D9%86%D9%87%D8%B1%D9%88-%D8%B7%D9%86%D8%B7%D8%A7%D9%88%D9%8A/311926502258563



#نهرو_عبد_الصبور_طنطاوي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- هوامش يومية على جدران الثورة المصرية -ثورة 25 يناير- (20)
- هوامش يومية على جدران الثورة المصرية -ثورة 25 يناير- (19)
- هوامش يومية على جدران الثورة المصرية -ثورة 25 يناير- (18)
- هوامش يومية على جدران الثورة المصرية -ثورة 25 يناير- (17)
- هوامش يومية على جدران الثورة المصرية -ثورة 25 يناير- (16)
- هوامش يومية على جدران الثورة المصرية -ثورة 25 يناير- (15)
- هوامش يومية على جدران الثورة المصرية -ثورة 25 يناير- (14)
- (وَعَلَى الَّذِينَ يُطِيقُونَهُ فِدْيَةٌ طَعَامُ مِسْكِينٍ) ...
- القرءانيون وخرافة تواتر القرءان – الحلقة الثانية
- القرءانيون وخرافة تواتر القرءان – الحلقة الأولى
- من بدل دينه فاقتلوه
- هوامش يومية على جدران الثورة المصرية -ثورة 25 يناير- (13)
- هوامش يومية على جدران الثورة المصرية -ثورة 25 يناير- (12)
- هوامش يومية على جدران الثورة المصرية -ثورة 25 يناير- (11)
- الأزهر يصادر كتبي ويوقفني عن أعمال التدريس مؤقتا ويحيلني للم ...
- هوامش يومية على جدران الثورة المصرية -ثورة 25 يناير- (10)
- هوامش يومية على جدران الثورة المصرية -ثورة 25 يناير- (9)
- هوامش يومية على جدران الثورة المصرية –ثورة 25 يناير- 8
- هوامش يومية على جدران الثورة المصرية -ثورة 25 يناير- (7)
- هوامش يومية على جدران الثورة المصرية -ثورة 25 يناير- (6)


المزيد.....




- بيان إماراتي بشأن اختفاء الحاخام اليهودي
- قائد الثورة الاسلامية آية الله‌خامنئي يصدر منشورا بالعبرية ع ...
- اختفاء حاخام يهودي في الإمارات.. وإسرائيل تتحرك بعد معلومة ع ...
- إعلام العدو: اختفاء رجل دين اسرائيلي في الامارات والموساد يش ...
- مستوطنون يقتحمون مقبرة إسلامية في الضفة الغربية
- سفير إسرائيل ببرلين: اليهود لا يشعرون بالأمان في ألمانيا
- المقاومة الاسلامية في لبنان تستهدف مستوطنة -أفيفيم- بصلية صا ...
- المقاومة الاسلامية في لبنان تستهدف مستوطنة -ديشون- بصلية صار ...
- سفير إسرائيل ببرلين: اليهود لا يشعرون بالأمان في ألمانيا
- أسعد أولادك…. تردد قناة طيور الجنة التحديث الجديد 2025 على ج ...


المزيد.....

- شهداء الحرف والكلمة في الإسلام / المستنير الحازمي
- مأساة العرب: من حزب البعث العربي إلى حزب الله الإسلامي / حميد زناز
- العنف والحرية في الإسلام / محمد الهلالي وحنان قصبي
- هذه حياة لا تليق بالبشر .. تحرروا / محمد حسين يونس
- المرحومة نهى محمود سالم: لماذا خلعت الحجاب؟ لأنه لا يوجد جبر ... / سامي الذيب
- مقالة الفكر السياسي الإسلامي من عصر النهضة إلى ثورات الربيع ... / فارس إيغو
- الكراس كتاب ما بعد القرآن / محمد علي صاحبُ الكراس
- المسيحية بين الرومان والعرب / عيسى بن ضيف الله حداد
- ( ماهية الدولة الاسلامية ) الكتاب كاملا / أحمد صبحى منصور
- كتاب الحداثة و القرآن للباحث سعيد ناشيد / جدو دبريل


المزيد.....

الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - نهرو عبد الصبور طنطاوي - هوامش يومية على جدران الثورة المصرية -ثورة 25 يناير- (21)