أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع - اسعد الامارة - الحاجة للآخر ..ضرورة!!















المزيد.....

الحاجة للآخر ..ضرورة!!


اسعد الامارة

الحوار المتمدن-العدد: 1296 - 2005 / 8 / 24 - 11:49
المحور: الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع
    


اعتاد الناس في اي مجتمع من المجتمعات الانسانية ان يضعوا لانفسهم معايير يتفقوا على احترامها والالتزام بها طواعية،وان يجدوا في القيم التي توارثوها اجتماعياً مؤشراً نحو الضبط الاجتماعي،ويقول علماء النفس الاجتماعي ان للمعايير الاجتماعية فعلاً اثار قوية على السلوك حتى ولو لم يكن يدرك الافراد ذلك،ففي معظم المواقف واللقاءات الاجتماعية نجد الناس يشتركون في الاراء والافكار بما يجب ان يقولوه او ان يفكروا به او حتى يشعروا به وخصوصاً في مجتمعاتنا العربية التي تجد في احيان كثيرة مواقف الاتفاق فيها اكثر من مواقف الاختلاف في المناسبات وهذا ينبع اساساً من تكوين الشخصية العربية وحبها في التواصل والالتقاء بالاخرين وتقديم العون والمساعدة واقامة صلات التعارف مع الغريب والعلاقات الاجتماعية.هذا السلوك تحكمه القيم عموماً واشباع الحاجات الاساسية بشكل خاص لذا فالقيم ونظامها السائد في اي مجتمع ينبع في الاساس من بيته الذي نشأ فيه. ان ما يتعامل به اي شخص يعد المحرك والدافع لطموحه ولسلوكه وهو في آن معاً يظهر مدى الاشباعات النفسية التي تحققت له في طفولته وكم اثرت فيه لاحقا في المستقبل حتى قيل ان السلوك يتم تطبيعه في الاسرة اولا ومن ثم يجد طريقه الى التطبيق في المجتمع عبر عملية التنشئة الاجتماعية بعد ذلك.
القيم هي اكتساب الفرد سلوكاً ومعايير واتجاهات مناسبة لادوار اجتماعية معينة من خلال عملية التنشئة الاجتماعية بينما الحاجات(الحاجة)هي احساس الفرد بافتقاد شئ ما داخليا او خارجياً يؤدي الى بواعث معينة ترتبط بهدف او موضوع الحافز،كلها تؤدي الى استجابة تخفض التوتر او تزيده.اذن من خلال ذلك نستنتج ان القيم تعد مؤشر للسلوك،والحاجة مؤشر للسلوك ايضاً،وتكون في النتيجة القيم تساوي الحاجة وتحركها فأذا لم تكن هناك قيم قوية عند الفرد وحاجات مشبعة لن يتحقق التوافق الاجتماعي في اي مجتمع كان ولن يتقبل الفرد الآخر .ان الحاجات النفسية عديدة منها الحاجة الى الانتماء والاستقلال والحاجة الى الامن والحاجة الى الحب والحاجة الى السلطة والحاجة الى التقدير،وما يهمنا في هذا الصدد هو الحاجة الى التفاعل الاجتماعي.
ان ما يربط الناس بعضهم ببعض هي الحاجة الى التقارب والتفاعل الاجتماعي،فالتفاعل الاجتماعي هي تلك العملية التي يؤثر فيها الناس على بعضهم البعض من خلال التبادل والتوافق المشترك للاراء والاتجاهات والافكار والمشاعر،فالافراد في المجتمع الواحد يكمل بعضهم البعض خصوصاً في المواقف الحياتية الصعبة،هذه المشاعر تغذيها الاسرة الصغيرة لدى ابنائها وتنشأ معها وتنمو حتى تصبح احد توافقات المجتمع الانساني فحينما تلقى التدعيم والاشباعات الخاصة من الاسرة بعد بلوغ الابن او البنت،حيث يتكون سلوك القبول لا الرفض من الشاب للفتاة التي يود ان يقترن بها ويتزوجها،هو احد نتائج هذا التقبل وكذلك هو الحال مع البنت فأشباع الحاجات النفسية وتدعيم القبول للآخر يعد مؤشر لحجر الاساس السوي للفرد والمجتمع،فاشباع الحاجات النفسية الاجتماعية في الاسرة لدى ابنائها يقلل لديها عقدة الشك في الاخر والريبة منه حتى يبدو له في الحالات السلبية انه عدو اكثر منه متمم او مكمل في مسيرة الحياة الطويلة للفتى او الفتاة. ان حياة البشر بالضرورة حياة اجتماعية ونحن نحدد مدى سويتها او مرضها،ففي الحالة الصحية السوية يتوافق الافراد بدون منغصات بينما في الحالة المرضية تكون الصورة سوداوية مظلمة يسودها الشك في الآخر وفي نواياه ،ينتابه في كل لحظةالشك في الاخرين،ولا يتقبلهم اما لمعتقداتهم تارة او انتماءاتهم او لدينهم او لاتجاهاتهم تارة اخرى حتى وان كانت اتجاهاتهم الفنية او السياسية او الدينية موضع خلاف كما يعتقد ، فهو يكاد يكون منغلق ،رافض الاخرين بينما القاعدة الاساسية الانسانية هي ان الناس بحاجة الى الناس ،والبشر يقدم كل منهم للآخر اعظم مواقف العون والمساندة في المسرات وفي الاحزان حتى غدا الادراك الاجتماعي لجميع البشر سمة تميز التحضر والتوافق مع الاخرين والتفاعل معهم هي الاخرى سمة المجتمعات الانسانية وكلما ازداد التفاعل يستمر البناء الاجتماعي ،وكلما ازدادت المكافآت من الاخرين بالتدعيم والاثابة يزداد التوافق والانسجام بين افراد المجتمع، الذي يؤدي كل ذلك الى تقليل الحالات الشاذة في المجتمع الواحد مثل السرقة والقتل العشوائي او المنظم او الاغتصاب او التهجم على الاخر ،فالاسرة التي تشبع حاجات ابنائها النفسية،تقلل لديها من نزعات العدوانية ويقول علماء النفس الاجتماعي ان نظام القيم السائد في كل مجتمع والقائم في كل بيت وعند كل شخص هو المحرك والدافع لطموح الانسان ولسلوكه.
ان الاديان السماوية والفلسفات الانسانية المعتدلة دعت معتنقيها الى التقارب والآلفة والتفاعل مع الاخرين في جميع انحاء العالم دون النظر الى انتماءاتهم او ما يحملون من افكار بقدر ما تربطهم من نزعات انسانية خالية من التعصب او التطرف فاعجاب شعب بآخر يعد بحد ذاته دعوة للانفتاح وقبوله او الاعجاب الفردي لدى البعض هو الاخر دعوة مماثلة لتقبله على الرغم ان البشر يختلفون في الكثير من العادات والقيم والاعراف ولكن اشباع الحاجة يعطي الاولوية للجانب الانساني في الفطرة الداخلية لاي منا حتى نتقبله كما هو دون النظر الى نقاط الاختلاف بيننا وبينه،فالافراد الذين يلتقون مع الاخرين تربطهم عوامل جذب منها بعض السمات المرغوبة او بعض سمات الاعجاب او ما شاكل ذلك من عناصر تقوية هذه الروابط فتتعزز من كلا الطرفين فتنشأ اواصر العلاقة والتفاعل الناجح لاسيما ان الناس جميعا يرغبون في تقبل العواطف والاحاسيس اللطيفة والناعمة ويرفضون السلوك الخشن والعنيف لان الاحاسيس تجعل للحياة قيمة والجو الاجتماعي القائم على الثقة والتفاعل السليم وتقبل الاخر كما هو دون النظر الى ما يميزه في معتقده وهو يعد مؤشرا سويا في الحياة الاجتماعية.ان الناس جميعا تتطلع الى نظام اجتماعي يسوده الأمن والتفاعل مع الاخرين ويحقق لهم الفهم والمعرفة الواسعة لجميع الاقوام والاعراق والشعوب وعاداتها وما تحكمها من معايير وقيم والتوافق معها وهو من احد شروط الانتماء للمجتمع الانساني،اما الافراد الذين يبدون صعوبة في تكوين علاقة مع الاخرين في المواقف الاجتماعية عبر مسيرة الحياة فأن هناك عقد لم تحل في حياتهم الاسرية وفي تنشأتهم الاجتماعية، التي لم تلقى الاشباع الكافي لحاجاتهم النفسية الاجتماعية ولم تلقى التدعيم المناسب من الوالدين حتى نشأوا في ريبة وشك في الآخر وتوجس من كل ما يصدر منه من تصرف وسلوك ينعكس بالكامل على علاقته الزوجية مع زوجته مستقبلا وعلاقته مع الاخرين التي غلب عليها نفي الآخر ورفضه وعدم الاعتراف بوجوده باعتباره نقيض له لا متمم له في الوجود.



#اسعد_الامارة (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- القلق وقرحة المعدة
- الطفل بين القبول والرفض والرفض في الاسرة
- الطفولة والتلقائية
- تحرير المرأة وتحرير المجانين
- لغز القلق
- اٍعرف المسالمة، ترفض العنف
- التفاؤل والتشاؤم بين الصحة ونقيضها
- التعصب والتصلب في الرأي وعلاقتهما بالمرض النفسي
- هل تخفي شخصياتنا افعالنا ام العكس؟
- مهارة اللاعنف..مهارة الالفة والصداقة
- التكامل النفسي بين الواقعية والمثالية
- نحن واضطرابات العصر(الاضطرابات النفسجسمية)سيكوسوماتيك
- تفجير النفس بين التعصب والاكتئاب
- الصراع النفسي ..ديالكتيك الهم الانساني
- هل يتراجع العراقيون عن قيم التسامح والمودة!!
- الشخصية السلبية Passive
- الهذيان والهلاوس في المرض العقلي..حقيقة ام وهم؟
- هكذا يتم تحويل المشاعر والافكار!!
- عقدة النقص وآلية التعويض
- التسامي في السلوك ..قوة للنفس والانسان


المزيد.....




- رصدتهما الكاميرا.. مراهقان يسرقان سيارة سيدة ويركلان كلبها ق ...
- محاولة انقلاب وقتل الرئيس البرازيلي لولا دا سيلفا.. تهم من ا ...
- ارتفاع قياسي للبيتكوين: ما أسباب دعم ترامب للعملات المشفرة، ...
- الكربون: انبعاثات حقيقية.. اعتمادات وهمية، تحقيق حول إزالة ا ...
- قائد القوات الصواريخ الاستراتيجية يؤكد لبوتين قدرة -أوريشنيك ...
- روسيا تهاجم أوكرانيا بصاروخ جديد و تصعد ضد الغرب
- بيع لحوم الحمير في ليبيا
- توقيف المدون المغربي -ولد الشينوية- والتحقيق معه بتهمة السب ...
- بعد أيام من التصعيد، ماذا سيفعل بوتين؟
- هجوم بطائرات مسيّرة روسية على سومي: مقتل شخصين وإصابة 12 آخر ...


المزيد.....

- كتاب رينيه ديكارت، خطاب حول المنهج / زهير الخويلدي
- معالجة القضايا الاجتماعية بواسطة المقاربات العلمية / زهير الخويلدي
- الثقافة تحجب المعنى أومعضلة الترجمة في البلاد العربية الإسلا ... / قاسم المحبشي
- الفلسفة القديمة وفلسفة العصور الوسطى ( الاقطاعية )والفلسفة ا ... / غازي الصوراني
- حقوق الإنسان من سقراط إلى ماركس / محمد الهلالي
- حقوق الإنسان من منظور نقدي / محمد الهلالي وخديجة رياضي
- فلسفات تسائل حياتنا / محمد الهلالي
- المُعاناة، المَعنى، العِناية/ مقالة ضد تبرير الشر / ياسين الحاج صالح
- الحلم جنين الواقع -الجزء التاسع / كريمة سلام
- سيغموند فرويد ، يهودية الأنوار : وفاء - مبهم - و - جوهري - / الحسن علاج


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع - اسعد الامارة - الحاجة للآخر ..ضرورة!!