|
من المعاناة من العنف الرمزي و التضييق به زمن الإصلاح إلى قراءة في هندسة الوظيفة الإستلابية للعنف الرمزي في إطار رأسمالية أو رسملة المدرسة و أوبيك(1) المعرفة:قراءةى في بانوراما الدكتور صابر جيدوري لكتاب : رأسمالية المدرسة في عالم متغير : الوظيفة الإستلابية للعنف الرمزي للدكتور علي أسعد وطفة .
عبد الله عموش
الحوار المتمدن-العدد: 4608 - 2014 / 10 / 19 - 22:17
المحور:
التربية والتعليم والبحث العلمي
قراءةى في بانوراما الدكتور صابر جيدوري لكتاب : رأسمالية المدرسة في عالم متغير : الوظيفة الإستلابية للعنف الرمزي للدكتور علي أسعد وطفة .
المؤلف للدكتور علي أسعد وطفة عن اتحاد الكتاب العرب بدمشق ، في هذا الكتاب يرسم و يضع المؤلف تصورا جديدا للمقاربة الوظيفية في إطار سوسيولوجيا التربية فيما يخص وظائف المدرسة ما بعد زمن العولمة و الحداثة ، كتاب يعج في معانيه بنظريات ودلالات و أفكار لا تقدر بقيمة مهما كانت من حيث القيمة العلمية و المعرفية الناذرة ، فهو كتاب غني في مدركاته بفكر نقدي جدير بالمعرفة و الإطلاع ، كتاب أصيل من الناحية الفكرية التي رصد بها المؤلف علاقات كل من الرأسمالية كنموذج فكري من بين نماذج الأفكار السياسية ، و المدرسة . لقد تعرض المؤلف الدكتور علي أسعد وطفة لقضايا المدرسة و العولمة و الثقافة من المنظور النقدي المعروف به كمفكر عربي في في علم الإجتماع التربوي و بقدرته على التأصيل في النمذجة و الفكر التربوي الحديث و كخبير ذي أصالة علمية في إطار علم الإجتماع و نقده داخل المدرسة النقدية الفرنسية بريادة الناقد الكبير بيير بورديو الذي مأسس للعلاقة الجنسية و الزواجية في عرس ثقافي بهيج "مؤلفه" بين التربية و الحياة السياسية الرأسمالية كفضاء للفكر الحداثي المتجدد. و المؤلف يضع الأصبع في مؤلفه (رأسمالية المدرسة ) على جل القضايا التربوية و التعليمية الحساسة و الجوهرية في عالم اقتصاد المعرفة في النظام الرأسمالي الجديد أيا كانت رقعته الجغرافية إقليميا وسياديا . و قد جمع فيه المؤلف بين ما هو نظري و ما هو خبراتي و تلاقى فيه الفلسفي و النقدي / الرؤية المتدخلة جدلا (الناقدة ) . ففي جوهر الكتاب تناول الدكتور وطفة دور المدرسة الإستلابي في الأنظمة الرأسمالية المعولمة ، إلى جانب منهج توظيف المدرسة في خدمة الطبقات الإجتماعية السائدة في المجتمع أي المنهج الخفي الذي توضحه و تجليه و تفضحه تحولات العنف الرمزي و التواصل الأخرس أو لغة الصم كقوة وسلطة تضرب النواحي الإنسانية داخل المدرسة و تفتتها و تقضي عليها لتعلن موتها ، و طبعا لكل عنف أدواته المادية ؟!! لتتحول المدرسة مع الرأسمالية الجديدة إلى واحدة من أدوات الإنتاج الرأسمالي و جهاز صناعة /إنتاج و إعادة تصنيع /إعادة إنتاج النظام الرأسمالي الجديد و عبر التوظيف الطبقي و الإيديولوجي للفاعلين في إطار الإصطفائية التربوية بكل ما تعنيه الإصطفائية من معنى ، و يقف الكتاب على دور المدرسة الرأسمالي زمن اقتصاد المعرفة و المولتيميديا باعتبارها باراديكما ـ نموذج ـ لمدرسة مسلحة بوسائل الإتصال الرقمية و التكنولوجية التي أفرزتها التقانة ، و هو أيضا ـ كتاب ـ يعرض و يكشف بجلاء عري و حضور الإستلاب و صراع الطبقات في الحياة المدرسية و فضاءاتها الزمانية و المكانية و المظلم منها على وجه التحديد . ليس يصف المؤلف و فقط المتدخلين في الفعل التربوي و النموذج العلائقي القائم بين كل من المدرسة و التنظيمات الإجتماعية التي أفرزتها الر أسمالية الجديدة ، إنه يقترح نموذج مدرسة مؤنسنة و عادلة . إنه من الصعوبة بمكان تقدير و تقييم المؤلف (بتشديد و فتح الام) من خلال نظرة بانورامية لمؤلف (رأسمالية المدرسة في عالم متغير " الوظيفة الإستلابية للمدرسة) . ـ دور المدرسة الإستلابي في النظام الرأسمالي الجديد
يرى النظام الرأسمالي الجديد في المدرسة أداة لتحقيق هدفين : 1) تخريج مؤهلين و مؤهلات يضطلعون بأدوار الرأسمالية التسويقية لإعادة تأهيل قدرات النظام الرأسمالي . 2) إفراز طبقة عمالية بمقدورها تحقيق متطلبات و حاجيات ذات النظام .و تبعا أو تأسيسا على هذين الهدفين الوظيفيين للمدرسة ، جاء تمييز المؤلف بين مرحلتين . الأولى " يجب العمل فيها على أن تخضع المدرسة لمنطكق و قانون الرأسمال الخاصين به عبر سن أنظمة تعليمية و تربوية تطابق و تساير متطلبات نموذج الحياة الرأسمالية المتحولة في الزمان و المكان . الثانية : تعويد المدرسة على طوابير العمال الذين سيشكلون الطبقة العمالية للإنتاج و الإستهلاك سويا . مع توفير آليات و قدرات و كفاءات كفيلة بإعادة إنتاج نفس البنيات الإجتماعية السائدة و التي تدخل في تركيبة البناء المجتمعي الطبقي المكون من عريض أبناء الشعب و بأطر تبيع قوتها الذهنية و الجسدية لأجل ذلك مع توفرها على هامش من القدرة القتالية تواجه بها من يتفوق عليها أو ينافسها من كفاءات متشبعة بروح الإرتباط بمصالح مسحوق الطبقات الإجتماعية من جهة و متشبعة بمبدأ تكافؤ الفرص التطبيقي و المعادية لأطروحة إعادة الإنتاج بما فيها من خذلان للمجتمع و تبخيس لذكائه من جهة أخرى . وليس بغريب أن يعتبر المؤلف بأن وظائف المدرسة الرأسمالية الجديدة و ما رافق ذلك من نقلات نوعية بسبب التكنولوجيات الجذرية المعولمة قد جردت المدرسة من استقلالها التربوي ، و قلص من دورها الإنساني المتعلق بشق البناء الثقافي و معيارية القيم و تصدعت المدرسة بفعل جرافات و معاول الرأسمالية الجديدة و مطارق تثبيت بياناتها و بلاغاتها و و مختلف ملصقاتها الخرافية وبجدران المدرسة و مسخ ذاكرتها بشيع من أتباع الخرافة و الأسطورة و الفكر الظلامي المتواطئ ...
هذا لتنحرف المدرسة عن مسارها الحضاري و الإنساني و إخضاعها قسرا ـ سرا و علانية ـ للنموذج الحضاري وفق تنظير الرأسمالية الجديدة الذي يلائم و ينسجم و متطلبات مقتضياته ، و بالإضافة إلى جعلها ـ المدرسة ـ من ةالأدوات التي تخدم التنافسية الإقتصادية ، فإننا نجد تجدير التفاوتات الجتماعية في بلوغ المعرفة ،. هي إذا دورة رأسمالية تظهر فيها المدرسة مؤسسة إنتاج عالم رأسمالي وفق تصوراته الإجتماعية . و بذلك تسقط في أبشع جريمة اجتماعية و إنسانية ترتكب في تاريخ المدرسة و بها ، و ذلك عن طريق محدودية التعليم و المحدود الكفاءة و الفرص و المقدم لأبناء طبقة العمال و المهمشين و المفروض به إزاحة مصائرهم إلى قوات عمالية تستخدم في الإنتاج و مادة خام كذلك في فلك الإنتاج للمجتمع الرأسمالي ، موازاة مع ذلك تدفع و تحفز قلة من مرتاديها من علو الطبقات الإجتماعية نحو تعبئة استعداداتهم الفطرية و الوراثية لبلوغ مناصب في إطار التنافسية العالمية التي يتزعمها و يحميها النظام الرأسمالي الجديد ، ليس إلا و ذلك عل مستو الإبتكار و التجديد العلمي بجميع اتجاهاته و تحت رقابة مشددة تحت طائلة التسريبات العلمية نحو مسحوق الشعوب المستغلة بشريا و طبيعيا ؟!!!!
تجليات و مفهوم العنف الرمزي في التربية درءا لكل غموض و توظيف خاطئ لمفهوم العنف الرمزي ، و بالقطع مع التعاريف اللغوية و الإصطلاحية التي تعرضت لمفهومي العنف و الرمز ، فإن المؤلف يعتبر المفهوم بمثابة المدخل السوسيولوجي المعاصر من بين التي تعنى بالنمذجة في ستقراء الظواهر الثقافية و الإجتماعية فهو ـ مفهوم ـ يحظى بمكانة مميزة كمفهوم تربوي اجتماعي و أداة سوسيولوجية بمقدورها أن تفهم و تحلل جل المناحي الحاضرة و المتوترة في الحياة الثقافية . و يذهب المؤلف في هذا الإتجاه معتبرا العنف الرمزي نزوع إلى خلق وضع إذعان و خضوع عند الغير عبر فرض برنامج منظم من أفكار و معتقدات صادرة عن نخبة أو قوة اجتماعية طبقية ممركزة أو مقربة من كرسي الهيمنة و السيادة / السلطة و الحكم والإدارة... . بهدف تقنين المعتقدات و الإيديولوجي المرخص لها و المأذون ترسيخها في وجدان و تفكير الخاضعين لهذا العنف ، والذي منطلقه نظرية المعتقدات و إنتاج نمط المثاقفة أو الإنتاج الثقافي و القيم المسموح بهما لينتج عن ذلك إنتاج الكفاءات التي ستضطلع فيما بعد بمهام ووظائف التطبيعين الثقافي و الإجتماعي في وضعيات خطاب سلطوي ثقافيا و إيديولوجيا يمكن من السيطرة و إخضاع الآخر و تطبيعه !!!!!!!!!! ينضاف إلى ذلك أن كل عنف تربوي ما هو إلا شكل من أشكال الإكراه المؤسسي المحسوس و المعلن و المستتر و المضمر و الخفي و الضمني الموازي للمارسة التربوية في مؤسسات رسمية ، و هو ـ العنف التربوي ـ بهذا فإنه يمارس في المدرسة و الأسرة و الجماعات . و في الحقل التربوي فالعنف في المؤسسة يولد العنف في المجتمع . و في اتصال بالعنف المدرسي فإن الإشارة جديرة إلى العنف الجسدي أو البدني بين الأطراف تلاميذ/ تلاميذ طلاب/ أساتذة و العكس أساتذة / أساتذة ، و إلى العنف السيكولوجي و هو المعتمد على قدرات التبخيس و الإزدراء و الإهمال و التحقير و الإصرار على الإذلال إلى حد العنصرية حسب الأصل الثقافي و الإجتماعي و الثروة و حسب السلم في الهيمنة باعتماد مدرجات الحقل و الرأسمال و العادة (أنظر في هذا الصدد : نحو سيوسيولوجيا الكشف عن الهيمنة لبيير بورديو ـ و العهر الأخلاقي في صفوف الكفاءات نفسها ـ في إطار ما سمي صراع البروليتاريا داخل أطروحة سيكولوجيا السلطة عند كوستاف لوبون . و تجدر الإشارة كذلك إلى العنف اللفظي في المدرسة و المتمثل في الإعتداءات اللفظية في صفوف المعلمين و التلاميذ على حد سواء . و حراك النماذج اللغوية في المدرسة هو عملية تربوية تشكل و تبعث على العنف الرمزي و ذلك باعتبار الوسط المدرسي حلبة الصراع اللغوي الرمزي لنماذج لغوية إما طبقية أو إثنية لسانية ، و ذلك اعتباراللغة " نظاما رمزيا للدلالات و التصورات الرمزية " حسب بورديو في نظريته الرمزية . و هي ـ اللغة ـ " الحامل التاريخي للرموز و التصورات و الدلالات و المعاني " و تعدد الحياة الإجتماعية نتاج لتعدد الصيغ اللغوية و لهجاتها .كما يمكن اعتماد الصنافة اللغوية بهذا الشكل حسب المؤلف ": "لغة العمال" ،"لغة الفلاحين"، "لغة الطبقة البورجوازية" ، لغة الطبقة الوسطى " ، لغة الريف " ، "لغة المدينة" ، " العامية و الفصحى" بلوغا " لغة النساء " والويل لهذه اللغة في حراك اللغات وفي إطار العنف الرمزي في المدرسة ، ....(لنا عودة إلى هذا الموضوع ذي الإرتباط بالطبقة الزعاماتية ) . إن تعدد الطبقات و الفئات الإجتماعية ، و إن كون اللغة بنية عقلية لها وجه نفسي واجتماعي و إجرائي تكسب الفر د شرعية وجوده و الإحساس به و بكينونته الواعية ، و كونها ـ اللغةـ هيأة رمزية خطيرة للغاية في المجتمعات بمختلف طبقاته فإنها تشكل الإطار الرمزي للوجود أو النفي الإجتماعي و تشكل أكثر أدوات العنف الرمزي حدة في خطورتها حينما تقمع في الشخص المعنف في الوسط المدرسي ، و درجة العنف الرمزي هذه لا يمكن تحقيقها إلا بضلوع خبراء الشر فيها داخل المدرسة ....
...................................يتبع .
ملحوظة : نسخة لم توجه إلى المعني بالأمر
#عبد_الله_عموش (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟
رأيكم مهم للجميع
- شارك في الحوار
والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة
التعليقات من خلال
الموقع نرجو النقر
على - تعليقات الحوار
المتمدن -
|
|
الكاتب-ة لايسمح
بالتعليق على هذا
الموضوع
|
نسخة قابلة للطباعة
|
ارسل هذا الموضوع الى صديق
|
حفظ - ورد
|
حفظ
|
بحث
|
إضافة إلى المفضلة
|
للاتصال بالكاتب-ة
عدد الموضوعات المقروءة في الموقع الى الان : 4,294,967,295
|
-
من المعرفة بالذكاء إلى سيكولوجيا الذكاء ؟!!!
-
نحو علم النص (2)
-
نحو علم النص
-
ثورة الملك و الشعب في مملكة النحل
-
الأدب بين الفنية و العلمنة 1/1 في الأدب و الدراسة الأدبية قر
...
-
تروبادوريات : وتر أخيل
-
قصير في المغرب
-
جذيمة ، قصير ، ميسون و عمرو بن عدي الشيخ في المغرب
-
فصل المقال فيما بين الإلتحاق بالزوج من خلال وثيقتي الدستور و
...
-
التدبير الإداري و المالي و الإجتماعي للمؤسسة التعليمية بالمغ
...
-
من سيكولوجية السلطة إلى سيكولوجية الجماهير من خلال تجربتي ما
...
-
قراءة عملية و مقاربة سياسية لنتائج الحركة الإنتقالية / الإجت
...
-
البوصلة نحو مقعد المواطنة الجديدة : جدل الكينونة و العدم / ا
...
-
نحو منظور العقل الفلسفي و العقل النصي للمرأة _1)
-
نحو منظور العقل لاالفلسفي و العقل النصي للمرأة (1)
-
مقاربة إشكال : السياسة السلطة و الدولة و الجماعات و الأفرا
...
-
قراءة في : ظاهرة السلطة السيادية ؛ الدولة المفهوم و الممارسة
...
-
الدول البيروقراطية /السيطرة المشروعة في دول الجنوب وآسيا الو
...
-
قرأت لكم : الرشد السياسي في فهم الدولة من ظاهرة السلطة السيا
...
-
إشراقات و إضاءات في قوانين القذف المباح و التشهير المباح على
...
المزيد.....
-
بشخصيتين.. دنيا سمير غانم -عايشة الدور- في رمضان
-
لماذا لم يُبعد السجين الأردني في إسرائيل عمّار الحويطات إلى
...
-
سوريا: تنصيب الشرع -الجولاني- رئيساً للمرحلة الانتقالية وحل
...
-
تعيين أحمد الشرع رئيسا لسوريا في المرحلة الانتقالية
-
تركيا تعلن مقتل 3 من مواطنيها بغارة إسرائيلية على الحدود الل
...
-
إعلام مصري يبرز -لاءات- السيسي الحاسمة على مقترح ترامب
-
إيطاليا تواجه اتهامات بالتنصل من التزاماتها الدولية بعد الإف
...
-
الرئيس الألماني يحذر من ارتداد بلاده إلى -عصر مظلم-
-
الدفاع الروسية: إسقاط 4 مسيرات أوكرانية فوق القرم وبيلغورود
...
-
كينيدي جونيور: أنا داعم للسلامة والتقارير الإعلامية حول اللق
...
المزيد.....
-
اللغة والطبقة والانتماء الاجتماعي: رؤية نقديَّة في طروحات با
...
/ علي أسعد وطفة
-
خطوات البحث العلمى
/ د/ سامح سعيد عبد العزيز
-
إصلاح وتطوير وزارة التربية خطوة للارتقاء بمستوى التعليم في ا
...
/ سوسن شاكر مجيد
-
بصدد مسألة مراحل النمو الذهني للطفل
/ مالك ابوعليا
-
التوثيق فى البحث العلمى
/ د/ سامح سعيد عبد العزيز
-
الصعوبات النمطية التعليمية في استيعاب المواد التاريخية والمو
...
/ مالك ابوعليا
-
وسائل دراسة وتشكيل العلاقات الشخصية بين الطلاب
/ مالك ابوعليا
-
مفهوم النشاط التعليمي لأطفال المدارس
/ مالك ابوعليا
-
خصائص المنهجية التقليدية في تشكيل مفهوم الطفل حول العدد
/ مالك ابوعليا
-
مدخل إلى الديدكتيك
/ محمد الفهري
المزيد.....
|