دانا جلال
الحوار المتمدن-العدد: 1296 - 2005 / 8 / 24 - 11:49
المحور:
اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق
رغم الأخطاء الفنية وبعض التجاوزات السياسية وتخندق اغلب الأحزاب السياسة العراقية في خندق الهوية وممارسة اداءها السياسي من خلالها ، فأن نتائج الانتخابات أفرزت واقعا سياسيا جديدا يتمثل بظهور قوى كانت وعبر تاريخ العراق المعاصر مغيبة عن مركز القرار السياسي لاسباب قومية ومذهبية ، ومقابل بروز تلك القوى( الكورد والشيعة ) بدأت الأطراف التي فقدت سلطتها بادراة عملها السياسي بصيغ جديدة رغم عقلية البداوة المتحكمة فيها وجذورها القبلية المناطقية، حيث بدأت بالاستفادة من خبرتها في الحكم للعمل من اجل إعلان جمهوريتها الثالثة للقمع ، مستغلة هامش الديموقراطية والرغبة الأميركية وبعض الأطراف الإقليمية بإعادة إنتاج تلك القوى بأسماء جديدة بدعوى مشاركة الجميع في بناء العراق الجديد ، وضمن سياسة الإنتاج الجديدة تم فرض ماسمي بالقائمة المغيبة في لجنة صياغة الدستور بعد ان تم التمهيد لها بإشاعة أكذوبة ( القوى المغيبة ) التي ادعت ان الظروف الأمنية في مناطقها كانت بالضد من الكشف عن قوتها وتمثيلها في الجمعية الوطنية ، ولكن الإقبال الشديد الذي نلاحظه في تلك المناطق للتسجيل حول الاستفتاء على الدستور وبالذات في المناطق التي قاطعت الانتخابات العراقية بعد إعلان هيئة العلماء المسلمين والحزب الإسلامي العراقي والوقف السني بضرورة المشاركة في الاستفتاء وابراز (لا) بوجه الدستور الديموقراطي والفيدرالي يؤكد بما لا يقبل الشك ان عدم تمثيلهم في الجمعية الوطنية كان قرارا اتخذه طلقاء العملية السياسية لمعرفتهم بنتائج فرز الأصوات إضافة إلى رغبتها برفع راية المظلومية .
ان الطلقاء الجدد وهم يخرجون من بيتهم السفياني بدءوا يهددون بالحرب الأهلية في حالة إقرار الدستور ، فقد صرح البعثي السابق صالح مطلك وهوأحد الطلقاء ال15الموجودين في لجنة صياغة الدستور عقب جلسة مقتضبة للبرلمان ( ان انتفاضة ستندلع في الشوارع اذا تم اقرار مسودة الدستور)
و صرحت سهى علاوي وهي ضمن نفس القائمة (إن السنة لن يقفوا صامتين. وأضافت انهم سيبدأون حملة لتوعية الرأي العام ودعوة السنة والشيعة لرفض الدستور الذي يتضمن بنودا ستقود إلى تفتت العراق ونشوب حرب أهلية ) . وأضافت أن التمرد سيصل إلى ذروته إذا أقر هذا الدستور.
ان مجرد إصرار تلك القوى على عدم إدراج فكر وتنظيم حزب البعث في الدستور واعتباره حزبا فاشيا والإعلان عنها بكل وقاحة رغم ان دماء ودموع شهداءنا وأمهات المقابر الجماعية مازالت تحكي قصة البعث يمثل إهانة واضحة لكل شهداء العراق وضحايا سياسات النظام المقبور .
ان طلقاء العملية السياسية وبالاستفادة من تكرار الخطأ التاريخي بالتعامل مع أعداء التغير وتوفير الملاذات الآمنة لهم أكان بيتا سفيانا أو مناطق تحولت إلى بؤر للإرهاب ، يهددون بالحرب الأهلية والتي ستقع حتما ولكنها ستكون حربا ضد الدعاة إليها .
#دانا_جلال (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟