فلاح هادي الجنابي
الحوار المتمدن-العدد: 4608 - 2014 / 10 / 19 - 21:19
المحور:
حقوق الانسان
ليست بدأت الامال تتضائل بحدوث تطور إيجابي من جانب حکومة حيدر العبادي بشأن الحصار الجائر اللاإنساني المفروض على سکان مخيم ليبرتي، وانما بدأت تظهر علامات بالغة السلبية بشأن طريقة و صيغة تعاملها مع موضوع الحصار مما يبعث على الشعور بالاحباط و الخيبة.
اللاجئون الايرانيون في مخيم لهم أکثر من سبب و مبرر لکي يشعروا بالقلق و التوجس على أوضاعهم المختلفة و خصوصا من ناحية الطبابة و الدواء، بعد الاجراءات التعسفية الاخيرة من جانب الحکومة العراقية والتي تفرض عليهم الذهاب الى مستشفى واحد لتلقي العلاج لمعظم الحالات المرضية المختلفة، وهو مايتعارض و لايتفق مع تلك الحالات، بالاضافة الى ان هذه الاجراءات متناقضة و متعارضة تماما مع کونهم لاجئين سياسيين و لاتتفق مع القوانين و الاعراف المتعامل بها دوليا بشأن حقوقهم کلاجئين سياسيين معترف بهم.
ممثلية الامم المتحدة في العراق"اليونامي"، وکذلك السفارة الامريکية المتواجدة في بغداد، قام اللاجئون وبعد الاجراءات القمعية التعسفية الاخيرة بحقهم بمراجعتهما و الطلب منهما التدخل لدى الحکومة العراقية کي تدفعها للعدول عن تلك الاجراءات و تحسن من طرق التعامل معهم، لکن الذي أثار الدهشة و الاستغراب هو الموقف الصادر من جانب اليونامي، إذ في الوقت الذي کان مطلوبا منها بحکم عملها في العراق و علاقتها بقضية اللاجئين الايرانيين و معرفتها بالقوانين الدولية التي يجب إتخاذها بشأنهم، المبادرة بممارسة دورها من أجل إقناع الحکومة العراقية بإلغاء الاجراءات التعسفية الاخيرة و إلغائها، فإنها و في خطوة تثير الشبهة حولها، قامت بالطلب من اللاجئين بأن يتکيفوا مع هذه الاجراءات و يتقبلونها، وهو مايمکن إعتباره تصرفا غريبا و غير مقبولا من هذه الممثلية خصوصا وانها تقوم بذلك بمخالفة صريحة للقوانين الدولية المعمولة بها بهذا الشأن و تجيز خرقها و تجاوزها.
اليونامي الذي من المفترض أن يکون واسطة خير و وسيلة إيجابية تمارس المهام الانسانية الموکول به و تعمل کل مابوسعها من أجل تحسين أمور و شؤون اللاجئين و تمنع عنهم الظلم و الجور و الاجراءات التعسفية، فإنها تقوم و خلافا لدورها و مهمتها الحقيقية بمايمکن تشبيهه بممارسة ضغط نفسي على اللاجئين لصالح الطرف الضاغط أي السلطات العراقية التي تحاول بشتى الطرق و الاساليب إرضاء النظام الايراني بإستمرار هذا الحصار المناقض لأبسط مبادئ حقوق الانسان و يعتبر تجاوزا و إنتهاکا فاضحا لحقوق سکان مخيم ليبرتي کلاجئين دوليين معترف بهم و تعرف هذه الحقيقة اليونامي قبل الجميع، فهل ستقوم اليونامي بتدارك موقفها المشبوه هذا و تصححه أم انها ستستمر في طريق يدفعها لکي تکون في النهاية جزء من المشکلة و ليس طرفا للمساهمة بحلها؟
#فلاح_هادي_الجنابي (هاشتاغ)
الحوار المتمدن مشروع
تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم
العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم.
ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في
استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي،
انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة
في دعم هذا المشروع.
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟