قاسم حسين صالح
(Qassim Hussein Salih)
الحوار المتمدن-العدد: 4607 - 2014 / 10 / 18 - 11:36
المحور:
العمل المشترك بين القوى اليسارية والعلمانية والديمقرطية
القيم بعد التغيير وعلاقتها بالأزمة السياسية
اقامت جمعية الثقافة المندائية باقليم كوردستان امسية ثقافية للأستاذ الدكتور قاسم حسين صالح في محاضرة عن القيم والمعتقدات بعد التغيير وعلاقتها بالأزمة السياسية،حضرها جمع كبير من الاكاديميين والمهتمين بالشأن الثقافي،ادار الأمسية التي استمرت ساعتين النائب البرلماني السابق خالد امين رومي.
بدأت المحاضرة باشكالية ما اذا كانت ازماتنا السياسية ناجمة عن ازمة قيم ،ام ان نوعية ما نحمله من قيم ومعتقدات هي التي انتجت ما نعيشه الآن من سياسة؟،واشارت الى ان تخلخل القيم العراقية الأصيلة بدأ بشن النظام السابق حروبه الكارثية غير المبررة،التي اضعفت قيمة المواطنه ،وتعرضها من ثم الى ضربتين موجعتين الأولى جاءت من حفرة صدام لحظة كان الضابط الآمريكي يفلّي شعر رأسه،الذي كان قد ساوى بينه والعراق(صدام هو العراق)،والثانية جاءت من بريمر يوم دق (التثليث) في شاصي العملية السياسة العراقية، التي فتحت الطريق امام الهويات القاتلة في احتراب هو في حقيقته حرب معتقدات ،ادى بالنتيجة الى ان تعزف كل هوية(طائفية،عشائرية،قومية..)على وترها في انتخابات برلمانية جاءت ببرلمانيين مأزومين.
ويشخص المحاضر ثلاث اسوأ قيم اشاعتها السلطة في النظام الديمقراطي هي:
1.الفساد ،بأن شرعتنه وصيرته الى شطارة بعد ان كان يعد في قيمنا خزيا
2.النفاق،..واقبح حالاته ان يظهر معمم او افندي ملتحي كوى جبهته يتبوأ مسؤولية في السلطة، يتحدث عن الحلال والحرام فيما يتهمه معمم آخر بالفساد.
3.الكذب ،الذي صار عند سياسيين عراقيين مفضوحا لا يشعر صاحبه بالخجل.
وتحدد المحاضرة ثلاثة اجيال في المجتمع العراقي:جيل النظام الملكي والجمهورية الأولى،وجيل الحرب العراقية الايرانية والحصار،وجيل الزمن الديمقراطي(جيل الموبايل)..وان صراع القيم بين هذه الاجيال اتخذ في بعض مظاهره:التمرّد والنفور والمشاكسة والاغتراب عن الناس والوطن.
مقابل هذا الواقع يبشر المحاضر بوجود صورة مشرقة للقيم في المجتع العراقي ،تتمثل في جيل الكبار الذين يعدّون خميرة العراق في القيم ويمثلون الأنموذج القدوة الذي يعكس الوجه الجميل للشخصية العراقية.وشريحة واسعة من جيل الشباب تحمل قيما راقية..متطورة..تعمل بجد ونشاط على اشاعتها بين الناس بقوافل شعرية تتجول بين المحافظات ،وتشكيلات ثقافية مثل ..انا عراقي ..انا اقرأ..ونشاطات مسرحية وفنية تشيع ثقافة الحب والجمال..وتصد ثقافة القبح التي شاعت بعد التغيير.
ولفت المحاضر الانتباه الى وجود كارثة حقيقية تهدد المجتمع بالتحلل والاسرة بالتفكك والشباب بالضياع والوطن بالتقسيم..الأمر الذي يستدعي جلب الانتباه المشغول بالسياسة للقيام بمعالجات جدية يشارك فيها اختصاصيون اكاديميون ومثقفون لدرء هذه الاخطار قبل ان يصل الامر الى الاقتناع بان التقسيم هو الحل دون ان ندرك ان هذا التقسيم يفضي بحتمية سيكولوجية الى كراهية واحتراب مستديمين.
#قاسم_حسين_صالح (هاشتاغ)
Qassim_Hussein_Salih#
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟