أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - القضية الكردية - صلاح بدرالدين - - طلاق فوري أو زواج كاثوليكي -















المزيد.....

- طلاق فوري أو زواج كاثوليكي -


صلاح بدرالدين

الحوار المتمدن-العدد: 1295 - 2005 / 8 / 23 - 13:21
المحور: القضية الكردية
    


أثبتت النخبة السياسية في كردستان العراق مرة أخرى عن جدارتها في اتقان أصول ادارة العملية السياسية حول الدستور والدولة العراقية الجديدة ومواصلة – معركة – الحوار مع الأطراف المقابلة بتمايزاتها واختلافاتها ومتطلباتها والتي اعتبرها الرئيس مسعود بارزاني أصعب من المعارك العسكرية , فمن أوجه تعقيدات الحمل الكردي المثقل في هذا المجال ليس الهم القومي الخاص بحق تقرير المصير بل الهموم الوطنية الموزعة بين حقوق القوميات الكردستانية – تركمان وكلدان وآشور وعرب وأرمن – وحريات الأديان والمذاهب والعراق الفدرالي الديموقراطي التعددي الجديد وحقوق الانسان وحقوق المرأة ومسألة الشراكة العادلة بين الجميع في السلطة والثروة ومستقبل العراق الاقتصادي ودوره السياسي والنموذجي في الشرق الأوسط خاصة تجربته الرائدة في حل المسألتين الوطنية والقومية وتحقيق المصالحة الوطنية على قاعدة التسامح وطي صفحة مآسي الماضي القريب واعادة بناء ما تهدم خلال أكثر من ثلاثة عقود .
مئات الاجتماعات واللقاءات التي لم تتوقف منذ سقوط الدكتاتورية وقبله تفرض على الجانب الكردي في كل مرة أن يحاجج أكثر من خطاب مرة في اطار حوار الكردي مع الشريك العربي كعنصرين رئيسيين في تكوين العراق ومرة مع الأطياف القومية التركمانية والكلدانية والآشورية ومرة مع خطاب – الاسلام السياسي – ومرة مع الخطاب المذهبي – الشيعي – والسني – كل على حدة وقد كان الأجدى والأسهل أن يكون الحوار الرئيسي بين طرفين : كردي وعربي وأن تكون الفدرالية للشعبين والقوميتين ترتبطان بالمركز الاتحادي أو لكردستان على أساس تاريخي – جغرافي – قومي – كما هو قائم على الأرض – وللمحافظات الأخرى على أساس اداري وليس على أساس الدين والطائفة والمذهب مع ترتيب وضع يرضي القوميات الأخرى .
من الميزات الخاصة لكرد العراق غنى حركتهم القومية بحمل تراث تاريخي غني في مجال التعامل مع المقابل ليس في ساحات الوغى وثوراتهم التحررية وانتفاضاتهم ومقاومتهم الاسطورية لأعتى الدكتاتوريات فحسب بل في أطر عمليات الحوار السياسي مع الأنظمة والحكومات المركزية بكل أشكالها الاستبدادية والعسكرية والمدنية وكذلك مع أطياف المعارضة الوطنية منذ قيام الدولة العراقية قبل ثمانين عام وحتى الآن حول شكل الدولة ودساتيرها وقوانينها وطرق الحكم وسبل حل المسألة الكردية ومصير القوميات العراقية الأخرى مما دفعت الأوضاع هذه الى تعمق النخبة الكردية في قضايا الدساتير والقوانين خاصة المناسبة للدول المتعددة القوميات كا العراق وكان أمرا طبيعيا أن يكون الجانب الكردي أول من صاغ مشروعي دستورين للعراق الفدرالي الجديد ولفدرالية كردستان قبل سقوط الدكتاتورية بأكثر من عام وأن المشروع الكردستاني تحول الى مادة للمناقشات اللاحقة ومصدر لقانون الحكم الانتقالي والدستور الدائم المزمع اعلانه . ولا يمكن فصل هذه الميزة عن أسبابها التاريخية المتعلقة بالوضع الكردي العام في المنطقة والبحث الكردي المتواصل عن ضمانات دستورية وقانونية اضافة الى السياسية للحقوق القومية منذ المساهمة في الاصلاحات العثمانية والحركة المشروطية وفي بناء الدولة الحديثة بعد استقلال الكيانات التي اقتسمت كردستان والنضال في سبيل الديموقراطية والمساواة وتصدر النضالات الراهنة والحراك السياسي من أجل التغيير والاصلاح .
طلاق فوري أو زواج كاثوليكي
هذا ما دعا اليه أحد أعضاء لجنة صياغة الدستور عن – السنة العرب – المعين حديثا من الذين قاطعوا الانتخابات ومن أعوان النظام المقبور بعد رفضه القاطع للفدرالية وللحقوق الكردية القومية المشروعة وتمسكه بما كان قائما قبل التاسع من نيسان , وهو يعبر في حقيقة الأمر عن نهج التيار القومي الشوفيني السائد خلال العهود السابقة والذي مازالت بقاياه تتواجد بين مختلف القطاعات والطوائف والمجموعات , فليس غريبا على أصحابه اطلاق الأحكام المطلقة على غرار حكاية الطلاق والزواج أو – ضمت كردستان الى العراق وانتهى الأمر – متناسين أن كل حادث له سياق تاريخي محدد وظرف سياسي معين فمتى انضم الاقليم الى العراق وكيف ومتى تقسمت كردستان الكبرى وتحت ظل أية ظروف وهل تم كل ذلك بارادة الكرد ؟ عندما تشكلت عصبة الأمم ومن ثم هيئة الأمم كان عدد الاعضاء المؤسسين قليل جدا والأن عدد أعضائها قرابة الماءتين وهذا يدل أن الامور لم تنتهي بعد لأن كل شىء رهن ارادة الشعوب والأجيال المتعاقبة التي تسلم الأمانة لبعضها حتى لو كانت منقوصة والمجال مفتوح دائما للتطورات والتغييرات والاصلاحات بما فيها اعادة النظر في شكل الدول وحدودها ودساتيرها وطرق الحكم وعلاقات الشعوب ومسائل السيادة والنظم المركزية وعلاقات الداخل والخارج والحقوق المدنية , فا الأحكام المطلقة من سمات الأنظمة الشمولية وقرارات الحزب الحاكم الواحد الذي لا يعارض وقد ولى زمانها في العراق الجديد وثقافتها في أفول حيث البديل هو خطاب المجموع والاعتدال وثمرة المناقشات الهادئة والاتفقات الطوعية دون قهر أو خوف أو فرض الآراء المطلقة ولن يتكرر في عراق ما بعد نظام البعث زمن – يا أبيض يا أسود – ومزاج القائد – الضرورة في ازالة الآخر المقابل , لكل جيل وقواه السياسية الشرعية الحق في اعادة النظر في كل ما هو قائم بالوسائل المشروعة وحسب مبادىء الديموقراطية وهذا المبدأ ينطبق على كل الشعوب وفي كل مكان فمن حقها تبديل النظم والدساتير وهناك مئات الحالات تكررت منذ الحرب العالمية الأولى وحتى الآن وهي سمة الحياة السياسية وميزة الجنس البشري , والكرد في العراق لم يكونوا أحرارا منذ قيام الدولة العراقية وهم الآن بصدد انتزاع حريتهم وتقرير مصيرهم كما يشاؤون واختاروا طريق التوافق مع الشريك العربي والمكونات الأخرى وعبر الحوار السلمي .
من غير اللائق أن يخاطب الكرد وخاصة في العراق وفي هذا العصر بالذات بلهجة المطلق الآمر الناهي لأنهم ببساطة عماد العراق الجديد وضمان قيامه واستمراره وديموقراطيته وحقوق قومياته الأخرى وأديانه وطوائفه , ان الدستور الذي ينشده الكرد هو في حقيقة الأمر دستور الشرق الأوسط الجديد الضامن للفدرالية والتعددية القومية والثقافية والدينية والطوائفية والعيش المشترك والسلم الأهلي والتنمية المستقلة والاقتصاد الحر واستئصال العنصرية والارهاب وتعزيز العلاقات الكردية العربية على قاعدة الصراحة والصداقة .
نعود الى حكاية الزواج الكاثوليكي التي لا تناسب موضوعة العلاقات بين الشعوب حتى في نسختها – البعثية الزرقاوية – ولا المقام والمكان والمراد بها مزيدا من المركزية المطلقة والقهر والاضطهاد القومي والديني والمذهبي تحت ظل حكم العسكر ودولة المخابرات مثل ما كان قائما على الأقل خلال ثلاثة عقود ولا نقول ثمانية وكان بالنسبة للكرد – اذا صح التعبير - زواجا قسريا من طرف واحد في حين أن الزواج العادل هو بمثابة عقد بين طرفين متساويين متعادلين متكافئين قابل للتعديل والتعزيز والتطوير في كل زمان .



#صلاح_بدرالدين (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- عودة الى- ثلاثيّ- زمن الردة
- ماذا يجري في كردستان ايران ؟
- في ذكراه السنوية الاربعين ماذا عن صرخة كونفرانس آب المدوية أ ...
- كيف السبيل لمواجهة ارهاب جماعات - الاسلام السياسي - في كردست ...
- موقع الارهاب في خارطة الصراع ( 2 ) الارهاب كرديا : - شيخ زان ...
- موقع الارهاب في خارطة الصراع-1
- رسالة مفتوحة الى - نخبة المجددين الكرد السوريين -
- قراة في مقال ( نبذةتعريف ) - للمجلس الوطني للحقيقة والعدالة ...
- جورج حاوي ذلك القائد الطليعي المتواضع
- رئاسة اقليم كردستان العراق ( 3 ) ردود فعل واصداء
- رئاسة اقليم كردستان العراق ( 2 ) خطاب القسم او البرنامج السي ...
- رئاسة اقليم كردستان العراق ( 1 ) خصوصية مميزة وشرعية كاملة
- مؤتمر البعث ... اصلاح .. ام - اصلاحية -
- شهداء التغيير الديموقراطي من - قامشلو - الى - بيروت -
- تتويج رئيس اقليم كردستان انتصار للعراق الجديد
- من قتل الخزنوي ولماذا ؟
- متابعة : - رؤية جماعة الاخوان المسلمين للقضية الكردية في سور ...
- رسالة تهنئة لقيادة حزب آزادي
- مجرد اقتراح ...
- تحديات جديدة امام فدرالية كردستان


المزيد.....




- الأمم المتحدة: مقتل عدد قياسي من موظفي الإغاثة في 2024 أغلبه ...
- الداخلية العراقية تنفي اعتقال المئات من منتسبيها في كركوك بس ...
- دلالات اصدار المحكمة الجنائية الدولية مذكرة اعتقال بحق نتنيا ...
- قرار المحكمة الجنائية الدولية: هل يكبّل نتانياهو؟
- بعد صدور مذكرة اعتقال بحقه..رئيس الوزراء المجري أوربان يبعث ...
- مفوضة حقوق الطفل الروسية تعلن إعادة مجموعة أخرى من الأطفال ...
- هل تواجه إسرائيل عزلة دولية بعد أمر اعتقال نتنياهو وغالانت؟ ...
- دول تعلن استعدادها لاعتقال نتنياهو وزعيم أوروبي يدعوه لزيارت ...
- قيادي بحماس: هكذا تمنع إسرائيل إغاثة غزة
- مذكرتا اعتقال نتنياهو وغالانت.. إسرائيل تتخبط


المزيد.....

- سعید بارودو. حیاتي الحزبیة / ابو داستان
- العنصرية في النظرية والممارسة أو حملات مذابح الأنفال في كردس ... / كاظم حبيب
- *الحياة الحزبية السرية في كوردستان – سوريا * *1898- 2008 * / حواس محمود
- افيستا _ الكتاب المقدس للزرداشتيين_ / د. خليل عبدالرحمن
- عفرين نجمة في سماء كردستان - الجزء الأول / بير رستم
- كردستان مستعمرة أم مستعبدة دولية؟ / بير رستم
- الكرد وخارطة الصراعات الإقليمية / بير رستم
- الأحزاب الكردية والصراعات القبلية / بير رستم
- المسألة الكردية ومشروع الأمة الديمقراطية / بير رستم
- الكرد في المعادلات السياسية / بير رستم


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - القضية الكردية - صلاح بدرالدين - - طلاق فوري أو زواج كاثوليكي -