أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - حنان فوزي المسعودي - قواعد الجسد الأربعون














المزيد.....

قواعد الجسد الأربعون


حنان فوزي المسعودي

الحوار المتمدن-العدد: 4606 - 2014 / 10 / 17 - 23:31
المحور: الادب والفن
    


قواعد الجسد الأربعون

  كنت متلهفة جدا لقراءة رواية "قواعد العشق الأربعون" التي صدرت للكاتبة التركية "الفيف شافاق" مؤخرا....خاصة بعد الضجة الأعلامية التي اثيرت حول تلك الرواية وتصدرها لقوائم المبيعات. استطعت اخيرا الحصول على نسخة الكترونية منها بعد ان عجزت عن اقتناء الكتاب.
جلست بهدوء...وفي خلوة...امسكت اللابتوب كتميمة مقدسة وشرعت اقرأ..... وتوالت قرائتي مع توالي الصفحات وتسارعت مع حبكة الاحداث وجمال الكلمات حتى اكملتها في خمس ساعات متواصلة...... ثم جلست وحيدة اجتر صداعي...وخيبة املي.....
فاجأتني الرواية بأنها لم تكن من الصدق بحيث ترسخ اثارها وشخصياتها في نفسي وتلهمني برغم موضوعها الرائع عن العشق الصوفي المقدس وملامسته لروح القارئ.
تجري احداث تلك الرواية في قسمين...قسم واقعي من الحاضر وقسم متخيل من الماضي السحيق فهي في حقيقة الامر رواية داخل رواية......
ليس النقد تخصصي ولست بتلك الدارسة والعالمة بفنون الادب ولكني كقارئة مزمنة عتبت على الكاتبة بشئ واحد.... فطوال الرواية كانت الكاتبة تمجد العشق الصوفي الذي يمكن ان يربط بين المرء وربه......المرء وبيئته او بين بني البشر بغض النظر عن اجناسهم فهذا العشق هو حالة لاترتبط بالجسد ولاترتبط بشخص معين بل هي نسمات اثيرية نعيش فيها دونما توقع.. او تخطيط ...بداية او نهاية...... برغم جمال الفكرة التي استغرقت انا في حبها ووصفها ولكن الكاتبة لم تلتزم بها في الرواية الواقعية...اذ جعلت بطلتها "إيلا"..تعشق رجلا غريبا ....مسافرا صوفيا.... اوربي مستشرق ...يدعى "عزيز" تعرفت عليه عن طريق الانترنيت وهو كاتب للرواية الصوفية التي كانت "إيلا" مسؤولة عن تقييمها....
والى حد هذه اللحظة لم تناقض القصة فكرتها في العشق الصوفي ..ولكن عندما قررت البطلة ترك عائلتها لأجل "عزيز"...كانت تلك هي الصاعقة التي دمرت بناء الرواية الصوفي...  
نعم...لقد اقتنعنا بأن "إيلا" عاشت حياة بائسة قبل التعرف الى "عزيز"...وكان زوجها يمسخها كيانا وانوثة ويخونها سرا وعلنا... بينما تمضي هي جل وقتها في المطبخ كي تهرب من وحدتها... .. ولكن كل ماسبق لم يكن مبرر لتغادر عائلتها وتهرب مع عشيقها "الصوفي" .....
من الواضح جدا ان دخول "عزيز" الى حياة "ايلا" الهمها متعة الانسانية ولذة التمرد والتغيير ولكن لم يكن من المنطقي ان تسافر معه حول العالم....كعشيقة....
كان بإمكان الكاتبة جعل عزيز هو الشرارة التي وهبت الحرية الصوفية لمشاعر "ايلا" الاسيرة....والمسبب الرئيسي لهجر حياتها الفارغة الخالية من الحياة...ولكن ليس بالضرورة ان تهجرها..."اليه"...... خاصة وانهما لم يسافرا للقيام بمهمة انسانية او اغاثة الاطفال في افريقيا او ربما رحلة تبشيرية...ابدا بل كانت رحلة عاشقين يغتنمان اللذة بأوجها مستغلين الوقت القصير المتبقي للعشيق في هذه الحياة .......
لو كنت انا الفيف ....لاخترت احد هذه النهايات.... 1...تترك "ايلا" عائلتها وتجد ضالتها في الكتابة او في اي عمل اخر تفيد فيه المجتمع وتجسد كيانها المتلاشي . 2....تبقى "ايلا" مع العائلة ولكن بشخصية جديدة وبضوابط جديدة تفرض على زوجها المقصر وابناءها اللامبالين...... 3....تبقى علاقة "ايلا" بعزيز....علاقة روحية تغذيها الايميلات البسيطة المتبادلة التي تشرق كالشمس في ظلماء حياتها ...... 4....او ربما تقطع علاقتها بعزيز..وتعيش لنشر تعاليمه الصوفية ومهمته الانسانية......  
ولكن....هروب العاشقين معا..والانخراط في علاقة جسدية ساخنة لم تكن النهاية المتوقعة لرواية صوفية تهدف الى تمجيد الروح ونبذ الجسد وليس العكس......خاصة وان حياة البطلة لم تتغير جذريا حتى يشبهها "عزيز" بجلال الرومي ويشبه نفسه بالتبريزي.....
فما الذي تغير لدى امرأة اربعينية سوى عشيق جديد وقلق دائم من حكمه المسبق على جسدها المترهل...؟ أي رسالة سامية نشراها معا كي يتشبهان بالرومي والتبريزي سوى رسالة الاستجابة المطلقة لحاجات الجسد ؟... "قواعد العشق الاربعون"......خاب املي في النهاية بعد ان انتصر الجسد على الروح وبشكل ساحق.



#حنان_فوزي_المسعودي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)

الكاتب-ة لايسمح بالتعليق على هذا الموضوع


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- من ارشيف طبيبة...ذات الرداء الأسود
- إلى أمية جبارة....
- انا وأنت
- لماذا نحب ؟؟
- حب مشروط
- إلى حبيب في الوقت الضائع
- إلى حبيب من خارج مجرتنا
- الى حبيب مختلف...
- ترنيمة انتخابية..
- السليمانية...بين العلمانية والاسلام المعتدل/نموذج لابد من تأ ...
- وعدتني...
- الى شهريار
- صديقتي.....كوني عقلانية
- من أرشيف طبيبة 6....-الطريق المرسوم-.
- الف فيس وفيس...
- إلى معجب اوربي...
- يوم السقوط ام يوم التحرير..
- إليها....
- الى لص...
- رفيق الموت


المزيد.....




- وفاة الأديب الجنوب أفريقي بريتنباخ المناهض لنظام الفصل العنص ...
- شاهد إضاءة شجرة عيد الميلاد العملاقة في لشبونة ومليونا مصباح ...
- فيينا تضيف معرض مشترك للفنانين سعدون والعزاوي
- قدّم -دقوا على الخشب- وعمل مع سيد مكاوي.. رحيل الفنان السوري ...
- افتُتح بـ-شظية-.. ليبيا تنظم أول دورة لمهرجان الفيلم الأوروب ...
- تونس.. التراث العثماني تاريخ مشترك في المغرب العربي
- حبس المخرج عمر زهران احتياطيا بتهمة سرقة مجوهرات زوجة خالد ي ...
- تيك توك تعقد ورشة عمل في العراق لتعزيز الوعي الرقمي والثقافة ...
- تونس: أيام قرطاج المسرحية تفتتح دورتها الـ25 تحت شعار -المسر ...
- سوريا.. رحيل المطرب عصمت رشيد عن عمر ناهز 76 عاما


المزيد.....

- التجريب والتأسيس في مسرح السيد حافظ / عبد الكريم برشيد
- مداخل أوليّة إلى عوالم السيد حافظ السرديّة / د. أمل درويش
- التلاحم الدلالي والبلاغي في معلقة امريء القيس والأرض اليباب ... / حسين علوان حسين
- التجريب في الرواية والمسرح عند السيد حافظ في عيون كتاب ونقا ... / نواف يونس وآخرون
- دلالة المفارقات الموضوعاتية في أعمال السيد حافظ الروائية - و ... / نادية سعدوني
- المرأة بين التسلط والقهر في مسرح الطفل للسيد حافظ وآخرين / د. راندا حلمى السعيد
- سراب مختلف ألوانه / خالد علي سليفاني
- جماليات الكتابة المسرحية الموجهة للطفل في مسرحية سندس للسيد ... / أمال قندوز - فاطنة بوكركب
- السيد حافظ أيقونة دراما الطفل / د. أحمد محمود أحمد سعيد
- اللغة الشعرية فى مسرح الطفل عند السيد حافظ / صبرينة نصري نجود نصري


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - حنان فوزي المسعودي - قواعد الجسد الأربعون