|
دواعش العراق الطائفية
ميشيل نجيب
كاتب نقدى
(Michael Nagib)
الحوار المتمدن-العدد: 4606 - 2014 / 10 / 17 - 17:32
المحور:
العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
من خلال الأحداث التى تقع على أرض العراق من هروب محافظ مدينة الموصل والعاملين فى البنك المركزى بها وتركوا الأموال وفرار الجيش وترك أسلحته أمامالقوات الداعشية التى كانت العراق كلها مفتوحة أمامها لتدخل بأسلحتها الخفيفة والثقيلة وكل العراقيين يتفرجون على هؤلاء الصبية الداعشيين الذين يلعبون، أحداث وقعت فى العراق وهذا مثال عليها لا منطق فيها دولة بأكملها لا ترى دخول أفراد داعش والنظام العراقى السياسى والأمنى والطائفى يتركهم رافعين راية النصر: أدخلوها بسلام آمنين!!
أن يكون النظام السياسى على علم بقدوم داعش ثم يمنع جنود الجيش من محاربة أو الوقوف فى وجه داعش، هذا الموقف يعطى دلائل ومؤشرات واضحة على أن دوائر صنع القرار لا تتم فى قصور الفساد العراقية بل فى قصور سياسية عربية وإيرانية وتركية وغربية، هل يرتدى مرتزقة داعش طاقية الإخفاء كما يسمونها لذلك الجيش والمخابرات العراقية لم ترى هؤلاء المرتزقة، مما أتاح لهم الأستيلاء على شحنة صواريخ أميركية المضادة للطائرات ودبابات أبرامز التى تسلمها العراق ضمن برنامج التسليح الأمريكى للجيش العراقى؟، وكل هذا يعطى رؤية صحيحة أن تحالف مكافحة الإرهاب تقوم فيه القوات الأمريكية بتدمير أسلحتها التى أشترتها العراق منها لتنتعش أسولق الأسلحة العالمية وعلى الأخص الأمريكية، وداعش هى المنتصرة والإرهاب والإستسلام له مستمر بأستحداث وسائل وأساليب أخرى.
إن المالكى لم يخون بمفرده الوطن والشعب العراقى بل كل النظام السياسى الطائفى والنخبة الثقافية التى سيطرت عليها الشعارات المذهبية، لقد تخاذل الجنود العراقيون لعدم شعورهم بالهوية والإنتماء الوطنى لبلادهم، وهيمنت على الجميع مختلف الصور الطائفية والمذهبية الدينية التى أستباحت دماء المختلفين عنهم، مما أدى لإستمرار نجاح الخطط الإرهابية التى كانت قطر وتركيا وإيران تنفذ أدوارهم المرسومة بإتقان من المخابرات الأمريكية والبريطانية، لذلك تركوا سوريا تتخبط فى الصراعات والفوضى والدماء وشيوخ الجهاد والموت يبذلون جهودهم يحثون فيها الشباب على الذهاب لقتال الأسد، وبمرور الوقت وقفت داعش على أيديها وأرجلها وفرضت نفسها تنظيماً إرهابياً يتحدث بأسم الإسلام ويذبح بأسم الإسلام.
كل هذا يحدث أمام أعين صقور المخابرات السورية والعراقية والعربية والغربية والأمريكية ولا يتحرك أحداً لوقف الأسلحة المنهوبة التى تسير على الأرض، حاملات الصواريخ والدبابات والشاحنات العسكرية تلك الأسلحة هل كانت تتحرك مثل النملة ولا تستطيع الجيوش السورية والغربية إيقافه أو رؤيتها، ولماذا تركوها تنتقل من مكان إلى آخر؟ وسط غطاء جوى وأرضى يحميها ليقوى ذراع داعش اكثر؟ أفراد الجيش لا أستطيع أن أطلق عليه هوية عراقية لأنه جيش منزوع الهوية الوطنية ومزروع الهوية الطائفية، فإذا كان حقاً جيشاً ذا هوية عراقية لأستطاع أفراده الوقوف أمام مرتزقة داعش ولو كان فى أيديهم بنادق وليس فقط أسلحة ثقيلة،لهذا أستطاعت مرتزقة داعش المرور عبر أراضى العراق وقادة النظام السياسى والعسكرى العراقى يراقبون من بعيد ويعطون الأوامر لجيشهم بالإنسحاب والهروب والتقهقر أمام الداعشيين، لذلك كانت النتيجة كارثية قتل آلاف الجنود العراقيين على أيدى رؤساء وقادة الخيانة والطائفية والعنصرية الدينية والرأسمالية الأمريكية القطرية التى تدعمهم.
يوجد جيش عراقى ووزارة للدفاع عراقية لكن على أرض الواقع هم مجرد أفراد يقبضون رواتبهم الشهرية، لكنه كما قلت ليس جيشاً وطنياً بل طائفياً مما دفع الجنود العراقيين إلى دفع رواتبهم أو جزء منها إلى قادتهم العسكريين، ليتغيبوا عن الحضور والهرب من محاربة مرتزقة داعش والجلوس فى منازلهم، وهى الظاهرة التى يسميها العراقيون" الجنود الفضائيين" مما نتج عنه غياب الآلاف من الجنود والمشاعر الطائفية للعشائر والأهالى التى سمحت لمرتزقة داعش بالدخول إلى قراهم ومدنهم، وتركوا الجيش العراقى ينسحب من ميدان الحرب عندما شعر الضباط بتحالف العشائر السنية مع داعش ضد جيشهم النظامى.
إن بذور الطائفية والمذهبية وأخيراً الأشتياق المرضى لحلم الدولة الإسلامية أصاب الغالبية المسلمة بالبهجة، لذلك نلحظ الصمت وقلة الإدانات لمذابح داعش وفى قلوب الغالبية يرفعون دعاء الله أكبر بعد قطع رؤوس المسلمين وغير المسلمين، لأنهم رأوا أخيراً فى حاملى الرايات السوداء الدواعش ما لم تحققه لهم القاعدة وبقية التنظيمات الجهادية وهو حلم تأسيس الخلافة الإسلامية.
إذن بأى خليفة تحلم غالبية المسلمين: الخليفة البغدادى أو الخليفة الأردوغانى أو الخليفة الإيرانى؟
#ميشيل_نجيب (هاشتاغ)
Michael_Nagib#
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟
رأيكم مهم للجميع
- شارك في الحوار
والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة
التعليقات من خلال
الموقع نرجو النقر
على - تعليقات الحوار
المتمدن -
|
|
الكاتب-ة لايسمح
بالتعليق على هذا
الموضوع
|
نسخة قابلة للطباعة
|
ارسل هذا الموضوع الى صديق
|
حفظ - ورد
|
حفظ
|
بحث
|
إضافة إلى المفضلة
|
للاتصال بالكاتب-ة
عدد الموضوعات المقروءة في الموقع الى الان : 4,294,967,295
|
-
كوبانى ورقصة الموت
-
ذبح المسلمين على الطريقة الإسلامية (2)
-
ذبح المسلمين على الطريقة الإسلامية (1)
-
أصحاب الأصابع المكسورة
-
هداية فاطمة ناعوت
-
تحالفات الإرهاب (2)
-
تحالفات الإرهاب
-
أصولية وتخلف الإعلام (2)
-
أصولية وتخلف الإعلام (1)
-
الآن يا كبار العلماء
-
دافعوا عن أنفسكم أيها العرب
-
ثعابين المحظورة والأستنزاف
-
داعش والحل الإسلامى
-
تنمية الشباب للإرهاب
-
ألف جلدة يا قضاة الإسلام
-
المجانين فى نعيم
-
حرية التعبير والتجسس
-
الإرهاب وهيومان رايتس
-
تناقض الخطاب الديني
-
تسقط حماس وتحيا غزة
المزيد.....
-
أسعد أولادك…. تردد قناة طيور الجنة التحديث الجديد 2025 على ج
...
-
استقبلها الان.. تردد قناة طيور الجنة أطفال الجديد 2024
-
“فرح أطفالك طول اليوم” استقبل حالا تردد قناة طيور الجنة بيبي
...
-
كاتدرائية نوتردام في باريس.. الأجراس ستقرع من جديد
-
“التحديث الاخير”.. تردد قناة طيور الجنة 2024 Toyor Aljanah T
...
-
المقاومة الاسلامية في لبنان تستهدف بالصواريخ تجمعا للاحتلال
...
-
المقاومة الاسلامية في لبنان تعلن قصف صفد المحتلة بالصواريخ
-
المقاومة الاسلامية في لبنان تقصف مستوطنة راموت نفتالي بصلية
...
-
بيان المسيرات: ندعو الشعوب الاسلامية للتحرك للجهاد نصرة لغزة
...
-
المقاومة الاسلامية في لبنان تقصف بالصواريخ مقر حبوشيت بالجول
...
المزيد.....
-
شهداء الحرف والكلمة في الإسلام
/ المستنير الحازمي
-
مأساة العرب: من حزب البعث العربي إلى حزب الله الإسلامي
/ حميد زناز
-
العنف والحرية في الإسلام
/ محمد الهلالي وحنان قصبي
-
هذه حياة لا تليق بالبشر .. تحرروا
/ محمد حسين يونس
-
المرحومة نهى محمود سالم: لماذا خلعت الحجاب؟ لأنه لا يوجد جبر
...
/ سامي الذيب
-
مقالة الفكر السياسي الإسلامي من عصر النهضة إلى ثورات الربيع
...
/ فارس إيغو
-
الكراس كتاب ما بعد القرآن
/ محمد علي صاحبُ الكراس
-
المسيحية بين الرومان والعرب
/ عيسى بن ضيف الله حداد
-
( ماهية الدولة الاسلامية ) الكتاب كاملا
/ أحمد صبحى منصور
-
كتاب الحداثة و القرآن للباحث سعيد ناشيد
/ جدو دبريل
المزيد.....
|