أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - فرات المحسن - هل يستطيع السيد العبادي تنفيذ برنامجه الوزاري















المزيد.....

هل يستطيع السيد العبادي تنفيذ برنامجه الوزاري


فرات المحسن

الحوار المتمدن-العدد: 4606 - 2014 / 10 / 17 - 12:17
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


مثلما جوبه سلفه السابق السيد المالكي السيئ الفعل والصيت، يبدو أن هناك توجه عام عند السياسيين العراقيين من مختلف اتجاهاتهم على وضع وزر جميع مشاكل العراق على عاتق السيد العبادي ثم الوقوف خلفه والصراخ بأعلى الصوت ( (حله ولك حله) وبعدها تأتي المرحلة التالية حين يبدأ الجميع باتهام السيد العبادي بالتفرد والدكتاتورية والتخبط السياسي وانعدام الرؤية والمنهجية في صياغة الحلول .
وتلك الطرق والأساليب في الضغط واللوم التي اتبعتها الكتل السياسية وضعت رئيس الوزراء الجديد ومنذ بداية مشواره في الزاوية الضيقة، فإما العمل بما سارت عليه العملية السياسية سابقا من تبني مشروع تقاسم الثروة والقوة في إدارة الدولة وفق مبدأ المحاصصة، أو المواجهة والخصومة المستدامة . ولم يجد السيد العبادي بداً من القبول والاستسلام لرغبات الشركاء ليس فقط التحالف الكردي والقوائم السنية وإنما من داخل وسطه الشيعي أيضا. ومنذ بداية الشوط سار على خطى سلفه المالكي وعاف ما تعهد به عند استيزاره وقبل بما فرض عليه من شخوص لإدارة السلطة. لا بل بزت وزارته ما سبقها في طبيعة الترهل وانعدام المهنية. ولم يلبي طموح التغيير سوى رغبات تبادل المواقع وبذات الوجوه التي قادت العملية السياسية إلى التخبط والفشل طيلة السنوات العشر الماضية.
حزمة المشاكل تبدو حلولها ليس بالسهولة التي يظن المرء بأن السيد العبادي قادر على مواجهتها وحلها منفردا، ولكن في ذات الوقت فأن توجهات القوى السياسية ورغباتها تنحوا لدفع السيد العبادي ووضعه وحيدا في المواجهة، لتبدأ بعد ذلك عملية تعليق الأخطاء على عاتقه دون غيره. ففي نظرة شاملة لمجريات الأمور على الساحة العراقية، نجد أن ليس أمام رئيس الوزراء لو أراد تنفيذ ما يطمح لحله غير خيار التفرد ببعض القرارات الصعبة التي تمكنه من إنقاذ ما يمكن إنقاذه في وضع العراق الذاهب نحو الانهيار. فخارطة الطريق التي وضعت أمامه وشاركه الحلفاء بوضعها باتت أكثر عسرا وأشد صعوبة مع التغير المتسارع في المشهد اليومي. وسوف يجد السيد العبادي نفسه في نهاية المطاف غير قادر على أخذ زمام المبادرة وإيجاد سبل واقعية لحلها. وسوف يواجه من شركائه صدودا وجحودا ورغبات رافضة لما يقدمه أن ابتعدت أو تجاوزت قراراته مصالحهم التي من أجلها شاركوه السلطة .
ومثلما أشتغل هؤلاء الشركاء طيلة الفترات الوزارية السابقة على تصعيد مطاليبهم والضغط لانتزاع ما يمكن انتزاعه بما يتوافق والأطماع الشخصية والكتلوية الطائفية والقومية. فالوقائع اليومية تسفر عن نواياهم لإعادة وتكرار ذات العملية وبنفس الإيقاع. وجميع تلك الرغبات والمطالب دائما ما وجدناها تفرض فرضا بالين تارة وغالبا بالتهديد والوعيد، وفي مجملها مطالب تهمل ما يحدث من خراب للعراق كوطن. وسوف تكون هذه التوجهات وليس غيرها المحك في التعامل مع سلطة رئيس الوزراء ، وهذا ما أظهرته خيارات التشكيلة الوزارية وما بينته مجريات الوقائع السياسية اليومية و الضغوط التي تواجه السيد العبادي في اختيار قادة وزارتي الداخلية والدفاع .
منذ غزو داعش للعراق واحتلاله مدن الموصل وصلاح الدين وبعض أجزاء من كركوك وديالى والرمادي وبمراجعة بسيطة لحراك قادة الكتل المشاركة في السلطة وخطابهم اليومي نجد أن تلك المصالح الذي ذكرناها تتقدم على ما يعنيه هذا الغزو من مقتلة للعراق والعراقيين . فالتحالف الشيعي ما زال يفكر بالكيفية التي تحافظ على المكاسب التي حصل عليها في السلطة، ويدفع لجعل المعركة بزخم ذا بعد طائفي، ولن يتحرك هذا الوسط لردع داعش بغير مقدمات تتبنى مواقف تحمل السلاح بيد وباليد الأخرى تلوح ببيارق الطائفية، وتدعو للحذر من الأخر والتوجس من خططه، وتعلن بأن الخصومة حاصلة ولن تكون هناك فترة توافق مع توجهات السيد العبادي أن أراد الرضوخ لضغوط الأطراف الأخرى والنأي بعيدا عن الطائفة. وجميع تلك الشروط والاستحكامات لم ولن تكون بعيدة عن توجهات الطرف الإيراني ورغباته في صياغة أسس السياسات المتناغمة مع هواجسه ومطامعه الإقليمية.
وفي الجانب السني يوجد هناك تعدد في المشاهد، فمرة يتمظهر بحراك رسمي وتارة أخرى بحراك شعبي،يبدو أنهما يتقاطعان في بعض الرؤى والمهام، ولكن في مجمل الحدث هما جبهة واحدة لن تحيد عن الطائفية في تعاملها مع الأحداث. ولا تخطأ العين في تشخيص توافق الحراك الشعبي السني مع رغبة التصعيد لدى قادة القوائم السنية بالضد من الطرف الأخر الذي تمثله قيادة السيد العبادي. فمازالت مشاعر الغبن والخسارة التي تعرض لها أهل السنة تلاك يوميا وسط الحراك الشعبي ومثله وسط قادة الكتل الممثلة له، ولذا فضلت رؤوس كثيرة منهم مجارات ذلك الحراك والاصطفاف معه ومع رغباته في التقرب من مجاميع المنظمات الإرهابية على وفق مبدأ عدم القبول بالخسارة وواجب استعادة السلطة من الشيعة الصفويين مهما كان الثمن، ولا ضير من التحالف مع الشيطان لهذا الغرض . ودائما ما كانت مواقف الكتل السياسية الممثلة لهذا الطرف تذهب لبلورة ذات الرؤى والأهداف الطائفية والرغبات السياسية عبر عمليات ضغط داخل الوسط السلطوي والسياسي ومن خلال عمليات أرباك داخل مؤسسات الدولة بتفكيك مفاصلها ووضع المتاريس والمصدات أمام مهام حشد القوى لمحاربة داعش.في نفس الوقت محاولة إعطاء صورة عن مقاومة غزو عصابات الإرهاب، وكأنها عمليات متداخلة ملتبسة في أهدافها ومراميها، وأن الغاية الأساسية من هذه الحرب هي مهام طائفية ضد المكون السني قبل أن تكون ضد أي شيء أخر. ولذا نجد بعض قادة الكتل السنية يضعون شروطا لكيفية إدارة المعارك وأين ومتى وكيف تكون الحرب ضد الإرهاب بعيدا عن إيذاء حواضنه، ولن يكون هناك توافق على مجمل ما يطرحه رئيس الوزراء دون أن تسبقها الموافقة على مطالب المكون السني ، بالرغم من أن تلك المطالب هي ذاتها بل هناك ما هو أكثر إلحاحا وحاجة منها في المناطق الشيعية المنكوبة. ويلاحظ أن جميع تصريحات قادة الكتل السنية لوسائل الإعلام تشير لمثل تلك المطالب وتنأى بعيدا عن الدعوة الصريحة والتحريض ضد داعش وباقي التنظيمات الإرهابية والحواضن المشاركة معها في قتال السلطة العراقية.

ويمثل موقف الطرف الكردي تجاه سلطة السيد العبادي ومنذ بداية مشواره، موقفا متشنجا رافضا لأي حوار يسبق تلبية شروطهم. ويرحل ذات الموقف المتشنج الذي اتخذ على عهد السيد المالكي وقبله السيد الجعفري نحو رئيس الوزراء الجديد، حيث يتهم السيد العبادي مجددا مثل سلفيه، بمواقف بعيدة كل البعد عن مبدأ الشراكة الحقيقية في إدارة العراق. وتلك المواقف تخص في الأساس مسائل ميزانية الإقليم والبيشمركه والنفط والمادة 140 من الدستور. وفي مجمل الأحاديث عن تلك العقد المفصلية يتقدم التشكيك والريبة في ما تطرحه السلطة الاتحادية من رؤية بانتظار أن يحسم الصراع لصالح الإقليم دون اعتبارات لرأي السلطة الاتحادية أو متطلبات التوافق في العملية السياسية أو ما أتفق على تسميته بالشراكة الوطنية. ويظهر أن عض الأصابع بات خيارا مرجحا ، بعيدا عن استخدام لغة الحوار واعتمادا على مواد الدستور لحسم الخلاف بما يضمن حقوق الجميع دون ضجيج التهديد والوعيد المتكرر. ومواقف التهديد والوعيد تذهب لغرض دفع الطرف الأخر لاتخاذ ذات المواقف الرسمية المتشنجة والتي ربما تكون متكأً لإنهاء ملف العلاقة المتوترة لينفرط بعدها سيناريو الشراكة الوطنية المهلهل، وهو الخيار المرجح لإنهاء الصراع .ويبدو أن واحدة من أوراق الضغط تتمثل أيضا في احتضان خصوم السلطة والسماح لهم بتوجيه رسائل إعلامية مناوئة دون تحفظ . ومواقف الكرد من كل هذا تتماثل وباقي مواقف الأطراف السنية وأيضا بعض القوى الشيعية التي ترغب بوضع جميع المشاكل في العراق في جعبة السيد العبادي وتركه وحيدا في مواجهتها ثم كيل اللوم والتقريع له أن نجح في تلك المهمة أو أخطأ في أخرى . ومثل هذا الموقف غير الحصيف كان دائما ديدن الأخوة الأعداء الشركاء في إدارة السلطة العراقية منذ سقوط الصنم ولحد الآن. فمهام إفشال مساع الأخر ووضع العراقيل والعوائق في طريقه، يبدو خيارا مفضلا يمنح السعادة والنشوة لدى الحلفاء ـ الخصوم، وتلك طباع شخصية اجتماعية موروثة،تلعب في ساحة الرياء والخداع لتنعكس على واقع العملية السياسية وتقربها من مسرح السخرية والهزل ثم الخراب العام. ولكن تضع ممارسيها في مواقع النفاق الأخلاقي وتبعد عنهم أي حصافة وذكاء أو بعد نظر اجتماعيا كان أم سياسيا. وهي في مجملها ذاهبة لجعل المصالح الفئوية والحزبية والطائفية فوق أي اعتبار أخر، متناسين أن الوطن دائما أكبر من الجميع، فهل يوجد في قاموس هؤلاء مثل هذا التعبير. أم أن رغبة دفع الأخر لارتكاب الخطأ أو ترديد القول، أذهب أنت وربك فقاتلا أنا هاهنا قاعدون،هي حصيلة فكر ومعرفة أكتسبه جميع هؤلاء من حياتهم السياسية والاجتماعية. وإن دفع العراق نحو الخراب والتمزق بات هاجس يتلبس الكثير من هؤلاء.



#فرات_المحسن (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- داعش وأفلام الأكشن
- الدواعش في إدارات الجيش العراقي
- نحو مجزرة سبايكر جديدة
- العراق، خيار التوافقية بديلا عن صناديق الاقتراع
- تركة ثقيلة عافها المالكي للعبادي وجميع العراقيين
- سليم الجبوري خيار خائب لتصعيد حالة الاستعصاء
- الولايات المتحدة الأمريكية وتفكيك عقد العراق المستعصية
- من يحال إلى المحاكم بعد الهزيمة
- الترشح لرئاسة الوزراء بين هواة السياسة ورجال التكنوقراط
- الطائفة تغلب الاعتراض على التزوير أم العكس
- هل تختفي هذه المساوئ بعد انتخابات عام 2014
- سوريا إلى أين
- سمعة العراق وشعبه بين وزير النقل ولجنة الخدمات البرلمانية
- لغز داعش ومدن الانبار والجيش العراقي
- قرارات تسحب العراق نحو الهاوية
- ذكرى فارس أسمه طارق محمد البوعزيزي/ بسبوسة
- اتحاد أدباء العراق مقدمة رسالتكم كانت غير حكيمة
- بوري صدام واستشهاد الزعيم عبد الكريم
- رواتب المؤلفة قلوبهم في البرلمان العراقي
- نوري المالكي يستنسخ تجربة نوري السعيد


المزيد.....




- -حالة تدمير شامل-.. مشتبه به -يحوّل مركبته إلى سلاح- في محاو ...
- الداخلية الإماراتية: القبض على الجناة في حادثة مقتل المواطن ...
- مسؤول إسرائيلي لـCNN: نتنياهو يعقد مشاورات بشأن وقف إطلاق ال ...
- مشاهد توثق قصف -حزب الله- الضخم لإسرائيل.. هجوم صاروخي غير م ...
- مصر.. الإعلان عن حصيلة كبرى للمخالفات المرورية في يوم واحد
- هنغاريا.. مسيرة ضد تصعيد النزاع بأوكرانيا
- مصر والكويت يطالبان بالوقف الفوري للنار في غزة ولبنان
- بوشكوف يستنكر تصريحات وزير خارجية فرنسا بشأن دعم باريس المطل ...
- -التايمز-: الفساد المستشري في أوكرانيا يحول دون بناء تحصينات ...
- القوات الروسية تلقي القبض على مرتزق بريطاني في كورسك (فيديو) ...


المزيد.....

- المجلد الثامن عشر - دراسات ومقالات - منشورة عام 2021 / غازي الصوراني
- المجلد السابع عشر - دراسات ومقالات- منشورة عام 2020 / غازي الصوراني
- المجلد السادس عشر " دراسات ومقالات" منشورة بين عامي 2015 و ... / غازي الصوراني
- دراسات ومقالات في الفكر والسياسة والاقتصاد والمجتمع - المجلد ... / غازي الصوراني
- تداخل الاجناس الأدبية في رواية قهوة سادة للكاتب السيد حافظ / غنية ولهي- - - سمية حملاوي
- دراسة تحليلية نقدية لأزمة منظمة التحرير الفلسطينية / سعيد الوجاني
- ، كتاب مذكرات السيد حافظ بين عبقرية الإبداع وتهميش الواقع ال ... / ياسر جابر الجمَّال
- الجماعة السياسية- في بناء أو تأسيس جماعة سياسية / خالد فارس
- دفاعاً عن النظرية الماركسية - الجزء الثاني / فلاح أمين الرهيمي
- .سياسة الأزمة : حوارات وتأملات في سياسات تونسية . / فريد العليبي .


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - فرات المحسن - هل يستطيع السيد العبادي تنفيذ برنامجه الوزاري