أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - حقوق الانسان - مؤمن رميح - زوار فى فجر يوم الزفاف














المزيد.....

زوار فى فجر يوم الزفاف


مؤمن رميح
محام ومستشار قانونى وسياسي مصري

(Moamen Romaih)


الحوار المتمدن-العدد: 4605 - 2014 / 10 / 16 - 19:50
المحور: حقوق الانسان
    


اظلمت سماء مدينة القرين بمحافظة الشرقية معلنة تحديها للنظام القائم الذى جثم بظلمه على اسرة ثكلى بفقد عائلها رغم وجوديته على مسرح الحياة ، لكنه محاط باغلال واسوار وقيود وسلاسل افقده وهيجه الذى كان مصدر اسعاد لكثير من الالاف الذين يلعبون دورا فاعلا فيه ... فلا الليل ادبر ولا الصبح اسفر .تلك هى الحالة التى يعيشها ابناء مدينة القرين بعد طول غياب طويل لجراحها الاول الذى كان مشرطه بلسما يخفف به آلام كثير من مرضاها ...انه الدكتور عبد الحميد عاقول .
كانت ، ولا تزال ، المستشفى التى انشاها قبلة لكل ساع نحو العلاج بما يتناسب مع مستويات الدخول المنخفضة ، فخفف عن ابناء مدينته كثيرا من آلامهم ، لم يتحدى آمالهم فى الحصول على رعاية طبية متميزة وبأسعار زهيدة ، بل سهر على تحقيقها ، وجعل الوصول اليها حقا اساسيا لكل مريض لا حلما بعيد المنال .
رزق الدكتور عبد الحميد عاقول بخمسة ابناء هما آية وسارة وعمر ومعتز واحمد ، يعيشون فى ظلال السعادة ونور الامل ودفء الحنان ورابطة الرحمة والتعاون . كان حريصا منذ نشأتهم الاولى على جعلهم ابناء صالحين يخدمون دينهم ووطنهم وفق منظومة اخلاقية وتربوية قلما تجدها فى البيوت المصرية الآن . تعتبر ابنته الكبرى بمثابة نبراس ناشئ فى عالم الادب العربى والثقافة الاسلامية داخل المحراب العربى كلية دار العلوم ... فهى معيدة بها تحمل بين يديها امانة نقل المعارف العربية التى ورثها الأباء الاولون للجيل الحالى من طلاب الجامعة المصرية .
واثناء الفرحة والبهجة والسعادة التى خيمت على الاسرة جراء الزواج المرتقب لجوهرتها الغالية –سالفة الذكر – اذ تنزل عليهم صاعقة من السماء ، لم يحسبوا حسابها ، ولم يدر بخلد ايا منهم ان تحدث وبالاخص على ذلك النحو ... ففى فجر يوم زفاف الابنة الكبرى ظن فيها زوار الفجر ان هذا هو الوقت المناسب للانتقام ممن يعبرونه من اعضاء جماعة الاخوان المسلمين- رغم عدم صدقية زعمهم ، وانزال اقسى انواع العقاب النفسى عليه ... فتهمين الفكرة عليهم ويشرعوا فى تنفيذها دون وجود اى دستور اخلاقى يحكم سلوكهم وافعالهم ، متناسين قاعدة ذهبية ارساها قضائنا العتيد بان العدالة لا يضيرها افلات مجرم من العقاب بقدر ما يضيرها الاعتداء على حريات الناس بغير وجه حق .
واذ بهم يحطمون باب المنزل فيتحول بين ايديهم الى قطع متناثرة لا تعبر الا عن رغبة الانتقام من جانبهم .. لم يكتفوا بذلك بل استخدموا الاسلحة الثقيلة التى لا تستخدم الا فى المواجهات المسلحة لاحداث الرعب والخوف والجزع فى قلوب الاطفال والاسرة على حد سواء .حولوا البيت الذى تحرص الاسرة على تنظيمه وترتيبه اشد ما يكون النظام والترتيب الى اثاث متراكم فوق بعضه ينهشون منه ما يريدون لعل ان يقع بين ايديهم اي شئ يمكن ان يستخدمونه حجة على زعمهم الباطل من اجل نسبة الاتهامات الكاذبة الى شخصه ، ومع ذلك رجعوا بخفى حنين ، لكنهم ارتكبوا ابشع جريمة عرفتها الخليقة وهى حبس انسان دون وجه حق ، وتعدى الامر الى ان شاركهم فى ذلك جهات العدالة التى يسعى اليها كل صاحب مظلمة .
وهنا تكمن المسئولية حتى فى احلك الظروف لم يهتم الدكتور عبد الحميد عاقول لحظة اعتقاله التعسفى بنفسه ولكنه آثر مصلحة اسرته الصغيرة وابنته الكبرى على نفسه لم يشعرهم بجراح قلبه الذى يقطر دما من حزنه على عدم رؤية ابنته فى طلتها البيضاء ، اذ به ينادى على اسرته وهو بين يدى زوار الفجر راجيا منهم استكمال مراسم الزفاف حتى فى لحظة عدم وجوده . فهو موجود معهم بروحه لا بجسده العفيف ... ترى هلى يمكن لأى انسان ان يتصور حدوث ذلك ، ان يتحول فرحه بين عشية وضحاها الى نكبة ... نعم اذا كنت فى بلد اسمها مصر ... فقد تحجرت فيها القلوب واصبح الانتقام هو سياستها الرائجة .. ولكنه انتقام من نفسها .. من ابناء شعبها .. فهل يستمر الوضع على هذا ام ان هناك اقدار من السماء يمكن لها ان ترسم سيناريوهات آخرى للاحداث ..
وبالفعل حققت الاسرة رجاء معتقلها .. بل بطلها ،واستمر الزفاف يلفه انين الالم والدموع التى تحبس نفسها على ان تذرف ، فهى لا تمثل شيئا ، فقد اقطرت القلوب دما حزنا عليه جراء انتهاك حقه فى الحياة Right to life violation . فهل يستمر هذا الانتهاك متواصلا طيلة سبعة شهور ام سيجئ فجر جديد محاولا اصلاح بعضا مما ارتكبه النظام القائم من ظلم واستبداد واستعباد للعباد .



#مؤمن_رميح (هاشتاغ)       Moamen_Romaih#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- التماس اعادة النظر فى قضية التجسس النووى بمصر
- المسؤولية عن الحماية فى القانون الدولى
- مشروع قانون العفو عن ضحايا السياسة بجمهورية مصر العربية
- مشروع قانون ديمقراطية الاحزاب السياسية بجمهورية مصر العربية
- مشروع قانون الاحزاب العربية


المزيد.....




- الجامعة العربية تبحث مع مجموعة مديري الطوارئ في الأمم المتحد ...
- هذا حال المحكمة الجنائية مع أمريكا فما حال وكالة الطاقة الذر ...
- عراقجي: على المجتمع الدولي ابداء الجدية بتنفيذ قرار اعتقال ن ...
- السعودية.. الداخلية تعلن إعدام مواطن -قصاصًا- وتكشف اسمه وجر ...
- خيام غارقة ومعاناة بلا نهاية.. القصف والمطر يلاحقان النازحين ...
- عراقجي يصل لشبونة للمشاركة في منتدى تحالف الامم المتحدة للحض ...
- -رد إسرائيل يجب أن يتوافق مع سلوكيات المحكمة الجنائية الدولي ...
- مياه البحر تجرف خيام النازحين في منطقة المواصي غرب خان يونس ...
- مصرع عشرات المهاجرين بانقلاب قواربهم قبالة اليونان ومدغشقر
- الجنائية الدولية تطالب الدول الأعضاء بالتعاون لاعتقال نتنياه ...


المزيد.....

- مبدأ حق تقرير المصير والقانون الدولي / عبد الحسين شعبان
- حضور الإعلان العالمي لحقوق الانسان في الدساتير.. انحياز للقي ... / خليل إبراهيم كاظم الحمداني
- فلسفة حقوق الانسان بين الأصول التاريخية والأهمية المعاصرة / زهير الخويلدي
- المراة في الدساتير .. ثقافات مختلفة وضعيات متنوعة لحالة انسا ... / خليل إبراهيم كاظم الحمداني
- نجل الراحل يسار يروي قصة والده الدكتور محمد سلمان حسن في صرا ... / يسار محمد سلمان حسن
- الإستعراض الدوري الشامل بين مطرقة السياسة وسندان الحقوق .. ع ... / خليل إبراهيم كاظم الحمداني
- نطاق الشامل لحقوق الانسان / أشرف المجدول
- تضمين مفاهيم حقوق الإنسان في المناهج الدراسية / نزيهة التركى
- الكمائن الرمادية / مركز اريج لحقوق الانسان
- على هامش الدورة 38 الاعتيادية لمجلس حقوق الانسان .. قراءة في ... / خليل إبراهيم كاظم الحمداني


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - حقوق الانسان - مؤمن رميح - زوار فى فجر يوم الزفاف