أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - عماد علي - هل يُرغم العراق على استقدام القوة البرية الدولية ؟














المزيد.....

هل يُرغم العراق على استقدام القوة البرية الدولية ؟


عماد علي

الحوار المتمدن-العدد: 4605 - 2014 / 10 / 16 - 12:25
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


مرت مدة غير قليلة بحساب الزمن المحتسب عسكريا و ليس سياسيا على ضرب داعش جوا من قبل التحالف الدولي، انه حد من تقدم داعش في اماكن مهمة و حساسة و لم يرغمه على التقهقر في اي مكان كما يحدث في النصر البري للعمليات العسكرية، تراجع داعش بقوة الضربات من اربيل و لم يتمكن من احتلال بغداد و باستبسال كوباني ساعدت الضربات الجوية على مقاومتهم المشرٌفة و منعهم من تحقيق اهدافهم التي دفعوا ثمنا كبيرا من اجل تحقيقها و لم يتمكنوا منها و ارغموا على التراجع ايضا، و ان كان بعض الدول الاقليمية تراهن عليهم لترسيخ ارضية في تحقيق مرامهم من خلال تلك الخطوة التي تقع لصالحهم .
يعلن العراق لحد اليوم على انه لا يحتاج لقوات برية اجنبية، سواء لاسترضاء من ليس لمصلحته تلك الخطوة داخليا و خارجيا او من ايمانه بانه يعود الى المربع الاول بهذه العملية، و لم يرفضها سرا، و الوضع على الارض و التخوف من تقدم داعش لو سمحت القوات الجوية الدولية له لربما سيرغم العراق على القبول باستقدام قوات برية كثيفة، لان القوات موجودة الان و لكن بعدد محدود و ضروري في هذه المرحلة .
كسر شوك داعش في كوباني لاول مرة منذ اجتياحه العراق و احتلاله لمساحة شاسعة منه،امر مهم في محاربة داعش و على معنويات الناس في المنطقة جميعا، و اصبحت انتصارات كوباني اول ضربة حقيقية لداعش لانها ارغمته على التراجع بفعل الصد البري له و لم يكن السبب الضربات الجوية فقط كما في المناطق الاخرى، و هذا يعتبر ثغرة في الهيبة و الرهبة التي فرضها داعش وكما نشر الخوف و الهلع في قلوب من حاربه . اليوم و بعزيمة و ارادة و شجاعة الكوبانيين تم تغيير المعادلات الاساسية في محاربة داعش و تاكد العالم بان هناك قوة رادعة له و لا يمكنه ان يحقق ما يريد مستندا على التخرفات و الخداع العقيدي الذي يمارسه و يلقنه لمنتميه .
العراق اليوم بين امرين و ضغوط عديدة، امااستقدام القوات البرية الدولية الذي سيغير من حاله و في تعامله مع دول الاقليم، و يحتاج مجيء القوات الى توافق العراق مع دول الاقليم و خاصة ايران قبل ارضاء الشعب الامريكي و ممانعته للقتال البري في العراق، او الخضوع للامر الواقع و تحمل نتيجة ما يحصل مهما كانت . و من جهة اخرى، هناك تركيا و تخوفها من عدم تحقيق اهدافها و لم تتمكن من استغلال الفرصة الذهبية التي اتيحت منذ مجيء داعش لها خلال هذه الفترة و منذ انبثاق التحالف الدولي ضد داعش وبمجيء هذه القوات و ما مارسته من السياسات و ان كانت سياسات تركيا ضد حليفتها امريكا من اجل اهداف و استراتيجيات لا تتوافق مع استراتيجيات امريكا في المنطقة، فانها اي تركيا لم تحصل على ما كانت تريده بعد تراجع داعش من كوباني و تزايد الضربات الجوية على داعش في تلك الجبهة على عكس من توقعات و اهداف تركيا .
لو ضغط داعش و تقدم نحو المناطق الحمر و بعض المنشآت الاستراتيجية الحساسة في العراق لم يبق امام الحكومة العراقية الا استقدام القوات البرية الدولية في اي وقت كان .
السؤال الهام الذي يدور في ذهن العراقيين، هل تعود حال العراق السياسي الى المربع الاول وعند مرحلة مابعد سقوط الدكتاتورية ؟ لا يمكن ان نمر بتلك المرحلة وفق كل المؤشرات و المتغيرات التي حصلت في الظروف العامة، الا ان عدم الرجوع يحتاج الى الدقة في العمل و التعامل مع المتطلبات و المستجدات و مع اهداف التحالف الدولي من قبل الحكومة العراقية و في كيفية مجيء تلك القوات و مساحة تحركها و القوانين اللازمة لتحرك و وجهات تلك القوات وفقها، اوالتعامل معها بقرارات السلطة التنفيذية التي يمكن ان تتوافق وفقها مع التحالف الدولي قبل مجيئها و لابد ان يُدرس منذ الان، لان لا يمكن انتظار التوافق في اي وقت حرج للحكومة العراقية عند ازدياد ضغوطات داعش عليها في الوقت الحرج و ما يمكن ان يضعها في الزاوية الضيقة .
كل المؤشرات تدل على انه لا يمكن استئصال داعش و حتى على المدى البعيد بضربات جوية فقط، فطبيعة حرب العصابات تمكٌن اي قوة من التناور و المراوغة و التكتيك الذي يمكنه ان تفلت من الضربات الموجعة او الخسائر القوية ايضا . اضافة الى ما يحتاجه العراق اليوم من تواكب الخطوات السياسية الصحيحة مع العمليات العسكرية، فان القوات مهمة لاستغلال ما بقت من الفرصة لعدم النزول الى الحضيض اكثر في الوضع السياسي العام و ما يتاثر به الشعب اقتصاديا و اجتماعيا .
بما ان عقدة نظام الاسد كبيرة، فلا يمكن ان نتصور انهاء مشكلة داعش هناك لانه متصلة اقليميا اكثر من العراق، لذا يمكن للعراق ان يخطو خطوات لفصل حالها عن سوريا و ما فيها من الامور التي تطول قضية داعش فيها لاجل غير مسمى . اي، يمكن للعراق ان يبحث حل مشكلة داعش مع التحالف بعيدا عن سوريا و ما تفرضه، و يمكن الابتعاد عن ما تتطلبه المحاور باتخاذ مواقف محايدة بمساعدة التحالف الدولي و القوى المؤثرة فيه . و من الشروط التي يجب ان يبحثها العراق مع التحالف هو تحديد الفترة لانهاء داعش في العراق و عدم ربطه مع سوريا و ما فيها من العقد الاقليمية و الدولية من جهة، والتوافق مع الجميع على ان تكون السياسة العراقية محايدة ويجب ان ياخذ العراق مواقفه بعلنية و شفافية من اجل البينة من مواقف اي طرف اقليمي و دولي حوله من جهة اخرى .
لذا الدراسة و النقاش حول استقدام القوات البرية يجب ان يكون ضمن اجندة الحكومة العراقية الحالية و بالسرعة الممكنة قبل ان تُرغم في اللحظة الحرجة و تطلب هي مجيئها دون دراسة و شروط مسبقة، و التي يمكن ان يحصل هذا لو زاد داعش الخناق عليها في اي وقت، و هو احتمال كبير، و ان لم يكن بامر و ارادة داعش نفسه و انما بحث و تحريض مؤسسيه ومسانديه و مموليه في اية لحظة كانت .



#عماد_علي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- عقدة نظام الاسد الاقليمية
- لم نحصل من التغيير الا حرية التطبير
- اصرار تركيا على موقفها المتعجرف
- الفوضى في التسميات
- معركة الكرامة و الانسانية
- الجو الجديد يعيد العراق الى السكة الصحيحة
- نحن امام اهمال كوردي لما يحدث في كوباني
- شجاعة اهل كوباني ليست وليدة اليوم
- ان سقطت كوباني ارضا لن تسقط عزيمة و ارادة
- ماوراء قصة و قضية داعش ؟
- انها كوباني و ليست عين العرب..... ان كانت كوباني عين العرب ل ...
- المنطقة العازلة بين الاصرار التركي و الرفض الامريكي
- ماذا يقصد التحالف الدولي من تعامله مع كوباني
- حيرة الوضع في سوريا
- انحني و اسجد اليك يا بيريفان
- هل الالتزام بالعادات و التقاليد روتين يقتل الابداع
- هل بالامكان انهاء منهج المحاصصة في العراق
- لم تتحرك امريكا ازاء ما يحصل في كوباني بجدية
- هل تسمح ايران لتركيا بالتدخل في سوريا ؟
- كوباني رفعت راس الامة الكوردية


المزيد.....




- وقف إطلاق النار في لبنان.. اتهامات متبادلة بخرق الاتفاق وقلق ...
- جملة -نور من نور- في تأبين نصرالله تثير جدلا في لبنان
- فرقاطة روسية تطلق صواريخ -تسيركون- فرط الصوتية في الأبيض الم ...
- رئيسة جورجيا تدعو إلى إجراء انتخابات برلمانية جديدة
- وزير خارجية مصر يزور السودان لأول مرة منذ بدء الأزمة.. ماذا ...
- الجيش الإسرائيلي يعلن تدمير بنى تحتية لحزب الله في منطقة جبل ...
- برلماني سوري: لا يوجد مسلحون من العراق دخلوا الأراضي السورية ...
- الكرملين: بوتين يؤكد لأردوغان ضرورة وقف عدوان الإرهابيين في ...
- الجيش السوري يعلن تدمير مقر عمليات لـ-هيئة تحرير الشام- وعشر ...
- سيناتور روسي : العقوبات الأمريكية الجديدة على بلادنا -فقاعة ...


المزيد.....

- المجلد العشرون - دراسات ومقالات- منشورة بين عامي 2023 و 2024 / غازي الصوراني
- المجلد الثامن عشر - دراسات ومقالات - منشورة عام 2021 / غازي الصوراني
- المجلد السابع عشر - دراسات ومقالات- منشورة عام 2020 / غازي الصوراني
- المجلد السادس عشر " دراسات ومقالات" منشورة بين عامي 2015 و ... / غازي الصوراني
- دراسات ومقالات في الفكر والسياسة والاقتصاد والمجتمع - المجلد ... / غازي الصوراني
- تداخل الاجناس الأدبية في رواية قهوة سادة للكاتب السيد حافظ / غنية ولهي- - - سمية حملاوي
- دراسة تحليلية نقدية لأزمة منظمة التحرير الفلسطينية / سعيد الوجاني
- ، كتاب مذكرات السيد حافظ بين عبقرية الإبداع وتهميش الواقع ال ... / ياسر جابر الجمَّال
- الجماعة السياسية- في بناء أو تأسيس جماعة سياسية / خالد فارس
- دفاعاً عن النظرية الماركسية - الجزء الثاني / فلاح أمين الرهيمي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - عماد علي - هل يُرغم العراق على استقدام القوة البرية الدولية ؟