أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع - خالد الطيبي - العيد بين المبدأ العقدي و الوصاية الاجتماعية














المزيد.....

العيد بين المبدأ العقدي و الوصاية الاجتماعية


خالد الطيبي

الحوار المتمدن-العدد: 4605 - 2014 / 10 / 16 - 09:30
المحور: الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع
    


يحتل عيد الأضحى أو ما يسمى ب"العيد الكبير " محليا مكانة مهمة في الثقافة العربية الإسلامية ، اذ يحتفل المسلمون بهذه المناسبة في العاشر محرم من كل سنة وذلك من خلال مجموعة من المراسم والطقوس من أهمها تهييء الأضحية، وصلاة العيد ثم نحر الأضحية وزيارة الأهل و الأحباب لذلك فالعيد هو فرصة تخيم فيه الأجواء الروحانية الدينية الممزوجة ببعض العادات الممأسسة اجتماعيا في الثقافة المغربية بفعل الحراك السوسيوثقافية ،مما يجعلنا نطرح سؤالا عريضا سؤال فهم لا تموقف يمكن أن نقول فيه ما هي المرجعية التي تحكم سلوك المغاربة في عيد الأضحى ؟ بمعنى هل يتصرفون وفق مبدأ عقدي أم وفق وصاية اجتماعية ؟
عيد الأضحى من الناحية المبدئية هو سنة مؤكدة أمر بها محمد عليه الصلاة والسلام وهي عبادة تقوم على التقرب لله بواسطة أضحية من أنواع الاضاحي الاربعة (غنم،ماعز،ظأن، بقر) كل حسب قدرته الشرائية كما تعد تخليدا للقصة الابراهيمية الواردة في النص القرآني ,والعيد كظاهرة اجتماعية لها ما يبررها في الواقع من مظاهر التوسع والاستمرارية و الالزامية كذلك ، فالعيد فرصة للعمل على فك العزلة عن الفئات والشرائح الاجتماعية المعوزة - اقتصاديا - وإشراكها في التجربة الدينية .
لكن قلما تجد اليوم من هم في حاجة الى أضحية لأنها باتت مفروضة اجتماعيا على الجميع،حتى لو اقتضى الحال بيع الأغراض المنزلية أو الاقتراض من المؤسسة البنكية أو حتى التضحية بنعجة أو ديك كما يفعل البعض لأن المهم هو وجود اللحم،هذه الأنماط السلوكية نابعة من سلطة المجتمع أو ما يسميه ايميل دوركهايم ب"القهر الاجتماعي" ، بل أكثر من ذلك فالأضحية أصبحت فرصة لتأكيد المكانة الاجتماعية فنوع و حجم أو شكل الأضحية وحجم قرونها كفيل بتحديد المكانة الاجتماعية ، فإذا كانت الأضحية تكسب المسلم رضى الله تعالى فان هذه العادات تكسبه سخطه لكن مع أهم شيء وهو رضى المجتمع.
تنحر الأضحية بعد صلاة العيد بالبسملة والتكبير من طرف رب الأسرة في معظم الأحيان ,وذلك وفق مجموعة من الشروط الواردة في السنة النبوية الشريفة (سلامة الأضحية ، عدم حلق شعر البدن ،استقبال القبلة ،استعمال سكين حاد...) كل هذه الطقوس ضرورية لكي تقبل الأضحية ،لكن الى أي حد تؤخذ هذه الشروط بعين الاعتبار في عملية النحر اليوم ؟ ان نحر الأضحية اليوم هي عملية من اختصاص الجزار فقط، فبعد التفاوض على الثمن مع صاحب الأضحية يأخذها وبعد حين يأتي بها مقطعة فينشغل صاحب الأضحية بتحضير اللحم ولا يكترث لتوفر شروط النحر في الجزار فكل ما يستحوذ عليه هو تحضير طبق الكبد أو "بولفاف" كما يسمى محليا ,ليس هذا فحسب بل ان أغلب الناس لا يتصدقون بالثلث كما ورد في النصوص الدينية الاسلامية، بدعوى أن الكل لديه ما يكفي من اللحم ثم انه لا حاجة لاستبدال الغث بالسمين.
لقد أصبح عيد الاضحى أشبه بالمهرجان أو" الكرنفال الشعبي" بتعبير عبد الغني منديب ، للأكل أكثر منه مناسبة دينية حيث تستعرض فيه النسوة حذقهن في اعداد ما لذ وطاب من أنواع الأطباق للمدعوين من الأهل و الأقارب، فتكون هذه التجمعات فرصة لتسوية الخلافات و اعلان الصلح بين الناس ،كل هذا في أجواء من الفرحة السرور,كيف لا واللحم الذي كان الكيلو منه يساوي يوما من العمل الشاق بات اليوم متوفرا بل و في كل الوجبات .
لكل هذه الأسباب يمكن القول أن عيد الأضحى في المجتمع المغربي تحكمه مجموعة من العادات والتقاليد التي فرضتها التحولات السوسيوثقافية و التي تمت شرعنتها و مأسستها اجتماعيا، وبالتالي صارت تتغلغل في الدين الاسلامي وتسمى باسمه ،وبهذه الطريقة كتب لمجموعة من الطقوس الطوطمية والوثنية أن تستمر حتى بعد وصول الدين التوحيدي الى المغرب ,فمن الطوطمية ما تجسده بعض القبائل بشمال المغرب في التعامل مع قلب الأضحية ,حيث يعامل هذا العضو بطريقة خاصة حتى انه لا يؤكل بل يتم دفنه اذ يسود اعتقاد أنه موطن الخير أو الشر لذلك فان أكله قد يجلب لعنته . أما بالنسبة للطقوس الوثنية فإنها تتجسد في شخصية "سبع بو لبطاين" هذه الشخصية الهزلية التي تحدث عنها مجموعة من السوسيولوجيين المغاربة نذكر منهم على سبيل التخصيص لا الحصر الدكتور عبد الهل حمودي في كتابه "الشيخ والمريد"والاستاذ نور الين الزاهي في كتابه "المقدس و المجتمع" الأستاذ عبد الغني منديب في بحثه حول" الدين والمجتمع" ،فحسب فسترمارك " ترجع أصول هذا الطقس الى أعياد الزحل الرومانية الشهيرة و تم الحاقها بالأعياد الاسلامية " كل هذه الطقوس رغم أنها آهلة الى الزوال فإنها تعبر اليوم لا محال عن غربة الواقع الديني في المجتمع المغربي.


ll



#خالد_الطيبي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295





- مصر: الدولار يسجل أعلى مستوى أمام الجنيه منذ التعويم.. ومصرف ...
- مدينة أمريكية تستقبل 2025 بنسف فندق.. ما علاقة صدام حسين وإي ...
- الطيران الروسي يشن غارة قوية على تجمع للقوات الأوكرانية في ز ...
- استراتيجية جديدة لتكوين عادات جيدة والتخلص من السيئة
- كتائب القسام تعلن عن إيقاع جنود إسرائيليين بين قتيل وجريح به ...
- الجيشان المصري والسعودي يختتمان تدريبات -السهم الثاقب- برماي ...
- -التلغراف-: طلب لزيلينسكي يثير غضب البريطانيين وسخريتهم
- أنور قرقاش: ستبقى الإمارات دار الأمان وواحة الاستقرار
- سابقة تاريخية.. الشيوخ المصري يرفع الحصانة عن رئيس رابطة الأ ...
- منذ الصباح.. -حزب الله- يشن هجمات صاروخية متواصلة وغير مسبوق ...


المزيد.....

- كتاب رينيه ديكارت، خطاب حول المنهج / زهير الخويلدي
- معالجة القضايا الاجتماعية بواسطة المقاربات العلمية / زهير الخويلدي
- الثقافة تحجب المعنى أومعضلة الترجمة في البلاد العربية الإسلا ... / قاسم المحبشي
- الفلسفة القديمة وفلسفة العصور الوسطى ( الاقطاعية )والفلسفة ا ... / غازي الصوراني
- حقوق الإنسان من سقراط إلى ماركس / محمد الهلالي
- حقوق الإنسان من منظور نقدي / محمد الهلالي وخديجة رياضي
- فلسفات تسائل حياتنا / محمد الهلالي
- المُعاناة، المَعنى، العِناية/ مقالة ضد تبرير الشر / ياسين الحاج صالح
- الحلم جنين الواقع -الجزء التاسع / كريمة سلام
- سيغموند فرويد ، يهودية الأنوار : وفاء - مبهم - و - جوهري - / الحسن علاج


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع - خالد الطيبي - العيد بين المبدأ العقدي و الوصاية الاجتماعية