نداء استغاثة..

بقلم الاستاذ عبد القادر الطرهوني

الحوار المتمدن-العدد: 4603 - 2014 / 10 / 14 - 23:57
المحور: المجتمع المدني
    

نداء استغاثة ...
من هم..؟
نحن لن نجيبك أيّها القارئ ..سنترك قصتهم تعبّر عنهم..ستعرفهم عندما تنظر إلى ارتجافة الشقاء في أعينهم .. ستتعرّف عليهم عندما نسرد لك رواية الألم الذي التصقت بهم منذ وضعوا أرجلهم في هذا المكان..
إنّهم أولئك الذين يهبون أنفسهم كل يوم لخدمة الوطن ..يبنون جيلا يعتقد الكثير أنّه هو الذي سيغيّر مصيرنا الشقيّ هذا..هم أولئك الذين يحملون بين أيديهم كل يوم محفظة محملّة بالأمل و كتب عنونت بحبّ العطاء ولكنّهم مع هذا لم يجدوا قاعة محترمة تجمعهم ولا كرسيّا مريحا يريحون عليه ظهورهم المنحنية ولا أقلام كافية ليكتبوا بها مستقبلا جميلا لهذا الوطن الحزين ...
لقد استقبلوا هذه السنة الدراسيّة الجديدة بقصف حجريّ يخرق قاعاتهم الرثّة و يدخل على قلوبهم و قلوب أبنائهم الصغيرة رعبا ..لقد استقبلوا هذه السنة ككل سنة بكيس من الوعود الكاذبة التي ملوا سماعها من مديرة مؤسسة حرمتهم حتّى من حقّ إيصال صوتهم إلى أصحاب القرار من خلال رفض استقبال الصحافة لتغطية هذه الظروف ..و ككل مرّة تمتص غضب الجميع بقرارات سرعان ما تغفل عن تفعيلها ..
أين يذهبون و إلى من يلتجؤون ..زارهم "المندوب الجهوّي" و"الوالي" و كل من يجيد تركيب العبارات المترنمة و الآمال المتبخرة ..اليوم قرروا أن ينقطعوا عن العمل لأنهم ملوا..ملوا أن يقفوا لتحيّة العلم دون علم وملوا الخوف من أن يرشق الغرباء الحجارة على رؤوسهم ..ملوا أن يُهدّد أمنهم..ملّوا من رائحة القمامة تخترق أنفاسهم ... وملوا كذلك من تجاهل المسؤولين لهم ...
إنّهم ينتظرون هناك في ذلك المكان المتساقط ، والذي يبعد بضع كيلومترات عن العاصمة تونس ..
ستعرفهم عندما تدخل إلى فناء الساحة فتجدهم مجتمعين في قاعة حرموا فيها من تنفّس الهواء النقيّ فأغلقوها خشية أن تطالهم شظايا البلور و بقايا الحجارة الملقاة من الخارج ،قد فشل أعوان الشرطة في تحديد مصدرها..ستتعرّف عليهم عندما تسمع معاناتهم اليوميّة في ظلّ أوضاع أمنيّة خطيرة ،وبنية تحتيّة قاسية ...ستعرف حينها أنهم مجموعة من الأساتذة والمربين يعملون بالمدرسة الإعداديّة بئر الكرم العمران بتونس.. يضربون عن العمل إلى حين ضمان الحماية اللازمة لهم و لتلاميذهم .

#بقلم_الاستاذ_عبد_القادر_الطرهوني (هاشتاغ)      

---

اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل	حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين

كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على:

الفيسبوك

التويتر

اليوتيوب

RSS

الانستغرام

لينكدإن

تيلكرام

بنترست

تمبلر

بلوكر

فليبورد

الموبايل

كيفية إشراك-إيصال مواضيعكم أو مواضيع تهمكم  إلى اكبر عدد ممكن من القراء والقارئات