رشاد جبار السعيدي
الحوار المتمدن-العدد: 1295 - 2005 / 8 / 23 - 10:29
المحور:
اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق
عشنا تجارب ديمقراطية عديدة في مختلف بلدان العالم, ورأينا بأم أعيننا ما تفعله الحكومات المسؤولة من اجل إنجاح عملية الانتخابات, وتقديم كل الخدمات الممكن تقديمها من حملات دعائية وتوفير المواصلات والحماية اللازمة للمواطن من اجل القيام بدوره والإدلاء بصوته.
وتعمل تلك الحكومات كل ما في وسعها على إشراك الجماهير وتذليل كل الصعاب من اجل وصول صناديق الاقتراع أو الاستفتاء الى الجميع سواء كانوا داخل البلد أو خارجها, عن طريق فتح مراكز الانتخاب والاستفتاء في السفارات والقنصليات. وتحرص أيضا على الشفافية الكاملة في تلك العملية.
إن الانتخابات أو الاستفتاءات هي ممارسة عملية وفعلية في أبداء الرأي والاشتراك الفعلي في اختيار ممثلين قادرين على إيصال ما يريده المواطن. ولن تقتصر على طبقة من طبقات الشعب أو فئة معينة دون غيرها. بل تتطلب مشاركة جميع مواطني البلد والحاملين لجنسيته أينما كانوا وفي أي بقعة من العالم.
إن ما تردد في الآونة الأخيرة, من إن عراقيي الخارج سوف يحرموا من حق المشاركة في الاستفتاء على مسودة الدستور هو الإجحاف بعينه لحقوق مواطنين, كانوا من أوائل الذين تصدوا للدكتاتورية المقيتة, وناضلوا وضحوا من اجل بلدهم العزيز لتحرير بلدهم من الزمرة الصدامية الفاشية.
ومهما تكن الظروف التي يمر بها البلد, والصعوبات التي ستواجهها المؤسسات المسؤولة عن أجراء عمليات الاستفتاء. فان هذا لا يعفيها من المسؤولية بإقصاء خمسة مليون عراقي يعيشون في المنافي من ممارسة حقهم وتأدية واجبهم تجاه الوطن العزيز.
إن المفوضية العليا للانتخابات والمسئولة عن أجراء الاستفتاء على الدستور سترتكب خطا فادحا, إن هي قامت بحرمان عراقيي الخارج من المشاركة. وبعملها هذا ستثير بالتأكيد الشبهات والأسئلة حول مصداقية الاستفتاء والمؤسسة نفسها.
ولا نعرف بالضبط حقيقة الأسباب, التي تدفع المسؤولين الى اتخاذ هكذا أجراء تعسفي.
اهو الالتفاف على هذه النخب التي مارست بالفعل الديمقراطية؟.
أم لتمرير ما يريدون تمريره على أبناء شعبنا بعزل هذه الشريحة المدركة بخفايا الدستور الذي كتبوه؟
على المسؤولين تقديم التبريرات القانونية التي تدفعهم الى حرمان خمسة مليون عراقي من بينهم الطليعة المثقفة والكوادر القانونية الخلاقة القادرة على التأثير بنتائج الاستفتاء وعكسها لصالح أبناء العراق الغيارى.
رشاد جبار ألسعيدي
[email protected]
#رشاد_جبار_السعيدي (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟