أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - ميلاد سليمان - رهبان وبرليتاريين














المزيد.....

رهبان وبرليتاريين


ميلاد سليمان

الحوار المتمدن-العدد: 4603 - 2014 / 10 / 14 - 15:03
المحور: العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
    




في الفكر المسيحي، ومن ضمن حكايات حياة الرهبان، وكما كان "أنطونيوس" أب الرهبنة الفردية، بمعنى كل راهب يجلس في "قلايته" صومتعه وحيدًا، ولا تواصل بينه وبين غيره إلا في الضرورة القصوى. جاء بعده في نفس التوجه "باخوميوس"، وتقريبًا كان يخاف من الوحدة والجلوس في الظلمة ليلًا بلا سند ولا أنيس، ويتخيل أشكال وهمية في الفراغ الصحراوي المتسع، بجوار إنه كانت له ميول اقتصادية توسعية، كحال أغلب السلطويين، فقام بإبتكار فكرة "الرهبنة الجماعية"، وانشأ أول دير لهذا الغرض، من خلال حلم إنه رأى نقاط عسل تنزل من السماء على كف يده، قم تنفيض وتنساب لتغطي الأرض من حوله؟!؟. ومنها بدأ العمل على إقامة مملكته الجميلة الصغيرة وسط الصحراء، بإنشاء وتدشين وتوسيع وتشجيع الأديرة الرهبانية (الجماعية)، وسحب الثقة من الرهبنة الفردية بالتدريج، وبدلا من أن يكون كل راهب وحيد، سيجد معه من يعينه إن سقط ويقويه على حروب إبليس، وكان باخوميوس أول رئيس لهذا الدير (حقه يعني براءة إختراع).

ولتغطية العمل الاقتصادي بغلاف ديني، قام باخوميوس بوضع بعض القواعد واللوائح والشروط لمن يريد الترهبن، وطرق عقابية لمن يُحيد عن التعاليم والسلوكيات داخل الدير، وانقسم الدير هيكليًا إلى بيوت صغيرة داخله، ولكل بيت رئيسه، وبالبيت غرف منفصلة تضم الرهبان، كمعسكرات ستالين، لهم مواعيد للإستيقاظ ومواعيد للنوم، وجدول عمل شاق، يومي وإسبوعي وشهري. وتقرير بالعمل يتم تقديمه، ومراقب إداري عليهم ولكن برتبة أعلى منهم. والوظائف مختلفة؛ من دبغ جلود، وزراعة فواكه وخضروات، وتربية حيوانات ودواجن، ومناحل، وعجن مخبوزات، وبرمجة وترجمة نصوص... إلخ، وكل هذا خالص الضرائب، صافي الربح إلى خزينة الكنيسة التي لا يوجد عليها أي حسيب أو رقيب، سوى رب المجد يسوع في ملكوت أبيه.

والدير ليس للرهبان فقط، بل هناك فقرة للزيارات والرحلات، للأسر والأفراد، لشراء بضائع الدير، في حالة إن كانت الكنيسة القريبة من منزلك لم يكن بها منفذ بيع سلعي، ولشراء الكتب والمؤلفات التي يوم بها رجال الصحراء الموتي لتسيير حياة أهل المدن والقرى، كذلك هناك فقرة "الخلوة الروحية"، وهي متاحة لكل لمن أراد من المدنيين أن يأخذ بركة وفضل العمل في الدير مجانًا، وهي لعدد معلوم من الأيام، ولكن الأمور لا تسير اعتباطيًأ، فاللخلوة شروط، مثل؛ ضرورة وجود جواب موافقة من موّقع من كاهن كنيستك وممهور بختم الكنيسة، أو توقيع أب اعترافك، أو توقيع مرشدك الروحي، ثم تأخذ الجواب الذي يقر بحسن سيرك وسلوكك وأهليتك لنوال هذه البركة، كذلك للجواب ضرورة أمنية، حتى لا تكون شخص سوابق وهارب من حكم وذاهب للإختباء بالدير، المهم تأخذ الجواب وتذهب به لمكتب مقر الدير وتحدد عدد الأيام المطلوب تقضيتها هناك. وفي الدير بجوار الصوم والصلاة والعبادات المختلفة، ستقوم بالعمل في المهام السابق ذكرها، وأنت مرتاح البال، ولا تشعر بأي إستعباد أو إنتهاك لخصوصية وكرامة جسدية، فعشرات القصص التي ستروى لك، عن الرهبان المازوخيين محبي التعذيب الجسدي والإضرار بأبدانهم، كمن يعلق شعره في سقف الحجرة حتى لا ينام، ومن يضع الحجر تحت لسانه ليتعلم الصمت، ومن يقف طوال الليل حتى شروق الشمس ليتعلم التأمل، وغير الكثير، ستصرف عن فكرك أي محاولة للتمرد على هذا الوضع أو تغييره أو الخروج من تلك المنظومة، لإن كل الأشياء تعمل معًا للخير، للذين يحبون الله، الذين هم مدعوون حسب قصده، وكنزك في السماء حيث يكون قلبك أيضًا، وإبن الطاعة تحل عليه البركة، وكثيرًا ما تكلمت فندمت أما عن السكوت فلم أندم قط، نكتفي بكدا.. إتفضلوا نصلي.



#ميلاد_سليمان (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- كنيسة الكهنة
- حتما ستنتهي الأديان
- مأزق الثقافة الجنسية ج3
- سنوات الضياع
- مأزق الثقافة الجنسية 2
- مأزق الثقافة الجنسية
- مدارات إنسانية
- السلفية التبادلية
- الحياة تتقلص بهدوء
- الذكرى الثالثة 25 يناير.. إتحاد أم إنقسام!؟
- العلم ومضامينه
- المثلية... لمسة إنسانية
- لماذا ننتقد الإسلام!؟
- الإلحاد حق إنساني
- التهمة.. شغل عقله
- العكاز الثقافي
- فئران لا تأكل الجبن
- ثقافة ما بين الساقين
- ثقافة الفهلوة


المزيد.....




- نزلها “من هنا” تردد قناة طيور الجنة بعد التحديث على القمر ال ...
- وزير خارجية كيان الاحتلال: غوتيريش يقود أجندة معادية لاسرائي ...
- وزير خارجية كيان الاحتلال: غوتيريش يقود أجندة معادية لاسرائي ...
- كاتس يهاجم غوتيريش مجددا: يقود سياسة معادية لإسرائيل ولليهود ...
- ماما جابت بيبي يا أطفال..تردد قناة طيور الجنة بيبي على نايل ...
- بلينكن: السنوار كان مسؤولا عن أكبر مذبحة ضد اليهود منذ المحر ...
- استعلم عن تردد قناة طيور الجنة للاطفال بجودة عالية جدا مع اب ...
- ‏المقاومة الإسلامية تقصف مستعمرة زفلون بصلية ‏صاروخية كبيرة ...
- المقاومة الإسلامية في لبنان تعلن رصد تحركات جنود العدو الإسر ...
- خاص| ماذا قال مساعد القائد العام للجيش السوداني عن الإسلاميي ...


المزيد.....

- مأساة العرب: من حزب البعث العربي إلى حزب الله الإسلامي / حميد زناز
- العنف والحرية في الإسلام / محمد الهلالي وحنان قصبي
- هذه حياة لا تليق بالبشر .. تحرروا / محمد حسين يونس
- المرحومة نهى محمود سالم: لماذا خلعت الحجاب؟ لأنه لا يوجد جبر ... / سامي الذيب
- مقالة الفكر السياسي الإسلامي من عصر النهضة إلى ثورات الربيع ... / فارس إيغو
- الكراس كتاب ما بعد القرآن / محمد علي صاحبُ الكراس
- المسيحية بين الرومان والعرب / عيسى بن ضيف الله حداد
- ( ماهية الدولة الاسلامية ) الكتاب كاملا / أحمد صبحى منصور
- كتاب الحداثة و القرآن للباحث سعيد ناشيد / جدو دبريل
- الأبحاث الحديثة تحرج السردية والموروث الإسلاميين كراس 5 / جدو جبريل


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - ميلاد سليمان - رهبان وبرليتاريين