يريطانيا والخطأ التاريخي بحق الفلسطينيين

محمود فنون

الحوار المتمدن-العدد: 4603 - 2014 / 10 / 14 - 13:51
المحور: القضية الفلسطينية
    

بريطانيا لا تسير باتجاه تصحيح الخطأ التاريخي بحق الشعب الفلسطيني والأمة العربية
صوت مجلس العموم البريطاني المؤلف من 650 عضوا على قرار رمزي على شكل تساؤل لمجلس العموم:
فقد قدم النائب عن حزب العمال اليساري المعارض غراهام موريس سؤالا. "وسأل الاقتراح أعضاء المجلس -البالغ عددهم 650- هل يعتقدون أنه يجب على الحكومة الاعتراف بدولة فلسطين؟"
وأجاب على هذا السؤال :
274 بالإيجاب أي حوالي 42% بينما عارضه 12 عضوا وغاب 364 عضوا عن التصويت !"وامتنع رئيس الوزراء ديفيد كاميرون عن التصويت على المشروع وقال متحدث باسم كاميرون في وقت سابق ان السياسة الخارجية لن تتأثر مهما كانت النتيجة."
"وكان المتحدث باسم الحكومة قال قبيل بدء الجلسة إن تصويت المجلس بالموافقة لن يغير من سياسة الحكومة إزاء القضية الفلسطينية، حيث إن الاعتراف بالدول من صلاحيات الحكومة في بريطانيا وليس البرلمان." كما تناقلت وكالات الأنباء .
إن رمزية القرار وضعف صيغته يؤشران بقوة إلى هشاشته.
الأصل أن تعتذر بريطانيا عن سياستها تجاه فلسطين وتعلن خطأ مثل هذه السياسة والممارسة التي أدت في النهاية إلى تسليم فلسطين لليهود وطرد نسبة كبيرة من سكانها إلى شتات اللجوء ، بالإضافة إلى القتل والسجون والمجازر التي مورست من قبل اليهود وبدعم من الجيش والسلاح البريطاني وكل أشكال العذابات التي عانى منها الشعب الفلسطيني منذ البداية وحتى اليوم على أيدي الإحتلال البريطاني وبعده اليهودي لكل أرض فلسطين .
بريطانيا وبالتعاون مع الدول الغربية في ذلك الوقت هي التي صاغت وعد بلفور ومررته إلى الدول الإستعمارية وأخذت عليه التأييد وهي التي احتلت فلسطين منذ عام 1917 و1918 وهي التي باشرت في تنفيذ وعد بلفور وهي التي ألزمت نفسها بتطبيق صك الإنتداب الذي أقرته عصبة الدول الإستعمارية على فلسطين والذي ينص على إلزام بريطانيا بتطبيق وعد بلفور
وعد بلفور منح فلسطين لليهود لإقامة وطن قومي لهم فيها وبريطاني هي التي حددت حدود فلسطين التي منحت لليهود وبريطانيا نفذت كل السياسات واتخذت كل الإجراءات التي مكنت اليهود من الإستيلاء على فلسطين وإقامة دولتهم عليها .
وكان هذا خطأ تاريخيا مارسته بريطانيا بوعي واقتدار ضد شعب أعزل وفلاحي بسيط .
هنا كان يجب ان يكون القرار بالعودة عن هذا الخطأ التاريخي والعمل على تمكين الشعب الفلسطيني من وطنه وما يلزم من وجوب التعويض عن الإضرار التي لحقت بالشعب الفلسطيني.
أما مجرد الإبتسام في وجوهنا بابتسامة منتزعة بدلا من الإعتراف بالخطأ التاريخي فهذا لا يساعد في شيء .
كي لا ننسى
إن بريطانيا هي التي أسست لليهود وهي التي دعمت استيطانهم وهي التي مكنتهم من الإستيلاء على الأرض وتهويدها وهي التي مكنتهم من إقامة الدولة وهي التي قمعت نضالات الفلسطينيين وهي التي سلطت القيادات الإقطاعية الموروثة من العثمانيين لتولي صدارة الشعب الفلسطني وقيادة نضالاته ودفعتهم للمشاركة في إضعاف النضال .
وهي صاحبة سياسة تجويف القيادة الفلسطينية ولا زالت سياسة متبعة حتى اليوم .

#محمود_فنون (هاشتاغ)      

---

اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل	حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين

كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على:

الفيسبوك

التويتر

اليوتيوب

RSS

الانستغرام

لينكدإن

تيلكرام

بنترست

تمبلر

بلوكر

فليبورد

الموبايل

كيفية إشراك-إيصال مواضيعكم أو مواضيع تهمكم  إلى اكبر عدد ممكن من القراء والقارئات