الاغتيال السياسي عند الخليفة معاوية -1-

عبدالله مطلق القحطاني
باحث ومؤرخ وكاتب
(Abduallh Mtlq Alqhtani)

الحوار المتمدن-العدد: 4603 - 2014 / 10 / 14 - 12:01
المحور: العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
    

كتاب المنمق في أخبار قريش كتاب مشهور مؤلفه محمد بن حبيب بن أمية بن عمرو البغدادي - ليس من نسله خليفة الدواعش اليوم - وهو إخباري هاشمي بالولاء ويكنى المؤلف بأبي جعفر ، من موالي بني العباس ، علامة بالأنساب والأخبار واللغة والشعر والأدب وكان مؤدبا ، مات في سامراء في العراق سنة 245 هجرية ، المؤلف أو المصنف خص مؤلفه لتدوين تأريخ قبيلة قريش لمدة قرن تقريبا ، تأريخهم قبل الإسلام بخمسين عاما ومثلها بعد الإسلام ، وفي كتابه كشف كثيرا من مساوئ أكابر قريش المسلمين وزلاتهم وما خفي من بوائقهم ، أورد مؤلفه روايات تؤكد أن معاوية بن أبي سفيان هو من أوعز بقتل عبدالرحمن بن خالد بن الوليد ، يقول المؤلف : أخبرنا أبو أحمد ........قال : لما أراد معاوية أن يعقد ليزيد قال لأهل الشام إن أمير المؤمنين قد كبر ودنا أجله فما ترون وقد أردتم أن أولي رجلا بعدي ؟! فقالوا عليك عبدالرحمن بن خالد بن الوليد ! فأضمرها ، واشتكى عبدالرحمن - مرض - فأمر - معاوية - ابن أثال طبيبا من عظماء الروم فسقاه شربة فمات ، فبلغ معاوية فقال : ما الجد إلا ما أقعص عنك من تكره !!! ، وبلغ حديثه ابن أخيه خالد بن المهاجر فورد دمشق مع مولى له يقال له نافع فقعد لابن أثال فلما طلع منصرفا من عند معاوية شد عليه وضربه خالد ، فطلبهما معاوية فوجدهما، فقال معاوية : قتلته لعنك الله !! ، قال : نعم قتل المأمور وبقي الآمر !! - يقصد معاوية - ولو كنا على سواء ما تكلمت بهذا الكلام ، انتهى النقل ، وذكر ابن الكلبي عن خالد بن سعيد - ليس الشاب ضحية إجرام أمن الإسكندرية والذي تاجر بدمه الجميع ! ماعلينا - عن أبيه أن معاوية لما أراد أن يبايع ليزيد قال لأهل الشام : إن أمير المؤمنين !! قد كبرت سنه ودنا من أجله وقد أردت أن أولي الأمر رجلا بعدي فما ترون ؟! فقالوا : عليك بعبدالرحمن بن خالد بن الوليد بن المغيرة ، وكان فاضلا ، فسكت معاوية وأضمرها في نفسه ، ثم إن عبدالرحمن اشتكى فدعا معاوية ابن أثال وكان من عظماء الروم وكان متطببا يختلف إلى معاوية فقال : ائت عبدالرحمن فاحتل له ، فأتى عبدالرحمن فسقاه شربة فانخرق عبدالرحمن ومات ، انتهى النقل ، وفي كتاب تأريخ دمشق : قدم عبدالرحمن بن خالد بن الوليد حمص قافلا ودس ابن أثال بعض أولئك المماليك فسقاه شربة فمات عبدالرحمن بحمص فاستعمل معاوية ابن أثال - غير مسلم - على خراج حمص ؛ انتهى النقل ، وقال ابن عبدالبر في كتابه الاستيعاب ج 2 وص 373 : لما أراد معاوية البيعة ليزيد ابنه ... فأمر معاوية طبيبا عنده فسقى عبدالرحمن سقية قتلته ، انتهى النقل بتصرف واختصار ، وقال ابن الجوزي في المنتظم ج 4 وص 39 : وكان قد عظم شأن عبدالرحمن بن خالد بن الوليد بالشام ومال أهلها إليه لموضع غنائه عن المسلمين وآثار أبيه حتى خافه معاوية وخشي على نفسه منه لميل الناس إليه فدس إليه عدي بن أثال شربة مسمومة فقتله بها فمات بحمص ، انتهى النقل ، صديقي القارئ الكريم والعزيز بهذه الروايات يتضح لن أن الاغتيال السياسي في الإسلام بسبب الحكم أو ولاية العهد بما يشبه الحكم الملكي الوراثي بدأه الخليفة معاوية بن أبي سفيان لتمكين ولي عهده ابنه يزيد الحكم وكان سكيرا عربيدا له مقولة مشهورة كلما سكر : لا خبر جاء من السماء ولا وحي نزل !!!! .

#عبدالله_مطلق_القحطاني (هاشتاغ)       Abduallh_Mtlq_Alqhtani#          

---

اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل	حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين

كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على:

الفيسبوك

التويتر

اليوتيوب

RSS

الانستغرام

لينكدإن

تيلكرام

بنترست

تمبلر

بلوكر

فليبورد

الموبايل

كيفية إشراك-إيصال مواضيعكم أو مواضيع تهمكم  إلى اكبر عدد ممكن من القراء والقارئات