قراءة في كتاب -الحزب الشيوعي العراقي في عهد البكر ( 1968- 1979)-. للدكتور سيف عدنان القيسي (1)
جاسم الحلوائي
2014 / 10 / 14 - 03:56
قراءة نقدية في كتاب "الحزب الشيوعي العراقي في عهد
البكر ( 1968- 1979)". للدكتور سيف عدنان القيسي
(1)
صدر الكتاب عن دار الحكمة- لندن-2014، وهو بالأصل أطروحة أكاديمية نال عليها القيسي شهادة الدكتوراه في فلسفة التاريخ من كلية الآداب - جامعة بغداد، وبإشراف الأستاذ الدكتور أسامة عبد الرحمن الدوري. وتعتبر هذه الأطروحة مكملة لأطروحته السابقة لنيل شهادة الماجستير والمعنونة " الحزب الشيوعي العراقي 1948-1958" والتي صدرت في كتاب عن دار الحصاد - دمشق في عام 2012 بعنوان : "الحزب الشيوعي العراقي من إعدام فهد إلى ثورة 14 تموز".
لقد تناول الكثير من الباحثين تاريخ الحزب الشيوعي العراقي (ح. ش. ع). فقد كتب في هذا الموضوع أنصاره وخصومه وأعداؤه وكتاب آخرون محايدون. وألقت مذكرات وذكريات بعض قادته الضوء على مراحل مختلفة من تاريخه. ويعد كتاب الأستاذ عزيز سباهي "عقود من تاريخ الحزب الشيوعي العراقي"(ثلاثة أجزاء)، الذي كتبه بتشجيع ودعم من قبل قيادة الحزب، أشمل دراسة لتاريخ الحزب . فهذا المؤلف يغطي تاريخ الحزب منذ تأسيسه في عام 1934 حتى نهاية القرن الماضي. ويعد هذا الكتاب والكتاب المكمل له "محطات مهمة في تاريخ (ح.ش.ع)- قراءة نقدية في كتاب عزيز سباهي الصادر في عام 2009 لكاتب هذه السطور، هما الأقرب لوجهة نظر الحزب وهو الذي قام بطبعهما وتوزيعهما.
وتواصلت الكتابات عن تاريخ الحزب، وقد اتسعت بعد سقوط النظام الدكتاتوري، حيث توفرت الفرصة للطلبة في الجامعات العراقية بتقديم البحوث التي تخص الأحزاب السياسية العراقية والمنظمات الديمقراطية ورموزها القيادية والبارزة، وبالأخص تلك التنظيمات ذات المنحى اليساري. وكان للحزب الشيوعي العراقي حظ وافر منها. فلدينا، بحدود معرفتي، بحوث حول د. نزيهة الدليمي وسلام عادل وعامر عبد الله وكذلك أطروحة مؤيد شاكر الطائي الموسومة "الحزب الشيوعي العراقي 1935-1949" ورسالة مناف الخزاعي الموسومة " الحزب الشيوعي العراقي 1959-1963" كذلك رسالة بديع السعدي المعنونة: "الحزب الشيوعي العراقي 1963-1968". وأخيراً، وليس آخراً، رسالة ذكرى عادل عبد القادر بعنوان: " رابطة المرأة العراقية ودورها في الحركة النسوية العراقية 1952-1975". والتي دافعت عنها في يوم 12. تشرين الأول 2014. ونالت عنها شهادة الماجستير بامتياز.
فلا غرو في هذه الكثرة من البحوث وهي ليست أمراً عرضياً، ﻓ (ح.ش.ع) هو أقدم حزب سياسي عراقي ما يزال ينشط حتى الآن. وناضل هذا الحزب ويواصل النضال من أجل حرية العراق وسعادة شعبه ومن أجل الديمقراطية طيلة ثمانية عقود من تاريخ العراق المعاصر. وترك الحزب بصماته، المتفاوتة في القوة والتمييز، على كل الأحداث المهمة التي شهدها العراق خلال المدة المذكورة، حيث كانت مشاركته فيها جدية ومخلصة. فقد ساهم الحزب بفعالية في نضالات شعبنا وكادحيه وخاصة العمال والفلاحين وفي انتفاضات شعبنا قبل ثورة 14 تموز 1958 الوطنية الديمقراطية، وكانت مساهمته بارزة في التهيئة لهذه الثورة ونجاحها وتحقيق إنجازاتها.كما لم تكن الانجازات التي تحققت في سبعينيات القرن الماضي بمعزل عن نشاطه. وقدم الحزب تضحيات جسيمة على هذا الطريق.
وإلى جانب النجاحات الكبيرة عبر مسيرته، فقد كانت للحزب كبواته التي يعترف بها، وقد اعتاد على تقييم سياساته بين مرحلة وأخرى ولم يبخل بالنقد الذاتي لأخطائه والذي وُصف أحياناً، من قبل بعض المراقبين، بالجلد الذاتي. وقد مارس الحزب عملية إعادة النظر ببعض المنطلقات النظرية التي بدت خاطئة ولم تصمد أمام التجربة التاريخية. واستطاع الحزب من تجديد نفسه في مؤتمره الخامس (مؤتمر الديمقراطية والتجديد- 1993). وعلى الرغم من الأخطاء التي ارتكبها، فقد لعب الحزب الدور الطليعي في توعية وتنظيم العمال والفلاحين وأوساط واسعة من المثقفين حول المطالب الاجتماعية الكبرى في الحقل الاجتماعي وناضل من أجل تحقيقها. ودعم طموح الأكراد في نيل حقوقهم المشروعة، ودافع عن مصالح الأقليات القومية واحترام حق كل المكونات الدينية في ممارسة حقوقها وشعائرها. ورفض الحزب بثبات التمييز الطائفي والعنصري ودافع عن النظرة العلمية والتقدمية في شتى الميادين وعن حقوق المرأة وإعلاء دورها في المجتمع. ولم يبخل الحزب خلال تاريخه بالتضامن مع نضال الشعوب العربية وكل شعوب العالم من أجل الحرية والديمقراطية وتحقيق العدالة الاجتماعية. وقام الحزب بكل ذلك منذ اليوم الأول لتأسيسه، ولم ينحرف عن تأدية مهامه النبيلة تلك طوال مسيرته إطلاقاً. وهذا ما يُفسر لنا، استمرارية الحزب ونهوضه وظهوره على المسرح السياسي مجدداً، رغم كل كبواته ورغم تعرضه للقمع الوحشي مراراً ولفترات طويلة جداً من حياته وبشكل لم يتعرض له أي حزب سياسي عراقي، وهذا ما يفسر لنا أيضاً إقبال الشبيبة على الانغمار في دراسة تاريخه.
لقد قام د.عقيل الناصري بتقديم عرضً للكتاب في مقاله المنشور في موقع الحوار المتمدن (رابط المقال مرفق)، مع مقدمة موجزة وجميلة عن تاريخ (ح.ش.ع). لقد أشار الناصري في نهاية عرضه إلى اعتقاده ﺒ"أن الكتاب سيثير العديد من التحفظات سواءً على منهجيته الأكاديمية الصارمة.. أو على تحليل الأبعاد الخلفية لقرارات (ح.ش.ع).. والتي تعكس ماهية التبدلات في سياسة الحزب المتأثرة بالظروف الذاتية داخل الحزب والموضوعية المتعلقة بموقف السلطات منه".
وفعلا، فقد أثار الكتاب لدي ملاحظة جدية ومهمة تتعلق بالأساس بمنهجية البحث، وليس لصرامتها، التي سنعود إليها، بل لخطلها، حسب قراءتي. ومنهجية البحث يتحمل مسؤوليتها بالدرجة الرئيسية المشرف على البحث. لذلك سأتوقف عندها أولاً.
لم يوجه الدكتور أسامة الدوري الطالب سيف القيسي الوجهة الصحيحة في البحث فهو بدلاً من توصيته الالتزام بالموضوعية وذلك بالتحري عن الحقيقة وتثبيتها بعد توثيقها، بصرف النظر عمن يحترمها أو لا يحترمها، فانه يوصيه بأن يكون مضمون كتابه محترماً من الجميع! فماذا ستكون نتيجة هذه المنهجية عندما يكون هناك طرفان في الصراع أحدهما ضحية والآخر جلاد؟ فكيف يمكن كسب احترام الجلاد؟ لا يمكن كسب احترامه إلا بالتستر على جرائمه أو بالتخفيف منها وإلصاق تهم زائفة بالضحية. ونتيجة ذلك ستكون عدم احترام الضحية للمنجز وبالكاد كسب احترام بعض أعوان الجلاد السابقين. والنتيجة المضّرة في هذه المنهجية،هي تشويه الحقيقة التاريخية ، شئنا أم أبينا. وعندما تشوه الحقيقة التاريخية فلا يمكن استخلاص دروس التجربة التاريخية بشكل صحيح وتوظيفها لخدمة الراهن والمستقبل، كما سنرى ذلك مما يلي من هذا المقال.
يقول المشرف الدكتور أسامة عبد الرحمن الدوري في مقدمته للكتاب ما يلي: "... ولهذا فقد أوصيت العزيز سيف، هذه المرة أيضاً، وأثناء إشرافي عليه بمرحلة الدكتوراه، إننا قضاة التاريخ، وهو أمر أوصيه لكل طلبتنا الأعزاء، فعلينا أن نبتعد عن الميل والهوى لننجز عملاً علمياً يبقى أثراً تاريخياً موزوناً يأخذ مكانه في المكتبة العربية ويحترم مضمونه الجميع".
أعتقد بأن منهجية الدكتور الدوري خاطئة وإن نتائجها خطيرة، لأن السعي لكسب احترام الجميع لمضمون الدراسات والبحوث، السياسية والاقتصادية والاجتماعية، تتعارض مع مقولات الابتعاد عن الميل والهوى ولا تنجز عملاً علمياً حقيقياً. فالأحداث التاريخية تكتنفها صراعات تقف وراءها طبقات وفئات اجتماعية مختلفة المصالح وبالتالي مختلفة في الاتجاهات السياسية والفكرية وكذلك مختلفة في السلوك والأفعال وهذه الاتجاهات فيها الصحيح وفيها الخطأ، وبدون الالتزام الصارم بما هو صحيح، وتأشير الخطأ وإدانته عندما يتطلب الأمر، لا يمكن انجاز عمل علمي ومفيد.
لقد طبق الدكتور الدوري منهجه هذا في مقدمته المذكورة، فلنر إلى أين أوصلته، فهو يذكر ما يلي: "واللافت للانتباه ان من يطلع على علاقة البعثيين والشيوعيين يجد انها كانت لهما اهداف مشتركة عديدة، ومنها على سبيل المثال لا الحصر، اسقاط النظام الملكي، والتخلص من التبعية للاستعمار، ولكن بعد نجاح ثورة 14 تموز 1958 نجد ان التناحر سرعان ما دبَّ بينهما، والمشكلة انه لم يكن تنافساً فكرياً سياسياً من أجل خدمة العراق والعراقيين بل كان صراعاً دموياً التزم كل منهما توجهاً مناقضاً للآخر وكلاهما يريد ان يفرض إرادته الفكرية والسياسية بدل أن تتلاقح الافكار من اجل بناء وطن مزدهر، فسالت الدماء غزيرة دون ان يحقق اي منهما اهدافه، وفي مجتمع شرقي يكون الانتقام والثأر هو العامل الطاغي أكثر من التسامح سارا على طرفي نقيض وتعمقت العداوات وعدم الثقة بين الطرفين".
إن التنافس الفكري والسياسي لا يتعارض مع فرض الإرادة الفكرية والسياسية. ففي أعرق النظم الديمقراطية في العالم عندما لا يحصل اتفاق بين الأحزاب السياسية ولا تتلاقح أفكارها فإنها تلجأ إلى التصويت في البرلمان وتتغلب إرادة الأغلبية. فالمشكلة في عراق ذلك اليوم، الذي كان يمر بفترة انتقال حيث لا وجود للبرلمان (مجلس النواب)، لم تكن في فرض الإرادة وإنما في أسلوب فرضها، سلمي أم عنفي. فمن الذي اختار الطريق العنفي لفرض إرادته؟
لكي لا ندخل في متاهة التفاصيل، سنتوقف عند قضية السلطة فهي القضية الأساسية لأي حزب سياسي. فمن المعروف أن جميع الأحزاب التي كانت مشتركة في جبهة الاتحاد الوطني تمثلت في الحكومة التي تشكلت بعد ثورة 14 تموز 1958 ما عدا (ح. ش. ع)، رغم أنه كان أكبر الأحزاب جماهيرية وأكثرها تضحية. فالغالبية العظمى من السجناء السياسيين الذين أطلق سراحهم في إثر الثورة كانوا شيوعيين. ولم يكن عدم تمثيل (ح. ش.ع) في الحكومة من مصلحة الثورة والوطن، فسعى الحزب لمعالجة هذا الخلل بمختلف الطرق السلمية وقد تتوجت بالمظاهرة السلمية المليونية في الأول من أيار 1959 والتي طالبت بإشراك الحزب في السلطة. لم تستجب السلطة، فكف الحزب عن المطالبة وواصل نضاله السلمي من أجل تحقيق هدفه المركزي ألا وهو إرساء الحكم على أسس ديمقراطية.
أما حزب البعث فخرج ممثلوه من الحكومة ولجأ إلى العنف لتحقيق هدفه المركزي، وهو إسقاط حكم الزعيم عبد الكريم قاسم وتحقيق الوحدة الفورية مع الجمهورية العربية المتحدة، ثم ساهم في جميع المؤامرات الانقلابية وحاول اغتيال عبد الكريم قاسم وقام باغتيال مئات الشيوعيين وأخيراً جاء بقطار أمريكي إلى الحكم، باعتراف علي صالح السعدي (أمين سر القيادة القطرية)، عندما نفذوا انقلاب 8 شباط المشؤوم. لم يخل سلوك الشيوعيين من تجاوزات هنا أو هناك والكثير منها رد فعل تجاه المؤامرات على الحكم الوطني والجمهورية الفتية دفاعاً عن النفس، ولكن هل من الإنصاف والموضوعية مساواة الشيوعيين والبعثيين في مسؤولية الدماء الغزيرة التي سالت في تلك الفترة؟! ولماذا لم يشر الدوري، عندما يتطرق إلى انقلاب شباط الأسود، إلى قتل مجموعة كبيرة من قادة وكوادر وأعضاء (ح. ش.ع) تحت طائلة التعذيب الوحشي من بينهم قائد الحزب سلام عادل وجمال الحيدري ومحمد صالح العبلي ومحمد حسين أبو العيس أعضاء المكتب السياسي؟!
ويتجسد خطل منهجية كسب احترام الجميع، أو بعبارة أخرى منهجية مساواة الضحية بالجلاد عندما يسحب الدوري حكمه عن مسؤولية الدماء التي سالت بعد ثورة 14 تموز على فترة ما بعد انقلاب 17تموز 1968 وتحالف الحزبين في سبعينيات القرن الماضي، فيذكر الدوري في نفس المقدمة ما يلي: "وحتى عندما استلم حزب البعث الحكم ثانية عام 1968 وإعلانه إنه يريد التعاون مع الحزب الشيوعي لم تستمر العلاقة طويلاً للأسباب التي ذكرناها آنفاً،..." والمقصود بالأسباب المذكورة آنفاً، هي: "وكلاهما يريد أن يفرض إرادته الفكرية والسياسية". فهل حقا كان (ح. ش. ع) في وضع يمكن أن يفرض إرادته في تلك الفترة؟! أنظر إلى أي مستوى من تشويه الحقائق تؤدي منهجية كسب احترام الجميع!
إن (ح. ش. ع) يُلام في هذه الفترة على المبالغة في مرونته وعلى تنازلاته تجنباً للاصطدام مع حزب البعث، وليس العكس، لاعتقاده بأن الاصطدام لم يكن بأي حال من الأحوال في مصلحة الوطن والشعب العراقي، وبدافع هذه المصلحة، أولاً وقبل كل شيء، مسك الحزب بيده اليسرى جرحه الغائر بجسده في عام 1963 وجرحه الندي من الحملة الإرهابية التي بدأت في ربيع 1970 وتوقفت في خريف 1971، واعتقل خلالها آلاف الشيوعيين وتعرضوا للتعذيب الوحشي، واستشهد العديد منهم تحت التعذيب أو الاغتيال، من بينهم محمد الخضري وعلي البرزنجي عضو اللجنة المركزية وماجد العبايجي وشاكر مطرود وكاظم الجاسم وعزيز حميد وحسين نادر وأحمد رجب وعبد الله صالح ومحمد حسين الدجيلي وعبد الأمير رشاد وجواد عطية. واعتقل عضو المكتب السياسي ثابت حبيب العاني وتعرض إلى تعذيب وحشي. وقبل هذه الحملة جري اغتيال ستار خضير عضو اللجنة المركزية واستشهد تحت التعذيب الكادر العمالي عبد الأمير سعيد. ودمرت منظمات الحزب في طول البلاد وعرضها ولم يكن نهج الحزب السياسي المعتمد سوى المعارضة السلمية لسياسات الحكومة الخاطئة. أجل مسك الحزب جراحاته التي لا تطاق بيده اليسرى ومد يده اليمنى لحزب البعث.
أما حزب البعث فقد غدر بالحزب الشيوعي بعد إعلان قيام الجبهة الوطنية مباشرة، ففي اليوم التالي لتوقيع ميثاق الجبهة الوطنية والقومية التقدمية، "وزعت تعليمات على الجهاز الحزبي، تطلب فيه القيادة القطرية تقديم أفكار ومقترحات لتفتيت الحزب الشيوعي العراقي وكان اخطر تلك المقترحات التي أخذت طريقها إلى التنفيذ، أن يجري تلغيم الحزب الحليف بزرع أفراد مندسين من أجهزة الحزب الحاكم والأمانة العامة في صفوفه، وإذا أقتضى ذلك تركهم أعمالهم والتحاقهم بإعمال أخرى في محافظات ثانية". [1]
وبودنا التوقف عند تعامل سيف القيسي الخاطئ مع هذا النص وسنواصل مناقشة المشرف في الحلقة القادمة . إن القيسي يستشهد أيضا بالمقتبس المذكور وبالشكل التالي:"فما أن وقع اتفاق الجبهة بين الطرفين حتى شرع حزب البعث في اليوم التالي بالتحديد بالتعميم على جهازه الحزبي طالب [طلب] القيادة القطرية تقديم مقترحات وأفكار لتفتيت (ح.ش.ع)". [2] من الملاحظ أن القيسي اكتفى بهذا الجزء ولم يذكر بقية النص الذي أشير فيه "وكان اخطر تلك المقترحات التي أخذت طريقها إلى التنفيذ، أن يجري تلغيم الحزب الحليف بزرع أفراد مندسين من أجهزة الحزب الحاكم والأمانة العامة في صفوفه، وإذا أقتضى ذلك تركهم أعمالهم والتحاقهم بإعمال أخرى في محافظات ثانية". وهكذا لم يذكر القيسي الأمر الأخطر، والذي أخذ طريقه للتطبيق العملي، وهو توجه حزب البعث للاندساس في صفوف (ح.ش.ع) وقبل أن يجف حبر المواثيق والعهود المتبادلة. وبدلاً من ذكر هذا الغدر بالحليف وإدانته باعتباره سلوكاً لا أخلاقياٌ، فان القيسي تجاهله تماماً؟ّ!
أواسط تشرين الأول 2014
رابط مقال د. عقيل الناصري
http://www.ahewar.org/debat/show.art.asp?aid=418045
[1] - حسن العلوي، العراق دولة المنظمة السرية، 1999، ص88).
[2] - سيف عدنان القيسي، "الحزب الشيوعي العراقي في عهد البكر ( 1968- 1979)، ص 540.