أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - ابحاث يسارية واشتراكية وشيوعية - شادي الشماوي - الشيوعية عالم جديد تماما و أفضل بكثير - الفصل الثاني من كتاب - الأساسي من خطابات بوب أفاكيان و كتاباته -















المزيد.....



الشيوعية عالم جديد تماما و أفضل بكثير - الفصل الثاني من كتاب - الأساسي من خطابات بوب أفاكيان و كتاباته -


شادي الشماوي

الحوار المتمدن-العدد: 4602 - 2014 / 10 / 13 - 22:39
المحور: ابحاث يسارية واشتراكية وشيوعية
    


الشيوعية عالم جديد تماما و أفضل بكثير

الفصل الثاني من كتاب " الأساسي من خطابات بوب أفاكيان و كتاباته "
( الكتاب برمته ترجمة و تقديم شادي الشماوي متوفّر بنسخة بى دي أف بمكتبة الحوار المتمدّن )

مقدّمة المترجم :
إنطوى العدد 15 من " الماوية : نظرية و ممارسة " ( الكتاب 15 ) ، على المقال المطوّل " ضد الأفاكيانية " لآجيث الذى كان زمن كتابة المقال أي فى جويلية 2013 ، الأمين العام للحزب الشيوعي الهندي ( الماركسي – اللينيني ) نكسلباري - فى غرّة ماي 2014 ، صدر بيان يعلن فيه هذا الحزب الأخير و الحزب الشيوعي الهندي ( الماوي ) عن وحدتهما التنظيمية فى إطار الحزب الشيوعي الهندي ( الماوي ) - ، و أضفنا إليه ردّا جزئيّا أوليّا عليه عُني على وجه الضبط بالإقتصاد السياسي و الجدال حوله ، على أمل أن يجري العمل على ترجمة و نشر ردود أخرى تاليا مثلما عبّر عن ذلك عنوان الكتاب " ضد الأفاكيانية و الردود عليه " .
و تعميقا للمعرفة بصراع الخطّين و محاوره و دفعا لخوض الجدال و الصراع المبدئيين على أسس علميّة صلبة و راسخة ، نضع بين أيدى الرفيقات و الرفاق خاصة و القرّاء عامة كتابا جديدا يشتمل على مقتطفات من خطابات بوب أفاكيان و كتاباته بما أنّه صاحب الخلاصة الجديدة للشيوعية و المقصود مباشرة بالمصطلح الذى أطلق عليه آجيث " الأفاكيانية " فيكون بوسع الدارس و الناقد ( المتبنّى أو المعارض ) التعويل على هذه المقتطفات ، ضمن مواد أخرى ، كمراجع و مستندات لا غبار عليها . و لن ندّخر جهدا مستقبلا فى مزيد ترجمة مقالات تتّصل بصراع الخطيّن صلب الماويين و غيرها من المقالات التى تساهم فى رفع الوعي النظري و فى إستيعاب علم الشيوعية إستيعابا علميّا بما يخوّل النضال الشيوعي الثوري للتقدّم بالثورة البروليتارية العالمية فى كافة أنحاء العالم و الغاية الأسمى ليست أقلّ من الشيوعية على النطاق العالمي .
و بطبيعة الحال ، كما قلنا فى مقدّمتنا لكتاب " مقتطفات من أقوال الرئيس ماو تسى تونغ " ، يمكن أن يتّخذ هذا الكتاب " مدخلا و دليلا إلى أمّهات أعمال " بوب أفاكيان إلاّ أنّه " لا يجب أن يعوّض الدراسة الجدّية العميقة و الشاملة لعلم الثورة البروليتارية العالمية " و " مؤلفات الماويين و الأحزاب و المنظّمات الماوية قبل وفاة ماو و بعدها وصولا إلى أيامنا هذه عبر العالم بأسره و ما طوّروه بفضل الدراسة و التطبيق العملي للنظرية الثورية و ممارساتهم الثورية للصراع الطبقي لعقود ."
و تجدر الإشارة إلى أنّ كتاب بوب أفاكيان الذى ترجمنا هو كتاب أساسي يعتمده الحزب الشيوعي الثوري ، الولايات المتحدة الأمريكية كأحد أهمّ الوثائق المستخدمة فى حملته " بوب أفاكيان فى كلّ مكان بوب أفاكيان فى كلّ مكان – تصوّروا الفرق الذى يمكن أن ينجم عن ذلك ! لماذا و كيف أنّ هذه الحملة مفتاح فى تغيير العالم – فى القيام بالثورة " وهي حملة تندرج ضمن الصراع الإيديولوجي الجماهيري للردّ على الهجوم البرجوازي الرجعي على الشيوعية و للتعريف بوجهة النظر الشيوعية الثوريّة كما إرتآها و طوّرها بوب أفاكيان : الخلاصة الجديدة للشيوعية . و يوليها الحزب الشيوعي الثوري أهمّية قصوى بإعتبارها ركيزة من الركيزتين المركزيّتين على الجبهتين السياسيّة والإيديولوجيّة راهنا و خوض الصراع الطبقي وفق شعار " قتال السلطة و تغيير الناس ، من أجل الثورة " و قصد إعداد العقول و تنظيم القوى و مراكمتها من أجل الثورة من خلال بناء حركة ثوريّة شعبيّة محورها و قائدها الحزب الشيوعي الثوري و الخطّ الذى طوّره بوب أفاكيان أي الخلاصة الجديدة للشيوعية . و الركيزة الثانية لهذا النضال على الجبهتين السياسيّة و الإيديولوجية هي جريدة الحزب " الثورة " و دورها المحوري ، بينما يبذل الحزب جهده لقيادة حركتين شعبيّتين أساسيتين هما حركة مناهضة النظام الأبوي / البرطرياركي كحركة نسويّة ثوريّة و حركة مقاومة قمع الدولة و تجريم أجيال من الشباب ، علاوة على التفاعل مع المستجدّات المحلّية و العالمية و العمل النظري و المعالجة العميقة للقضايا النظرية والعمليّة الإستراتيجية منها والتكتيكية للثورة البروليتارية العالمية فى بحوث تصدر فى مجلّة " تمايزات"
www.demarcations-journal.org
و لأجل فهم صحيح ل" حملة بوب أفاكيان فى كلّ مكان ...." التى يعدّها المناهضون للخلاصة الجديدة للشيوعية " عبادة فرد " ، أضفنا مقالات ثلاثة للكتاب الأصلي متضمّنة لتعريف بالنشاط السياسي و القيادي لبوب أفاكيان منذ ستّينات القرن العشرين و فهم الحزب الشيوعي الثوري لهذه الحملة و نقدا صاغه بوب أفاكيان ذاته لإنحرافات شخّصها بهذا الشأن .
و لمن يرنو إلى مزيد التعرّف على بوب أفاكيان من وجهة نظر رفاقه فى الحزب الشيوعي الثوري يجد بالملحق الأوّل للكتاب رسالة مفتوحة دبّجها أحد قدامى المناضلين بصدد بوب أفاكيان و أهمّية قيادته ، و هي رسالة سبق و أن ألحقناها بالكتاب 9 الذى أفردناه ل " المعرفة الأساسيّة لخطّ الحزب الشيوعي الثوري ، الولايات المتحدة الأمريكية " .
و محتويات هذا الكتاب 16 هي :
مقدّمة المترجم :
مدخل لفهم حملة بوب أفاكيان فى كلّ مكان ( إضافة من المترجم ) :

1- النشاط السياسي لبوب أفاكيان و قيادته الثوريّة خلال ستينات القرن العشرين و سبعيناته و تواصلهما اليوم .
2- بوب أفاكيان فى كلّ مكان – تصوّروا الفرق الذى يمكن أن ينجم عن ذلك !
لماذا و كيف أنّ هذه الحملة مفتاح فى تغيير العالم – فى القيام بالثورة .
3- بوب أفاكيان فى كلّ مكان – لا للمقاربة الدينية ، نعم للمقاربة العلمية فقط .

الفصل الأوّل : نظام عالمي قائم على الإستغلال و الإضطهاد .
إضافة إلى الفصل الأوّل : إصلاح أو ثورة : قضايا توجّه ، قضايا أخلاق .

الفصل الثاني : عالم جديد كلّيا و أفضل بكثير .
إضافة إلى الفصل الثاني : خيارات عالميّة ثلاثة .

الفصل الثالث : القيام بالثورة .
إضافة إلى الفصل الثالث : حول إستراتيجيا الثورة .
الفصل الرابع : فهم العالم .
إضافة إلى الفصل الرابع : " قفزة فى الإيمان " و قفزة إلى المعرفة العقلية : نوعان من القفزات مختلفان جدّا ، نوعان من النظرات إلى العالم و منهجان مختلفان راديكاليّا " .

الفصل الخامس : الأخلاق و الثورة و الهدف الشيوعي .
إضافة إلى الفصل الخامس : تجاوز الأفق الضيّق للحقّ البرجوازي .

الفصل السادس : المسؤولية و القيادة الثوريتين .
إضافة إلى الفصل السادس : الإمكانيات الثورية للجماهير ومسؤولية الطليعة .

مراجع مختارة :

الملحق 1 : رسالة مفتوحة إلى الشيوعيين الثوريين و كلّ شخص يفكّر جدّيا فى الثورة بصدد دور بوب أفاكيان و أهمّيته.

الملحق 2 : فهارس كتب شادي الشماوي .

=======================================


الفصل الثاني
عالم جديد تماما – و أفضل بكثير

1- الشيوعية : عالم جديد تماما و تحرير للإنسانية جمعاء – و ليست " الأخير يجب أن يصبح الأوّل و الأوّل يجب أن يصبح الأخير " .
عنوان خطاب من سبعة خطابات لبوب أفاكيان ، 2006 .

2- قال ماركس عن العالم المستقبلي ، العالم الشيوعي ، إنّه سيبدو سخيفا و شنيعا أن يمتلك جزء من المجتمع ملكيّة خاصة الأرض ، و كلّ ما ستناسب مع ذلك مثلما يبدو الآن سخيفا وشنيعا أن يمتلك شخص شخصا آخر .
ستعنى الشيوعية أنّنا بلغنا نقطة حيث ذات فكرة أنّ الطريقة التى يتعين نتقدّم بها هي إستفادة البعض ثمّ إعلان أنّ ذلك يخدم المصلحة العامّة للمجتمع ، حيث ستبدو تلك الفكرة سخيفة و شنيعة إلى درجة أنّه بمعنى ما ، لوضع ذلك ببساطة ، لن تجد من يستمع إليها .
" دور المعارضة فى مجتمع حيوي "
ملاحظات حول الفنّ و الثقافة ، و العلم والفلسفة ، 2005 .
( مقولة نشرت أوّل ما نشرت فى 2004 ).

3- و الآن لنخرج من هذا العالم الذين يبقونا فيه سجناء ، و لنتصوّر كيف يمكن أن يكون و سيكون هذا المستقبل .
عندما نبلغ فى النهاية الهدف النهائي للشيوعية ، لن توجد علاقات الإستغلال و الإضطهاد المنتشرة و المميّزة لكلّ المجتمع اليوم والتى يقال لنا عنها مرارا و تكرارا إنّها تمثّل ببساطة النظام الطبيعي للأشياء و كيف يجب أن تكون الأشياء . و مثلما أشار إلى ذلك كارل ماركس ، تؤدّى الثورة الشيوعية إلى ما نسمّيه نحن الماويّون " الكلّ الأربعة " – أي إلغاء كلّ الإختلافات فى صفوف الناس ؛ و إلغاء أو وضع نهاية لكلّ علاقات الإنتاج أو العلاقات الإقتصاديّة أساس هذه الإختلافات و الإنقسامات الطبقيّة فى صفوف الناس ؛ و وضع نهاية لكلّ العلاقات الإجتماعية المتناسبة مع علاقات الإنتاج أو العلاقات الإقتصادية هذه ، علاقات الإضطهاد بين الرجال و النساء ، بين مختلف القوميّات ، بين الناس من مختلف أنحاء العالم ، جميعها ستوضع لها نهاية و سيتمّ تجاوزها ؛ و تثوير كلّ الأفكار التى تتناسب مع كلّ هذه الطريقة برمّتها ، هذا النظام الرأسمالي برمّتـه ، هذه العلاقات الإجتماعيّة برمّتها .
وعوض ذلك، ما هي المبادئ المرشدة للمجتمع التى سيتبنّاها الناس بوعي و عن طواعيّة ... و لن تفرض عليهم ، لكن سيتبنّونها بوعي و عن طواعية على أنّها أساس إلغاء الإستغلال والإضطهاد و اللامساواة ؟ و ستعوّضها مبادئ التشارك و التعاون الهادفة إلى المصلحة العامّة و فى نفس الوقت ، ضمن ذلك ، يزدهر الأفراد و الفردية على نحو لم يكن ممكنا قبل .
الثورة : لماذا هي ضرورية ، لماذا هي ممكنة ، ما الذى تعنيه ، فلم لخطاب لبوب أفاكيان .
متوفّر فى شكل قرص مضغوط من منشورات الحزب الشيوعي الثوري و على الأنترنت بموقع
revolutiontalk.net
المقتطف نسخ و نشر فى " الثورة " عدد 176 ، 13 سبتمبر 2009.

4- اليوم من الممكن فقط أن نخمّن و أن نحلم بالتعبيرات التى ستتخذها التناقضات الإجتماعية فى المجتمع الشيوعي المستقبلي و كيف ستتمّ معالجتها . كيف ستجرى مقاربة مزج قوى الإنتاج المتقدّمة وهو أمر يتطلّب درجة هامّة من المركزية و اللامركزية و مبادرة محلّية ( مهما كانت ستعنيه كلمة " محلّية " حينها ) ؟ كيف ستجرى مقاربة تنشأة أجيال جديدة من البشر – وهي عمليّة تقع الآن بشكل متذرّر و عبر العلاقات الإضطهادية فى المجتمع – فى المجتمع الشيوعي ؟ كيف ستتمّ إعارة الإنتباه إلى تطوير مجالات خاصة من المجتمع ، أو إلى التركيز على مشاريع معيّنة دون جعلها " محميّة خاصة " لبعض الناس ؟ كيف ستتمّ معالجة التناقض لتمكين الناس منتحصيل مهارات و معرفة شاملين و فى نفس الوقت و تلبية الحاجة إلى بعض التخصّص ؟ وماذا عنالعلاقة بين مبادرات الناس الفرديّة و النشاطات الشخصيّة من جهة ، و مسؤوليّاتهم ومساهماتهم الإجتماعية من الجهة الأخرى ؟ يبدو أنّه سيكون الحال على الدوام أنّه بشأن أيّة مسألة خاصة ، أو جدال ، ستوجد مجموعة – و كقاعدة عامّة أقلّية فى البداية – ستمتلك فهما أصحّ و أكثر تقدّما ، لكن كيف سيستخدمهذا من أجل المصلحة العامّة و فى نفس الوقت يتمّ منع المجموعات من التصلّب لتمسي " مجموعات مصالح " ؟ كيف ستكون العلاقات بين مختلف المناطق و الجهات – بما أنّه لن توجد بعدُ بلدان – و كيف ستجرى معالجة التناقضات بين ما يمكن تسميته ب " المجتمعات المحلّية " و التجمّعات الأعلى ، صعودا إلى المستوى العالمي ؟ ما الذى سيعنيه بالملموس أنّ الناس حقّا مواطنو العالم ، خاصة بمعنى أين يقطنون ويعملون إلخ – هل س " يتداولون " التنقّل من منطقة إلى أخرى ؟ كيف ستجرى معالجة مسألة التنوّع اللغوي و الثقافي فى مقابل وحدة الإنسانية العالمية ؟ وهل سيقدر الناس فعلا ، حتى بكلّ فهمهم للتاريخ ، على الإعتقاد أنّ مجتمعا كالذى نحن سجناء فيه الآن قد وُجد عمليّا – فما بالك بأنّه جرى التصريح بأنّه مجتمع أبدي و أرقى ما إستطاعت الإنسانيّة بلوغه ؟ من جديد ، هذه المشاكل و غيرها كثير و كثير جدّا لا يمكن أن تكون اليوم سوى موضوع تخمين و حلم ؛ لكن حتّى طرح مثل هذه المسائل و محاولة تصوّر كيف يمكن أن تعالج – فى مجتمع حيث لم تعد توجد إنقسامات طبقيّة و لم يعد يوجد عداء إجتماعي و هيمنة سياسية – هو بذاته أمر محرّر بشكل هائل لأيّ إنسان ليست لديه مصلحة راسخة فى النظام الحالي .
الديمقراطية : أليس بوسعنا إنجاز أفضل من ذلك ؟ ، 1986 .

5- أوّل خطوة كبرى أو قفزة كبرى فى طريق الشيوعية هي إفتكاك السلطة من الرأسماليين ، و دون ذلك لا شيء من هذا ممكن . فإفتكاك السلطة منهم يفتح الطريق أمام التقدّم صوب الشيوعية .
الإشتراكيّة هي المجتمع الجديد الذى نرسيه إثر إفتكاك السلطة . الإشتراكية أشياء ثلاثة : نظام إقتصادي جديد و نظام سياسي جديد و مرحلة إنتقاليّة نحو الهدف النهائي ، الشيوعية . لنتحدّث عن ما سيجعله إفتكاك السلطة ممكنا تماما . لنتحدّث عن الطبيعة المختلفة كلّيا للإشتراكية كمجتمع فيه الجماهير تجتثّ الأرضيّة القديمة الفاسدة و المتعفّنة للرأسمالية و تتقدّم نحو هدف الشيوعية العالمية .
الثورة : لماذا هي ضرورية ، لماذا هي ممكنة ، ما الذى تعنيه ، فلم لخطاب لبوب أفاكيان .
مقتطف نسخ و نشر بجريدة " الثورة " عدد 176 ، 13 سبتمبر 2009 .

6- لنتحدّث عن العمل والإسكان فى آن معا . أنظروا إلى هذه الأحياء التى قد تركت تتعفّن فى ظلّ حكم النظام الرأسمالي و حتى لقيت تشجيعا على ذلك . أنظروا إلى الشباب و غيرهم المتسكّعين ببساطة فى أركانالشوارع و ليس لديهم ما يقومون به أولا مجال ليقوموا بأي شيء لا يؤدى بهم إلى هذا النوع أو ذاك من المشاكل . تصوّروا تغيير كلّ ذلك لأنّه لدينا الآن النفوذ على المجتمع – فنمضى إلى هؤلاء الشباب و نقول لهم " سنقدّم لكم تدريبا و تعليما و سنقدّم لكم المواد و سنمكّنكم من التوجّه إلى العمل لبناء بعض المساكن و الساحات و الأحياء الجميلة هنا لأنفسكم و للذين يعيشون هنا " . تصوّروا لو قلنا لهم ليس بوسعكم مجرّد العمل و حسب بل بوسعكم أن تكونوا جزءا من التخطيط لكلّ هذا ، بوسعكم أن تشاركوا فى تصوّر ما يتعيّن القيام به لمصلحة الناس لجعل هذا المجتمع أفضل و للمساهمة فى صنع عالم مختلف تماما و أفضل راديكاليّا . تصوّروا إن كان بوسع هؤلاء الشباب أن يجدوا مخرجا ، و ليس مجرّد بناء حياة و مسكن و مستشفيات و مراكزإجتماعية و حدائق و أشياء أخرى يحتاجها الناس ، لكن فى نفس الوقت ، بوسعهم أنيحصلوا على فرصة و كرامة العمل معا مع الناس عبر المجتمع لبناء مجتمع بأسره أفضل . لا سبب بداهة للماذا هذه الأشياء غير ممكنة بإستثناء أنّنا نعيش فى ظلّ هذا النظام الذى يجعل ذلك غير ممكن .
الثورة : لماذا هي ضرورية ، لماذا هي ممكنة ، ما الذى تعنيه ، فلم لخطاب لبوب أفاكيان .
مقتطف نُسخ و نُشر فى " الثورة " عدد 176 ، 13 سبتمبر 2009.

7- لنتحدّث عن التعليم . تصوّروا أطفالا يرغبون فعلا فى الذهاب إلى المدارس ! تصوّروا عدم إهانتهم و شتمهم طوال الوقت و معاملتهم كما لو أنّه ليس بوسعهم تعلّم أيّ شيء أو إمتلاك أيّة أفكار هامّة . تصوّروا إن قال لهم فعلا النظام التعليمي الحقيقة و ساعدهم على فهم العالم و التاريخ و الطبيعة و المجتمع . تصوّروا إن ساعدهم عمليّا على التفكير النقديّ و على تحدّى كلّ شيء. نعم ، تحدّى الأساستذة و حتى الحزب و قادته .
مذا لو أنّ النظام التعليمي جلب الأطفال إلى جانب الأساتذة و مجموع العاملين و قال إنّ هذا مجتمع جديد تماما ، عالم جديد تماما – ما هي أفكاركم عن كيف يمكن أن نجعل منه مجتمعا أفضل ؟ تصوّروا إن مزج التعليم بين ما هو عملي و ما هو نظري فى ما يدرسونه و يتعلّمونه ، و يخرجون إلى المجتمع و يتحدّثون إلى الناس الذين صنعوا هذه الأشياء . أو عوض إستبعاد المسنّين كما لو أنّهم نفاية لا فائدة ترجى منهم ، يتمّ إستدعاءهم ليتحدّثوا عن فظائع المجتمع القديم و عن تجربتهم ، و ما الذى يعنيه لهم المجتمع الجديد ، و السماح لهم بتبادل الآراء مع الأطفال فى المدارس . و يتعلّم الطلبة المعرفة العمليّة و يدرسون أيضا النظريّة و العلوم و يخوضون فى الفلسفة .
والشيء نفسه فى ما يتّصل بالعلوم . فى الوقت الحالي ، تبعث العلوم الخوف فى النفوس . إنهم يخشونها. يُقال لكم إنّكم على الأرجح لن تفهموا هذه الأمور و إنّها غامضة جدّا . و الخطأ ليس خطأ العلماء . أو على الأقلّ ليس خطأهم فى الأساس . إنّه نوع المجتمع الذى لدينا و طريقة إرادتهم تقسيم الناس إلى طبقات و مجموعات و كاستات مختلفة كي يستعمل بعض الناس أذهانهم و لا يستطيع آخرون إستعمال سوى أجسادهم أو ببساطة يضمحلّون أو يموتون و هم يقاتلون أثناء حرب من الحروب .
تصوّروا إن قُدّم العلم للجميع و جعل منه أمرا مثيرا للجميع . فيتمّ الصراع من أجل البخث و التعلّم بشأن العالم و كيفيّة سيره و كافة الأشياء المختلفة فى كلّ من هنا على الأرض و فى المستقبل البعيد – ما يسمّيه المتديّنون الجنّة . تصوّروا هنا فى مجال العلم ، يجتمع العلماء ب " الناس العاديين " – مع الطلبة فى المعاهد ، و العمّال فى أماكن العمل ، و يتحدّثون معهم عن العلم ،و يجلبونهم إلى التجارب و البحث العلميين ، يأخذون أفكارهم و يكتشفون الأسئلة التى يريدون معرفتها عن العالم ، ثمّ يصيغون طرقا تسمح للناس للتوحّد و التعاون لتطوير التجارب و البحث فى العلم المختصّ فى هذه الأشياء . تصوّروا لو أنّ العلم مثل التعليم و كافة الأجزاء الأخرى من المجتمع عمليّا يخدم تغيير المجتمع للتخلّص من الإضطهاد و الإستغلال و اللامساواة و لمساعدة الناس عبر العالم على خوض نضال ثوري للقيام بالشيء ذاته .
الثورة : لماذا هي ضرورية ، لماذا هي ممكنة ، ما الذى تعنيه ، فلم لخطاب لبوب أفاكيان .
مقتطف نُسخ و نُشر فى " الثورة " عدد 176 ، 13 سبتمبر 2009.

8- لنتصوّر لو كان لدينا فنّ و ثقافة مختلفين تماما – كفانا هذا " المومسات و العاهرات " و فرق ضاربة الأبواب و تكسرها . كفانا قرف " الخضوع " ، كفانا " إخضاع " النساء دائما . لدينا بعدُ وضع حيث جماهير النساء و جماهير الشعب تجبر على الخضوع و بعدُ يبقى عليها خاضعة . حان أوان النهوض ، حان أوان الوقوف .

تصوّروا إن كان لدينا مجتمع حيث وُجدت ثقافة – نعم كانت حيّة و تزخر بالإبداع و الطاقة و نعم ، للإيقاع و الإثارة ، لكن فى نفس الوقت ، عوض أن تحطّ من شأن الناس ، تحثّهم على رفع رؤوسهم . تصوّروا إن أعطتنا نظرة و واقع ما تعنيه أن نصنع مجتمعا مختلفا تماما و نوعا مختلفا تماما من العالم . تصوّروا إن عرضت مشاكل الناس فى إنشاء هذا النوع من العالم و تحثّهم للإشتغال على هذه المشاكل ، تصوّروا إن كان الفنّ و الثقافة أيضا – الأفلام و الأغاني و التلفزة و كلّ ما إلى ذلك – يتحدّى الناس ليفكّروا تفكيرا نقديّا ، للنظر إلأى الأشياء نظرة مختلفة ، لرؤية الأشياء فى ضوء مختلف ، لكن كلّ ذلك يشير إلى كيف يمكن لنا أن نصنع عالما أفضل .

تصوّروا إن كان الناس الذين أبدعوا الفنّ و الثقافة ليسوا مجرّد قلّة من الناس بل كافة الجماهير الشعبيّة ، و كلّ طاقتها الخلاّقة قد أطلق العنان لها و وُفّر لها الوقت للقيام بذلك ، و لتلتحق بالذين يعملون لوقت كامل و بالمبدعين فى مجال الفنّ و الثقافة لإيجاد شيء جديد سيتحدّى الناس ، و سيجعلهم يفكّرون بأشكال مختلفة ، و يجعلهم قادرين على رؤية الأشياء رؤية نقديّة و من زاوية نظر مغايرة و يساعدهم على أن ينهضوا و سيساعدهم على رؤية وحدتهم مع بعضهم البعض و مع الناس عبر العالم فى وضع نهاية لكافة الفظائع التى يقال لنا إنّها ببساطة النظام الطبيعي للأشياء . تصوّروا كلّ ذلك .
الثورة : لماذا هي ضرورية ، لماذا هي ممكنة ، ما الذى تعنيه ، فلم لخطاب لبوب أفاكيان .
مقتطف نُسخ و نُشر فى " الثورة " عدد 176 ، 13 سبتمبر 2009.

9 – هذا ليس ضربا من الخيال . هذه أشياء حصلت فى المجتمعات الإشتراكية السابقة – أو هي أشياء – على أساس تلك التجارب – قد لخّصناها و نتعلّم بأكثر عمق الحاجة للقيام بها . هذا كلّه ممكن . ليس ضربا من الحلم الواهم . هذا ما يحدث عندما ينهض الناس و يتحكّمون فى المجتمع و هذا ما ينتظر الإنجاز .

الثورة : لماذا هي ضرورية ، لماذا هي ممكنة ، ما الذى تعنيه ، فلم لخطاب لبوب أفاكيان .
مقتطف نُسخ و نُشر فى " الثورة " عدد 176 ، 13 سبتمبر 2009.

10 – أن نريد سلطة الدولة شيء صحيح . من الضروري أن نريد سلطة الدولة . سلطة الدولة شيء جيّد – سلطة الدولة شيء عظيم – بأيدى الناس المناسبين ، و الطبقة المناسبة ، فى خدمة الأشياء الصحيحة : وضع نهاية للإستغلال والإضطهاد و اللامساواة الإجتماعية و صنع عالم ، عالم شيوعي فيه يستطيع البشر أن يزدهروا بطرق جديدة و أكثر من ذى قبل .

وجهات نظر حول الإشتراكية و الشيوعية : نوع دولة جديد راديكاليّا ، نظرة للحرّية مختلفة راديكاليّا و أعظم بكثير –
" الثورة " عدد 37 ، 5 مارس 2006 .

11- وضع تقدّم الثورة العالمية فوق كلّ شيء ، حتى فوق تقدّم الثورة فى بلد معيّن – بناء الدولة الإشتراكية بإعتبارها قبل كلّ شيء قاعدة إرتكاز للثورة العالمية .

" ملاحظة نهائيّة " ، مجلّة " الثورة " ، نهاية 1990 .


12- بلوغ [ الظروف الضروية للشيوعية ] يجب أن يتمّ على نطاق عالمي من خلال سيرورة مديدة و متعرّجة من التغيير الثوري يكون فيها تطوّر غير متكافئ و إفتكاك للسلطة فى بلدان و أوقات مختلفة و تداخل جدلي معقّد بين النضالات الثوريّة و تثوير المجتمع فى مختلف هذه البلدان ... [ علاقة جدلية ] فيها المجال العالمي هو الحاسم جوهريّا وفى آخر المطاف ، بينما يمثّل التفاعل المتبادل و الدعم المتبادل بين نضالات البروليتاريين فى بلدان مختلفة العلاقة المفتاح فى التغيير الجوهري للعالم قاطبة .
نشرت هذه الفقرة أوّل ما نشرت ضمن كتاب " ماتت الشيوعيّة الزائفة ... عاشت الشيوعية الحقيقيّة ! " ( الطبعة الثانية 2004 ) . و ذكرت فى " الثورة و العالم الجديد راديكاليّا : " الأفكار العالمية " المتنازعة و الأممية الشيوعية " ، جريدة " الثورة " عدد 157 ، 22 فيفري 2009.
13- ليست المسألة ببساطة مسألة – و لا هي جوهر مسألة – أنّ الإشتراكية كما وضع ذلك لينين ، دكتاتورية البروليتاريا هي مليون مرّة أكثر ديمقراطية بالنسبة للجماهير من الرأسمالية و دكتاتوريّة البرجوازية . و فوق ذلك ، يجسّد النظام الإشتراكي و يشمل – و ينبغى أن يجسّد و يشمل ، إن أراد أن ينجز الإنتقال إلى الشيوعية – سيرورة مختلفة راديكاليّا تكون تحريرية على نحو مختلف و أعظم نوعيّا .
العصافير ليس بوسعها أن تلد تماسيحا ، لكن بوسع الإنسانية أن تتجاوز الأفق ، الجزء الأوّل
" الثورة و الدولة " ، " الثورة " 2011.

14- لذا ، نعم ، فى المجتمع الإشتراكي – و فى المجتمع الشيوعي – يجب أن يتمّ الإقرار بأهمّية الوعي الفردي ، و بحقّ و جوهريّا بحاجة الناس إلى خلق أعمال أدبيّة و فنّية متنوّعة تجسّد و تعطى حياة لطرق خاصة متباينة من " مقاربة " الواقع ( أو جزء من الواقع ) و أنماطمتباينة من " التعابير الفردية " . هناك دور هام لذلك و يجب أن يوجد مجال واسع له – على حدّسواء كشيء هام فى حدّ ذاته و أيضا ، بمعنى أعمق ، كجزء من السيرورة العامة لبلوغ فهم العالم بطرق أثرى بصفة متصاعدة و مواصلة تغييره فى إنسجام مع أوسع مصالح الإنسانية . و كلّ هذا جزء من هدف التقدّم نحو – و ثمّ مواصلة التقدّم نحو – العصر الجديد راديكاليّا ، عصر الشيوعية . غير أنّ هذا مغاير جدّا – و سيعبَّر عنه بصفة أتمّ بقدر ما يتجاوز – لمفاهيم الوعي الفردي و الإبداع الفردي كملكية خاصة – ما يعنى حتما النزاع و التنافس مع تجسيدات أخرى للملكيّة الخاصّة .
الشيوعية و ديمقراطية جيفرسون ، 2008 .

15- فى المجتمع الإشتراكي ، لن توجد شركة من نوع شركة جنرال موتورس و لن توجد كذلك مؤسسات من نوع الأف بى أي أو شرطة لوس أنجليس . سيقع إلغاء هذا النوع من المؤسسات و – ما لم توافق على حلّ نفسها طواعيّة – سيتعيّن إلغاؤها بالقوّة فى ظلّ دكتاتورية البروليتاريا المستقبليّة . ربّما مُنحت 24 ساعة لتحلّ نفسها ! لكن سيتمّ تفكيفكها . ستنشأ مؤسسات ثوريّة عوضا عن تلك القديمة ، عوضا عن المؤسسات الإضطهادية و الرجعية ... و نعم ، هذا ما نبنى من أجله – مستهدفين زمن حدوث تغيير نوعيّ فى الوضع الموضوعي ، عندما يظهر وضع ثوري و شعب ثوريّ بالملايين و الملايين . و حينما تنجز الثورة ، حينما تولد سلطة دولة جديدة ثوريّة ، لن يوجد جيش جديد و حسب بل سيسترشد الجيش الجديد بمبادئ مختلفة جدّا . ستوجد ثقافة فى صفوف ذلك الجيش ، و لكنّه قطعا لن يكون ( مثلما جاء فى نشيد فيلق المارينز الإمبريالي ) : " من أروقة منتيزوما إلى شواطئ طرابلس " – هذا ببساطة لن يكون ما يرشد جهاز الدولة الجديدة ! لن توجد بعدُ لا شركة جينورال موتورس ولا المارينز . و المبادئ التى نتحدّث عنها هنا ، و حسب مضيّنا بإتجاه كسب الناس ليكونوا من محرّري الإنسانية ، هي أنّهم سيكونوا حجر الزاوية الفعلي فى الدولة الجديدة .
لا " ضرورة مستمرّة " لأن تكون الأشياء على ما هي عليه ، يمكن إيجاد عالم مختلف و أفضا راديكتايّا من خلال الثورة
" الثورة " عدد 198 ، 11 أفريل 2010.
16- ملاحظة الناشر : تييشا ميلر إمرأة أمريكية من أصل أفريقي كان عمرها 19 سنة عندما قتلت برصاص شرطة ريفرسايد ، كاليفرنيا سنة 1998 . لقد مرّت ميلر فى سيّارتها ،إثر إعتقال ، و عندها إدعت الشرطة أنّها وقفت بسرعة حاملة مسدّسا فأطلقت عليها الشرطة 23 رصاصة أصابتها على الأقلّ 12 رصاصة أردتها قتيلة . و قد أشار بوب أفاكيان إلى هذا .
إن لم تكونوا قادرين على معالجة هذا الوضع بشكل مختلف فإبتعدوا عن الطريق . و ليس فقط عن طريق مثل هذه الوضعيّة بل إنصرفوا عن كوكب الأرض .إبتعدوا عن طريق جماهير الشعب . ذلك أنّه كنا تعلمون ، كان بوسعنا نحن أن نعالج هذه الوضعية بصيغ شتّى كانت نهايتها ستكون أفضل بكثير . و صراحة ، إن كنّا نمسك بسلطة الدولة و واجهتنا وضعيّة مشابهة ، سرعانما سنفضّل أن يُقتل فرد من شرطتنا على أن نقتل فردا من الجماهير تعسّفيّا . هذا ما يُفترض بكم القيام به إن كنتم عمليّا تحاولون خدمة الشعب . تذهبون إلى هناك وتضعون حياتكم ذاتها على الحدّ ،عوض مجرّد قتل فرد من الشعب قتلا تعسّفيّا . سحقا لكلّ قذارة " إخدم و أحمى " هذه ! لو كانوا هناك للخدمة و الحماية ، لوجدوا وسيلة ما أخرى غير الوسيلة التى عالجوا بها المشهد . كان بوسعهم و كانوا سيجدون حلاّ أفضل بكثير من هذا. على هذا النحو قد عالجت البروليتاريا لمّا كانت تمسك بالسلطة – و ستعالج مجدّدا – هذا النوع من المور مثمّنة حياة جماهير الشعب . وهذا يتعارض مع البرجوازية فى السلطة حيث دور شرطتها هو ترهيب الجماهير بما فى ذلك قتلها تعسّفيّا ، قتلها دون إثارة ، بلا حاجة إلى ذلك ، و ذلك بالضبط لأنّه بقدر ما يكون الإرهاب إعتباطيّا ، بقدر ما يأثّر فى الجماهير بصفة أوسع . و هذا سبب من أسباب إرادتهم الإنخراط فى ، و من وظائفهم الأساسية أن ينخرطوا ، فى الإرهاب التعسّفي المتعمّد و الإعتباطي ضد جماهير الشعب .
" تقديم خطّنا بطريقة جريئة وحيويّة و باعثة على الإندفاع "
جريدة " العامل الثوري " عدد 1977 ، 1 ديسمبر 2002.

17 – هدف البروليتاريا الواعية طبقيّا هو بلوغ وحدة الجماهير الشعبيّة على أساس ثوريّ . و كافة الأشياء الأخرى متساوية ، تشجّع البروليتاريا عامّة على تركيز دولة إشتراكية موحّدة على أوسع رقعة جغرافية ممكنة . هذه هي غايتنا فى خوض النضال للإطاحة بحكم الرأسمال الإستغلالي الحال و لتركيز الحكم الثوري للبروليتاريا ؛ و هذا ينسجم مع و يسترشد بهدفنا النهائي ألا وهو بلوغ الشيوعية على الصعيد العالمي .
لكن جوهر المسألة هو بالضبط التالي : الوحدة الثورية لجماهير مختلف القوميّات و يجب على الدولة الإشتراكية الثوريّة الجديدة أن تجسّد المساواة بين الشعوب . وتوحيد هذه الدولة يجب أن يكون عملا طوعيّا للجماهير الشعبية ، لجميع الأمم المختلفة . لا ينبغى أن تقام على أساس وتجمّع من طرف أمّة تهيمن على الأمم الأخرى ، معيدة إنتاج اللامساواة القديمة عينها – أو لا مساواة بأشكال جديدة ما –بين مختلف الشعوب و بوجه خاص هيمنة أمّة الأمريكيين من أصل أوروبي على الشعوب الأخرى . و يجب أن نتذكّر بوضوح أن المجتمع الإشتراكي الجديد الذى سينشأ من خلال الإطاحة بالنظام الإضطهادي الراهن يتعيّن أن يعالج نتائج و مخلّفات كامل التطوّر التاريخي للنظام الرأسمالي – الإمبريالي فى الولايات المتحدة حيث ترسّخ تفوّق البيض فى الهياكل الأساسية و المؤسسات الحاكمة و الثقافة السائدة .
يجب أن يؤخذ هذا بعين النظر بطرق متنوّعة بما فيها أنّ الناس " يريدون العيش إلى جانب أناس من نفس العرق " ضمن المجتمع الإشتراكي الجديد . و فى التعاطي الصحيح مع هذا ، سيكون من الضروري و الحيوي أن نطبّق بإستمرار المعيار الأساسي لدعم تلك الأشياء التى تساعد على تجاوز كافة تاريخ و إرث الإضطهاد القومي فى الولايات المتحدة و الترويج لهما بينما نعارض الأشياء التى تشدّ النضال ضد تفوّق البيض إلى الخلفز
من سلسلة من أربعة أجزاء : " إضطهاد السود و النضال الثوري للقضاء على الإضطهاد برمّته " .
" الثورة " ، فيفري 2007 .

18- ملاحظة الناشر : هنا يذكّر بوب أفاكيان بزيارته إلى الصين الإشتراكية فى 1971 ، قبل وفاة ماو تسى تونغ و إعادة تركيز الرأسمالية فى ذلك البلد .
هناك كلّ تلك الأشياء الباعثة حقّا على الحماس و النهوض . لقد شعرنا بكامل روح " خدمة الشعب " التى نشرت شعبيّا عبر المجتمع ، و رأينا أمثلة حيّة من التغييرات الثورية . لقد أتينا على أوضاع حيث ينخرط الرجال و النساء فى منافسة ودّية للقيام بأشياء مثل كنس المنزل . و مرّة أخرى ، تذكّروا أن الصين خرجت من مجتمع إقطاعي قبل أقلّ من 25 سنة و أمامكم التغييرات الكبرى فى العلاقات بين الرجال و النساء . حتى و إن كان هذا مثالا صغيرا ، بمعنى ما – وحتى و إن كانت طبعا عديد الأفكار و الممارسات المتخلّفة لا تزال مستمرّة و لا تزال تتنازع مع هذه الأشياء الأكثر تقدّما – فإنّ هذه المنافسة الودّية قد إستوعبت كلاّ من روح " خدمة الشعب " و إنتشار التغييرات التى كانت بصدد الحدوث بين الرجال و النساء .
كانت لدينا نقاشات فى المصانع مع العمّال الذين كانوا يقرأون كتاب إنجلز " ضد دوهرينغ " وهو عمل نظري ماركسي عظيم ، والذين كانوا يقرأون أعمالا فلسفيّة ماركسية أخرى و يناقشون هذه المسائل الكبرى جميعها . و فى عدد من المصانع تحدّثنا إلى أعضاء من ما كانوا يسمّونهم " لجان قيادة ثلاثة فى واحد " أو اللجان الثورية التى كانت تتشكّل من أعضاء من الحزب و العاملين فى إدارة المصنع إلى جانب العمّال المنتخبين من الورشات ، و كانت هذه اللجنة تقود المصنع بأسره. كان هذا تطوّرا مثيرا للغاية و شيء جديد تماما فى تاريخ الإشتراكية ، فما بالك بمقارنته بما يحدث فى المجتمع الرأسمالي .
و زرنا مستشفى و رأينا كيف أنّهم نتيجة للثورة الثقافية قد مأسسوا عمليّا ممارسة إجراء عمليّة التخدير بالوخز بالإبر الصينية . و قد شاهدت بعثتنا ثلاث أو أربع عمليّات – لأشياء مثل سرطان المعدة – و كانت تلك ممارسة طبّية متقدّمة جدّا ، وكانوا كذلك يدمجون الممارسات التقليدية للثقافة الصينية فى نظام طبّي شامل و نتيجة للثورة الثقافيّة كان هذا النظام يمتدّ عبر الريف أين كانت تعيش غالبيّة الشعب الصيني.
و تحدّثنا إلى أناس من الفرق الثقافيّة . كانت الصين لا تزال بلدا متخلّفا و كان ذلك إثر بضعة عقود و حسب من الإقطاعيّة و الهيمنة الإمبريالية . كانت الصين مجتمعا حيث لأجيال و قرون كانت جماهير الشعب فى الريف بالكاد تتسكّع و كان الملايين يجوعون بإنتظام ، حتى فى " أفضل " السنوات . و أشياء مثل الأفلام السينمائية و إنتاجات ثقافيّة أخرى كانت معروفة فى المدن و كانت غالبا موجّهة إلى النخبة و الصينيين المرفّهين و الأجانب و واقعيّا لا شيء منها وُجد فى الريف قبل الثورة . و رأينا أناسا يحملون على درّاجاتهم آلات عرض للأفلام لينشروا الثقافة الثوريّة ، ثقافة المجتمع الإشتراكي الجديد فى الريف .
لقد راينا أشياء مدهشة حقّا .
من إيكي إلى ماو و بعده " مسيرتى من الفكر الأمريكي السائد إلى شيوعي ثوري ، سيرة ذاتية لبوب أفاكيان ، 2005

19- من اليسر إيجاد مجتمع حيث لفئة من المثقّفين ذوى الإمتيازات حرّية هامّة جدّا فى الإشتغال على الأفكار و النظريّأت و ما إلى ذلك . و ذلك لأنّنا قد شاهدنا أيضا فى التاريخ أنّه يمكن أن يكون من اليسير تماما إرساء نوع من النظام ذى الوحدة المتراصة حيث يسمح فقط بنقاش بضع أفكار و حيث لا وجود لفكر نقدي و لا لمعارضة حقيقية . و قد رأينا أنّه إلى درجة أنّ ذلك نزعة فى المجتمع الإشتراكي ، فهو يعمل ضد الإشتراكية ، ضد التغيير الثوري للمجتمع ، ضد التقدّم صوب الشيوعية .
نهاية مرحلة – بداية مرحلة جديدة
مجلّة " الثورة " ، نهاية 1990 .

20 – فى المجتمع الإشتراكي ، ثمّة حاجة إلى الصراع ، و النقد و النقد الذاتي لكن ثمّة حاجة أيضا إلى " متنفّس " للناس ، مجال لهم ليعبّروا عن آراء مختلفة ، و مجال ليتوصّلوا إلى الحقائق التى تكتشفها الماركسيّة بطرقهم الخاصّة – و مجال لأن تتنفّس الماركسيّة نفسها و تنمو ، أن تستبعد المفاهيم و التحاليل التى فات أوانها و تعميق عكسها للواقع ، مثلما هي علم تحريري ، فى تعارض مع الدوغما الديني الخانق .
نهاية مرحلة – بداية مرحلة أخرى

21- فى المجتمع الإشتراكي لا يتعيّن أننعمل كما لو أنّ السلط المركزية تعلم كلّ شيء و كما لو أنّ الأشياء ستكون على أحسن ما يرام إن تمّ التعويل على نفوذها لجعل الجماهير تواكب المسار ، عوضا عن التعويل على الجماهير لإستيعاب مصالحها الخاصّة و العمل وفق ذلك ، بقيادة و من خلال نقاش و صراع حيويين و قويّين . لا يمكن أن نعوّل على مثل هذه السلط عندما لا تكون لدينا ، فى المجتمع القديم ، و لا يتعيّن أن نسعى إلى التعويل عليها عندما نمتلكها فى المجتمع الجديد – و إلاّ لن تعمّر طويلا هي الأخرى .
نهاية مرحلة – بداية مرحلة أخرى

22- هل يعنى هذا أنّى أدعو إلى الليبرالية و الديمقراطية البرجوازيّة فى آخر المطاف – أنّى أعارض دكتاتورية البروليتاريا ؟ لا . لست أتحدّث عن ما إذا كان يتعيّن على البروليتاريا أنتمارس دكتاتوريّتها بل عن كيف يتعيّن أن تمارسها . كل ما أتحدّث عنه يجب أن ينجز فى إطار تكون فيه البروليتاريا قد إفتكّت السلطة و عزّزت حكمها ، تكون فيه البروليتاريا بقيادة حزبها الطليعي تسيّر المجتمع وهي بصورة شاملة تتحكّم ليس فى الإقتصاد فحسب بل أيضا فى السياسة و وسائل الإعلام و الثقافة و ما إلى ذلك . لكن دكتاتوريّة البروليتاريا وحكمها لا يحتاجان أن يعنيا و لا ينبغى أن يعنيا أنّه لا يسمح بأيّة معرضة ...
و للجماهير التى تعزّز بصورة متصاعدة تحكّمها فى المجتمع و قدرتها على تغييره فى مصلحتها ، صلة وثيقة جدّا بالنقاط التى أشدّد عليها هنا حول المعارضة ، و الوحدة و التنوّع ، و التناقض و الصراع .
نهاية مرحلة – بداية مرحلة أخرى

23- لموقفكم تجاه المثقّفين علاقة وثيقة بالمسألة الفلسفيّة لما تفكّرون أنّكم تسعون إلى القيام به و ما الذى تمثّله البروليتاريا . ما هو " موقع البروليتاريا المشابه لموقع الإلاه " مثلما أشرت إليه فى " قضايا إستراتيجية " ؟
من ناحية ، تقبعون نوعا ما على جبل منه تشاهدون هذه المسيرة من تطوير الإنسانيّة ز و يمكنكم رؤية بعضه بأكثر ضبابيّة و بعضه الآخر بأكثر وضوح – تنظرون إلى كلّ خفوت هذا المسح ثمّ عند نقطة معيّنة تظهر هذه المجموعة المسمّاة بروليتاريا من ضمن هذه المجموعة من العلاقات الإجتماعيّة ، و بوسعها أن تمضي بها إلى مكان متميّز ، إلى عالم مختلف تماما . لكن لا يجب تجسيد البروليتاريا . نعم ، هي تتشكّل من أناس حقيقيين إلاّ أنّها ليست مسألة بروليتاريين أفراد بل مسألة البروليتاريا كطبقة ، مسألة موقعها فى المجتمع و مسألة أين تكمن مصالحها بالمعنى الأكثر جوهريّة ، كطبقة . و من ناحية أخرى ، بالنظر إلى المسح التاريخي ، ترون دور المثقّفين كذلك . هل يتسبّبون لنا فى الأساس فى مشاكل ؟ هكذا يرى بعض الناس الأمر – و قد كانت قطعا نزعة و مشكلا حقيقيّا فى تاريخ حركتنا .
بيد أنّه من موقف نظرة شاملة ومسح تاريخي ، ترون المسألة بشكل مختلف. مثلا ، عالم الفيزياء براين غرين الذى كتب بضعة كتب لنشر المسائل الفيزيائية فى صفوف الشعب ، تحدّث عن التناقض الكبير الذى لم يحلّه بعدُ الفيزيائيّون بين النسبيّة و ميكانيكا الكانتوم / الكمّية ، لذا يواجهون المسألة الآتى ذكرها: كيف يبلغون المستوى التالي من التلخيص ؟ ما رأينا فى ذلك ، هل أنّ ذلك مضيعة كبرى للوقت ما لم يمكننا إستعمال ذلك إستعمالا ضيّقا ؟...[ طبعا ] أناس مثله ، و عامة أناس يشتغلون فى هذه الحقول ، يحتاجون الصراع معهم – لكن الصراع معهم بطريقة جيّدة .

إن كنّا نعمل بطريقة صحيحة فى هذه الحقول ، سيكون لدينا الكثير من الصراع الجيّد مع الناس حول شتّى أصناف القضايا بما فى ذلك قضايا تبرز فى عملهم ، لكن قبل كلّ شيء سنكون منخرطين بجدّية فى العمل الذى يقومون به و فى المسائل التى هم يخوضون فيها . و سنقوم بذلك بطريقة مختلفة عن التى عادة ما إستخدمت فى تاريخ حركتنا . هل أن تعمّق فهم هؤلاء الفيزيائيين العالم مهمّ بالنسبة لما نحاول إنجازه أو تتعيّن علينا محاولة إنجازه ؟ نعم هو مهمّ . هل يحتاجون إلى " مقاليد فضفاضة " لتحقيق ذلك؟ نعم يحتاجون إلى ذلك . هل نحتاج إلى الصراع معهم ؟ نعم نحتاج إلى ذلك . هل نحتاج أن ينزلوا ويتعلّموا من الجماهير ؟ نعم نحتاج ذلك. بيد أنّ هناك جزء صائب فى النقطة التى أثارها بيل ماتين فى مقدّمة كتاب سيصدر قريبا ( + ) – يتضمّن حوارا بينى و بينه – نقطة أنّه أجل هناك مشاكل وقوع المثقّفين فى عزلة فى أبراجهم العاجيّة لكن فى نفس الوقت هناك قطعا حاجة إلى أن يتوفّر للمثقّفين إطار ومجال مناسبين ليقوموا بعملهم .
" بوب أفاكيان أثناء نقاش مع الرفاق حول الإبستيمولوجيا : حول معرفة العالم و تغييره " ، فصل من كتاب
ملاحظات حول الفنّ و الثقافة ، و العلم و الفلسفة ، 2005.
(+) الحوار بين بوب أفاكيان و بيل مارتين نُشر فى شكل كتاب يحمل عنوان " الماركسيّة و نداء المستقبل ، حوارات حول الأتيقا و التاريخ و السياسة " .

24- ينبغى أن لا نسمح فقط بل حتى أن نشجّع سياسة أنتوجد معارضة فى ظلّ دكتاتورية البروليتاريا ، لأنّه علينا أن نرتئي هذه السيرورة ليس كسيرورة نقيّة و منظّمة بل كسيرورة مضطربة للغاية – و أحيانا كسيرورة قابلة لأن تصبح هائجة و كارثيّة – من خلالها يمكن أن تقدّم الجماهير الكثير من الأشياء أو سحقها . و هذا لا يعنى أنّه بمقدورنا ببساطة أن لا نسلّط الضوء على البرجوازيّة بصورة غير مباشرة عن غير قصد ب" مقاليد فضفاضة " جدّا إلى درجة أنّه لا يوجد لبّ يقود المجتمع إلى الأمام إلى حيث يحتاج أن يمضي أو أن يقود الجماهير الشعبية فى الخوض فى هذه الأمور بوعي أكبر أبدا و طواعيّة. غير أنّ هذا لا يجب أن يُنظر إليه مثل آلة فى مسلك تمضى إلى الأمام قدما . إنّها سيرورة أكثر إضطرابا و إلتواءات أين ستمتزج العديد من الأشياء المختلفة و سيقع الصراع حول العديد من التناقضات المختلفة و سيقع تقديم العديد من الأفكار المختلفة حول كيفيّة القيام بذلك ، و أين يتمّ التعويل بشكل متنامي على الجماهير و تخريطها بوعي فى سيرورة إلحاق الهزيمة بهذه الأشياء ذاتها .
الدكتاتوريّة و الديمقراطية ، و الإنتقال الإشتراكي إلى الشيوعية
جريدة " العالم الثوري " عدد 1257 ، 31 أكتوبر 2004.

25- و هذا يثير عاملا هاما جدّا متعلّق بالموضوع : الجانب الإيجابي للتناقضات التى لم تحلّ فى ظلّ الإشتراكية يجلب إلى الصدارة قوى محرّكة للتغيير الثوري فى المرحلة الإشتراكية – قوى فى حافة و التناقضات التى تظهر كمسائل حيويّة بمعنى هل أنّ المجتمع سيتحرّك إلى الأمام أم سيعود إلى الوراء. و مظهر غاية فى الأهمّية هو قضيّة المرأة ، النضال من أجل التحرير التام للنساء . فهذه القضيّة ستكون حيوية و ستفرز صراعا حاسما على طول المرحلة الإشتراكية.
و إلى جانب هذا ، هناك إنقسامات و لامساواة أخرى موروثة من المجتمع القديم ... و إطلاق العنان لكافة هذه القوى [ المرتبطة بهذه التناقضات التى لم تحلّ فى ظلّا المجتمع الإشتراكي ] لتعبّر عن نفسها و لتجمع حولها القوى و تثير النقد و تنهض فى تمرّد يمكن أن يكون محفوفا بالمخاطر ومشوّشا . لكن مثل هذا النهوض الجماهيري ليس مع ذلك أقلّ أساسيّة فى ظلّ الإشتراكية منه فى ظلّ الرأسمالية . و بالتأكيد ليس هذا شيئا يترتّب على الشيوعيين خشيته .
نهاية مرحلة – بداية مرحلة جديدة .

26- ومن أجل أن نعالج هذا بصورة صحيحة هناك جملة من المبادئ التى أعتقد أنّها مهمّة للغاية . و من هذه المبادئ مبدأ صغته فى حوار أجريته ليس قبل فترة طويلة مع فنّان و شاعر شعبيّ . كنت أعرض عليه كيف أنظر إلى المجتمع الإشتراكي و بعض النقاط نفسها التى أتطرّق لها هنا بشأن كيف يجب علينا أن نمسك السلطة و نبقي الأشياء تمضي فى إتجاهها إلى الأمام نحو الشيوعية ، بينما من الناحية الأخرى هناك حاجة إلى الكثير من التجريب فى حقول الفنّ ، الكثير من الفكر النقدي الذى يحتاج إلى أن يستمرّ فى العلوم و كافة هذه المجالات المتباينة ، و علينا أن ندع الناس يمسكون الكرة و يعدُون بها ، و ليس الإشراف على كلّ ما يقومون به فى كلّ نقطة . و سألته مثلا : هل تستطيع أن تكتب شعرك إن كان هناك كادرحزبي فى كلّ خطوة من الطريق ينظر من أعلى كتفيك لتفحّص ما تخطّه ؟ فقال: " لا ، مطلقا ". ثمّ و نحن بصدد نقاش الأمر لفترة من الزمن ، خرج بما فكّرت أنّه صيغة جيّدة جدّا . قال : " يبدو لى أنّك تتحدّث عن ما يشبه " اللبّ الصلب مع الكثير من المرونة " ". و قلت : " أجل ، لقد أصبت حقّا شيئا ما هنا " لأنّ ذلك هو بالضبط ما كنت أحاول أن أعبّر عنه – أنّه يجب أن يتوفّر لديكم لبّ صلب يستوعب بصلابة الغايات و الأهداف الإستراتيجية و سيرورة النضال فى سبيل الشيوعية و يلتزم بها . إن أفلتتم ذلك ، ببساطة ستعيدون كلّ شيء إلى أيدى الرأسماليين بشكل أو آخر مع كلّ الفظائع التى يعنيها . و فى نفس الوقت ، إن لم تسمحوا بالكثير من التنوّع و بأن يمضي الناس بالأشياء فى كافة أنواع الإتجاهات ، عندئذ لن يراكم الناس إستياءا هائلا ضدّكم و حسب بل إنّكم أيضا لن تحصلوا على نوع السيرورة الغنيّة التى ستبرز أعظم الحقائق و القدرة على تغيير الواقع .
الدكتاتوريّة و الديمقراطية ، و الإنتقال الإشتراكي إلى الشيوعية
جريدة " العالم الثوري " عدد 1257 ، 31 أكتوبر 2004.
27 – فى خطاب ألقيته قبل سنوات من الآن ، سألنى أحدهم : " كيف ستنجزون أفضل من ما أنجز الإتحاد السوفياتي أو الصين فى ظلّ ماو ؟ " . و من الأشياء التى قلتها إليه : " لا أعتقد فى التذيّل للناس لأنّهم مضطهَدون ، نحتاج إلى محرّري الإنسانية " . عندما تكونون فى وضع مختلف نوعيّا عن الذى لدينا الآن – عندما يكون النظام الحالي قد كُنس و وُلد النظام الإشتراكي ، الجديد – يتعيّن أو يُوجد جيش كحجر زاوية للدولة القائمة ، يفرض النظام الجديد و سيكون ذلك الجيش متكوّنا فى جزء كبير منه من أناس قاعديين جدّا . إلاّ أنّه علينا أن ندرّبهم لفهم ذلك ، و كجزء من ذلك التدريب ، سيتعيّن أن يكونوا هناك لحماية حقوق الناس الذين يعارضون هذا النظام الجديد ، و سيكون عليهم أن يدافعوا عن حقّ هؤلاء الناس فى إبداء هذه المعارضة و فى نفس الوقت ، سيكون عليهم أيضا أن يوقفوا من يقومحقّا بمحاولات لتحطيم سلطة الدولة القائمة . و قلت إنّ هذا سيكون صراعا مع الجماهير ، لكن من واجبنا أنندفع على كلّ المستويات أناس يملكون هذا النوع من الفهم لما نعمل عليه . و سيعدّد دستور النظام الإشتراكي الجديد حقوق الناس ، و جهاز الدولة هذا سيحمى حقوق الذين لا يختلفون فى الرأي طالما أنّهم لا ينظّمون عمليّا و بالملموس للإطاحة بجهاز الدولة . إلى هذا تتطرّق نقطة لينين : طالما وُجدت طبقات ، فإنّ طبقة أو أخرى ستمارس دكتاتوريتها و " من الأفضل أن لأكون أنا و لست أنت " – أي من الأفضل أن تكون دكتاتوريّة البروليتاريا ، لا دكتاتورية البرجوازية ( الطبقة الرأسمالية ) . لكن ما هي دكتاتورية البروليتاريا ؟
كلا مظهري هذا هامين ! - اللبّ الصلب و المرونة .
لا " ضرورة مستمرّة " لأن تكون الأشياء على ما هي عليه ، يمكن إيجاد عالم مختلف و أفضا راديكتايّا من خلال الثورة
" الثورة " عدد 198 ، 11 أفريل 2010.

28- لقد تحدّثت قبلا عن الأهداف الأربعة للبّ الصلب فى المجتمع الإشتراكي – و تحديدا : الحفاظ على السلطة من أجل الثورة البروليتارية ؛ و توسيع اللبّ الصلب إلى أقصى درجة ممكنة فى كلّ وقت معطى ؛ و العمل بإستمرار للتضييق على الإختلاف بين اللبّ الصلب و بقيّة المجتمع و العمل على تجاوزه فى النهاية ( يشير هذا إلى " إضمحلال الدولة " ) ؛ و التشجيع على أقصى المرونة على أساس ضرورة اللبّ الصلب فى أي زمن معطى . و تشكّل جميع هذه الأهداف الأربعة وحدة وهي مترابطة فيما بينها و تأثّر فى بعضها البعض ، بشكل أو آخر . و مثلما قلت ، حتى فى المجتمع الشيوعي – على أنّ ذلك بطريقة مختلفة راديكاليّا – و هذا المبدأ عينه سيظلّ ينطبق نظرا لأنّه يتطابق مع وهو تعبير عن طبيعة الواقع و تطوّره من خلال الحركة المتناقضة .
القيام بالثورة و تحرير الإنسانية ، الجزء الأوّل
" تجاوز الأفق الضيّق للحقّ البرجوازي "
" الثورة " عدد 112 ، 16 ديسمبر 2007 .

29- التحدّى هو تحدّى تطوير و تطبيق المبادئ و المناهج الصحيحة حتى يتطوّر كلّ هذا على نحو يخدم التقدّم صوب الشيوعية ، صوب عالم شيوعي ، حتى يكون المجتمع الإشتراكي مجتمعا حيويّا و نابضا بالحياة فيه تكون الجماهير الشعبيّة ، بتنوّع كبير من الطرق ، بشكل متنامي و تخوض فى كافة أنواع المسائل المتصلة بطبيعة المجتمع و توجّهه ؛ و من خلال كلّ هذا ، لا يحافظ فقط على السلطة السياسية على نحو يخدم المصالح و الحاجيات الضروريّة للجماهير الشعبية و للثورة العالميّة ، إلاّ أنّ التطوّر يمضى قدما بإتجاه الإلغاء النهائي لسلطة الدولة معا مع ظهور مجتمع البشر المجتمعين بحرّية عبر العالم بأسره . عالم شيوعي أين ، لنستشهد بماو ، يغيّر الناس بوعي و عن طواعية أنفسهم و العالم الموضوعيّ . و كلّ هذا سيتمّ بلوغه من خلال سيرورة محاججة و صراع و جدال و ليس بشكل خطّ مستقيم واضح و منهجي و ليس بتماثل فى الآراء حول كلّ شيء طوال الوقت ، بأي وسيلة .

الدكتاتوريّة و الديمقراطية ، و الإنتقال الإشتراكي إلى الشيوعية
جريدة " العالم الثوري " عدد 1257 ، 31 أكتوبر 2004.

30 – و يأخذنا هذا إلى الوراء ، إلى النقطة الهامّة من " نهاية مرحلة – بداية مرحلة جديدة " حول التناقضات التى لم تحلّ فى ظلّ الإشتراكية . ما يقال هناك هو أنّ طريقة أخرى للتعبير عن فهم أنّ النضال من أجل التحرير التام للنساء سيكون جزءا حيويّا من " الثورة النهائية " . بكلمات أخرى ، سيكون مكوّنا حيويّا فى دفع الخطى و حثّها إلى الأمام ليس فقط فى النضال الثوري للإطاحة بالحكم الرأسمالي – الإمبريالي و إنّما أيضا لمواصلة الثورة فى المجتمع الإشتراكي الجديد ذاته قصد التقدّم على الطريق المؤدّى إلى الهدف النهائي ، الشيوعية . المسألة هي أنّه فى إطار التناقضات التى لم تحلّ و التى تبقى موجودة فى المجتمع الإشتراكي ، و التى يمكن أن تكون قوّة محرّكة تدفع تلك الثورة إلى الأمام ، ستكون الطرق المستمرّة التى سيحتاج تحرير النساء أن يقاتل من أجله و يقاتل عبرها ، ستكون واحدة من المظاهر و التعبيرات الأكثر حيويّة لذلك.
التناقضات التى لم تحل قوّة محرّكة للثورة ، الجزء الثالث
" الخلاصة الجديدة و قضيّة المرأة : تحرير النساء و الثورة الشيوعية – مزيد القفزات و القطيعة الراديكالية "
" الثورة " عدد 197 ، 4 أفريل 2010 .

31- ملاحظة الناشر: طوال العقود الماضية العديدة ، كان بوب أفاكيان يطوّر خلاصة جديدة للشيوعية. هنا يتحدّث عن العناصر الأساسيّة لهذه الخلاصة الجديدة .
تعنى الخلاصة الجديدة إعادة تشكيل و إعادة تركيب الجوانب الإيجابية لتجربة الحركة الشيوعية و المجتمع الإشتراكي إلى الآن ، بينما يتمّ التعلّم من الجوانب السلبية لهذه التجربة بابعادها الفلسفية والإيديولوجية و كذلك السياسية ، لأجل التوصّل إلى توجه و منهج و مقاربة علميين متجذّرين بصورة أعمق و أصلب فى علاقة ليس فقط بالقيام بالثورة و إفتكاك السلطة لكن ثمّ ، نعم ، تلبية الحاجيات المادية للمجتمع و حاجيات جماهير الشعب ، بطريقة متزايدة الإتساع ، فى المجتمع الإشتراكي – متجاوزة ندب الماضى ومواصلة بعمق التغيير الثوري للمجتمع ، بينما فى نفس الوقت ندعم بنشاط النضال الثوري عبر العالم و نعمل على أساس الإقرار بأن المجال العالمي و النضال العالمي هما الأكثر جوهرية و أهمّية ، بالمعنى العام – معا مع فتح نوعي لمزيد المجال للتعبير عن الحاجيات الفكرية و الثقافية للناس ، مفهوما بصورة واسعة ، و مخوّلين سيرورة أكثر تنوّعا و غنى للإكتشاف و التجريب فى مجالات العلم و الفنّ و الثقافة و الحياة الفكرية بصفة عامة ، مع مدى متزايد لنزاع مختلف الأفكار و المدارس الفكرية و المبادرة و الخلق الفرديين و حماية الحقوق الفردية ، بما فى ذلك مجال للأفراد ليتفاعلوا فى " مجتمع مدني " مستقلّ عن الدولة – كلّ هذا ضمن إطار شامل من التعاون و الجماعية و فى نفس الوقت الذى تكون فيه سلطة الدولة ممسوكة و متطوّرة أكثر كسلطة دولة ثورية تخدم مصالح الثورة البروليتارية ، فى بلد معيّن وعالميا و الدولة عنصر محوري ، فى الإقتصاد و فى التوجّه العام للمجتمع ، بينما الدولة ذاتها يتمّ بإستمرار تغييرها إلى شيئ مغاير راديكاليا عن الدول السابقة ، كجزء حيوي من التقدّم نحو القضاء النهائي على الدولة ببلوغ الشيوعية على النطاق العالمي .
القيام بالثورة و تحرير الإنسانية ، الجزء الأوّل
" الثورة " عدد 112 ، 16 ديسمبر 2007 .

32- لا ينبغى أن نستهين بقوّة الخلاصة الجديدة كمصدر للأمل و للجرأة على أساس علمي صلب . فى ستّينات القرن العشرين ،عندما ظهر حزب الفهود السود على المسرح السياسي ، أدلى ألدريدج كريفر بملاحظة لاذعة بأنّ الحزب الشيوعي التحريفي قد " وضع إيديولوجيّا " الثورة خارج المسرح السياسي ، لكن الفهود السود قد " جعلوها إيديولوجيّا " تعود إلى هذا المسرح . و فى الفترة الراهنة ، فى الولايات المتحدة ، مرّة أخرى " وضعت إيديولوجيا " الثورة خارج المسرح السياسي . و فى العالم ككلّ ، إلى درجة كبيرة جدّا ، الثورة الشيوعية و رؤية عالم شيوعي " وُضعت إيديولوجيّا " خارج المسرح السياسي و معها الطريق الوحيد الذى يمثّل عمليّا إمكانيّة عالم مختلف راديكاليّا و أفضل بكثير ، عالم يرغب الناس حقّا فى العيش فيه و يزدهرون حقّا . و الخلاصة الجديدة موضوعيّا قد " جعلت إيديولوجيّا " الثورة تعود إلأى المسرح السياسي مرّة أخرى ، على مستوى أرقى و بشكل من المحتمل أن يكون شديد القوّة .
لكن ما الذى سنصنعه بهذا ؟ هل سيصبح قوّة عاتية سياسيّا و إيديولوجيّا ؟ يعود لنا أمر أن نحمل هذا إلى كلّ مكان – بجرأة كبيرة و كبيرة جدّا و مواد جوهريّة ، رابطة ذلك بالرغبة الواسعة الإنتشار و إن كانت بعدُ كامنة على نطاق واسع ، فى طريقة أخرى ، فى عالم آخر – و على الدوام جذب أعداد متزايدة من الناس إلى هذه الخلاصة الجديدة بجدّية و حيويّة و على نحو مفعم بالحياة .
القيام بالثورة و تحرير الإنسانية ، الجزء الأوّل
" الثورة " عدد 112 ، 16 ديسمبر 2007 .


















إضافة إلى الفصل الثاني
=====================================
ثلاثة خيارات عالمية .

ملاحظة الناشر : فيما يلى مقال " ثلاثة خيارات عالمية " الذى ورد فى كتاب بوب أفاكيان المنشور سنة 2005 : " ملاحظات حول القنّ و الثقافة ، و العلم و الفلسفة ".

مثلما يوجد العالم اليوم و مثلما يبحث الناس عن تغييره ، و بصفة خاصة بمعنى التغيير الإشتراكي للمجتمع ، أرى أنّ هناك أساسا ثلاثة خيارات عالمية ممكنة . و خيار من هذه الخيارات العالمية الثلاثة هو العالم كما هو الآن . و يكفى ما قلناه بصدده . ( ضحك ) .
و الخيار الثاني بمعنى ما ، تقريبا حرفيّا و آليّا ، قلب العالم رأسا على عقب . بكلمات أخرى ، لن يظلّ الناس الذين يقع إستغلالهم الآن مستغَلّين بنفس الطريقة ، الذين يحكمون الآن هذا المجتمع سيمنعون من الحكم أو التأثير فى المجتمع بشكل بالغ الأهمّية . و ستتغيّر الهيكلة الإقتصادية الأساسيّة للمجتمع و ستتغيّر بعض أشكال الحكم السياسي و بعض أشكال الثقافة و الإيديولوجيا ، إلاّ أنّ الجماهير الشعبية لن تُجلب جوهريّا بصفة متصاعدة و فى سلسلة من القفزات المتتالية إلى سيرورة التغيير الحقيقي للمجتمع . و هذه حقّا رؤية تحريفية للمجتمع . إن تذكّرتم أيّام الإتحاد السوفياتي ، عندما بات مجتمعا تحريفيّا ، رأسماليّا و إمبرياليّا فى جوهره و إشتراكيّا فى الإسم ، لماّ كان الحكّام السوفيات يوبّخون لإعتداءاتهم المزعومة أو الحقيقية على حقوق الناس ، كانو غالبا ما يردّون ب " من أنتم فى الغرب لتتحدّثوا عن الإعتداءات على حقوق الإنسان – أنظروا إلى المعطّلين عن العمل فى مجتمعاتكم ، ما هو الحقّ الإنساني الأكثر أساسية من الحصول على شغل ؟ " .
حسنا ، هل كانوا على حق فى قول ذلك ؟ أجل ، إلى درجة معيّنة . بيد أنّ جوهريّا ما كانوا يقدّمونه ،رؤية المجتمع التى كانوا يعرضونها ، كانت رؤية مجتمع من نوع مجتمع صلاح المعيشة يكونفيه دور الجماهير جوهريّا غير مختلف عن دورها فى ظلّ الشكل الكلاسيكي للرأسمالية . و حقوق الإنسان ، فى الردّ ، لا يجب تقليصها إلى حقّ الحصول على شغل و كسب القوت ، على أساسية ذلك . فهناك مسألة هل سنمضى حقّا بإتجاه تغيير المجتمع كي يغدو فى كلذ مظاهره ، و ليس فقط إقتصاديّأ ، بل إجتماعيّا و سياسيّا و إيديولوجيّا و ثقافيّا ، بالفعل أرقى من المجتمع الرأسمالي ، كي يغدو مجتمعا لا يلبّى حاجيات الجماهير الشعبية وحسب بل يتميّز فعلا بصفة متصاعدة بالتعبير و المبادرة الواعيين للجماهير الشعبيّة .
و هذا تغيير أكثر جوهريّة من مجرّد نوع مجتمع صلاح المعيشة حيث يظلّ دور الجماهير على نطاق واسع إنتاج الثروة و حيث لا يشبع الناس بحثا و نقاشا المسائل الكبرى لشؤون الدولة و توجّه المجتمع و الثقافة و الفلسفة و العلم و الفنون و ما إلى ذلك . النموذج التحريفي يعبّر عن نظرة ضيّقة إقتصادية للإشتراكية . إنّه يقلّص الناس ، فى نشاطهم ، إلى المجال الإقتصادي للمجتمع لا غير ،و إلى طريقة محدودة فى ذلك – صلاح معيشتهم الإجتماعية فى علاقة بالإقتصاد لا غير . لا يفكّر حتّى فى تغيير نظرة الناس إلى العالم فى الوقت الذى يغيّرون بدورهم العالم من حولهم .
و ليس بوسعكم الحصول على مجتمع جديد و عالم جديد بذات النظرة التى بمّ تلقينها للناس و ترسيخها فيهم فى المجتمع . ليس بوسعكم الحصول على تغيير ثوري حقّ للمجتمع و إلغاء العلاقات الإجتماعية اللامتساوية و كذلك العلاقات الإقتصادية و العلاقات السياسية إن ظلّ الناس يتعاطون مع العالم بالطريقة التى عُوّدوا عليها و حُدّدوا بها و أجبروا على التعاطى معه بها . كيف يمكن للجماهير الشعبية أن تتولّى حقّا مهمّة التغيير الواعي للعالم إن بقيت نظرتها للعالم ومقاربتها له على ما هي عليه فى ظلّ هذا النظام؟ من غير الممكن ، و هذا الوضع ببساطة سيعيد إنتاج اللامساواة الكبيرة فى كافة مجالات المجتمع التى تحدّثت عنها .
و الخيار الثالث هو القطيعة الراديكالية الحقيقية . قال ماركس و إنجلز فى بيان الحزب الشيوعي إنّ الثورة الشيوعية تقطع راديكاليّا مع علاقات الملكية التقليدية و تقطع راديكاليّا مع الأفكار التقليدية . و هذه القطيعة غير ممكنة دون القطيعة الأخرى . إنّهما تعزّزان بعضهما البعض ، بطريقة أو أخرى .
لئن كان لديكم مجتمع يكون فيه الدور الأساسي للنساء هو تنشأة الأطفال ، كيف يمكن أن يكون لديكم مجتمع تتوفّر فيه المساواة بين الرجال و النساء ؟ هذا غير ممكن . و لئن لم تهاجموا و تقتلعوا من جذزرها العادات و الأخلاق و ما إلى ذلك اللتى توطّد ذلك الدور ، كيف يمكنكم تغيير العلاقات بين الرجال و النساء و القضاء على اللاماواة العميقة الجذور و المرتبطة بكامل تقسيم المجتمع إلى مضطهِدين و مضطهَدين ، مستغِلّين و مستغَلّين ؟ هذا غير ممكن .
و إذن الخيار الثالث هو القطيعة الراديكالية الحقيقة فى كافة المجالات ، خلاصة مختلفة راديكاليّا ، إن شئنا أو بصيغة أخرى ، إنّه عالم و مدتمع حيث ترغب عمليّا الغالبيّة العظمى من الناس فى أن تعيش . مجتمع و عالم لا ينشغل فيهما الناس بمصدر وجبتهم التالية ، أو إن أصابهم مرض لا ينشغلون بما إن كان سيقال لهم إنّه لا يمكن أن يحصلوا على الرعاية الصحّية لأنّهم لا يقدرون على دفع المقابل المالي ، مهما كان الأمر خطير ، بل مجتمع و عالم فيهما يتولّى الناس عمليّا و يخوضون فى كافة مجالات المجتمع المختلفة و يجعلونها بصفة متنامية ضمن دائرة إختصاصهم .
ويشكّل بلوغ هذا النوع من المجتمع و هذا النوع من العالم تحدّيا عميقا جدّا . إنّه أعمق بكثير من مجرّد تغيير بعض أشكال ملكيّة الإقتصاد و ضمان أن تتمّ العناية بصلاح معيشة الناس ، على ذلك الأساس ، لكن يظلّ هناك أناس يعتنون بذلك الأمر من أجل الجماهير الشعبية فى حين تظلّ كافة مجالات العلم و الفنون و الفلسفة و كلّ البقيّة ، فى الأساس ضمن دائرة إختصاص قّلة من الناس .
و يمثّل تحقيق قفزة تتجاوز حقّا ذلك نضالا هائلا وتاريخيّا - عالميّا أبحرنا فيه منذ الثورة الروسية ( دون أن نأخذ بالحسبان تجربة كمونة باريس المحدودة و التى لم تعمّر طويلا ) – و الذى بلغنا فيها قمما مع الثورة الصينية و خاصة الثورة الثقافية – لكن وقعت الإطاحة بنا و تراجعنا مؤقّتا .
لذلك نحتاج أن نحقّق قفزة أبعد على أساس تلخيص عميق جدّا لمجمل تلك التجربة . فهناك بعض المشاكل الحقيقيّة و المصدّعة للخاطر جدّا علينا مواجهتها و التقدّم عبرها بهدف إستخلاص أفضل الدروس من الماضي و المضيّ أبعد و إنجاز أفضل من ذلك فى المستقبل .



#شادي_الشماوي (هاشتاغ)      



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- نظام إستغلال و إضطهاد عالمي - الفصل الأوّل من كتاب - الأساسي ...
- من الولايات المتحدة الأمريكية : تحليل لأوهام الديمقراطية
- مدخل لفهم حملة بوب أفاكيان فى كلّ مكان... - فصل مضاف إلى كتا ...
- إسرائيل ، غزّة ، العراق و الإمبريالية : المشكل الحقيقي والمص ...
- مقدّمة كتاب - الأساسي من خطابات بوب أفاكيان و كتاباته - / ال ...
- الحزب الشيوعي النيبالي – الماوي ( الجديد ) و مفترق الطرق الذ ...
- الحزب الشيوعي النيبالي – الماوي ( الجديد ) و مفترق الطرق الذ ...
- إعادة صياغة برنامج الحزب الشيوعي الإيراني ( الماركسي – اللين ...
- حول - القوّة المحرّكة للفوضى - و ديناميكية التغيير ...النضال ...
- نظرة على الخلافات بين الحزب الشيوعي الإيراني ( الماركسي – ال ...
- هل يجب أن نجرّم المهاجرين أم يجب أن نساندهم ؟
- هذا النظام الرأسمالي – الإمبريالي العالمي المجرم يحطّم كوكبن ...
- مقدّمة كتاب : مقال - ضد الأفاكيانية - و الردود عليه / الماوي ...
- خلافات عميقة بين الحزبين الماويين الأفغاني و الإيراني - الفص ...
- النساء فى مواجهة النظام الأبوي الذى ولّى عهده : الرأسمالية – ...
- 8 مارس 2014 : لنناقش هذه المقولات لبوب أفاكيان رئيس الحزب ال ...
- إيران : الذكرى 32 لإنتفاضة آمول – - لقد أثبت التاريخ منهم عم ...
- إيران : الذكرى 32 لإنتفاضة آمول – - لقد أثبت التاريخ من هم ع ...
- مصر و تونس و الإنتفاضات العربية : كيف وصلت إلى طريق مسدود و ...
- مصر و تونس و الإنتفاضات العربية : كيف وصلت إلى طريق مسدود و ...


المزيد.....




- فريق التقدم والاشتراكية بمجلس النواب يدعو لجنة المالية والتن ...
- الجبهة الشعبية تدعو إلى أوسع المشاركة يوم الغضب العارم والعص ...
- أي مستقبل لحزب التجمع الوطني في حال إقصاء مارين لوبين من الر ...
- صدور أسبوعية المناضل-ة عدد 07 أبريل 2025
- الجامعة الوطنية للقطاع الفلاحي (إ.م.ش) تجدد التأكيد على الرف ...
- تركيا: أوزغور أوزيل يواصل زعامته لحزب الشعب الجمهوري ويطالب ...
- حزب الشعب الجمهوري التركي يعيد انتخاب زعيمه
- حزب الشعب الجمهوري التركي يعيد انتخاب زعيمه
- م.م.ن.ص// محاكمة الطلاء الأحمر
- الشيوعي العراقي: ندعم تشريع القوانين التي تنصف الكرد الفيليي ...


المزيد.....

- الذكاء الاصطناعي الرأسمالي، تحديات اليسار والبدائل الممكنة: ... / رزكار عقراوي
- متابعات عالميّة و عربية : نظرة شيوعيّة ثوريّة (5) 2023-2024 / شادي الشماوي
- الماركسية الغربية والإمبريالية: حوار / حسين علوان حسين
- ماركس حول الجندر والعرق وإعادة الانتاج: مقاربة نسوية / سيلفيا فيديريتشي
- البدايات الأولى للتيارات الاشتراكية اليابانية / حازم كويي
- لينين والبلاشفة ومجالس الشغيلة (السوفييتات) / مارسيل ليبمان
- قراءة ماركسية عن (أصول اليمين المتطرف في بلجيكا) مجلة نضال ا ... / عبدالرؤوف بطيخ
- رسائل بوب أفاكيان على وسائل التواصل الإجتماعي 2024 / شادي الشماوي
- نظرية ماركس حول -الصدع الأيضي-: الأسس الكلاسيكية لعلم الاجتم ... / بندر نوري
- الذكاء الاصطناعي، رؤية اشتراكية / رزكار عقراوي


المزيد.....


الصفحة الرئيسية - ابحاث يسارية واشتراكية وشيوعية - شادي الشماوي - الشيوعية عالم جديد تماما و أفضل بكثير - الفصل الثاني من كتاب - الأساسي من خطابات بوب أفاكيان و كتاباته -