صالح حمّاية
الحوار المتمدن-العدد: 4602 - 2014 / 10 / 13 - 11:32
المحور:
العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
يخطئ من يعتقد اليوم أن الإنكار لما تفعله داعش بأنه من الشريعة ، أنه سيخدع الناس أو يستغفلهم ، فالحقيقة أن هذا الإنكار ورغم كونه مجرد تمويه من قبل أصحابه ، إلا أنه في النهاية شيء مفيد لضرب الشمولية الدينية ، فهؤلاء وحين ينكرون الشكل الداعشي للشريعة فهم بطريقة أو بأخرى يضربون أساساتها في مقتل ، لأن الإسلامي ولما يتبرم من همجية شريعته كما تطبقها داعش ، فهو بشكل أو بآخر يقر بخطئها و فسادها ، وهكذا فمستقبلا ومع هذا المسار فلن يكون للإسلاميين أي فرصة ليبشروا بشريعتهم ، فالناس اليوم ومع هذا التبرم ها هي تلمس الوحشية و الإرهاب في الشريعة ، واليوم وبسبب هذا الأمر فلم يعد يخفى على كثيرين أن الرجم أو الجلد أو حد الحرابة كلها أمور بشعة لا تفيد بشيء ، و الإسلاميون الذي جبنوا أن يدفعوا عن هذه الأمور لا يزيدون الأمر إلا تباتا ، بما يجعلنا نستشرف وبكل ثقة أن النهاية قريبة ، فاللعبة فضحت و كل شيء صار الآن على المكشوف ؛ وهنا وحتى لمن سيحاول كالعادة اللعب على فكرة الاعتدال وباقي الدجل للتملص من مجابهة الحقيقة ، فنقول له أن الأمر قد قضي ، فالإخوان لعبوا لعبة الاعتدال وفضحوا ، و السلفية لعبوا لعبة التطرف وفضحوا ، وداعش لعبت لعبة العنف وفضحت ، واليوم كل إسلامي بات فرد مشبوه ومشكوك في أمره ، فالنت و القنوات الفضائية يوميا يشرحون الشريعة و الإسلاميين ، ومع الوقت ستتطور الأمور نحو الهدم من الأساسات أكثر ، فما نراه الآن من هجوم على البخاري وغيره ليس سوى البداية لصندوق بندورا الذي فتح على الشريعة ، فطوال عقود كان ما يحمي الشريعة من سخط الناس هو أكذوبة "فلنعطهم فرصة" أو خدعة "لنرى ما عندهم" لهذا فاليوم ومع كون الفرصة قد أخذت و كون الناس قد لاحظت أنها لم تنتج سوى الخراب والدمار لبلادهم ، فالشريعة و الإسلاميون هم حاليا في خط النار ، وفي خط النار فلا عزاء لأحد .
كما هو الحال مع أي فكرة شمولية في التاريخ ، فنحن لا نحتاج سوى لسقوط حجر الدومينو الأول والباقي يأتي تباعا ، و حجر الشريعة قد سقط .
#صالح_حمّاية (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟