أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع - حيدر حسين سويري - - فلسفة الحقيقةPhilosophy of truth -














المزيد.....

- فلسفة الحقيقةPhilosophy of truth -


حيدر حسين سويري

الحوار المتمدن-العدد: 4602 - 2014 / 10 / 13 - 01:57
المحور: الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع
    


مما أثارني صدقاً أن هذه الكلمة(الحقيقة)، لم ترد ولا مرة واحدة في القرآن الكريم!، فمن أين جاء بها المسلمون؟، ولماذا يعتقد أغلبهم بأنه يمتلكها دون غيره؟! ...
لكن ورد في القرآن كلمة (حقيق)، ويقول أهل اللغة أن حقيق: فاعل من حَقَّ، وأن الحقيقية هي إسم مؤنث لـ(حقيق) وجمعها حقائق؛ وقد وردت(حقيق) مرة واحدة في القرآن (حَقِيقٌ عَلَى أَن لاَّ أَقُولَ عَلَى اللّهِ إِلاَّ الْحَقَّ [الأعراف : 105]).
للحقيقة تعريفات عديدة، لكني في مقالي هذا أردت الأجابة عن سؤال مطروح: هل هناك وجود للحقيقة فعلاً؟ وإذا كانت موجودة فهل هي ثابتة ومطلقة أم هي نسبية ومتغيرة؟
أعتقد أن كل شئ في الوجود متغير، إلا مَنْ مَنَحَ الوجود, والذي نجهله، ولا نكاد نعرف عنه شيئاً، إلا ما أخبرنا الأنبياء عنه، ويبقى فهمهم(أي الأنبياء) وفهمنا ناقصاً وغير مكتمل مهما أُخبرنا عنه، فلا معنى بأن ندعي معرفة الحقيقة دون غيرنا، فقط لأننا عرفنا أن هناك واجدٌ للوجود!...
مفهوم الحقيقة وموضوعها من الأمور المهمة، الذي وجد اهتماماً كبيراً عند الفلاسفة والمفكرين، ولنأخذ خلاصة الأراء بأستعراض رأيين مهميين لمفكرين عراقيين هما المرحومان الوردي والنيلي.
يرى الوردي بأن الحقيقة نسبية وليست مطلقة، ويحكي حكاية لبيان الموضوع، يقول: مر فارسان بتمثال, فوقف الأول أمامه ونظر اليه فوجد لونه أبيض، ومر الثاني خلف التمثال فرآه أسود, فأصر كل واحد على أن لون التمثال هو اللون الذي رأه هو، وأن قوله يمثل الحقيقة، وتعاركا, لأن أي منهم لم يستطع اقناع صاحبه؛ يعقب الوردي قائلاً: إن كلًّ منهما يحملُ جزءاً من الحقيقة، ولو سمح أحدهما للأخر بأن يرى ما رآة هو لعلما بأن التمثال أبيض من الأمام وأسود من الخلف.
لكن النيلي يرى بأن الحقيقة مطلقة، وأن المثال الذي ضربه الوردي لا يدل على نسبيتها، وذلك لأن حقيقة التمثال هي الأبيض والأسود، بغض النظر عما رآه الفارسان، لأن نظرهما قصورٌ منهما، ولا يغير من حقيقة التمثال بشئ, حيث أنه أبيض وأسود، سواءاً في ذلك إتفقا أم أختلفا.
أقول: إن مثل الفارسان الذي ضربه الوردي وناقشه النيلي إنطبق عليهما أيضاً، حيث أننا نستطيع أن نجمع قوليهما بالعبارة التالية: الحقيقة مطلقة من حيث هي ، ونسبية من حيث فهمها.
لكني أختلف معهما كلاهما، ولتوضيح الموضوع أُدخل تجربة أُجريها على مثالهما: ماذا لو أدخلنا التمثال(الأبيض والأسود) في غرفة ذات إنارة حمراء؟، سوف نرى جهة اللون الأبيض بلون أحمر، واما جهة اللون الاسود سنراها بلون قهوائي.
إذن الحقيقة موجودة، ولكنها متحركة طولاً وعرضاً, والمشكلة هي في الإدعاء بأن الحقيقة ثابتة, أو أن من الممكن أن يفهمها الجميع بنفس القدر!
أقول: اذا لم تكن هناك حقيقة ما، فكيف لنا معرفة التسويف والضلال؟!
الآن أستطيع أن أُعطي تعريفاً لمفهوم الحقيقة: هي مقدار مطابقة الأشياء للواقع الملموس، المقترن بزمان ومكان معينيين بعد الفحص.

ملاحظة مهمة:
1. أتمنى من القراء الكرام إن كان لديهم أي ملاحظات وآراء حول الموضوع أن لا يبخلوا بها علينا.
2. الوردي، استاذ علم الاجتماع الدكتور علي حسين الوردي المتوفي في بغداد سنة 1995م.
3. النيلي، المهندس عالم سبيط النيلي، مفكر عراقي وصاحب نظرية اللغة الموحدة توفي سنة 2000م.



#حيدر_حسين_سويري (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- ما لم تفعلهُ داعش!
- عيد الغدير، والإنحراف الإسلامي الخطير؟
- - إنتباه: ممنوع التصوير!! -
- بائعة الخضار
- - الأحمق والسكين -
- - دعاة فرعون في محاربة موسى وهرون -
- - تربية المجتمع عن طريق النظام السياسي -
- قصيدة في رثاء الشاعر العراقي الكبير ... أحمد مطر
- - الدعاة ... سيسقطون بالضربة القاضية! -
- - ما بين الدعاة والإخوان، ضاع الربُ والسلطان -
- - الحكومة المصرية ... ما العمل؟! -
- قصائد متناثرة
- - أمريكا تنقل هوليود الى العراق -
- وحدة الأجناس في رحم التراب
- - مافيات نقل المسافرين... إلى متى؟! -
- - قبل أن يحل الشتاء: أين النفط الأبيض؟! -
- قصيدة - طعم الطين -
- السياسيون وشكوى الفقراء2
- العملية السياسية من وجهة نظر فئوية
- قصيدة - خيانة الآباء -


المزيد.....




- بضمادة على أذنه.. شاهد أول ظهور لترامب بعد محاولة اغتياله وس ...
- بلينكن يعرب لمسؤولين إسرائيليين عن -قلق بلاده العميق- بعد غا ...
- الجيش الأمريكي: الحوثيون هاجموا سفينة تملكها إسرائيل في البح ...
- نتنياهو أمر الجيش بعدم تسجيل مناقشات جرت -تحت الأرض- في الأي ...
- فرنسا دخلت في مأزق سياسي
- القوات الجوية الأمريكية ستحصل على مقاتلات -خام-
- 7 أطعمة غنية بالألياف تعزز فقدان الوزن
- مرشح ترامب لمنصب نائب الرئيس.. كيف ينظر إلى الحرب بغزة؟
- ناسا تنشر صورة لجسم فضائي غير عادي
- الدفاع الروسية: إسقاط 13 مسيرة أوكرانية خلال 24 ساعة في عدة ...


المزيد.....

- حقوق الإنسان من سقراط إلى ماركس / محمد الهلالي
- حقوق الإنسان من منظور نقدي / محمد الهلالي وخديجة رياضي
- فلسفات تسائل حياتنا / محمد الهلالي
- المُعاناة، المَعنى، العِناية/ مقالة ضد تبرير الشر / ياسين الحاج صالح
- الحلم جنين الواقع -الجزء التاسع / كريمة سلام
- سيغموند فرويد ، يهودية الأنوار : وفاء - مبهم - و - جوهري - / الحسن علاج
- فيلسوف من الرعيل الأول للمذهب الإنساني لفظه تاريخ الفلسفة ال ... / إدريس ولد القابلة
- المجتمع الإنساني بين مفهومي الحضارة والمدنيّة عند موريس جنزب ... / حسام الدين فياض
- القهر الاجتماعي عند حسن حنفي؛ قراءة في الوضع الراهن للواقع ا ... / حسام الدين فياض
- فلسفة الدين والأسئلة الكبرى، روبرت نيفيل / محمد عبد الكريم يوسف


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع - حيدر حسين سويري - - فلسفة الحقيقةPhilosophy of truth -