أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - سمير عادل - الإرادة الثورية وكسر شوكة داعش














المزيد.....

الإرادة الثورية وكسر شوكة داعش


سمير عادل

الحوار المتمدن-العدد: 4602 - 2014 / 10 / 13 - 01:03
المحور: العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
    


الوحشية وهي اقل ما يقال عن الاعمال التي تمارسها عناصر تنظيم داعش من عمليات ذبح الاسرى وحمل رؤوسهم، والاعدامات في الميادين العامة وفتح اسواق لبيع "السبايا" من النساء والاطفال، هي جزء من عملية ممنهجة لكسر الارادة الثورية للمجتمع الذي يلفظ ويرفض دولة الخلافة الاسلامية جملة وتفصيلا.
ان قوة داعش تكمن في نقطتين وهما الاعمال الوحشية التي تمارسها وتسوقها دعائيا واعلاميا من جهة، وفقدان الامل بنيل حياة كريمة وحرة في عراق اصبح ارخص الاشياء فيه حياة البشر وكرامتهم وحقوقهم. ولكن يجب ان لا ننسى ايضا أن نضيف الاعلام الغربي وخصوصا الاعلام الامريكي كما نوهنا من قبل يقوم هو الاخر بالنفخ في بالونات داعش وقدرتها "الجبارة"، كي تبرر تدخلها العسكري من اجل اعادة ترتيب اوراق المنطقة في ظل الصراع المحتدم مع القطب الروسي - الصيني وادواتهما الاقليمية.
ان انتظار أمل الغيث الذي سيأتي من قبل التحالف الدولي بينما عناصر داعش توسع من اسواق السبايا والعبيد هو الموت وهما. فالتحالف الدولي له اجندات مبيتة واستراتيجية ليس لها اية علاقة بأنقاذ البشر في العراق وسورية، بل ان المهام الانسانية هي اخر حلقة، هذا اذا لم تكن غائبة في الاستراتجية المذكورة. وتعملنا مدينة كوباني عن المؤامرة الدولية الحقيرة التي تقودها تركيا - اردوغان وحزبه الاخوان المسلمين للقضاء على معارضيه من اجل انجاح سياسته القذرة حسب وصف نائب رئيس البرلمان الالماني. ويتحجج رئيس الوزراء اوغلو في مقابلة مع فرانس 24 بأنه من "غير الانساني" و"الاحساس بعدم المسؤولية" في فتح الحدود للمتطوعين ووصول الاسلحة الى المدافعين عن مدينة كوباني، في رده على طلب ديمستورا ممثل بعثة الامم المتحدة في سورية لانه لا يمكن والحديث هنا لاوغلوا من اعادة الذين هربوا من الحرب وهم لاجئين الى الحرب من جديد، وكأن اوغلو ينسى او يتناسى كيف فتح حدوده وبالتنسيق بين مخابراته والمخابرات القطرية والسعودية في تدفق الاسلحة وعناصر داعش من اقصاع العالم الى الاراضي السورية. كما تعلمنا من سقوط الموصل بيد داعش في 10 حزيران بأن الولايات المتحدة الامريكية لم يتحرك لها جفن وراقبت وبدم بارد كيف أن الاسرى المصنفين بالشيعة يقتلون في معسكرات سبايكر، والنساء المسيحيات والايزيديات في سنجار وبعشيقة يباعون في سوق النخاسة. ولم تقدم ادارة اوباما على خطوة الا بعد تنفيذ الشروط الامريكية في اعادة هيكلة حكومة جديدة في العراق، من اجل انتزاعها من احضان الجمهورية الاسلامية.
اما الخطاب الدعائي والسياسي الحكومي الذي يدور في فلك "الوطنية" من اجل تعبئة الجماهير لمواجهة الوحوش القادمة من الكهوف والعصور الغابرة لم يستطع ان يحرك المشاعر للذهاب الى جبهات القتال. فالوطنية كما وصفها الاديب الانكليزي صامويل جونسون بأنها "اخر ملاذ للسفلة والانذال" وهي بالفعل، فالوطنية في العراق كانت ومازالت ملاذا للسفلة والفاسدين، النظام البعثي حملها معه في حروبه الثلاث التي اسماها بالمجيدة وقدم ملايين العراقيين قرابين باسم الوطن والوطنية، كي يصبح العراق قلعة العروبة وقائد الأمة العربية، فصدام حسين حول اموال النفط مقابل الغذاء الى قصور له ولبطانته وجوامع يخدر فيه الملايين من العراقيين الذين سحقهم الحصار الاقتصادي، ويبني فيه مجده ليتوج خليفة للمسلمين وأطلق على نفسه مسمى عبداللـه المؤمن.. واليوم تحول العراق ووطنيته الى مرتعا للفاسدين والمرتشين منذ تأسيس مجلس الحكم بقيادة بول بريمر وانتهاءا بحكومة العبادي التي لن تكون افضل حال من سابقاتها. لتتحول النسبة الأكبر من العراقيين في هذا الذي يسمونه الوطن الى قتلى ومشردين أو يعيشون تحت خط الفقر أو لاجئين في داخل العراق وخارجه، أو تركوا العراق والحياة بما يحملون من اثر عبوة ناسفة او انفجار سيارة مفخخة، او اذا كانوا محظوظين فنجدهم قابعين في احدى المعتقلات أو السجون. والبقية الباقية تنتظر حتفها على يد عصابات الطائفيين من داعش وغيرها من الميليشيات الشيعية والسنية كي يكملوا مسيرة "العراقيون مشروع دائم للشهادة"، التي بدئها النظام البعثي ولازالت مستمرة الى يومنا هذا.

ان كسر شوكة داعش لن يكون عبر التحالف الدولي ولن يكون عبر الحشد الشعبي الذي هو ليس الا مليشيات طائفية ليس لها علاقة بأعادة الكرامة والحرية للانسان في العراق. ان كسر شوكة داعش والقضاء عليه يتم عبر تعبئة قوانا الذاتية والمستقلة كما يحدث اليوم في مدينة كوباني وعندها فقط تستطيع الجماهير أن تسحق دولة الخلافة الاسلامية وبأمكانها ايضا تغيير المعادلة السياسية في العراق. اي بعبارة اخرى ان الارداة الثورية فقط هي السلاح الاولي في اعادة عناصر داعش الى الكهوف التي قدموا منها وهذا ما ترتعب منه ابدا حتى الحكومات التي خلقت داعش.



#سمير_عادل (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- تحالف الاسلام السياسي الشيعي بين فكي كماشة
- دولة الخلافة الاسلامية والجيفة والغرب
- دولة الخلافة الاسلامية بين -الاسلام المعتدل- و-الاسلام المتط ...
- زعامات ذكورية ولا تاريخية
- بكاء فيان دخيل في مكانه المناسب
- اللاقانوني في القانون الجعفري
- كلكم افاقين!
- وادي الذئاب والنزعة القومية الاردوغانية
- عندما يتحول البابا الى منظر فاشل
- مؤتمر القاعدة وليس قمة مؤتمر النقمة وليس نعمة
- جمهورية الخوف الثالثة
- نضال المرأة والحركة الثورية ومستجدات الاوضاع في العالم العرب ...
- الربيع العربي ودولة علمانية وغير قومية
- انها الطائفية يا احمق
- محاولة لاعادة مشهد حزب الله وحسن نصر الله في العراق
- اليسار والعملية السياسية
- الحركة الاحتجاجية في العراق والمخاطر المحدقة بها
- ماذا بقي للصدريين، بعد تأجير كل متظاهر ب40 دولار؟
- قواعد اللعبة السياسية تغيرت في العراق
- شرق اوسطي جديد.. ليس بمفهوم الولايات المتحدة الامريكية ولا ب ...


المزيد.....




- بيان إماراتي بشأن اختفاء الحاخام اليهودي
- قائد الثورة الاسلامية آية الله‌خامنئي يصدر منشورا بالعبرية ع ...
- اختفاء حاخام يهودي في الإمارات.. وإسرائيل تتحرك بعد معلومة ع ...
- إعلام العدو: اختفاء رجل دين اسرائيلي في الامارات والموساد يش ...
- مستوطنون يقتحمون مقبرة إسلامية في الضفة الغربية
- سفير إسرائيل ببرلين: اليهود لا يشعرون بالأمان في ألمانيا
- المقاومة الاسلامية في لبنان تستهدف مستوطنة -أفيفيم- بصلية صا ...
- المقاومة الاسلامية في لبنان تستهدف مستوطنة -ديشون- بصلية صار ...
- سفير إسرائيل ببرلين: اليهود لا يشعرون بالأمان في ألمانيا
- أسعد أولادك…. تردد قناة طيور الجنة التحديث الجديد 2025 على ج ...


المزيد.....

- شهداء الحرف والكلمة في الإسلام / المستنير الحازمي
- مأساة العرب: من حزب البعث العربي إلى حزب الله الإسلامي / حميد زناز
- العنف والحرية في الإسلام / محمد الهلالي وحنان قصبي
- هذه حياة لا تليق بالبشر .. تحرروا / محمد حسين يونس
- المرحومة نهى محمود سالم: لماذا خلعت الحجاب؟ لأنه لا يوجد جبر ... / سامي الذيب
- مقالة الفكر السياسي الإسلامي من عصر النهضة إلى ثورات الربيع ... / فارس إيغو
- الكراس كتاب ما بعد القرآن / محمد علي صاحبُ الكراس
- المسيحية بين الرومان والعرب / عيسى بن ضيف الله حداد
- ( ماهية الدولة الاسلامية ) الكتاب كاملا / أحمد صبحى منصور
- كتاب الحداثة و القرآن للباحث سعيد ناشيد / جدو دبريل


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - سمير عادل - الإرادة الثورية وكسر شوكة داعش