صورة المولى في الجفن المندائي

نعيم عبد مهلهل

الحوار المتمدن-العدد: 4601 - 2014 / 10 / 12 - 14:20
المحور: الهجرة , العنصرية , حقوق اللاجئين ,و الجاليات المهاجرة
    

صورة المولى في الجفن المندائي
نعيم عبد مهلهل
1
تعريفُ النور ، هو مساحة من الزرقة والبياض ، تنشر مشاعرها أمام أجفانك. فأجعل نافذة عينيكَ قلبكَ ، وتعلم دوما :أن الله شباكَ حياتنا ، وما سيكون ، أننا كما عصافير شجرة السدر ، لكل صباح زرقة ، ولكل جناحين ، أتجاهْ ...
ولكل أتجاهٍ منفى ...
أنها لغة الجفن في أظهار الدمعة أميرة من سكنة محلة الصابئة ، هناك في الحدود الجغرافية لمدينة دهلران ، حيث نزل المندائيون الأوائل ، نزحوا الى الكحلاء وهور الجبايش بعد أن تخاصموا مع زيراديشت ،: نحن نؤمن أن الرب نور الجفن وقطرة الماء وأبتسامة الطفل في رضاعة حليب النيدو ، أما انتَ فتقول النار وحدها...
المولى حمل اليكم تحياه ،وأصى يحيا ليكون النبي والعراب.
وبفضل هذا أمي لاتتوانى عن أرسال غداء العباس لجارتها المندائية فرحه في كل عاشور..
وما يتبقى من الطبيخ ترسله بطائرات شركة الاتحاد الاماراتية الى جياع دارفور والحبشة وقطاع 55 في مدينة الثورة..!
هؤلاء ، لم يسأل عنهم أبن بطوطة ، ولكن كولمبس كان يعرفهم ، وعنهم كتبت مسس بيل أنهم هادئون كأحمر شفاه في أنتظار قبلة . ومسالمون كضوء حبة الرمان في عصير حفلة أمير ويلز...
صورة المولى في أجفانهم .
دمعة شهيد ، ونوتة موسيقية من بحيرة البجع .ورغيف خبز التموين ، وورقة آس كتب عليها جاك بريفر آخر قصائده ، فيما تمناها شكسبير لتكون مساحة العاطفة الغرامية لمشاعر روميو الى جوليت...
تعريف النور...
دمية بملابس بيضاء ، قصيرة ، وتمنح طفولة فقراء شارع عشرين في الناصرية مزيدا من خطابات ماو الى شعب الصين ، والمزيد من التقدير لشيخ الطائفة المندائيين ، فلقد حضر موكبهم الحسيني في ليلة الوحشة...
هذا التفكير الميتافيزي بجفن المولى ..
يجعل من الدمية شاعرة بنغالية ، ويحول الرؤيا الى سفرة مدرسية في باصٍ خشبي.
ولنا نحن المسلمون والصابئة و رياض وجمال اولاد السيد جوزيف.
يحمل رجال الاثار اليابانيون في اور قبعات التحية ، فلقد سمعونا :نجيد تماما الطور الصبي بصوت جبار ونيسة...
تعريفٌ...
هو ذاته تعريف المولى..
غير أن المندائيينَ يدركون تماما ، تلك الجدلية الخالدة .
الجفن ، ورعشة القبلة .
أبداً في قطار واحد صوب مدينة الناصرية ومن ثم الى غرناطة.............!

2
يبكي جفن المولى..
أمس في قضاء المجر الكبير بميسان قتلوا صائغا بمسدس كاتم للصوت...
أنا أيضا دمعتي بحجم مساحة دوسلدورف ...
تُحدثُ فزعاً في متظاهري دعم سنجار وكوباني.
أتعجب كيف يُقتل المندائيون والجنوب جنوبهم...
أني أسألُ جفن المولى.......!

3
أبحر ...
الزورق والقصب والسنونو وسمك الشبوط
أنا لستُ سفينة نوح..
ولا حاملة الطائرات روزوفلت..
لست أمام جامع في العاصمة الهندية أوسلو...
ولست واليا في العاصمة النرويجية دلهي
ولست الشرطي الذي يقول لشيوعي سجن الخيالة : عساها في بخت ماركس ، بسببكم لم أضع الوشم على فخذي زوجتي البارحة...
أنا وردة بقميص من دون ازرار..
تمنح صدرها للفراشات المندائية فقط...

4
هذه همستي يا جفن المولى...
أيها الأبعد من كل خطوات مركبات الفضاء
والأقرب من اللحظة الشهيق والزفير في صدر أمي..
يوم تمنح الحرب أجازاتها...
لجنود كان يرعبهم مجيء البسيج...
أيها الأتون من شيراز:
نحن قصائد أكدية ومندائية بالغة الرقة.
والطريق الى كربلاء ليس أجسادنا....!

5
والأن....
بيوت أصدقائي الصابئة من دون مواقد.
القلة باقون..
والكثرة في مالمو يتعلمون من صاحب جائزة نوبل كتابة القصيدة الجلفية.
ستذهب أجيال وتأتي أخرى.
ولا أدري كيف نبقي ليل أور في وسائدهم.
حتما سيتحقق هذا
بفضل ..
جفن المولى المندائي..............!

دوسلدورف 11 اكتوبر 2014

#نعيم_عبد_مهلهل (هاشتاغ)      

---

---

الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 

اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل	حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين

كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على:

الفيسبوك

التويتر

اليوتيوب

RSS

الانستغرام

لينكدإن

تيلكرام

بنترست

تمبلر

بلوكر

فليبورد

الموبايل

كيفية إشراك-إيصال مواضيعكم أو مواضيع تهمكم  إلى اكبر عدد ممكن من القراء والقارئات