|
من كان منكم بخطيئة؛ فليرمها بفاطمة
أمير المحامي
الحوار المتمدن-العدد: 4600 - 2014 / 10 / 11 - 18:54
المحور:
العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
أمير المحامي
حقيقة الأمر أننى لست منبهرا بالهجوم الدرامي على الكاتبة فاطمة ناعوت ، فالغثاء الذي جاء في صورة ردود على هذا "البوست" الشهير الذي أثار شهية الكثيرين ممن يبحثون عن الشهرة ، أو ممن نصبوا من أنفسهم قضاة وحماة للدين ﻻ-;---;-- يفت في عضدها وﻻ-;---;-- يغير شيئاً من الثبات الفكري واﻻ-;---;--يمانى لما كتبته وجاهرت به. بل بالغ بعض الحمقى طالبي الشهرة إلي تقديم بلاغات للنائب العام تتهم فاطمة ناعوت بتهمة ازدراء الأديان وتشويه الصورة السمحة للدين الإسلامي الحنيف! نحن أمام نموذج واضح لتحطيم كيان ظل لسنوات طوال يدافع عن مصر والمصريين بل وأعطى الكثير من وقته وجهده لخدمة قضايا المجتمع، ولكن هناك كائنات تتشابه إلى حد كبير مع الزواحف ترغب في رؤية "ناعوت" تستجدي السماح والمغفرة عما ارتكبت في حق الدين حسبما يترأى لهم، غير عابئين بأن مقومات المفكر ورؤيته حينما تصطدم مع رؤى البعض فليس علاجها الأمثل هو اﻻ-;---;--عتذار! أنت تعلم طفلك أن يعتذر حينما يخطئ.. ولكنه حينما يكبر لن تطلب منه أن يقدم نفس اﻻ-;---;--عتذار بنفس الطريقة التي كانت في الماضي. هكذا يطالبون ناعوت بالاعتذار لمجرد إرضاء غرورهم وليس من أجل الدين. حتى وإن أقدمت ناعوت على كتابة اعتذار؛ سيقولون ياليتها ما أقدمت على اﻻ-;---;--عتذار لأنها أساءت أكثر و أكثر. ماذا يرضيكم أيتها الدواعش الحقيرة؟! هل صارت فاطمة ناعوت هى الخطيئة؟ أم الحجر الذي تقذفون به أنفسكم دون أن تدروا؟ هل تحولت بعض أحرف خطتها تلك الكاتبة إلي جحيم أحرق كل ما حوله وكشف طبيعتكم المريضة المتعطشة لشهوة الانتقام؟ كل من حكم عليها وأدانها بطريقته لم ينظر إلى نفسه بعمق ولا فتش في داخله عن إنسانيته الضعيفة التى تجعله دوماً في مرمى حكم الإدانة بين لحظة وأخرى، فكلهم قد ارتأوا في أنفسهم حكاما بالعدل! و كلهم قد فهموا بواطن الدين! حتى من خلال متابعتي لردود الأفعال التى طالتها نتيجة ما كتبت وجدتُ نتيجة غريبة تحطم كل النظريات القائمة على أساس يقول إن لكل فعل ردة فعل. فهذه ليست ردود أفعال. إنما هي حقارات ممزوجة بتراهات ومبطنه بأحقر صنوف السباب ومن عجب أن تجد من يسبون بتلك اﻻ-;---;--لفاظ "واغلبها سباب جنسي" يضعون على صدر صفحاتهم سور القرآن الكريم وآيات وأحاديث شريفة تعكس مدى "اﻻ-;---;--يمان" الذي يريدون إظهاره للناس؛ وهم في حقيقة الأمر فارغون كلياً. بل إن بعضًا منهم وصف نفسه بالعالم الذي ﻻ-;---;-- يضاهيه أحد وأن شهرة السيدة "ناعوت" قد أتت نتيجة إلتقاطها صورة معه!!!! ظناً في نفسه أنه قد صار فوق البشر حينما حاول توضيح وجهة نظره حيال مشكلة السيدة ناعوت. ورغم تخفيه في زى رجل الدين "المودرن" الذي يملك ناصية الدين وناصية الدنيا إلا أنه قد صور له غروره أن علمه قد فاق طبقات السماء فراح يملأ الدنيا صراخا و سبابا، وأخذ يكيل اﻻ-;---;--تهامات تلو اﻻ-;---;--تهامات واللعنات خلف اللعنات وخرج علينا في برنامجه التلفزيوني ليصور الأمر على أن فاطمة ناعوت كافرة ومارقة ويجب أن تعاقب على فعلتها الشنعاء!! متمنياً أن يُعوَّض عن صراخه ونهيقه ببعض شهرة راودت أحلامه ذات ليلة باردة نام خلالها بملابس خفيفة. فشل فيما أراده أن يحدث... و صارت فاطمة ناعوت هى الحجر... بعد أن كانت "خطيئة".. فكل إنسان سمح لنفسه بأن يكون قاضياً ليصور لذاته أن ما كتبته ناعوت صار خطيئة وبالتالي ﻻ-;---;--بد من إعداد كمٍّ ﻻ-;---;-- بأس به من الأحجار كى نرجمها.. أيها القاصى و الدانى، هلموا نرجم تلك الكافرة التى لوثت الدين بكلماتها، أحضروا المقاصل والأحجار والسيوف و بالمرة السكاكين. فالأمر قد يستدعي ذبحا حتى يرضى اللهُ عنكم. فأنتم حماة هذا الدين ودونكم ينهار الدين وتغدو الأرضُ خرابًا! أنت. .نعم انت. . انت يا من استطعت و بقدرة تحسد عليها أن تخوض في عرضها بدعوى أنك مسلم غيور على دينك! و تسبها بأقذر وأحط السباب ثم تدعى في النهاية أنك غيور على دينك! عبثا ما تفعل. لقد ارتد الحجرُ الذي أردت قذفه إلى نحرك أنت. أنت يا من ترى في ذاتك القدرة على أن تجلس بدلاً من الديان العادل وتصدر حكمك الباطل والفاسد على غيرك دون أن تنظر ولو لمرة واحدة داخل روحك المهترئه التالفة التى تحتاج إلى علاج سريع وفعال يخرجه من دوامة التفكير الذي لا يسمح بأي مساحة لقبول أي رأي آخر مخالف، أو لنفترض جدلاً أنه خاطئ، فاصفح كما يصفح الله عنك فأنت لست معصوما من الخطأ بل تخطئ في حق دينك كل يوم دون أن تعلم. أنت تراقب الناس لكنك ﻻ-;---;-- تراقب نفسك! تحيط دوماً روحك بهالة القداسة و كأنك بلا خطيئة! ﻻ-;---;-- تجعلوا الأحجار تلازم أيديكم دائما. اجعل نفسك و لو مرة واحدة هى الخطيئة التى تستحق القذف.. ﻻ-;---;-- تجعلوا الأحجار هى أسلوب حياتكم الأوحد الذي ﻻ-;---;-- بديل عنه فالحياة لها مباعث وأساليب أخرى تنطوي على رؤى جديدة تنتج ثمارا مضاعفة. من كان منكم بلا خطيئة فليغادر أرض البشر وليذهب إلي حيثما أراد أن يكون مستقره. من كان منكم بلا خطيئة فليبحث لنفسه عن فضاء كونى بعيد من يعيشون فيه ﻻ-;---;-- يُحاسبون على كل مثقال ذرة من الهفو..أو الخير. . من كان منكم بلا خطيئة. فلا يكن حجراً في يد غيره من يريد أن يكتسب مزيدا من الشهرة واﻻ-;---;--ستحسان؛ ليوجهه إلي رأس. ومن كان منكم بخطيئة فليرمها بفاطمة لعلها تصبح حجر الزاوية في صنع فكر جديد يخرج عن إطار مشروع " داعشي مصر الجدد".
ملحوظة هامة لها علاقة بسياق المقال: أنا قمت بتحريف آية في اﻻ-;---;--نجيل لتطويعها كعنوان للمقال وهي قول السيد المسيح "من كان منكم بلا خطيئة. .فليرمها بأول حجر" ياريت أشوف بلاغات ضدى من اللي بيغيروا على الأديان عموماً واللي بيقولوا إننا نؤمن بالرسل جميعاً. مستنى بلاغاتكم.
-;---;--
#أمير_المحامي (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟
رأيكم مهم للجميع
- شارك في الحوار
والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة
التعليقات من خلال
الموقع نرجو النقر
على - تعليقات الحوار
المتمدن -
|
|
|
نسخة قابلة للطباعة
|
ارسل هذا الموضوع الى صديق
|
حفظ - ورد
|
حفظ
|
بحث
|
إضافة إلى المفضلة
|
للاتصال بالكاتب-ة
عدد الموضوعات المقروءة في الموقع الى الان : 4,294,967,295
|
المزيد.....
-
مستعمرون يقتحمون المسجد الأقصى
-
أمسية علمية متخصصة حول زراعة الأسنان في سلفيت
-
مصري ارتد عن الإسلام ينتج فيلما ضد حماس لدعم إسرائيل
-
ما بين التخوف من -الإسلام السياسي- و-العودة إلى حضن العروبة-
...
-
اليهود يغادرون.. حاخام بارز يدعو أوروبا إلى التصدي لتزايد مع
...
-
اقــــرأ: ثلاثية الفساد.. الإرهاب.. الطائفية
-
المسلمون متحدون أكثر مما نظن
-
فخري كريم يكتب: الديمقراطية لا تقبل التقسيم على قاعدة الطائف
...
-
ثبتها بأعلى إشارة .. تردد قناة طيور الجنة الجديد 2025 على ال
...
-
“ثلاث عصافير”.. استقبل الآن تردد قناة طيور الجنة الجديد 2025
...
المزيد.....
-
السلطة والاستغلال السياسى للدين
/ سعيد العليمى
-
نشأة الديانات الابراهيمية -قراءة عقلانية
/ د. لبيب سلطان
-
شهداء الحرف والكلمة في الإسلام
/ المستنير الحازمي
-
مأساة العرب: من حزب البعث العربي إلى حزب الله الإسلامي
/ حميد زناز
-
العنف والحرية في الإسلام
/ محمد الهلالي وحنان قصبي
-
هذه حياة لا تليق بالبشر .. تحرروا
/ محمد حسين يونس
-
المرحومة نهى محمود سالم: لماذا خلعت الحجاب؟ لأنه لا يوجد جبر
...
/ سامي الذيب
-
مقالة الفكر السياسي الإسلامي من عصر النهضة إلى ثورات الربيع
...
/ فارس إيغو
-
الكراس كتاب ما بعد القرآن
/ محمد علي صاحبُ الكراس
-
المسيحية بين الرومان والعرب
/ عيسى بن ضيف الله حداد
المزيد.....
|