بطرس بيو
الحوار المتمدن-العدد: 4599 - 2014 / 10 / 10 - 22:13
المحور:
العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
عندما تحاورت الدكتورة و فاء سلطان مع الشيخ ابراهيم الخولي في قناة الجزيرة و قالت له ان الصراع في عالمنا الآن يجري بين قوم متحضرين و قوم متخلفين، اي بين الغرب و الإسلام، اجابها ان المسلمين هم الذين نقلوا الحضارة إلى الغرب المتخلف في القرون المضلمة و كانت مؤلفات الفلاسفة المسلمون تدرس في الجامعات الاوربية. نعم، ماذكره الشيخ الخولي هو عين الصواب، و لاكن بجوابه هذا اما انه يجهل الحقيقة المؤسفة او بتجاهلها.
الا يعلم فضيلته ان هؤلاء الفلاسة الذين يتفاخر بهم كانوا يعتبرون ملحدين و مطاردين من قبل رجال الدين و كانت مؤلفاتهم تحرق؟
فالغزالي هاجم الفلاسفة و بالذات ارسطو في كتابه تهافت الفلاسفة، و ردعليه ابن رشد في كتابه تهافت التهافت. فابن سينا ملحداَوالرازي ضال وابن المقفع زنديق قتل و قطعت اوصاله، و ابن حيان مرتد، كافر سفك دمه و الحلاج كافر و ابن رشد زنديق، قضى آخر ايام حياته منفياً في شمال افريقية.
نعم استفاد الغرب من هؤلاء العظماء و وصلوا الى حضارتهم المتسامية الان، بينما ضل المسلمون يحلمون الرجوع إلى ماضيهم ولم يتمكنوا من الاستفادة و البناء على ما خلفه لهم عظمائهم.
يعلم الجميع ان الغرب لم يصل إلى ما وصل إليه إلا بعد ان تخلص من سيطرة رجال الدين فالكثير من الغربيون تركوا الاديان. بالطبع انا لا ادعو ان يتحول الجميع إلى لا دينيين و لكن لينحصر الدين بين الانسان و ربه، و لايتدخل في حياة الانسان اليومية، و يحكم الانسان عقله في الامور الدنيوية.
ان قصة كاليليو مع الكنيسة الكاثوليكية معروفة للجميع و التي توضح تدخل رجال الدين في القرون الوسطى في البحث العلمي مما اخر تقدم العلوم حتى اوائل القرن السادس عشر عندما ظهر اناس من امثال مارتن لوثر و كالفين. و عالمنا العربي بحاجة ملحة لامثال هؤلاء ليوقضونا من غفوتنا التي طالت.
#بطرس_بيو (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟