أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - سعيد مضيه - ثنائية القوي - الضعيف في صراعات المنطقة















المزيد.....

ثنائية القوي - الضعيف في صراعات المنطقة


سعيد مضيه

الحوار المتمدن-العدد: 4598 - 2014 / 10 / 9 - 20:16
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


ثنائية القوي – الضعيف في صراعات المنطقة
وبرزت اميركا إلى مقدمة المسرح بطائراتها القاذفة. في الفصول السابقة من المسرحية سيئة الإخراج حركت الدمى من وراء الستار ، لدعم داعش بالمال والسلاح وتسهيل الانتقال . تعرف اميركا كيف تسوق العربان مع خطواتها التي تخلف النار والدمار. وهل دخلت اميركا بلدا دون ان تشعل فيه الحرائق؟! شدت اميركا على يدي رئيس الحكومة العراقية السابق وهو يرفد المكرهة السياسية للتمييز الطائفي ضد السنة إلى أن حولت مناطق السنة حواضن للتمييز الطائفي المضاد تستثمره داعش والعصبيات الطائفية كافة. الاستخبارات الأميركية نقلت للبيت الأبيض في آب 2013 نوايا داعش بالانتقال إلى العراق وإلى الموصل بالذات. والاستخبارات الأميركية والعراقية تدركان عدم تأهيل الجيش العراقي للمواجهة ؛ فالجيش الموكل تدريبه وتسليحه للعسكرية الأميركية، وكلف الخزينة العراقية قرابة الخمسة مليارات دولار، أتاح لداعش نصرا مدويا بدون كلفة . ولم تذهل المفاجاة الدبلوماسية الأميركية، ولن تذهلها لاجدوى الضربات من الجو. وضمن العلاقة الثنائية قوي وضعيف لا تجد الولايات المتحدة نفسها ملزمة بتقديم حساب لأحد أبا كان.
تحت وابل القصف الجوي الذي دعمته وشاركت فيه انظمة عربية عديدة توسعت داعش حتى كادت تحتل بغداد وصعدت ضغوطها على الأكراد في عين العرب كي تحتلها وتتحكم في خمسمائة ميل من الحدود السورية التركية. ورغم ان سقوط عين العرب بأيدي داعش يهدد بإحياء حرب الأكراد داخل تركيا فإن الرئيس التركي أردوغان يقدم إسقاط النظام السوري على امن تركيا من خلال نجدة عين العرب. هكذا تختلط ردة داعش المقنّعة بالدين مع ردة شاملة عن القانون الدولي الإنساني ، فنسمع صلافة الدعوات الفاجرة للتدخل في شئون بلد آخر حتى إسقاط نظامه, ورأينا دويلة قطر ، المحمية الأميركية، تصول على سوريا ، تقدم الدعم بكل أنواعه للمعارضة الداخلية!! ويصر أردوغان على اقتطاع شريط سوري على الحدود يحوله منطقة تدريب لمرتزقته وعبور للتغلغل داخل سوريا.ثنائية قوي- ضعيف تحكم الدبلوماسية في عهد لا ندري كنهه : هل هو ردة مؤقتة ستندحر ام هو مرحلة انتقال إلى نظام دولي لا يقوم على القانون؟
تركيا تتصرف بعربدة وصلافة، نظرا لأنها عضو في الأطلسي. يردد رئيسها أردوغان نوايا التدخل في العراق وسوريا! أميركا تردد انها سوف تساعد " المعتدلين" للإطاحة بالنظام السوري، وهي تعرف أن كل ما قدمته ل" المعتدلين" وصل أيدي داعش.، التي تدعي السعي للقضاء عليها. حكومة الاتحاد الروسي تطالب بأن تتم مكافحة داعش وفق احكام القانون الدولي او بالتفاهم مع الدول المعنية ، وما من دولة اخرى، بمن فيها الدول المعنية، تساند المطلب الروسي العادلّ!!البلطجة باتت منطق السياسة على الصعيد الدوليّ!
ثقافة العنف مكون عضوي في السياسات الاميركية ؛ حيث نجد ، حسب تحليلات البروفيسور الميركي ،غيروكس ، "تفسير اللامبالاة حيال الأزمات والكوارث في تعمد نخب الحكم والساسة المتنفذين والميديا المهيمنة إظهار اللامبالاة وحتى الازدراء تجاه معاناة الآخرين. ان تواتر الكوارث والأزمات وسقوط حكم القانون هو ما تسعى الولايات المتحدة لجعله النمط المألوف عن طريق تكرار الحروب. وبدلا من التصدي للكوارث وأزمات الحروب والعنف برغبة تصحيح الأخطاء وتخيل مستقبل معافى فكل ما يبدو من الثقافة الأميركية مجرد البقاء بوجه عنف لا نهاية له تمارسه دول ومنظمات غير حكومية. في ضوء هذا الفهم تبدو كل رؤية للتغيير نحو الأفضل فانتازيا بليدة".
والثقافة الأميركية تستحضر تعبيرات مثل "البشر الفضلات"، الزائدين عن الحاجة الواجب تعريضهم للزوال من الوجود . وفي الشرق الأوسط تجري التجارب على أقرب طريق لتحقيق الهدفّ. بات الشرق الأوسط حاضنة لعصبيات متناحرة، تشترط الواحدة منها عصبية مضادة تنازلها حتى السحق باعتبارها الشيطان مصدر الشر. جملة من العصبيات العرقية والطائفية والعشائرية تنتظم في ثنائيات لا مكان للتفاهم أو الحلول الوسط في علاقتها مع الضد المجسد للشر.
والتحالف الامبريالي – الإسرائيلي يدرك نقاط الضعف لدى العرب،فيسوقهم مع مخططاته ومكائده، يصنع منهم ثنائيات تدخل مختبر الانقراض! يدرك التحالف ، هذا العدو المقيم على عداوته، أن"المعرفة هي الفريضة الغائبة في أمة العرب’، فيستغل التجهيل لدفع الجماهير في هذا الاتجاه او ذاك .
يعرف هواية الأنظمة في قمع الرأي المخالف والحجر عليه. لا تتساهل مع الأفكار المخصبة التي تحرر العقل وتحث على التغيير التقدم. "وإذا حدث أن تمكن إبداع من الإفلات من هذه البنية المتحكمة بالعقل والآسرة للفكر، فإن الرقابة له بالمرصاد على مستوى النشر والتوزيع . ... يهدر الفكر الثقيل الفعال الخصب ويكتفى بالوجبات الفكرية السريعة عديمة القيمة الغذائية. ...

. ويدرك التحالف إياه ان رتابة الحياة العربية، تحت وطأة القمع والمنع والتحريم والتكفير، تعمل على ترقيق القشرة الدماغية ، وبالتالي إتدهور الكفاءة الذهنية. ويتجلى ذلك في قصور التخطيط والانتباه وصناعة القرار وحل المشكلات وتشكيل الخيارات وتنفيذها. ترقيق القشرة الدماغية تحد من الضبط العقلي مما يفتح السبل أمام غلبة السلوك الانفعالي الاندفاعي". نجد داعش تكتسب القوة كل يوم ويرد المهووسون من الانفعاليين العاجزين عن إحكام العقل والتخطيط للمستقبل ومعرفة العواقب ينحازون لداعش رغم سوء فعالها وخراقة تدبيرها.يوجد "فقه المآلات" مهجور وبعيد عن التعامل الفقهي ؛ وردا على قصف الطائرات الأميركية يزداد الإقبال على داعش. ( فلقد أُعلِن في الفيليبين أن عناصر هناك تدعم داعش. وهذا ليس بالغريب ؛ إذ يكفي غلبة السلوك الانفعالي كي يفتتن المرء ب"إسلام" داعش).
من هذا الخليط البشري التائه والمرتبك يمكن توليد ما لا يحصى من نماذج الخصومات والعداوات والصراعات المنهكة . الأقصى تتهدده هجمات الفاشيين اليهود بقصد ترسيخ القدم الهمجية في رحابه ، وما من غيرة دينية صادقة ترفع صوت الاستنكار على أقل تقدير ، مع أن الإمكانات متاحة للضغط من اجل إيقاف التعديات الهمجية على اماكن العبادة الإسلامية. في هذا الاتجاه لا تتشكل ثنائية صراع ا وخصومة .
وتتردد الأقاويل في الغرب، تنطلي على البعض في المنطقة تزعم أن داعش تمثل جوهر دين الإسلام ، وأن ما يقترف من جرائم مروعة يتحمل المسلمون وزرها . السلفية ، وداعش فصيل منها - وباء فتك بأصحاب الأديان كافة. نشطت سلفيات في عصر العولمة بدعم مباشر من الليبرالية الجديدة، يجمعها قاسم مشترك ؛ فهي تفسد الدين وتتلاعب بالسياسة : السياسة المحافظة – تلك التي تلوذ بالدين تموه به مقاصدها غير الشريفة- تمرغ الدين في وحولها؛ اما السياسة التقدمية فلا تموه ولا تخادع ، ترفع الدين في المكانة اللائقة به. نجد البرنامج السياسي للحزب الشيوعي المصري يتضمن نظرة تقدير للدين تضعه في المكان اللائق: "الدين فى جوهره دعوة لتغيير العالم إلى الأفضل ، وإشاعة العدل والمساواة بين الناس ، وتعبير عن شوق الإنسان للخلاص من الظلم والاستغلال. ويؤمن الحزب أن الدين مُكَوِّن أساسي من مكونات الوعي والوجدان لشعبنا؛ ويؤمن كذلك بأن الفهم الصحيح للدين يجعل منه قوة خلاقة تحث على طلب الحرية وتحقيق السعادة للجميع ، وأن الفهم الخاطئ للدين يجعل منه أداة للقهر والاستغلال".
ولا شك ان قيادة داعش مخترقة بعملاء أميركا وإسرائيل يغرون دولة " الإسلام" باقتراف جرائم تزايد على إجرام دولة إسرائيل. هي في الحقيقة ألعوبة بأيدي الأقوياء يسخرونها لتحقيق أغراضهم داخل المنطقة. لماذا يجري إمهال داعش أسابيع كي تقذف مدينة عين العرب بالصواريخ وآلات التدمير وتحاصرها ؟ وكيف نفسر ترك داعش تبيع النفط وتتلقى حوالي ستة ملايين دولار كل يوم ؟ داعش ما زالت شريكا في حملات إسقاط النظام السوري مع تركيا وقطر والسعودية برسم إضعاف مثلت سوريا –حزب الله –إيران أو تحطيمه بالكامل، فأين اعتذارات نائب الرئيس الأميركي من الصدق؟!هي فانتازيا سخيفة لولا جز الرقاب وسبي النساء وقتل ( أهل الكفر) من أبناء الطوائف المسلمة والأزيديين والمسيحيين.
الداعشية مخلب الافتراس الامبريالي، وإحدى ادواته في إشاعة العنف. ومن ثم فمقولة " الإرهاب الإسلامي"، تطمس حقيقة ان الإرهاب ظاهرة أممية، وهو بجميع تلاوينه يخدم المرامي العدوانية للامبريالية، وجرى تسخيره في مرحلة العولمة، أولا لصرف اهتمامات الجماهير عن قضايا التحرر والديمقراطية والتنمية الاجتماعية ، وثانيا لغرض فرق تسد، ثم عرض وجه بشع للواقع العربي، مجتمعات ينبغي وضعها من جديد تحت الوصاية ، وهي لا تعطي قيمة للحياة فلا مانع من تعريضها لمذابح بالجملة مثلما جرى لشعبي أفغانستان والعراق ويجري للشعبين السوري والليبي. ثم تغذية ثقافة العنف وتبليد الضمائر.
عندما تعرف أسباب الازمة يشرع البحث عن حلول لها . فالداعشية فتنة تكاد تكون نسخة طبق الأصل عن الوهابية التي نشأت في منتصف القرن الثامن عشر، إذ نشأت تحمل إيديولوجيا تكفير من لا يتبعها وتحيل الغزو القبلي التقليدي "جهادا " لنصرة الدين!وتغزو مدن البصرة وكربلاء والطائف وأرض عمان وتحمل ما تطاله أيديها أسلابا!هل نرتد إلى القرن الثامن عشر ؟ لا بل إلى القرون الوسطى حيث تشكلت بنية نظام ابوي ذي ثقافة رأسية ، يحتكر فيه الرأس التقرير ويغدو الرأس في الأسرة او الهيئة الاجتماعية او الحزب السياسي او المدير في مدرسته والمعلم في صفه هو الذي يملي إرادته وعلى الآخرين السمع والطاعة. بنية ثقافية رأسية تتركز فيها الصلاحيات كما المسئوليات، حتى التربية. فالسياسة تحيل إلى التربية والتربية سياسة. في منظومة هرمية ثقافية فريدة للسطوة والسلطة. يتحمل النظام مسئولية فشل التنوير وفشل ثورات التحرر الوطني وفشل التنمية وفشل المدرسة والجامعة في تحدي العولمة.
وهذا النظام المتخلف المجمد للبشر والهادر لطاقاتهم العقلية والإبداعية يجب تجاوزه وتحطيم ثقافته . يقول شرابى/، مؤلف كتاب " النظام الأبوي" العلاقة الأبوية ترتكز على التسلط و السيطرة . إن النهضة فشلت في تحقيق أهدافها في تحديث المجتمع و إقامة نظام عربي ديمقراطي صحيح وفشلت فشلا ذريعا خصوصاً في تحريرالإنسان.
تحرير الإنسان أو الردة إلى عالم بلا قوانين: فرسان في سباق ، أيهما يصل الهدف قبل الآخر؟



#سعيد_مضيه (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- التنوير المجهض - امتهان الديمقراطية
- التنوير المجهض-3
- التنوير المجهض - تحديث زائف
- التنوير المجهض
- من أحشاء نظم الاستبداد السياسي 4من4 -ابن تيمية
- من أحشاء نظم الاستبداد السياسي 3من4 شهادتان
- طرد العقلانية من الفقه الإسلامي
- من أحشاء نظم الاستبداد السياسي
- متاهة الحلول المنفردة في استراتيجية الخداع والتمويه
- همجية المحارق.. الدلالات والمخاطر
- الهمجية الممنهجة ..عار عنصرية البيض
- الغبلزية الجديدة
- إعلام الحروب
- جذور التحالف الإجرامي
- جنرال الحرب الإعلامية يموه فشل الصهيونية
- ثقافة التحضر تنقض الأبارتهايد الإسرائيلي
- من القاتل ومن المستفيد؟!
- مكائد إسرائيل وتحالفها الاستراتيجي تحت المجهر
- العلم في الصغر
- حكومة وفاق وطني تحت حراب الاحتلال


المزيد.....




- السعودية تعدم مواطنا ويمنيين بسبب جرائم إرهابية
- الكرملين: استخدام ستورم شادو تصعيد خطر
- معلمة تعنف طفلة وتثير جدلا في مصر
- طرائف وأسئلة محرجة وغناء في تعداد العراق السكاني
- أوكرانيا تستخدم صواريخ غربية لضرب عمق روسيا، كيف سيغير ذلك ا ...
- في مذكرات ميركل ـ ترامب -مفتون- بالقادة السلطويين
- طائرة روسية خاصة تجلي مواطني روسيا وبيلاروس من بيروت إلى موس ...
- السفير الروسي في لندن: بريطانيا أصبحت متورطة بشكل مباشر في ا ...
- قصف على تدمر.. إسرائيل توسع بنك أهدافها
- لتنشيط قطاع السياحة.. الجزائر تقيم النسخة السادسة من المهرجا ...


المزيد.....

- المجلد الثامن عشر - دراسات ومقالات - منشورة عام 2021 / غازي الصوراني
- المجلد السابع عشر - دراسات ومقالات- منشورة عام 2020 / غازي الصوراني
- المجلد السادس عشر " دراسات ومقالات" منشورة بين عامي 2015 و ... / غازي الصوراني
- دراسات ومقالات في الفكر والسياسة والاقتصاد والمجتمع - المجلد ... / غازي الصوراني
- تداخل الاجناس الأدبية في رواية قهوة سادة للكاتب السيد حافظ / غنية ولهي- - - سمية حملاوي
- دراسة تحليلية نقدية لأزمة منظمة التحرير الفلسطينية / سعيد الوجاني
- ، كتاب مذكرات السيد حافظ بين عبقرية الإبداع وتهميش الواقع ال ... / ياسر جابر الجمَّال
- الجماعة السياسية- في بناء أو تأسيس جماعة سياسية / خالد فارس
- دفاعاً عن النظرية الماركسية - الجزء الثاني / فلاح أمين الرهيمي
- .سياسة الأزمة : حوارات وتأملات في سياسات تونسية . / فريد العليبي .


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - سعيد مضيه - ثنائية القوي - الضعيف في صراعات المنطقة