عبدالله جاسم ريكاني
الحوار المتمدن-العدد: 4598 - 2014 / 10 / 9 - 00:30
المحور:
مواضيع وابحاث سياسية
هل اقتنعتم ايها الكورد ان دولة الخلافة الاسلامية خلقت لوأد المشروع الكوردي فقط، هل اقتنعتم بانها صنيعة تركية و عربية و دول تدعی-;- أنها اسلامية بامتياز لا تهدف سوى محاربة الكورد سواءً في العراق او سوريا؟. هل بقيت ورقة توت أخرى تستر عوراتنا.؟
عندما انتكس العرب في الخامس من حزيران من عام 1967 في حربهم مع اسرائيل، أفرزت نتائج عسكرية وسياسية خطيرة، تركت آثارا سلبية فادحة ومفجعة على مستوى نفسية الأمة العربية وعقليتها، لا زالت تعاني منه و لحد الآن. حيث لا يزال الانسان العربي محبطاً و منهزماً و فاقد الثقة في نفسه، و كل ما نراه الان من تنظيمات و ايديولوجيات متطرفة، هي من مضاعفات و الاعراض الجانبية لهذه النكسة.
نحن كشعب كوردي، متعودين بالفطرة على المآسي و النكسات. و لكن في العقدين الماضين، نشأ عندنا جيل من مواليد التسعينات، معتز بقوميته و كيانه، متطلع الى المستقبل، واثق الى حد ما في نفسه و لم يذق طعم و مرارات النكسات و الانكسارات مثلنا و كنا نعول عليه في رسم مستقبلنا.
و لكن و مع الاسف الشديد، جاءت نكستي شنكال و كوباني! على يد دولة الخلافة الاسلامية لتصيبنا في الصميم و لتعيدنا الى المربع الاول. كانت مبرراتنا لنكسة شنكال واهية و لكننا أقنعنا انفسنا و غالطنا انفسنا و تم تدارك الامر و بدأت المعنويات ترتفع شيئاً فشيئاً و الحمدلله.
و لكن نكستنا في كوباني لا سامح الله، ستختلف عن مثيلتها في شنكال. لقد بقيت تصرخ و تطلب المساعدة من الدنيا كلها، من الكورد و الاتراك و المجتمع الدولي و لكن ليس من مغيث. لقد وعدناهم بحمايتهم، ووعدت تركيا بانها لا تقبل بسقوط كوباني، و طائرات التحالف الدولي ، قامت فقط بألعاب بهلوانية فوق سماء كوباني، و لكننا في النهاية خذلناهم و تركناهم يواجهون مصيرهم لوحدهم على الرغم من تسطيرهم لآيات من البطولة و الشهامة و التضحية، قلّ نظيرها في المنطقة و العالم كله.
سقوط شنكال و أوكوباني، ضربة موجعة في صميم الوجدان الكوردي، سنبقى نعاني من آثارها و سندفع ثمنها باهظاً نحن و اجيالنا القادمة. و ستدفع كل الدول و الاحزاب و الجهات التي شاركت في هذه المؤامرة، الثمن غالياً، إن عاجلاً او آجلاً.
لقد خذلنا كوباني و خذلنا انفسنا في المقام الاول
#عبدالله_جاسم_ريكاني (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟