أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع - نضال الربضي - قراءة في اللادينية – 4 – الإحيائية، الطوطم و التابو كمدخلٍ جامع لفهم ثنائية الإله و الشيطان ج 2















المزيد.....

قراءة في اللادينية – 4 – الإحيائية، الطوطم و التابو كمدخلٍ جامع لفهم ثنائية الإله و الشيطان ج 2


نضال الربضي

الحوار المتمدن-العدد: 4597 - 2014 / 10 / 8 - 10:05
المحور: الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع
    


قراءة في اللادينية – 4 – الإحيائية، الطوطم و التابو كمدخلٍ جامع لفهم ثنائية الإله و الشيطان ج 2

---------------------------------------------------------------
إن الأرواح َ و الشياطين، كما أشرت ُ في مقالي الأخير،
هي مجرَّدُ إسقاطات الإنسان لنزعاته (توجهاته، دوافعه) العاطفية.
إن الإنسان يحوِّلُ انشغالاته (اهتماماته، استثماراته) العاطفية إلى أشخاص،
و يملأ بهم العالم،
ثم (فـ َ ، ينتج عن ذلك أنه) ينظر إلى (يلتقي بـ) عمليات دماغه الداخليه مجدداً
لكن في خارج نفسه!
---------------------------------------------------------------

(من مقال بعنوان: "الإحيائية، السحر و القدرة غير المحدودة للأفكار" ، من كتاب "الطوطم و التابو"، للعالم الطبيب مؤسس علم النفس التحليلي: سيجموند فرويد، ترجمة النص السابق إلى العربية: نضال الربضي)

قدَّمت ُ في الجزءِ الأول التصور المعرفي البدائي الذي اخترت ُ له اسم الإحيائية Animism، و هو الذي يعتقد ُ بوجود َقِوى تُسمَّى "أرواح" أو "شياطين" تُحرِّك الجمادات و الكائنات و الأشخاص تتسبب في "الأفعال" و "الحوادث" التي يشهدها العالم. و أبرزت ُ أن ْ بحسب ِ هذا التصور المعرفي فلكل "شئ" روح، ثم مضيتُ إلى تبيانِ العلاقة بين الإحيائية و بين الطوطم و التابو، من حيث كون الأخيرين انعكاسين للجريمة الثلاثية تجاه الأب: قتله أكله و استحلال نسائه، و ما تسبب ذلك فيه من عواطف متصارعة متضاربة اختبأ الإجرامي منها في اللاشعور بينما تصدرت تلك َ الطيبة ُ الشعور، مُستتبعين في النفس البدائية صراعَها، لنجدَ نحنُ ترجمة َ الصراع في كيانات الطوطم و قواعد التابو. و قادنا ذلك لإدراك أن مفهوم الإله المعبود ما هو إلا الموروث ُالمتطور عن استدعاءِ قوة الأب الغائب المغدور و سلطته الحامية المُندثرة و هيبته الباقية في النفس و الرغبة البدئية الطفولية في وجوده ثم إسقاطها على الطوطم و اختراع التحريمات البدئية وصولا ً بتطور المجتمعات البشرية إلى العبادات في ما نعرفه اليوم من ديانات.

إن العامل الرئيسي في قيام الإحيائية كان عجز الإنسان البدائي أمام الموت، وصدمته الشديدة من هولِه و نهائيته التي لا يمكن عكس أثرها بإعادة ِ إحياء من مات، أي من فارقت قوته المُحيـِـيـَةُ جسده، و هو الذي أجبره على التعاملِ مع حيثياتِ هذا الموت الكثيرة. فمن جهة ٍ أراد استعادة َ الأب فخلق لنفسه التصور الذي أصبح فيما بعد الإله المعبود، و من جهة ٍ أخرى أحسَّت رغبتُه بقتل الأب أو الزعيم و هي الدفينة في اللاشعور الخفي بأنها قد تحقَّقت بفعل هذا الموت، و بدأت نفسهُ تُحسُّ باللذة المُنبثقة عن تحقيقِ الرغبة ِ البدئية الآثمة لتبدأ الأخيرة ُ صعودها نحو حيز الوعي، فيشتدَّ الصراعُ بين الشعور الخـَـيّـِـر الطيب المحب للأب المتعلق به و العامل في الوعي و الشعور، و بين تلك الرغبة المدفونة في اللاشعور و التي لاقت تحقيقها الكامل عندما مات الأب.

إن تعامُل الإنسان الأول مع إحساسه بتحقيق رغبته الآثمة بموت الأب قد نتج عنه ظهور مفهوم الشيطان بشكله البدائي، و هو المفهوم الذي يعني ببساطة "روحا ً مؤذية"، سترتكبُ في حق هذا الإنسان شرَّا ً ما، أذى ً من أي نوع. لكن كيف ولِدَ الشيطانُ من خِضمِّ هذا الصراع العاطفي؟

للإجابةِ على هذا السؤال يُخبرنا الدكتور فرويد عن تحريمات القبائل البدائية المُتعلقة بعزل ِ الإنسان الذي لمس الميت، و تابوهات لمس يدي هذ الإنسان للطعام، حيث أن بعض الشعوب تجبره على الجثو على ركبتيه و يداه وراء ظهره و الولوغ في صحنه بفمه. بعض هذه الشعوب الأكثرُ "رحمة ً" إن جاز التعبير تُعيِّنُ لمن لمس الميت شخصا ً يُطعمه بيده على امتدادها كاملا ً مع محاولة هذا الشخص المُطعِم و حرصه ألا يلمس المُطعَمَ قدر الإمكان، مع وجود قواعد خاصة على هذا المُطعِـم ليتَّبعها بحرص على الرغم من كون المُطعِـم نفسه ينتمي لأحط الدرجات الاجتماعية في القبيلة.

غير أن أشدَّ ما يستحوذُ على الانتباه و يستدعي التفكير هو التابو الخاص باسم الميِّت، فهذه القبائل تُحرِّمُ تحريما ً شديدا ً تحت طائلةِ أشد العقابات لفظ اسم الميت، و عليهم إذا ما أرادوا الحديث عنه لأي سببٍ كان أن يجدوا طريقة ً للإشارة ِ إليه دون ذكرِ الاسم. بعضُ القبائلِ تذهبُ مذاهبَ أشدَّ تطرُّفا ً بأن تقوم بتغير ِ أسماء الحيوانات التي تتطابقُ مع اسم هذا الميت، فلو كان اسمُهُ الكلمة َالدالة َعلى حيوان "التمساح" مثلا ً يتم ُّ تغير هذه الكلمة و الإشارة إلى التمساح بكلمة جديدة.

لكن لماذا الخوفُ من الاسم؟

تعتقدُ القبائلُ البدائية أن اسم الإنسان جزءٌ من هويتهِ و شخصيته و وجوده الفعلي، و في هذا حديثٌ طويل، لكنَّ ما يعنينا منه ُ معرفةُ حقيقة ِ إيمانِ هذه المجموعات أنَّ استخدام الإسم هو بمثابة ِ استدعاءٍ لروح الميت للحضور بين الأفراد و في المساكن، و قد يبدو هذا الأمرُ متناسبا ً مع أحزان القبيلة التي تحبُّ الميت و لم تكن تتمنى له إلا الخير، و بذلك يبدو عدم رغبتها في حضورِهِ غريباً، فالمنطق يقول أن حضوره مرغوب، لكن الواقع يقول أن حضوره غير مرغوب، فلم َ كراهيةُ حضور روح الميت؟

إن دراسة هذه القبائل البدائية تقودنا للدخول عميقا ً في معتقداتهم، فهم يؤمنون أن من يموت قد أصبح َ روحاً شريرة ً تريد إيذاء القبيلة و بالأخص أقرب الأحباء و أخص الأقرباء، إي أنه يُصبح شيطانا ً فور َ أن يموت حتى لو كان في حياته طيبا ً خيرا ً محباً. لا يُقدِّمُ الإنسان البدائي أي تفسير لتحوُّلِ الميتِ إلى شيطان، لكنه يؤمن بهذا التحول و يخافُ منه، و يحرِّمُ ذكر اسم المتوفي تحت طائلة العقاب الشديد الذي قد يصلُ إلى الموت. و قد حاول العلماء تفسير هذا الاعتقاد الغريب بقولهم أن القبائل البدائيةَ تعتقدُ أن الميتَ يغادر الحياة َ رغما ً عنه و بالتالي فهو غاضب من هذه المغادرة، و حاسدٌ لمن هم على قيد الحياة، و لذلك فإن الغضبَ و الحسدَ يدفعانه لأذية الأحياء إن حانت له الفرصة، على ما اعتقد هؤلاء العلماء في محاولتهم لفهم عقلية البدائين.

لكن فرويد لهُ رأيٌ آخرُ مخالف ٌ تماما ً، فهو يعتمدُ في تفسيره لكل التابوهات التحريمية على مبدأ "صراع التناقضات العاطفية" Emotional Ambivalence أي على وجود رغبة ٍ طيبة خيِّرة في الشعور، تتصارع مع رغبة آثمة مكبوتة في اللاشعورلإبقاء الرغبة الأخيرة في مكانها و منع تحقيقها أو التذكير بها، في ذات الوقت الذي يتمُّ فيه تدعيم الرغبة الشعورية الطيبة. و لذلك فقد رأى فرويد أن تحريم ذكرِ اسم الميت كتابو يمكن ُ أن يُفهم فقط حين يتمُّ الكشفُ عن الرغبة اللاشعورية الدفينة، و إن تلك الرغبة َ الدفينة لا بدَّ أن تكون مُتعاكسة مع الرغبة الطيبة فبالتالي بما أن الرغبة الطيبة هي أن يكونَ الأبُ موجودا ً فإذا ً إن َّ الرغبة َ الآثمة هي بالضبط أن لا يكونَ موجودا ً أي أن يموت.

إن الرغبة َ في التخلُّص ِ من الأب و الزعيم (أو أي قريب) كانت عظيمة ً لدرجة ِ أن موت هذا الأب يُحقِّقها و يحاول ُ إخراجها إلى الشعور لتصبحَ في نطاقِ الوعي المحسوس و المُدرك و هو الذي لا يُمكنُ أن يُسمح به، لذلك تقوم النفس باستخدام حيلتها الدفاعية المعروفة باسم الإسقاط Projection فتُزيح َ الموضوع َ من ذاتها نحو الأب الميت فيصبح َ هو الموضوع، و تُسقط َ رغبتها في موتِه عليه، فيصير َ هو الذي يكره الأحياء و هو الذي يريدُ إيذاءهم، أما هم فيحبونه و يقيمون له "العزاء" و يدخلون َ في "حِداد"، و يتذكرونه بكل الود، لكنهم و بكل أسف "مُجبرون" على اتخاذ هذه الاحتياطات المتمثلة بعدم ذكر اسمه، حتى لا يعود، و حتى لا يؤذيهم، فهم في الحقيقة "ضحية" هذا الميت الذي تحول إلى "شيطان" و لا ذنب لهم!

و إمعانا ً في مزيد ٍ من الاندهاش من هذه القدرة النفسية على اتخاذ الحيل الدفاعية لتمويه المقاصد الحقيقية و الدوافع الخفية، فإننا نجد ذات القبيلة ِ التي جعلت من ميتها شيطاناً في فترة الحداد، تتجه بعد مضي الأسابيع و الشهور و السنين إلى تكريمه و عبادته كسلفٍ صالحٍ لها و حامٍ و مُرشد ٍ و مُعين، و يُفسِّر الدكتور فرويد هذا التحوَّل َ الفريد بهدوء الإنفعالات النفسية بعد مضي فترة الحداد، و عودة الرغبة الأثيمة إلى مكانها في اللاشعور و خبوِ وهجِ الصراع العاطفي المُتناقض.

و إننا بذلك نُدرك ُ أن ثنائية الله و الشيطان هي انعكاساتُ العقلِ البدئيِّ الأول الذي يُحبُّ الأب و الزعيم و القائد و ينظر إليهم باحترام ٍ و تقديرٍ و هيبةٍ و ودٍّ فيجعلُ منهم: الله، و في ذات الوقتِ تحتوي نفسُه المتناقضة على شعورٍ بكرههم و الرغبة ِ في التخلُّصِ منهم و الحلِّ مكانهم لكنه يشعرُ بالذنب لوجودِ هذه الرغبة فيدفعُ بها نحو اللاشعور الخفي و يُنكرها، و يتخلَّصُ من وطأتها الأخلاقية بحيلة الـ "إسقاط" Projection فيجعل من الأب و الزعيم و القائد: الشيطان.

من هنا أصول ُ كل العبادات اللاحقة، و من بعدِ الطوطمية و تابوهاتها و الإحيائية و أرواحها، و عبادات الأسلاف نشأت الحضارات البسيطة و عبادة الأم الكبرى، ثم كبرت هذه الحضارات لتكبرَ معها أديانها و تتنوعَ آلهتها و فلسفاتُها في تفاعلٍ طبيعي ٍأنتج َ ما نراه الآن من ديانات.

---------------------------------------
مصدر الحقائق العلمية:
كتاب "الطوطم و التابو"، الكاتب: سيجموند فرويد، الترجمة إلى الإنكليزية: Routledge & Kegan Paul، منشورة سنة 1950.



#نضال_الربضي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- قراءة في اللادينية – 3 – الإحيائية، الطوطم و التابو كمدخلٍ ج ...
- أين التحالف من كوباني؟
- قراءة في اللادينية – 2 - ما قبل َ مأسسة الدين.
- قراءة في الشر -7 - المقدس التعويضي و الشر الخلاصي.
- وباء السلفية التكفيرية –6 – لامركزية المرجعية و استتباعاتُها ...
- بوح في جدليات – 7 – أبي أنا ذاهب.
- في الموت – قراءة رابعة، بوابة الانتقال.
- قراءة في جدلية ما بين المنظومة الدينية و الواقع- 2 – المقدس ...
- بوح في جدليات – 6 – ارتدي ثيابك َ لقد تأخرنا.
- وباء السلفية التكفيرية – 5- التركيب الإجرامي للتكفيري ج 4
- الضربات الأمريكية لداعش.
- وباء السلفية التكفيرية – 4- التركيب الإجرامي للتكفيري ج 3
- وباء السلفية التكفيرية – 3- التركيب الإجرامي للتكفيري ج 2
- وباء السلفية التكفيرية – 2- التركيب الإجرامي للتكفيري ج 1
- بوح ٌ في جدليات – 5 – جارنا و الأفعى.
- في الموت – قراءة ثالثة، من العبثية حتى الحتمية.
- من وحي قصة حقيقية - يا سادن الحبِّ.
- في الموت – قراءة ثانية من حيث الموقف الإنساني الواعي.
- غزة - 4 - بقلم الملكة رانيا
- وباء السلفية التكفيرية و ضرورة الاستئصال.


المزيد.....




- -عيد الدني-.. فيروز تبلغ عامها الـ90
- خبيرة في لغة الجسد تكشف حقيقة علاقة ترامب وماسك
- الكوفية الفلسطينية: حكاية رمز، وتاريخ شعب
- 71 قتيلا -موالين لإيران- بقصف على تدمر السورية نُسب لإسرائيل ...
- 20 ألف كيلومتر بالدراجة يقطعها الألماني إفريتس من أجل المناخ ...
- الدفاع الروسية تعلن تحرير بلدة جديدة في دونيتسك والقضاء على ...
- الكرملين يعلق على تصريح البنتاغون حول تبادل الضربات النووية ...
- روسيا.. اكتشاف جينات في فول الصويا يتم تنشيطها لتقليل خسائر ...
- هيئة بريطانية: حادث على بعد 74 ميلا جنوب غربي عدن
- عشرات القتلى والجرحى بينهم أطفال في قصف إسرائيلي على قطاع غز ...


المزيد.....

- كتاب رينيه ديكارت، خطاب حول المنهج / زهير الخويلدي
- معالجة القضايا الاجتماعية بواسطة المقاربات العلمية / زهير الخويلدي
- الثقافة تحجب المعنى أومعضلة الترجمة في البلاد العربية الإسلا ... / قاسم المحبشي
- الفلسفة القديمة وفلسفة العصور الوسطى ( الاقطاعية )والفلسفة ا ... / غازي الصوراني
- حقوق الإنسان من سقراط إلى ماركس / محمد الهلالي
- حقوق الإنسان من منظور نقدي / محمد الهلالي وخديجة رياضي
- فلسفات تسائل حياتنا / محمد الهلالي
- المُعاناة، المَعنى، العِناية/ مقالة ضد تبرير الشر / ياسين الحاج صالح
- الحلم جنين الواقع -الجزء التاسع / كريمة سلام
- سيغموند فرويد ، يهودية الأنوار : وفاء - مبهم - و - جوهري - / الحسن علاج


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع - نضال الربضي - قراءة في اللادينية – 4 – الإحيائية، الطوطم و التابو كمدخلٍ جامع لفهم ثنائية الإله و الشيطان ج 2