ميلاد سليمان
الحوار المتمدن-العدد: 4597 - 2014 / 10 / 8 - 08:59
المحور:
العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
يوماً ما سيوضع الكتاب المقدس والقرآن بجوار كتب محاورات أفلاطون والالياذة والاديسا ومسرحيات أرستوفان على أحد أرفف مكتبة كلية الآداب- مع العلم أن الكتابين ليسا بنفس القامة ولا الصقل الأدبي والإنساني كمثل الكتب التي بجوارهما ولكن ربما هو مجرد خطأ في الارشفة- ولا يقرأهما إلا طالب أراد إكمال بحث خاص بالحضارات القديمة والدول الزائلة، وحينها ستتحول الكنائس والمساجد إلى أماكن مهجورة يذهب لها الناس بصحبة مرشد سياحي ليوضح لهم بإستنكار وحزن تاريخ المذابح والفتن التي تمت بسبب التعاليم السرطانية التي كانت تقال فيهما، وسيسرح كافة رجال الدين، ليعمل بعضهم بالسياسة وبعضهم بالقوادة وبعضهم بالنصب وبعضهم سينتظر تعزيات السماء ويتحسر على عصور مجيدة مضت ولن تعود.
اندثرت الديانة المصرية القديمة بسبب قمع وشراسة ووحشية الأديان التي لم تترك مجال لغيرها على الساحة، بينما في روما وأثينا كانت المعابد تعج بالآلهة، حول الكعبة كانت تماثيل الآلهة بالعشرات، المسيحيون في روما بعد اعتبارها المسيحية ديانة رسمية في مرسوم ميلان، قاموا بما خربوه في الإسكندرية من مكتبات ومدارس فلسفية وقتل وسحل للكثيرين، وكما فعل أخوتهم في الجزيرة العربية مع الجاهليين أو هكذا أسموهم، حينما قويت شوكة الإسلام، المصرية القديمة كان فيها التاسوع مجمع الآلهة، وكانت تحفل بمعابد كثيرة، وليس الآب الواحد القدوس الاقنومي قمة المثلث، ولا الله الحي القيوم الغير رحمن.
ولكن الحلم يأبى أن يستمر، فلم يكن يرد في ذهن رجال الدين شيئ يسمى انطرنيت ولا ويكيبيديا وجوجل، وكل المراجع التاريخية والمصادر والوثائق والحواشي والشروح والتراجم، متاحة بضغطة على الزر، يعني تدوس زر وتلاقي الكتب بتنط عليك، بجميع اللغات ومسموعة ومجاناً، فلم يعد رجال الدين هم المصدر الأول الحصري للمعرفة والمعلومات، بل صاروا في العربة الأخيرة من القطار، عربة المواشي عدم المؤاخذة.
#ميلاد_سليمان (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟