فلاح هادي الجنابي
الحوار المتمدن-العدد: 4596 - 2014 / 10 / 7 - 21:59
المحور:
مواضيع وابحاث سياسية
منذ إستلام النظام الديني المتطرف لزمام الحکم في إيران، إستند هذا النظام على برنامج خاص له من أجل ضمان إستمراره و کي يحقق حلمه الکبير بإقامة إمبراطورية دينية تهيمن على معظم دول المنطقة بنفوذها و سطوتها.
هذا البرنامج، إعتمد على مبدأ قمع الشعب الايراني و مصادرة حرياته و فرض قيم و أفکار رجعية متخلفة عليه، کنهج اساسي للتعامل مع هذا الشعب، لکنه وفي نفس الوقت إعتمد أيضا على تفعيل مبدأه الذي يسميه کذبا"تصدير الثورة" وهو في الحقيقة تصدير التطرف الديني المشفوع بالارهاب الى دول المنطقة کي تصبح في النتيجة مناطق نفوذ يبسط فيها هيمنته کما هو الحال الان في لبنان و العراق و سوريا و اليمن.
المتابع للأوضاع الداخلية في إيران، يجد أن وتيرة النهج القمعي للنظام الديني القائم تزداد يوما بعد يوم، وعلى الرغم من دعاوي و مزاعم الاصلاح التي يتمشدق بها الرئيس روحاني منذ عام على إنتخابه، لکن وتيرة تنفيذ أحکام الاعدام في البلاد قد إزدادت بحيث لم تصل الى هکذا مستوى منذ أکثر من عشرة أعوام، الى جانب أن معظم السجون الايرانية قد إکتضت بالنزلاء و باتت تتحمل أضعاف طاقتها الاعتيادية وذلك ماإنعکس سلبا على أوضاع النزلاء فصاروا يعانون من مشاکل جمة حيث تفشت بينهم الامراض و مختلف المشاکل و الازمات، کما أن الاوضاع الاقتصادية وعلى الرغم من الوعود و العهود التي أطلقها روحاني يمنة و يسرة، فإنها هي الاخرى قد إزدادت سوءا و بلغت حدودا استثنائية من حيث وخامتها و ترديها کما ان الاوضاع الاجتماعية أيضا قد بلغت ذروتها من حيث تفاقم المشاکل و الازمات الاجتماعية و التفكك الاسري و البطالة و ارتفاع وتيرة الجرائم و زيادة الفقر المدقع بنسب مخيفة.
تدخلات النظام الايراني في بلدان المنطقة من خلال تصدير التطرف الديني و الذي ضم الى دائرته اليمن عندما تمکن عن طريق دعمه و توجيهه المتواصل للحوثيين من جعل اليمن خاضعا لهيمنته الفکرية و السياسية کما أن قيام هذا النظام بتأسيس أکثر من 50 ميليشيا مسلحة على أساس الفکر الديني المتطرف في العراق بالاضافة الى التنظيمات المتطرفة التي شکلها في سوريا، ومايحدث الان في المنطقة من هجمة ظلامية رجعية على يد تنظيم داعش الارهابي و الذي کان الى الامس احدى وسائل النظامين الايراني و السوري من أجل تزييف و تحريف ماهية الثورة السورية و جعلها تبدو بمظهر تمر للإرهابيين من أجل حرف الحقيقة و إنقاذ رأس النظام، وفي ظل کل هذا، فإن الحل الامثل المتاح من أجل الحد من خطر و تهديد النظام الديني المتطرف في إيران يکمن في نقطتين اساسيتين هما:
1ـ دعم و تإييد تطلعات و طموحات الشعب الايراني و المقاومة الايرانية من أجل الحرية و التغيير.
2ـ قطع أذرع النظام الايراني في بلدان المنطقة و خصوصا في العراق و سوريا و لبنان و اليمن.
#فلاح_هادي_الجنابي (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟