|
الفرق بين السب والوصف
محمد الحداد
الحوار المتمدن-العدد: 4596 - 2014 / 10 / 7 - 17:01
المحور:
العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
في تعليق لاحداهن على مقال فاطمة ناعوت والمذبحة قالت ما نصه : النبي أدم اللي بيرد عليها بيوصف الناس بالرعاع الهمج وبيعايب على الرعاع الهمج انهم شتموها وهو ليس أقل منهم أدبا وتربية وقلة عقل..لاتنه عن خلق وتفعل مثله عار عليك إن فعلت عظيم مثلكم مثل المتأسلمين كلكم خراف لأفكاركم تمأمون بها ولكن هذا أقصى اليمين وذاك أقصى اليسار..في فمي ماء كثير. انتهى النقل. أجيب ابنة آدم بالتالي: السب والشتم هو ما قمت به بتعلقيك أعلاه، وحيث أنك قلت بتعليق سبقه التالي: دي بتسمي نفسها اعتذرت وهي بتدعي علينا اننا نفسنا وعقلنا مش صافي وقولناها ما لم تقل ولم نفهم السياق الأدبي يا حجة انا واحدة من الناس دارسة لغة وادب واللي انتي قلتيه من اول التويتة الاولى لحد بيان التوضيح هو قلة الادب بعينها سواء منك او من المعلقين عليكي فلم تكوني أفضل منهم حيث شتموكي بالبلدي وانتي شتمتيهم بالفصحى فبئس الكاتبة والمتلقين فبما أنك دارسة لغة وأدب، كان من الواجب عليك التفريق بين السب والشتم من جهة والصفة من جهة أخرى. وبالرغم من أني أحمل شهادة عليا في اختصاص علمي غير مرتبط باللغة وآدابها، وإن درجتي كانت فقط 59 بالمئة بمادة اللغة العربية، إلا أني سأحاول أن أشرح لك رغم عدم إلتزامك بالخلق الحميد. فالصفة تصف حال الموصوف، وهي حالة ملازمة للموصوف لا تفترق عنه، فعندما تقولين هذه امرأة جميلة، فأنت تعنين أن الجمال صفة لتلك المرأة، وأنها ملازمة لها. بينما السب والشتم هو باستخدام كلمات بذيئة غير ملازمة و لا موائمة للموصوف. فلو قلت هذه المرأة بنت كلب، فهذا لا يعني ان الكلب هو أباها البيولوجي بالمعنى الحرفي للكلمة، ولكنك بتوصيفك ذاك عبرتي عن مشاعرك تجاهها، وهو شعورك واحساسك أنت، و لآ يمت لها أو للواقع بصلة، وهي ليست صفة خاصة و ملازمة لتلك المرأة.
والآن آتي للكلمات التي أزعجتك بمقالي المذكور أعلاه. التيار الديني طاغي عندكم في مصر، والتدين السطحي الذي يركض وراء كل تكفيري كبير وخطير، لأنه غير واع، يهرول فيه الرعاع والهمج وراء أي رجل يدعي الفقه بالدين، وهو لم يقرأ سوى بضع كتب تعد بالأصابع، فههنا موضع الخطر. فكلمة الرعاع تعني سفالة المجتمع، حيث جاء في لسان العرب التالي: ورَعاعُ الناس: سُقّاطُهم وسَفِلَتُهم. وفي حديث عمر، رضي الله عنه: أَن المَوسم يَجمع رَعاع الناس أَي غَوْغاءهم وسُقّاطَهم وأَخلاطَهم، الواحد رَعاعة؛ ومنه حديث عثمان، رضي الله عنه، حين تَنَكَّرَ له الناس: إِن هؤلاء النفررَعاع غَثَرةٌ. وفي حديث علي، رضي الله عنه: وسائر الناسِ هَمَجٌ رَعاعٌ؛ قال أَبو منصور: قرأْت بخط شمر والرُّعاعُ كالزجاج من الناس، وهم الرُّذال الضُّعفاء، وهم الذين إِذا فَزِعوا طاروا؛ قال أَبو العَمَيْثَل: ويقال للنعامة رَعاعة لأَنها أَبداً كأَنها مَنْخوبة فَزعةٌ. ومنه تجدين أني أصف الناس التي اهتزت بسرعة وفزعت لكلمة فاطمة، وهم من أراذل الناس، وهم كالنعامة بفزعها. فبالنتيجة أنا أصف ناس معينة وليس كل الناس لتصرفهم الهمجي، أما همج فجاء فيها التالي: هَمَجَتِ الإِبلُ من الماء تَهْمُجُ هَمْجاً، وهي هامِجةٌ: شربت منه فاشتكت عنه؛ وهي إِبِلٌ هَوامِجٌ. والهَمَجُ جمع هَمَجَةٍ، وهي ذباب صغير كالبعوض يسقط على وجوه الغنم والحُمُرِ وأَعينها. وفي حديث عليّ، رضي الله تعالى عنه: سبحان من أَدْمَجَ قوائم الذَّرَّة والهَمَجَةِ؛ وهي واحدة الهمج ذبابٌ صغير يسقط على وجوه الإِبل والغنم والحمير وأَعينها؛ وقيل: الهَمَجُ صغار الدواب. الليث: الهَمَجُ كلُّ دُودٍ يَنْفَقِئُ عن ذباب أَو بَعُوض، ويقال لرُذالَة الناس: هَمَجٌ؛ وقال ابن الأَعرابي: والهَمَجُ البَعُوضُ والذباب. والهَمَجُ، في كلام العرب: أَصله البعوض، الواحدة هَمَجة، ثم يقال لرذال الناس: هَمَجٌ هامِجٌ؛ قال ابن خالويه: الهَمَجُ الجوع، وبه سمِّي البعوض لأَنه إِذا جاع عاش، وإِذا شبع مات. والهَمَجُ الجوعُ. وهَمَجَ إِذا جاع؛ قال الراجز: قد هَلَكَتْ جارَتُنا من الهَمَجْ، وإِن تَجُعْ تأْكلْ عَتُوداً أَو بَذَجْ والهَمَجُ: الرَّعاعُ من الناس؛ وقيل: هم الأَخلاط، وقيل: هم الهَمَلُ الذين لا نِظَامَ لهم. وكل شيء ترك بعضه يَموجُ في بعض، فهو هامجٌ. وقالوا: هَمَجٌ هامِجٌ، فإِما أَن يكون على ذلك، وإِما أَن يكون على المبالغة؛ قال الحارثُ بن حِلِّزَةَ: يَتْرُكُ ما رَقَّحَ من عَيْشِه، يَعِيثُ فيه هَمَجٌ هامِجُ وقولهم: هَمَجٌ هامِجٌ، توكيد له كقولك: لَيْلٌ لائِلٌ. ويقال للرَّعاع من الناس الحَمْقَى: إِنما هم هَمَجٌ هامِج؛ وقول أَبي مُحْرِز المُحارِبي: قد هلكت جارتنا من الهَمَج قالوا: سُوءُ التدبير في المعاش؛ وفي حديث عليّ، رضي الله عنه: وسائرُ الناسِ هَمَجٌرَعاعٌ؛ شَبَّه عليٌّ، عليه السلام، رَعاعَ الناس بالبعوض. والهَمَجُ رُذالُ الناس. ويقال لأُشابَة الناس الذين لا عقول لهم ولا مُرُوءَةَ: هَمَجٌ هامج. وقومٌ هَمَجٌ: لا خير فيه؛ قال حميد بن ثور: هَمِيجٌ تَعَلَّلَ عن خادِلٍ، نَتِيجُ ثلاثٍ، بَغِيضُ الثَّرَى يعني الولد نتيج ثلاث بغيض. ورجل هَمَجٌ وهَمَجة: أَحمق، والأُنثى بالهاء لا غير، وجمعُ الهَمَج أَهْماجٌ؛ قال رؤبة: في مُرْشِقاتٍ لَسْنَ بالأَهْماج أَبو سعيد: الهَمَجةُ من الناس الأَحمق الذي لا يتماسك، والهَمَجُ: جمع الهَمَجة. والهَمَجة الشاة المهزولة؛ وقول أَبي ذؤيب: كأَنَّ ابْنةَ السَّهْمِيِّ، يَومَ لقِيتُها مُوَشَّحَةً بالطُّرَّتَيْنِ، هَمِيجُ قالوا: ظبيةٌ ذُعِرَتْ من الهَمَج. ويقال للنعجة إِذا هَرِمَتْ: هَمَجَةٌ وعَشَمةٌ. فتجدين أني عنيت أنهم يتزاحمون كالذباب، وهذا ما حدث مع موضوع فاطمة، حيث تجمع أراذل الناس وتهافتوا على الرد الغير مؤدب والغير لائق وكأنهم الذباب الصغير المتساقط والمتجمع على عيون الخيل. فبالنتيجة أنا أصف حالة وقع بها بعض الناس، ولا يقع بمثل هذا المحظور إلا كل رعاع همجي.
محمد الحداد 07 . 10 . 2014
#محمد_الحداد (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟
رأيكم مهم للجميع
- شارك في الحوار
والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة
التعليقات من خلال
الموقع نرجو النقر
على - تعليقات الحوار
المتمدن -
|
|
|
نسخة قابلة للطباعة
|
ارسل هذا الموضوع الى صديق
|
حفظ - ورد
|
حفظ
|
بحث
|
إضافة إلى المفضلة
|
للاتصال بالكاتب-ة
عدد الموضوعات المقروءة في الموقع الى الان : 4,294,967,295
|
-
فاطمة ناعوت والمذبحة
-
بعض الملاحظات حول غزة
-
النظام الرئاسي أفضل لعراق اليوم
-
تعديل مقال
-
يجب تجريم خطاب الكراهية
-
خليفة وأخوته مع داعش
-
أفضل حل للعراق هو التقسيم
-
زواج متأخر
-
أحب النساء
-
تعري أمينة و هيفاء
-
خالد 59 والبواسير
-
ارتقوا .... فالقاع مزدحم
-
عائشة ج20
-
عائشة ج19
-
عائشة ج18
-
عائشة ج17
-
عائشة ج16
-
عائشة ج15
-
عائشة ج 14
-
عائشة ج13
المزيد.....
-
قائد -قسد- مظلوم عبدي: رؤيتنا لسوريا دولة لامركزية وعلمانية
...
-
من مؤيد إلى ناقد قاس.. كاتب يهودي يكشف كيف غيرت معاناة الفلس
...
-
الرئيس الايراني يدعولتعزيز العلاقات بين الدول الاسلامية وقوة
...
-
اللجوء.. هل تراجع الحزب المسيحي الديمقراطي عن رفضه حزب البدي
...
-
بيان الهيئة العلمائية الإسلامية حول أحداث سوريا الأخيرة بأتب
...
-
مستوطنون متطرفون يقتحمون المسجد الأقصى المبارك
-
التردد الجديد لقناة طيور الجنة على النايل سات.. لا تفوتوا أج
...
-
“سلى طفلك طول اليوم”.. تردد قناة طيور الجنة على الأقمار الصن
...
-
الحزب المسيحي الديمقراطي -مطالب- بـ-جدار حماية لحقوق الإنسان
...
-
الأمم المتحدة تدعو إلى ضبط النفس وسط العنف الطائفي في جنوب ا
...
المزيد.....
-
السلطة والاستغلال السياسى للدين
/ سعيد العليمى
-
نشأة الديانات الابراهيمية -قراءة عقلانية
/ د. لبيب سلطان
-
شهداء الحرف والكلمة في الإسلام
/ المستنير الحازمي
-
مأساة العرب: من حزب البعث العربي إلى حزب الله الإسلامي
/ حميد زناز
-
العنف والحرية في الإسلام
/ محمد الهلالي وحنان قصبي
-
هذه حياة لا تليق بالبشر .. تحرروا
/ محمد حسين يونس
-
المرحومة نهى محمود سالم: لماذا خلعت الحجاب؟ لأنه لا يوجد جبر
...
/ سامي الذيب
-
مقالة الفكر السياسي الإسلامي من عصر النهضة إلى ثورات الربيع
...
/ فارس إيغو
-
الكراس كتاب ما بعد القرآن
/ محمد علي صاحبُ الكراس
-
المسيحية بين الرومان والعرب
/ عيسى بن ضيف الله حداد
المزيد.....
|