جابر احمد
الحوار المتمدن-العدد: 1293 - 2005 / 8 / 21 - 11:46
المحور:
العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
في خطوة هي الأولى من نوعها وإمام ألازمات الاقتصادي والاجتماعية التي يعاني منها شعبنا العربي الاهوازي نتيجة لحرمانه من ثروته النفطية تدارس مجلس الوزراء الإيراني في جلسته الخامسة المنعقدة في 27 حزيران الماضي إقرار قانون يتم بموجبه تخصيص 1.5% من عائدات النفط الإيراني لما أسمتها بمنطقة " خوزستان " تزداد وتنخفض وفقا لتقلبات أسعار البترول في الأسواق العالمية.
وقد جاء في قرار مجلس الوزراء الإيراني الذي اقر من حيث المبدأ أن هذا المبلغ في حال إقراره من قبل مجلس الشورى الإسلامي سوف يخصص خلال هذا العام وللبرنامج الرابع لخطة التنمية للسنوات القادمة.
وقام مجلس الوزراء وبعد الدراسات المستفيضة تقديم لائحة هذا القانون إلى مجلس الشورى الإسلامي من اجل إقراره إلا إن المجلس دون إن يناقش هذا القرار ومن خلال عنوانه فقط قام بالتصويت ضده وبالتالي لم يستحب حتى لتخصيص حصة ضئيلة من عائدات هذا البترول إلى أبناء شعبنا الذي ينتج معظم البترول الإيراني المصدر للخارج من فوق أراضيه.
ولتذكير السادة القراء الكرام لابد من القول إن حجم الاحتياطي للثروة النفطية في منطقة الأهواز العربية يصل إلى ما يقارب 40 مليار برميل من النفط و 210 مليار قدم من الغاز وباكتشاف حقول الحسنية وكوشك في المناطق العربية ارتفع هذا الاحتياطي لتحتل إيران المرتبة الثانية في احتياطي النفط بعد السعودية بعد إن كان العراق يحتل هذا المركز، كما إن نفطها اليوم يشكل 20% من احتياطي نفط أوبك.
لقد اقر القانون الدولي أن النفط المنتج في منطقة ما لابد إن تخصص نسب منه لحل احتياجات السكان المحليين وبعد ذلك لا مانع بان تخصص المبالغ المتبقية لتنمية المحافظات المتبقية من إيران في حين أن الحكومة الإيرانية تنهب كل هذه الثروة ولم تخصص أي جزء يذكر منها لتنمية المنطقة التي ينتج منها هذا البترول.
لقد تدخلت في السنوات الأخيرة الهيئات الدولية لفرض تخصيص عائدات من البترول المنتج من داخل أراضي السكان الأصليين لصالحهم، كما هو الحال بالنسبة لأكراد العراق الذي خصصت له 17% من عائدات النفط العراقي، وهكذا الأمر بالنسبة لسكان جنوب السودان الذي تم تخصيص 14% من النفط السوداني لتنمية جنوبه وأخيرا الاتفاق الذي تم بين الحكومة الأندنوسية وحركة أتشه حيث تم تخصيص 70% من عائدات البترول للسكان المحليين.
وتبقى حكومة الجمهورية الإسلامية وحدها التي تجيز نفسها نهب الثروة النفطية للشعب العربي الاهوازي على الرغم من أن مجلس وزارها قد اقر قانون تخصيص مبلغ 1.5% من البترول الإيراني وهو مبلغ ضئيل جدا لتنمية المنطقة ألان إن مجلس الشورى الإسلامي ودون إعطاء أي مبررات رفض هذا المشروع وهنا يصدق المثل العربي القائل تمخض البعير وولد فارة ولكن في الحالة الإيرانية يمكن القول انه إجهض هذا الفار ولم يتمكن من ولادته .
#جابر_احمد (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟