أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - هبة عبده حسن - فقه فاسد أم فكر شرير (اقرأ...)














المزيد.....

فقه فاسد أم فكر شرير (اقرأ...)


هبة عبده حسن

الحوار المتمدن-العدد: 4595 - 2014 / 10 / 6 - 00:32
المحور: العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
    


في كتاب المرحوم الدكتور فرج فودة "نكون أو لا نكون" - وهو عبارة عن مجموعة من مقالات تم نشرها سابقاً في صحف مصرية وعربية ودولية - وبالتحديد في الصفحة رقم 158 وتحت عنوان "جذور التطرف في نفوس الشباب" وهو المقال الذي نشر في العام 1978 يقول أن نقطة البدء التي تنتهي بالتطرف لدى الشباب هي مناهجنا التعليمية، ويسوق مثالاً لذلك بدرس من كتاب القراءة والمحفوظات المقرر على الصف الخامس الابتدائي وعنوانه "نشيد النصر" أتى فيه أنه من واجب مصر أن تشكر الله كثيراً وتعرف فضله عليها، فقد نصرها في حرب رمضان كثمرة للإيمان الصحيح والعزم القوي والصبر والعمل المتصل، ويستعرض الدكتور فودة مستخلصاً (باستنكار طبعاً) أن العامل الحيوي في النصر (وهو العمل) قد دفع عمداً وقصداً إلى المرتبة الأخيرة في سلسلة عوامل النصر (أو أي عمل ناجح آخر) ويتساءل بأي ذهنية إذن سوف يجيب مدرس التلاميذ في الصف الخامس الابتدائي لو سأله أحدهم: وكيف وقعت حادثة ثغرة الدفرسوار إذن؟ هل كنا أقل إيماناً؟ هل كان العدو أكثر إيماناً؟ هل تخلى الله عنا؟

إجابة الأسئلة الافتراضية السابقة والتي كان محلها العام 1978 هو في المعركة العجيبة الدائرة الآن في الساحة الإعلامية والصحفية وفضاء شبكات التواصل الاجتماعي في مصر المحروسة بين مسؤولي وزارة التربية والتعليم (لاحظوا الاسم!) وبعض الشخصيات والاتجاهات الفكرية المختلفة والتي يغلب عليها التقدمية بطبيعة الحال، ويعلق عليها الشعب في فضاء الواقع الافتراضي في الفيسبوك وتويتر وغيره. موضوع الصراع هو أن الوزارة قد أخذت على عاتقها تأريخ أحداث 25 يناير و 30 يونيو في كتب التاريخ المقررة على المرحلة الابتدائية. وبغض النظر عن اسم ما حدث في التاريخين وإذا ماكان مؤامرة أو مغامرة، ثورة أو انقلاب، انتفاضة جماهير أم انتفاضة حرامية فالمهم أن وزارة التربية والتعليم (لاحظوا الاسم مرة ثانية) تقوم بتأريخه بناءً على رواية بعينها وتذكر أسماء أفراد وجماعات وأحزاب إسلامية (كحزب النور السلفي) على أساس أنهم من الثوار الأحرار مؤيدي انتفاضات الجماهير. وقبل احتفالات عيد الأضحى خرج علينا المتحدث باسم وزارة التربية والتعليم قائلاً إن الوزارة لا تقبل ان يغضب حزب النور (السلفي) منها لأنهم جزء من هذا الوطن فهم إخواننا وزملاؤنا.

لا اعتراض لدي على عاطفة الأخوة بين المسؤولين في الإدارة التنفيذية في مصر وبين الأحزاب الدينية ولكن ليكن تعاطفهم هذا ومشاعر التآخي بعيداً عن أدمغة الصغار الذين هم مستقبل بلد يعاني بشدة جرّاء مثل هذه التبادلات التي لا خير فيها تلك التي أنتجت لنا ما دمّر دولاً كالعراق وسوريا. أنا أشعر بالخوف الشديد على مستقبل مصر بعد قراءة رد المتحدث باسم الوزارة خاصة لأنني أعلم يقيناً أن مدخلات العملية التعليمية هي في الأساس ما صنعت ما نعانيه الآن وسنعانيه لعقود قادمة.

كلنا يعي أن السيطرة على وعي الشعوب هو أقصر الطرق للسيطرة على مقدراتها، وكلنا يعي أن السيطرة على وعي الشعوب يكون بتمهيد العقول في الصغر سواء لقبول روايات السلطة عن أحداث آنية أو عن طريق تسطيحها بترديد أساطير غير مقبول مناقشتها من نوع أن الملائكة كانت تحارب إلى جانب الجيش المصري ولذلك أتانا الانتصار في حرب 73 فنحن لم ننتصر لأن مئات الآلاف من الجنود والقادة فكروا وتدبروا وتدربوا وعملوا وأبدعوا... ونحن لم ننتصر لأن ملايين المصريين تبرعوا بالمال والدم لإعادة بناء الجيش... لا لا لا... لقد انتصرنا لأننا مؤمنون ولا مناقشة!

هناك مشهد كوميدي بديع وبليغ للفنانين: محمد صبحي، عبلة كامل وهاني رمزي وآخرين في مسرحية اسمها "وجهة نظر" وهي عمل فني جميل تم إنتاجه في التسعينيات من القرن الماضي. المسرحية كانت محمّلة بالإسقاطات السياسية (وهي السمة التي ميزت الأعمال الدرامية والأدبية في تلك الفترة). وبالعودة لذلك المشهد... فعلى خشبة المسرح كان هناك مجموعة من المكفوفين في معهد للتأهيل ذا إدارة سيئة ومجحفة وكان المكفوفون يحاولون إثبات هذه الحقيقة للعالم الخارجي فقام أحدهم بسرقة خطاب رسمي من الإدارة وجلسوا جميعاً حول الشخصية الوحيدة التي كان بإمكانها القراءة (وهي التي أدتها عبلة كامل)... تلك الشخصية كانت ضعيفة النظر ولكنها ليست فاقدته.... وفي ذلك المشهد كانت عبلة كامل تحاول قراءة ذلك الخطاب الرسمي لزملائها فاستغرقت وقتاً طويلاً في الحرفين الأولين للكلمة الأولي في أول سطر من سطور الخطاب، وبعد معاناة خلصت بأن الحرفين هما إما "باء" أو "تاء" وإما "سين" أو "شين" أو كما قال محمد صبحي في المسرحية متسائلاً بأسى: (يعني يا إما بس يا إما تش؟)... إبداع المشهد ليس فقط في كم الضحك الذي صحبه واستدعاه ولكن في كونه يصف حالنا نحن شعوب "اقرأ"، فنحن يا "إما بس يا إما تش" ولا حول ولا قوة إلا بالله.



#هبة_عبده_حسن (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- فقه فاسد أم فكر شرير (كأنهم لؤلؤ منثور!)
- فقه فاسد أم فكر شرير (الطاعة أولى!)
- فقه فاسد أم فكر شرير (اسألوا أهل الذكر!)
- فقه فاسد أم فكر شرير (المنصورون بالرعب!)
- نكاح العقل!
- في ملكوتك
- نون
- مفتاح الفرج
- ماتقتلنيش
- مصر بين لعبتي الشطرنج الإيرانية والنسيج المهترئ السعودية (ال ...
- مصر بين لعبتي الشطرنج الإيرانية والنسيج المهترئ السعودية (ال ...
- مصر بين لعبتي الشطرنج الإيرانية والنسيج المهترئ السعودية (ال ...
- مصر بين لعبتي الشطرنج الإيرانية والنسيج المهترئ السعودية (ال ...
- زمانان لشجرة المانجو العتيقة (قصّة)
- جان دارك أفريقيا
- سوق الحلاوة
- لنهدمنّ الأمم
- واضربوهن!
- بين معارك 1926 ومذابح 2014، نحن شركاء بالجهل مرّة وبالعلم مر ...
- المجلس المصري للإعلام بين السموات المفتوحة والنوايا الطيبخبي ...


المزيد.....




- دراسة: السلوك المتقلب للمدير يقوض الروح المعنوية لدى موظفيه ...
- في ظل تزايد التوتر المذهبي والديني ..هجوم يودي بحياة 14 شخصا ...
- المقاومة الاسلامية بلبنان تستهدف قاعدة حيفا البحرية وتصيب اه ...
- عشرات المستوطنين يقتحمون المسجد الأقصى
- مستعمرون ينشرون صورة تُحاكي إقامة الهيكل على أنقاض المسجد ال ...
- الإعلام العبري: المهم أن نتذكر أن السيسي هو نفس الجنرال الذي ...
- ثبتها فوراً لأطفالك.. تردد قناة طيور الجنة 2024 على نايل سات ...
- الجنائية الدولية تسجن قياديا سابقا في أنصار الدين بمالي
- نزع سلاح حزب الله والتوترات الطائفية في لبنان.. شاهد ما قاله ...
- الدعم الأميركي لكيان الاحتلال في مواجهة المقاومة الإسلامية


المزيد.....

- مأساة العرب: من حزب البعث العربي إلى حزب الله الإسلامي / حميد زناز
- العنف والحرية في الإسلام / محمد الهلالي وحنان قصبي
- هذه حياة لا تليق بالبشر .. تحرروا / محمد حسين يونس
- المرحومة نهى محمود سالم: لماذا خلعت الحجاب؟ لأنه لا يوجد جبر ... / سامي الذيب
- مقالة الفكر السياسي الإسلامي من عصر النهضة إلى ثورات الربيع ... / فارس إيغو
- الكراس كتاب ما بعد القرآن / محمد علي صاحبُ الكراس
- المسيحية بين الرومان والعرب / عيسى بن ضيف الله حداد
- ( ماهية الدولة الاسلامية ) الكتاب كاملا / أحمد صبحى منصور
- كتاب الحداثة و القرآن للباحث سعيد ناشيد / جدو دبريل
- الأبحاث الحديثة تحرج السردية والموروث الإسلاميين كراس 5 / جدو جبريل


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - هبة عبده حسن - فقه فاسد أم فكر شرير (اقرأ...)