أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - محمد أحمد أبو النواعير - المسؤولية بين الشعب والسلطة .. محمد أبو النواعير*














المزيد.....

المسؤولية بين الشعب والسلطة .. محمد أبو النواعير*


محمد أحمد أبو النواعير
(Mohammed Ahmed Ali)


الحوار المتمدن-العدد: 4594 - 2014 / 10 / 5 - 22:46
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


المسؤولية
بين الشعب والسلطة
محمد أبو النواعير*
هل التقصير من الشعب ؟
أم أن الحكومة هي المقصرة؟
وما هو دور الشعب في العمل السياسي والحكومي؟ هل أنه متفاعل منفعل به؟ أم أنه مغلوب على أمره؟
أسئلة كثيرة تفرض نفسها, عند التفكير في أي ظاهرة سياسية تقع في زمان ومكان معينين؛ ولكن المشكلة الحقيقية إنما تكون في عمق القناعات, التي يملكها السائل عن موضوع السؤال .
الممارسة السياسية في العراق, إمتلكت مساحة واسعة في حرية التفكير والنقد والتوصيف, وهذا بحد ذاته يعتبر أمرا صحيحا وجيدا, ولكن, هل أن هذه العملية كانت تسير بشكلها الأصولي والصحيح, أم لا ؟ خاصة وأننا نتلمس اتهامات متبادلة لفريقين: فريق يرى أن الشعب بقلة وعيه الثقافي السياسي, هو أحد أهم الأسباب في انتاج عملية سياسية ديمقراطية مشوهة, دليلهم في ذلك هو: تعود المجتمع العراقي على النقد العشوائي, لعمل الحكومات وممارساتها؛ الصنف الثاني: يرى أن سبب المشاكل والإخفاقات هو فريق العمل الحكومي, ببعده الوظائفي, وببعده السلوكي الممارساتي, والذي أنتج- بنظر هؤلاء- تجربة سياسية فاشلة وبإمتياز.
يرى بعض المفكرين, أن فكرة التمايز بين المجتمع والدولة, تعني في بعض معانيها, التَفَلّت من هيمنة الدولة, على مرافق الحياة كافة, والإقرار بوجود حيز سياسي واجتماعي واقتصادي وثقافي, خارج سطوة الدولة. ومفهوم السلطة, أو سلطة الدولة (الملك, الإمبراطور, الزعيم), في العصور السابقة, كانت قائمة على مبدأ إبتلاع المجتمع وإلغاء حضور الفرد, والسيطرة على مرافق المجتمع وأفراده, سواء أكانت الإيمانية أو الإقتصادية أو السياسية, مقابل هامشية حضور الإنسان (كفرد وكجماعة), ومشاركته في شؤون البلد وحكمه.
إن جوهر فكرة ( التمايز بين الدولة والمجتمع) يقود, من حيث المبدأ, الى مسألتين :
الأولى: هي النظر لمفهوم السياسة؛ فلم تعد السياسة بَعدُ شأنا خاصا أو مقدسا, أو عملا غامضا محاط بالألغاز والأحاجي, أو نشاطا مقتصرا على فئة قليلة أو قلة من الممارسين للعمل السياسي؛ بل غدت السياسة كظاهرة, شانا اجتماعيا عاما, تقوم على مفهوم المواطنة, وحق المواطن في أن يكون حاكما ومحكوما, وحقه في أن يمارس أنواع الضغوط المشروعة, للتأثير على أصحاب السلطة (الحكام) وصناع القرار, ليستحصل حقوقه العامة والخاصة.
المسألة الثانية: تتمثل في ترسيخ فكرة المجتمع السياسي المدني, وهي في مفهومها الحقيقي عملية اقرار , في الفكر الإجتماعي والسياسي, بوجود فروقات بين النظامين : المدني والسياسي, وإدراك أن المجتمع المدني, هو وحدة مستقلة ومميزة. أي انه لا يخضع خضوعا إداريا– وظيفيا لتأثير النظام السياسي؛ إنما هو يمثل مجموعة قوى تميل عندما تحقق تطورا ما, إلى (إخضاع) النظام السياسي ذاته, بوصف النظام السياسي, واحدا من المكونات النظامية لمجتمع المدني.
من خلال ما تم ذكره أعلاه , نصل الى نتيجة مهمة جدا, وهي أن العملية السياسية في العراق, قد كانت في الأساس تحمل بنيتها الإجتماعية الخاصة بها, هذه البنية التي لم يتمكن المجتمع من التأثير بها وبشكل صحيح, وفي حدودها المرسومة له, أو السيطرة على سلوك السياسي الفرد في الدولة, مما أدى الى أن يكون المسؤول السياسي أو الحكومي , في جانب منه يمثل وعيه التربوي والقيمي الذي غذاه به المجتمع, وجانبه الثاني, يمثل السلوكيات المنحرفة التي اتسم بها خلال عمله, والمنبثقة من نفس البنية التي أنتجته.
ما نحتاجه هو أن يكون المجتمع, كأفراد وكجماعات, على وعي تام بأنهم يمثلون المدرسة التربوية الأخلاقية المجتمعية التي يتخرج منها السياسي, وموظف الحكومة, مهما كانت درجته أو منصبه أو موقعه؛ وبحاجة في هذا الظرف, إلى اعادة تأسيس لبناء جديد, يقود وعي المجتمع بطريقة صحيحه, ليضعه في مسارات تمكنه من القيام بما هو مناط به من التأثير في العملية السياسة, وهذا بحد ذاته يحتاج لتظافر جهود كثيرة, من كل مؤسسات المجتمع: الدينية الحوزوية, والقيمية العشائرية, الأكاديمية البحثية الجامعية, وغيرها الكثير .
*ماجستير فكر سياسي أمريكي معاصر- باحث مهتم بالآديولوجيات السياسية المعاصرة.



#محمد_أحمد_أبو_النواعير (هاشتاغ)       Mohammed_Ahmed_Ali#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الفساد الإداري والمالي: بين الدين والقانون
- الصياد, والماء العكر, والسَمك السياسي!!
- أمراض الدولة: السمنة البيروقراطية- العراق أنموذجا محمد أبو ا ...
- رؤية للإمن في العراق: واقع وتحديات.. ..
- إرادة المواطن .. كحلم للتغيير .
- التغيير السياسي في العراق- فعل يدعو الى الثبات .. بقلم : محم ...
- العراق يتوسل أبنائه التغيير. بقلم: محمد أبو النواعير
- تحليل الخطاب الإعلامي.. بين أسلوب القارئ العادي وأسلوب المخت ...
- الخطاب و التحليل , إشكالية تعاطي .. بقلم : محمد أبو النواعير ...
- السلطة كمتغير نفسي في جسد الدولة
- السياسي في العراق كمشكلة, لا كحل .. بقلم محمد أبو النواعير . ...
- الممارسة السياسية في العراق بين العقلانية والإستبداد ..
- سُراق الثورة الحسينية .. بقلم : محمد أبو النواعير ..
- الجيش الإيراني, والجيش السوري, يقاتلان في العراق .. بقلم : م ...
- العمل السياسي في العراق : مابين مفهوم التيارية والحزبية ..
- خراب العراق , بين الفساد الإداري والإنهيار الأمني ..
- المعركة لَم تَنتَهي بعد!
- عمار الحكيم .. كرجل سياسه .. بقلم : محمد ابو النواعير ..
- مقال - إسقاط مشاريع الدول .. الدوله العصريه العادله أنموذجا. ...
- تخلف الوعي السياسي في المجتمع - نظرة فرسان الأمل


المزيد.....




- فوضى في كوريا الجنوبية بعد فرض الأحكام العرفية.. ومراسل CNN ...
- فرض الأحكام العرفية في كوريا الجنوبية.. من هو يون سوك يول صا ...
- لقطات مثيرة لاطلاق صاروخ -أونيكس- من ساحل البحر الأبيض المتو ...
- المينا الهندي: الطائر الرومنسي الشرير، يهدد الجزائر ولبنان و ...
- الشرطة تشتبك مع المحتجين عقب الإعلان عن فرض الأحكام العرفية ...
- أمريكا تدعم بحثا يكشف عن ترحيل روسيا للأطفال الأوكرانيين قسر ...
- -هي الدنيا سايبة-؟.. مسلسل تلفزيوني يتناول قصة نيرة أشرف الت ...
- رئيس كوريا الجنوبية يفرض الأحكام العرفية: -سأقضي على القوى ا ...
- يوتيوبر عربي ينهي حياته -شنقا- في الأردن 
- نائب أمين عام الجامعة العربية يلتقي بمسؤولين رفيعي المستوى ف ...


المزيد.....

- المجلد العشرون - دراسات ومقالات- منشورة بين عامي 2023 و 2024 / غازي الصوراني
- المجلد الثامن عشر - دراسات ومقالات - منشورة عام 2021 / غازي الصوراني
- المجلد السابع عشر - دراسات ومقالات- منشورة عام 2020 / غازي الصوراني
- المجلد السادس عشر " دراسات ومقالات" منشورة بين عامي 2015 و ... / غازي الصوراني
- دراسات ومقالات في الفكر والسياسة والاقتصاد والمجتمع - المجلد ... / غازي الصوراني
- تداخل الاجناس الأدبية في رواية قهوة سادة للكاتب السيد حافظ / غنية ولهي- - - سمية حملاوي
- دراسة تحليلية نقدية لأزمة منظمة التحرير الفلسطينية / سعيد الوجاني
- ، كتاب مذكرات السيد حافظ بين عبقرية الإبداع وتهميش الواقع ال ... / ياسر جابر الجمَّال
- الجماعة السياسية- في بناء أو تأسيس جماعة سياسية / خالد فارس
- دفاعاً عن النظرية الماركسية - الجزء الثاني / فلاح أمين الرهيمي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - محمد أحمد أبو النواعير - المسؤولية بين الشعب والسلطة .. محمد أبو النواعير*