|
الارهاب الشعبى والمؤسساتى فى الدولة المصرية
مجدي جورج
الحوار المتمدن-العدد: 1293 - 2005 / 8 / 21 - 08:26
المحور:
العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
من خلال متابعتي لجريدة القدس العربي أتابع دائما باهتمام كتابات الصحفي الفلسطيني الأستاذ الفاضل زهير اندراوس ولقد قرأت له في عدد القدس العربي 5047 بتاريخ 17.8.2005 مقالته التي كتبها في الإرهاب الذي يلاقيه الفلسطينيين على ايدى الإسرائيليين سواء من الشعب أو من المؤسسات الموجودة بداخل الدولة العبرية وانأ هنا أقول له إن الظلم إذا جاء من الأعداء فنستطيع إن نقاوم ونعلن حرب شعواء حتى ننال حقوقنا بينما لو جاء الظلم من ذوى القربى وجيرانك في السكن فماذا تفعل؟ واليك الحكاية من البداية حكاية إبعاد وتهميش وتحقير الأقباط وظلمهم من جهة الدولة ومن جهة الشعب فوقع الأقباط بين المطرقة والسندان. إنا هنا لن احكي لك عن مدى الظلم والتهميش بالتفصيل ولكن سأعدد لك عدة مشاهد حدثت معنا كأقباط أصعب من التي حدثت لكم على يد الدولة والشعب العبري: المشهد الأول: بدأ مع وصول السادات للحكم فبعد علاقات هادئة بين الدولة والأقباط وبين الأقباط والمسلمين في ظل وجود زعيم قوى وذو كاريزما خاصة كعبد الناصر افتقد الأقباط هذا كله مع وصول السادات للحكم وبدأ التحرش بالأقباط في منطقة الخانكة بالقرب من القاهرة حيث تم إحراق كنيسة تحت الإنشاء كانت تتم فيها الشعائر الدينية من قبل العامة ومن الناس التي تسكن بجوار الكنيسة وتم تشكيل لجنة برلمانيه برئاسة المستشار العطيفى التي أوصت بتوصيات تعطى الأقباط حقوق كثيرة في موضوع بناء الكنائس وتعالج إلى حد ما قانون الخط الهمايوني البغيض ولكن لازالت توصيات هذه اللجنة حبيسة إدراج مجلس الشعب إلى اليوم (تستطيع إن ترجع إلى كتاب الأستاذ محمد حسنين هيكل خريف الغضب) والى الآن لم تحل مشكلة بناء الكنائس . المشهد الثاني : الاعتداءات التي تعرض لها الطلاب المسيحيين من طلاب الجماعات الاسلاميه في مختلف الجماعات المصرية وطلاب الجماعات الاسلاميه هؤلاء هم الذين أفرج السادات عن قادتهم من المعتقلات وشجعهم لمواجهة الناصريين واليسار في السبعينات وبعد إن فرغوا من القضاء على الناصريين واليسار انداروا إلى الطلاب الأقباط وهنا لم يجدوا من الدولة اى عقاب بل وجدوا مساندة وتعضيد . المشهد الثالث: في نهاية عصر السادات وفى إحداث سبتمبر 1981 قام السادات بالقبض على الكثير من الكهنة والأساقفة وقام باحتجاز البابا شنودة في دير وادي النطرون دون ذنب أو جريرة( كما احتجز الاحتلال عندكم وسجن الشيخ رائد صلاح ) ولكن كل ما في الأمر انه قام بذلك حتى لا يقال أن السادات سجن مشايخ المسلمين وزعيمهم عمر التلمسانى دون أن يمس احد من الأقباط . المشهد الرابع: المجزرة التي تعرض لها الأقباط في صنبو بمركز ديروط في محافظة أسيوط 1992 ومقتل أكثر من واحد وعشرون قبطيا على ايدى الجماعات الاسلاميه في وضح النهار وعندما استنجد الاهالى بالشرطة لم تتدخل ولم تعر الأمر ادني اهتمام ومعظم الضحايا ذبحوا ذبحا . المشهد الخامس : مذبحة كنيسة مار جرجس بابوقرقاص 1997 والتي اقتحمها المتطرفون في وضح النهار وقتلوا 12 شاب مسيحي رغم الحراسة المفروضة على الكنيسة والتي اختفت بقدرة قادر ساعة وقوع الجريمة. المشهد السادس: المذبحة التي حدثت في قرية الكشح 2000 ومقتل 23 مسيحي وحرق ونهب ممتلكات الأقباط في هذه القرية بتواطو ومساعدة الشرطة. المشهد السابع: إذا كان الاحتلال الاسرائيلى والمتطرفين اليهود قد قاموا بإحراق المسجد الأقصى واقتحامه وان الشرطة عندكم قد منعت المصلين من الصلاة في بعض المرات إلا إن هذا المشهد تستطيع إن تطبع وتنسخ منه مئات المشاهد فالاعتداء على محلات الأقباط وعلى ممتلكاتهم وخطف نسائهم وحرق ونهب كنائسهم من قبل المتطرفين كما حدث في بني والمس مغاغة المنيا ومنقطين سمالوط المنيا وكفر دميان شرقيه وفى قرية تلوانة الباجور منوفية وأخر السلسلة الطويلة حرق الكنيسة الإنجيلية بشبرا بالقاهرة وإغلاق الشرطة للكنائس أمر شائع وكثير جدا في مصر وإذا كانت الشرطة الإسرائيلية تسمح عندكم بإعادة فتح المساجد بعد فض إحداث الشغب وبعد طرد المتطرفين اليهود إلا إن الشرطة المصرية لا تفعل هذا أبدا وعندما تغلق كنيسة بسبب هجوم المتطرفين عليها فإنها نادرا ما تفتح ثانيه بحجة الحفاظ على الأمن في المنطقة وكأن الأمن لن يتحقق ألا بإغلاق الكنائس فهناك عشرات الكنائس المغلقة منذ أكثر من ثلاثين عاما والى الآن لم تفتح. المشهد الثامن: الجيش المصري لا يقل شراسة عن الجيش الاسرائيلى وخصوصا عندما يتعلق الأمر بشئ يخص الأقباط فإننا لا ننسى هجومه على دير بطمس ودير الأنبا انطونيوس . المشهد التاسع: إذا كنتم تعانوا من بناء جيش الاحتلال الاسرائيلى للسور العازل لديكم فان جيشنا المصري لم يحرمنا أيضا من هذا الأمر كأقباط فقام ببناء سور عازل بقرية درنكة ذات الغالبية القبطية بأسيوط وهذا السور يفصل بين السكان والمقابر اى بين الإحياء والأموات ليس هذا فقط بل أن جيشنا المصري منع أبناء هذه القرية من البناء والتوسع سواء الافقى أو الراسي تماما كما يفعل جيش الاحتلال الاسرائيلى لديكم. المشهد العاشر: استطعتم عندكم إن توصلوا أكثر من عشرة نواب عرب إلى الكنيست الاسرائيلى من أصل 120 عضو بينما الأقباط وبسبب كل القيود وكل عمليات التهميش التي يعانوا منها لا يستطيعوا إن يوصلوا ولا حتى نصف هذا العدد إلى مجلس الشعب المكون من أكثر من 400 عضو . سيدي الأستاذ الفاضل زهير اندراوس ما ذكرته لك ليس إلا غيض من فيض فالقائمة طويلة والمظالم عديدة وأنا لم اكتب واشرح لك كل هذه المشاهد كي أقول لك كف عن نضالك ضد الاحتلال الاسرائيلى لا وألف لا ولكن أردت إن أوضح لك مدى المرارة التي يشعر بها القبطي في مصر وخصوصا عندما تأتى من حكم يقال له حكم وطني وليس من قوات احتلال حكم يبحث الآن عن أصوات الأقباط ويضغط على البابا شنودة بكل السبل ليحث الأقباط على إعطاء أصواتهم لمبارك .
#مجدي_جورج (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟
رأيكم مهم للجميع
- شارك في الحوار
والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة
التعليقات من خلال
الموقع نرجو النقر
على - تعليقات الحوار
المتمدن -
|
|
|
نسخة قابلة للطباعة
|
ارسل هذا الموضوع الى صديق
|
حفظ - ورد
|
حفظ
|
بحث
|
إضافة إلى المفضلة
|
للاتصال بالكاتب-ة
عدد الموضوعات المقروءة في الموقع الى الان : 4,294,967,295
|
-
الانتخابات التشريعيه القادمة ودور الدولة والاقباط
المزيد.....
-
قائد الثورة الاسلامية يستقبل حشدا من التعبويين اليوم الاثنين
...
-
144 مستعمرا يقتحمون المسجد الأقصى
-
المجلس الفرنسي للديانة الإسلامية: مذكرة اعتقال نتنياهو بارقة
...
-
ثبتها الآن.. تردد قناة طيور الجنة الجديد 2025 علي كافة الأقم
...
-
عبد الإله بنكيران: الحركة الإسلامية تطلب مُلْكَ أبيها!
-
المقاومة الإسلامية العراقية تهاجم هدفا حيويا في جنوب الأراضي
...
-
المقاومة الإسلامية العراقية تهاجم هدفا حيويا في جنوب الاراضي
...
-
المقاومة الاسلامية العراقية تهاجم هدفا حيويا في جنوب الاراضي
...
-
ماذا نعرف عن الحاخام اليهودي الذي عُثر على جثته في الإمارات
...
-
الاتحاد المسيحي الديمقراطي: لن نؤيد القرار حول تقديم صواريخ
...
المزيد.....
-
شهداء الحرف والكلمة في الإسلام
/ المستنير الحازمي
-
مأساة العرب: من حزب البعث العربي إلى حزب الله الإسلامي
/ حميد زناز
-
العنف والحرية في الإسلام
/ محمد الهلالي وحنان قصبي
-
هذه حياة لا تليق بالبشر .. تحرروا
/ محمد حسين يونس
-
المرحومة نهى محمود سالم: لماذا خلعت الحجاب؟ لأنه لا يوجد جبر
...
/ سامي الذيب
-
مقالة الفكر السياسي الإسلامي من عصر النهضة إلى ثورات الربيع
...
/ فارس إيغو
-
الكراس كتاب ما بعد القرآن
/ محمد علي صاحبُ الكراس
-
المسيحية بين الرومان والعرب
/ عيسى بن ضيف الله حداد
-
( ماهية الدولة الاسلامية ) الكتاب كاملا
/ أحمد صبحى منصور
-
كتاب الحداثة و القرآن للباحث سعيد ناشيد
/ جدو دبريل
المزيد.....
|