في الحياة نجد الصالح و الطالح و صراع الأضداد مستمر على مر الحقب و العصور و الغلبة دائما كانت للصالح ، والحياة بحر هائج إذا أراد الإنسان الغوص فيه ، فلا بد أن تتبلل ملابسه مهما يكون نزيها و موفقا في عمله ، وهذا كان وضع الصالحين من المفكرين و العلماء و المبدعين في سيرتهم التاريخية ، و مع هذا دخلوا التاريخ من أبوابه الواسعة بهامات عالية مرفوعي الرأس تتناقل أخبار الأجيال ، ويقول التاريخ عن الطالح بأنه هو الذي يتاجر بالمواقف لأغراض و مصالح شخصية ، وانه لا يعبأ بما يقال عنه من نعوت لان الله يعمي بصرهم و بصرتهم ، في التاريخ كم من الأشخاص كانوا شجعانا ولكن لم يستطيعوا فعل الخير لأنهم كانوا وقحين ، وكم منهم كان جريئا لكنه في نفس الوقت كان خسيسا ، وكان هؤلاء الطالحين يتعاملون مع البشر وفق مزاجهم الشخصي ، لان التربية العائلية و الضغوط النفسية و الاجتماعية كانت تلاحقهم ، فلم تولد عندهم رؤية واضحة للحياة لذلك ذهبوا إلى مزبلة التاريخ ، وفي عالمنا المعاصر فقد الطالحون صفة الجراءة و الشجاعة مما زاد الطين بلة .
يقول أحد الحكماء بان الظالم نادم و إن مدحه البعض ، و المظلوم سالم و إن ذمه البعض ، ويقولون بان الشجرة المثمرة هي التي تتلقى الحجارة ، ولا يستوي الذين يعلمون و الذين لا يعلمون ، و يقولون لا يجوز مقارنة الأقزام بالعمالقة ، وهناك فرق بين المثقف الحقيقي و الطارئ على الثقافة ، وكل من عرف الضرب على آلة الطابعة ليس بالضرورة أن يكون مثقفا ، المثقف الحقيقي ضميره هو الفيصل في ما يكتبه أو يقوله ، لذلك نجده يجول ويصول عالي الهمة شامخا يزلزل الأرض تحت أقدام الجهلة و الأميين بعقل أرقى و بقلب مستقر ، أما الهامشي و الطارئ على الثقافة و الحياة ، لابد أن ينعت الناجحين لأنه يقتات على الدجل و الكذب و إلغاء الآخر ، انه يحتاج إلى العلاج نظرا لطروحاته الساذجة و لأفكاره الفارغة العقيمة وان كان العلاج بالكي ، و الطالح مهما احدث من ضجيج و صخب فلا يحصد شيئا ، والفرق بين المثقف و مدعي الثقافة كالفرق بين الإعلام و الإعلان .
على صفحات الانترنيت نقرأ حكايات كثيرة ، منها كتابات اقرب إلى تقارير مخبر مغرض يعد تقريرا إلى رؤسائه ليقنعهم بما يريد ، إننا لسنا بصدد أن نمسك لسانا معينا ينطق بالكذب و قلمه هو التضليل بعينه ، لان مثل هؤلاء لا يستطيعون حجب ضوء الشمس بغربال ، ولكن ما يبعث على الأسى ما يحدث في بلدان المهجر ، بان يصبح خريجوا دورات محو الأمية وخريجوا دورات التثقيف البعثي منظرين و معارضين ، كأنهم يعيشون في عراق البعث يلغون الآخرين وبيدهم ميكرفون الصوت في ساحات الجيش اللا شعبي ليلقنوا الناس بالتهديد و الوعيد دروس في التاريخ و الجغرافية في الوقت الذي لا يفقهون شيئا منهما ، وكأن المستمعين هم نفس المساكين من عمال مطاعم و بارات أبو نواس والكرادة الذين كانوا يجلبون قسرا لسماع التشويهات و الالغاءات ، وهؤلاء المساكين الذين لم يكن لهم لا حول و لا قوة ، هؤلاء الطارئين يتناسون بان أجواء الحرية في بلدان المهجر ليست مثل أجواء الكبت في العراق ، ازلام سلطة القرية مهما قالوا بان بول البعير يشفي أمراض السرطان والإيدز ، ومهما قالوا بان البعرور يمكن أخذه كعلاج لعسر الهضم ، قد يصدقهم البعض لبعض الوقت ، ولكن سرعان ما يكذبهم الكل لكل الوقت .
ازلام سلطة القرية في الخارج يحتضرون مهما لبسوا من لبوس ، لذلك نجدهم يستغلون الحرية التي يتمتعون بها في بلدان المهجر ومنها أمريكا الذي يشتمونها مع الغرب وهم يقتاتون على صدقات هذه البلدان من رسوم البارات والمشروبات و المواخير ، يستخدمون هذه الحرية في هدم القيم و إلغاء الشعوب و تزوير التاريخ و الجغرافية وينهشون بأظافرهم المتسخة جسد وتاريخ الوطنيين ، و يقضمون إنجازات الشرفاء بما تسمح به شهيتهم غير المحدودة ، ومن ثم يلبسون ملابس المعارضة العراقية ، و طروحاتهم و أقوالهم كلها تدل بشكل قاطع بأنهم الأبناء الشرعيين لمؤسسة البعث و المخابرات ، وإذا استفسر أحد منهم عن ماضيهم تحدثوا عن بطولات فارغة وعن ما لاقوه من سجن و تعذيب ، وجاؤا بشهود منهم من أعضاء جمعيات المغتربين ، (العصفور كفل الزرزور والاثنين طيارة ) ، في حين عند ادعائهم البطولات الفارغة لا يتطرقون إلى جرائم النظام و يقفلون عليها باقفالهم الثقيلة ، وان تقربوا من حافات جرائم النظام فهو لغرض تمرير ما يريدونه على بعض السذج ، هؤلاء الذين يريدون توجيه الرأي العام لخلق بلبلة و مشاكل جانبية حسب توجيهات المؤسسة الأمنية البعثية .
العراقيون الشرفاء يعرفون بان الطاغية هو الذي دفن ميشيل عفلق في المسجد بدلا من الكنيسة ، وهو الذي جرده من دينه و أطلق عليه اسم أبو احمد ، وهو الذي هدم الكنائس في كردستان العراق ، وهو الذي بدل قومية الآشوريين و التركمان إلى القومية العربية ، و جلاوزته هم الذين اغتالوا بالسيارات و سمموا رجال الدين المسيحي والراهبات ومنهم على سبيل المثال المرحوم مطران موسيس ( قس عنتر ) و مؤخرا المرحوم المطران حنا قلو ، فنقول للمدعين من ازلام السلطة الذين بح صوتهم من كثرة البكاء على الأطياف العراقية زورا و بهتانا ، إذا كان وضع سيدكم غير مستقر ومع ذلك ارتكب مثل هذه الجرائم ، فكيف سيكون حال اخوتنا إن استقرت الأمور بيد السلطة و أزلا مه بصورة نهائية .
الجلوس وراء الميكرفون في إحدى الإذاعات أو الجلوس على جهاز الكومبيوتر وشتم الشعوب و إقصائها من قبل الطارئين على المعارضة من النكرات الذين لا يعرفون حجمهم ، و الذين يقومون بأحداث خلل كبير في التوازن الاجتماعي للعراقيين كما يفعل سيدهم في الداخل ، ونعتقد بان أول الخاسرين سيكون المصفقون لهؤلاء ، و الوطنية العراقية الصحيحة ليست ارتساما لمزاج هؤلاء مخبري الأمس وكاتبي تقارير اليوم ، و إنما هي لمجمل تطلعات الناس و لخط رأيهم العام ، والتغيير هو الابن الشرعي للخطة الفاعلة و ليس للأمزجة ، وليعلم الطاريؤن على المعارضة الوطنية من ازلام سلطة القرية والطفيليون الذين يشجعون هؤلاء ، فمهما حاولوا تأليب الأطياف العراقية بعضها ضد البعض ، فانهم لا يستطيعون أن يطيحوا بكل ما هو موجود و قائم أو إلغاء ما يجب أن يكون .
حكومات العالم تكرم مفكريها و علماءها وفي العراق سلطة القرية الغبية تعدمهم وتسقط الجنسية عنهم ، وازلام السلطة في الخارج تنكل بهم و تشوه مكانتهم العلمية و الأكاديمية ، مسكين المبدع العراقي دمه مهدور في الوطن ، و عصا المخبرين و جلاوزة النظام تلاحقهم أينما حلوا في ترحالهم ، عملاء النظام في الخارج جرائمهم كثيرة حتى أن حقوق الإنسان حولوه إلى أزمة أخلاقية ، فنراهم يرفعون هذا الشعار في جهة ، و يغضون النظر عن انتهاكات حقوق الإنسان في جهة أخرى ، حسب مصلحة أسيادهم أو حسب ما تملي عليهم ملذاتهم واللبيب بالإشارة يفهم ، مشكلة هؤلاء انهم لا يستطيعون الحياة بدون إلغاء الآخر ، ولان ليس لهم مهنة أو موهبة و لا يجيدون سوى رفع المعول لاستعمالها في الهدم ، لذلك يتصورون بأنهم هم وحدهم يملكون الحقيقة المطلقة ومعهم سيدهم في بغداد ، لذا يعطون لأنفسهم الحق لاقتناص إمكانيات الآخرين ، وحقيقة أمرهم انهم لا يفرقون بين الجاموس و البقرة والروب والحليب .
الدكتور منذر الفضل هو ابن العراق البار ، ابن مدينة النجف الاشرف مدينة آل البيت ومدينة العلم و الفقه ، جرده الطاغية من جنسيته العراقية وهو العراقي الأصيل ، اسمه ماثل في أذهان العراقيين ، بسبب حضوره اللافت و شخصيته الجذابة و قوة حججه ، ولإيمانه بان حقوق الشعوب مسالة أخلاقية وضرورية ، ترتبط بحرية الإنسان كفرد و كمجتمع ، وهو يؤمن بان الاختلاف هو سنة الحياة أما الإلغاء فهو حجة الجاهل والخبيث اللئيم ، ويؤمن بان الحرية هي التي تنشأ الحركة و الفعل و الحياة ، ومقتنع بان الإنسان بدون الحرية يصبح خاملا من دون إبداع ، و لأنه خبير قانوني بهذه الصفة تكتسب حقوق البشر عنده أهمية يتخطى الحدود المغلقة و الأفكار العقيمة التي تدعو إلى تشويه الحقائق و تزوير الوقائع .
يعي الدكتور الفضل واخوته من عمالقة العراق العظيم من المفكرين و المثقفين والمبدعين ، بان يكونوا باستمرار متقدمين في تصوراتهم و اقتراحاتهم ومن واجبهم تخطيط مستقبل مجتمعهم و وطنهم و تطوير الواقع المعاش نحو الأفضل .
ينطلق الدكتور الفضل من هذه التصورات و يطرح الفدرالية ، وبغض النظر عن كل ما يقال ، فانه يهدف إلى المحافظة على العلاقة المتينة و المصيرية بين الشعبين العربي و الكردي ، كما يهدف إلى المحافظة على مصالح الشعب العراقي المهمة و الحيوية و المتعددة و المتنوعة ، و هذا ما نسمعه من خلال محاضراته و نقرأه من خلال كتاباته ، وعنده وعند الكثيرين من الساسة العراقيين قناعة من أن الفدرالية يعني إعادة السلم الأهلي إلى العراق ، بعكس الذين يريدون إعادة عقارب الساعة إلى الوراء .
حينما أسقطت سلطة القرية الجنسية العراقية من هذا الأكاديمي المعروف لدى الأوساط العلمية العالمية ، كانت إشارة أرسلتها إلى ازلامها من الجهلة و الأميين ممن يتلقون التعليمات من جمعيات المغتربين ، للقيام بحملة لتشويه التحصيل العلمي لهذا الخبير القانوني الدولي ، و بالفعل قام بعض ازلام السلطة الفاشية من فقهاء الدم و الإلغاء بالأمس و أقزام اليوم ، و قالوا بعض التفاهات و الترهاتات عن رسالته و بحثه الذي نال بموجبها شهادته الأكاديمية ، في حين لو اطلع خريج المرحلة الابتدائية إلى متن مؤلفاته ، يعرف بان اختصاصه هو القانون المدني وليس قانون الدولي ، و رسالته في الماجستير كانت الوظيفة الاجتماعية للملكية الخاصة و مقارنتها بالفقه الإسلامي و في الدكتوراه كانت الملكية الاشتراكية في العراق - دراسة مقارنة - ، فلماذا هذه الضحالة و الدجل والتشويه ؟؟؟ !!!! .
أما أنت يا ابن العراق البار أيها الجبل الشامخ و النهر الهادر يا ابن الفراتين ، مهما اسقطوا عنك الجنسية واعدموا شهادتك ، وحتى لو أصعدوك المشنقة لا سمح الله فسوف ترى الذين لا يستحقون الحياة تحت قدميك على حد قول المرحوم سعيد قزاز ، أنت الذي ترعرعت بقرب روضة سيد شباب الجنة الحسين عليه السلام ، و كنت القريب من ا لكر بلاء الشهيدة و الكفل الجريح و جيران ضريح شهيد الأمة الإسلامية الإمام علي قدس الله سره و رضي عنه ، الذي كان يقول الحق و لا يخاف لومة لائم ، من الطبيعي أن توجه نحوك سهام الذين يريدون باسم الوطنية المزيفة أن يقضوا على التراث الإسلامي في العراق ، ليرجعوننا إلى عبادة الأصنام المجنحة و غير المجنحة ، إننا لم نتعارف معك لكننا عرفناك من خلال غرف الانترنيت و بعد أن أطلعنا على كتاباتك و مؤلفاتك القيمة ، التي تدل بحق من انك ابن مدينة التي أنجبت المرحومين الحكيم و الصدر قدس الله سرهما ، و التي أنجبت الجواهري العظيم الذي أسقطت عنه جنسيته العراقية مثلك بفرمان من فرمانات الطاغية ، مهما حاول أقزام السلطة المجندين والمتحالفين مع جمعيات المغتربين و مع الماسونية وشهود يهوه والجمعيات التبشيرية ، فسهامهم لا تطالك لأنك أنت الأصلب ومعك كل الخيرين من العراقيين و ما أكثرهم ، فطوبى لك و لأمثالك من المفكرين و المبدعين و المثقفين العراقيين ، و لنا حساب مع كل من نكل و جرح أي فرد عراقي عربيا كان أم كرديا أو تركمانيا كان أم آشوريا ، نحاسبهم اليوم وغدا أيضا حينما تتفتح ورود حدائق العراق ، وهذا اليوم آت لا ريب فيه ، و نحن الكرد على مر التاريخ كنا أوفياء لأشقائنا و أصدقائنا من أية ملة كان ، ونار حارقة لكل أعدائنا من الموتورين ، تقبلوا ألف تحية من عراقي كردي مسلم سني لشقيقه العراقي العربي المسلم الشيعي ، وعين الحسود فيه عود شاء من شاء و أبى من أبى .
أضابير أعداء الكرد عندنا و ملفاتهم لدينا و ليعلموا بأننا في عقر دارهم بل داخل ثيابهم ونعرف تفاصيل تصرفاتهم ، نحن لا نحاسب أحد على رأي أبداه أو لاختلاف معنا لأننا نعتز و نحترم كل الأطياف العراقية الزاهية ولأن الاختلاف سنة الحياة ، ولكننا نقف بالمرصاد للذين يمسون تاريخنا و جغرافيتنا و واقعنا المعاش ، أننا سامحناهم كثيرا لكنهم فسروا سكوتنا على انه من باب الضعف أو لنقص فينا ، وليعلموا القريب منهم و البعيد ( و ليفسروا قولنا كيفما يفهموه ) و نقول لكل أعداء شعبنا بان الحر إذا عاهد أوفى .