أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - القضية الكردية - محمود عباس - حاضر الثقافة الدينية والقومية الكردية














المزيد.....

حاضر الثقافة الدينية والقومية الكردية


محمود عباس

الحوار المتمدن-العدد: 4593 - 2014 / 10 / 4 - 10:06
المحور: القضية الكردية
    


تطرقنا إلى مواضيع ثقافية، وجوانب عقائدية روحانية، منتشرة بين المجتمع الكردي، الدينية منها والقومية( الحزبية)، وحاولنا وسنحاول إثارة هذه القضايا، التي نجدها من ضمن المنظومة الفكرية المخططة من قبل الأعداء، والتي تؤثر سلبا على مسيرة المجتمع الكردي، وذلك في عصر يحتاج فيه إنساننا قبل غيره إلى تغييرات نوعية في مفاهيمه الجارية، وضمنها تلك الثقافة التي فرضت عليه دون إرادة، وأرضخ على تقبلها، والتي راكمت وعلى مدى عقود وربما قرون في البنية الاجتماعية والسياسية والعلاقات الروحية والاقتصادية والوطنية لأغلبية المجتمع الكردستاني. وهذه المواضيع المطروحة، تندرج ضمن مفاهيم الثورة الشمولية التي تجتاح المنطقة وضمنها جغرافية كردستان وشعبها، يتناولها العديد من الكتاب كل من جهته وحسب رؤى ذاتية، فلابد من إغنائها قدر المستطاع، والتركيز عليها، لتغييرها أو إسقاطها مثل إسقاط الأنظمة السياسية الشمولية، بثقافتها ومفاهيمها.
ولا يستفزنا أساليب التهجم، وطرق الصراع، بقدر ما يؤثر فينا الضحالة التي لا تزال تخيم على واقعنا الفكري الثقافي الديني والسياسي، والتمسك الأعمى بالمفاهيم والثقافة المهيمنة والواضحة وبائها المنتشر بين الشعب، ورغم معرفة البعض لها، يستمر إصرارهم على ديمومتها.
الطروحات الروحية-الدينية في كل أبعادها، لا تنفي الإسلام الحقيقي، ولا يتعرض لماهية الإله الكوني الكلي، بقدر ما يعرض فروقات بين مفهوم التجسيد الذي يخلق منه الطغيان وأنصاف الألهة، والإله الكوني الروحي حيث العلاقة بين الله والإنسان، دون وسيط من أنصاف الألهة. وفي الجانب الآخر حيث ثقافة التحزب، وتكياتهم، المغطاة تحت الشعارات الوطنية، التي خلقتها القوى الأمنية للسلطات الشمولية، وفرضتها على الأحزاب الكردية المتناثرة والمفككة، والمنتمية إلى القوى الإقليمية بتكتيكاتها، واستراتيجيتها فيما إذا كانت موجودة، والتي أصبحت ثقافة قومية مشوهة، منتشرة بكل وبائها بين المجتمع، إلى درجة أصبحت تندرج تحت رايتها كل الخلافات المغطاة تحت أفضل الطرق المؤدية إلى تحرير الوطن. والخلافات تجاوزت في المنطق الأول حدود التكفير إلى التشهير والدونية في الكلام المرفوض، وفي الثانية حدود التخوين المتبادل، وبلغت مشارف الإيمان بالقضاء على الأخر كنتيجة حتمية لتحرير الوطن.
يتعرض الناقد، في هذين المجالين إلى هجمات شرسة، من قبل مريدي الثقافتين الدينية الإسلامية، والقومية الحزبية لا الوطنية، وأول المواجهات تبدأ بالتكفير من جهة الإخوة المسلمين، والتخوين من قبل المتحزبين وأنصارهم، وهذه أبسط الأساليب المستخدمة في عملية دحض المطروح، بل وكثيرا ما يتعرضون إلى الشرف والقيم الإنسانية والأخلاقية للناقد، أو الباحث، تحت مبررات ومصوغات متنوعة، فالتقييمات الذاتية والتأويلات الجامدة من العصور المظلمة، الجاهلية أو الاستبدادية، تبقى الطاغية على كل مداخلة، رغم أن الثقافة الدينية منها بلغت حد المطلق في البقاء والاستمرارية بين مفاهيم المجتمع، وإن بقيت بدون ثورة فكرية ثقافية، ستستمر إلى حيث وجود الزمن الإنساني، ومثلها منطق التحزب، السابق لكلية الوطن، عملا ونضالا لا إيمانا أو قناعة أو حديثاً عاما، وستبقى مسيطرة ثقافة القوى الإقليمية هذه إلى أن تجتاحهم ثورة. وللأسف فجلهم لا يملكون القدرات على المداخلة مع الذات أو مع التاريخ ومقارنتها مع الواقع الحضاري الجاري، وسويات الفكر البشري وتطوراته.
التغيير في بنية الثقافتين بالنسبة لمعظمهم، هدم لكيان وجدوا ذاتهم عليه، وأي جديد أو بديل مغاير للمعتاد ثورة، والثورات في مداركهم إما كفر بالمقدسات أو تدمير لبناء سياسي ليس فيه سوى التشوهات، بعضهم يعتبرونها من المقدسات، وبعضهم يدرجونها ضمن تاريخ نضالي للأمة الكردية.
بعض الذين دخلنا في حوار فكري معهم، يؤمنون بأن الأديان من المنطق الإلهي ترفض الجمود، ويتطلب التلاؤم مع المتغيرات البشرية الحضارية، وكذلك بعض السياسيين أو المثقفين المنتمون، يدركون تماما أن الثقافة القومية بواقعه الجاري مرفوض، لكن وفي الحالتين يتمسكون بالحاضر الجاري من الإيمان المطلق بالنص الديني أو الثقافة القومية الحزبية، ويستخدمون نوع من الاستبداد الفكري، إما بوجودهم الأبدي على رأس الأحزاب المحافظة على الثقافة الموبوءة، أو لئلا تتعرض هيبتهم الدينية بين المجتمع، وقلائل هم الذين يرون أن قدراتهم على التغيير دون السوية أمام ضخامة المواجهة، ويعملون بهدوء وروية، دون طروحات مباشرة وثورية في بعضها.
د. محمود عباس
الولايات المتحدة الأمريكية
[email protected]



#محمود_عباس (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- السلطة السورية خط أحمر
- لماذا منطقة عازلة في غرب كردستان؟
- تركيا العضوة الشاذة في الناتو
- الإله الكوني حيث الوجود والعدم
- لماذا انقطع المفكر إبراهيم محمود؟
- التطرف في الأديان
- ما أبخس دماء الكردي والفلسطيني
- من تاجَرَ بدماء شعب غزة؟
- الكردي الكافر الخائن اللاوطني
- حضور مرعب لا يفارق الكرد .. إلى المفكر القدير إبراهيم محمود.
- ما بين الله الإيزيدي والإسلامي
- يحسدون هولير على الدعم الأمريكي المقنن
- كردستان تتلاحم
- ينبعث البعث تحت غطاء داعش
- السلطة السورية توقظ معارضة الداخل
- عندما تتقاطع اسلام الشيعة والسنة
- خداع تحت قبة برلمان إقليم كردستان
- ما يجمع بين مجرمي قادة الشيعة والسنة
- لماذا لا تنضب منابع الطغاة في شرقنا (الجزء الثاني)
- الولايات المتحدة الأمريكية لا تعارض استقلال كردستان


المزيد.....




- اللجان الشعبية للاجئين في غزة تنظم وقفة رفضا لاستهداف الأونر ...
- ليندسي غراهام يهدد حلفاء الولايات المتحدة في حال ساعدوا في ا ...
- بوليفيا تعرب عن دعمها لمذكرة اعتقال نتنياهو وغالانت
- مراسلة العالم: بريطانيا تلمح الى التزامها بتطبيق مذكرة اعتقا ...
- إصابة 16 شخصا جراء حريق في مأوى للاجئين في ألمانيا
- مظاهرة حاشدة مناهضة للحكومة في تل أبيب تطالب بحل قضية الأسرى ...
- آلاف الإسرائيليين يتظاهرون ضد نتنياهو
- مسؤول أميركي يعلق لـ-الحرة- على وقف إسرائيل الاعتقال الإداري ...
- لماذا تعجز الأمم المتحدة عن حماية نفسها من إسرائيل؟
- مرشح ترامب لوزارة أمنية ينتمي للواء متورط بجرائم حرب في العر ...


المزيد.....

- سعید بارودو. حیاتي الحزبیة / ابو داستان
- العنصرية في النظرية والممارسة أو حملات مذابح الأنفال في كردس ... / كاظم حبيب
- *الحياة الحزبية السرية في كوردستان – سوريا * *1898- 2008 * / حواس محمود
- افيستا _ الكتاب المقدس للزرداشتيين_ / د. خليل عبدالرحمن
- عفرين نجمة في سماء كردستان - الجزء الأول / بير رستم
- كردستان مستعمرة أم مستعبدة دولية؟ / بير رستم
- الكرد وخارطة الصراعات الإقليمية / بير رستم
- الأحزاب الكردية والصراعات القبلية / بير رستم
- المسألة الكردية ومشروع الأمة الديمقراطية / بير رستم
- الكرد في المعادلات السياسية / بير رستم


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - القضية الكردية - محمود عباس - حاضر الثقافة الدينية والقومية الكردية