أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - حقوق الانسان - فواز قادري - مباراة موت بين أهلي وأهلي














المزيد.....

مباراة موت بين أهلي وأهلي


فواز قادري

الحوار المتمدن-العدد: 1293 - 2005 / 8 / 21 - 08:10
المحور: حقوق الانسان
    


استعين بالشهداء وأنا احا ول توصيف مباراة موت بين اهلي وأهلي . استعين بالشهداء, بذاكرة
تتفتّق في قلب حجر الألم الصلد, كزهرة من دم يانع وساخن.
لان بلادي تقف على هاويتين: الاولى قادمة بهولها, وأخرى ابتلعتنا منذ زمن ,ومازالت تلوكنا
كحجر الطاحون الدارس. استعين بالشهداء, وأنا احاول تقليم مخالب هذه الخرافات
( خرافة النعرات الطائفية والقومية) الناشبة في جسد شعبنا المنهك, والتي يستمر النظام في سوريا بشحذها, بوسائله العديدة, والتي لاتستنفذ. استعين بالشهداء, لأسأل الفرات ِلما لم يفعل شيئاً للدم الشعبيّ الذي عجنه بيديه ,صلصالا لحياة مشتركة خالدة , وهو قادم من منبعه(حيث اهلي الاكراد.) مشكلاً بمروره غيمات (اهلي الديريين) بتبخره العاشق. استعين بالشهداء
لان الموت كان حكما سيداً لمباراته التي أشهر فيها راياته السوداء , المخاطة باتقان ,بأيدي
جنود ينفذون أوامر القادة القتلة الحقيقيّين. ولان ا لذاكرة الشعبية لاتستحمّ بالفراغ, ولان الدم الكردي فاض بما يكفي لنصرخ من الالم .مثلما فعل هذا النظام من قبل في أكثر من مدينة وقرية الى اصغر ركن في سوريتنا التي تنتحب منذ ازل القمع البعثي .استعين بالشهداء لاقدح ذاكرة طرفي مباراة الموت التي لاتحتاج إلى الشحذ كما أنني لم انس الطوائف والقوميات الأخرى ,
والتي وضعها النظام جميعها دون استثناء في مصهرة واحدة.
أمّا لماذا العودة لتوصيف مباراة موت سابقة, والبلاد مهددة بأكثر من مباراة موت,
الأسباب التي دفعتني كثيرة, وسأ ستعرض البعض منها. : اولاً : بروز اقتتا لات طا ئفيّة
جديّة منذرة بخطر انتشارها واتساع دائرتها لتشمل اغلب مكونا ت الشعب السوري القوميّة
والطا ئفيّة مثلما حصل في القدموس بين الإ سماعيلييّّن والعلويّين ,والتي سبقتها احداث في
أماكن إخرى. ثا نياً : فبرغم مرور مايقارب سنة ونصف على مجزرة القامشلي ولواحقها
مازال الخطاب العدائيّ ,بين بعض الكرد وبعض العرب يتردد على أسماعنا ( ولا ننسى
أن النظام يحاول أن يستثمر ذلك لتعميق الخلافات وتوجيهها جهة لتشكل عاملاً ضاغطاً على الاكراد ألأكثر تحركّاً في السنتين السا بقتين في مواجهة النظام. ) ثالثاً : بصدفة شديدة العداء لي, كان (اهلي الفراتيون ) سبباً ليضيف النظام جريمة إخرى إلى سجلّه الحافل .
ولأنني أخشى أن تتكرر مثل هذه المبا راة بين أكثر من طرف. ولأن النظام يستلذّ بمشاهدة
هكذا مباريات,اجدوّل القليل من هذا الألم الذي لا يجدول. ( وسأ تجاوز هنا ذكر المجازر لكثرتها ,وعمليات القتل تحت التعذيب , والخطف من البيوت في آخر الليل,والتجو يع المزمن ,والإهانات إلى آخره ..) وسأكتفي بسرد القليل من تاريخ الذّ ل الطويل,بدءاً من الاطفال. :لا يذهب الاطفال عندنا إلى المدارس لتلقي المعارف المتنوّعة ولتنمية ارواحهم
على الفنون والأد ب والموسيقى ,بل ليتلقوا تعاليم الخضوع كاملة من خلال (طلائع البعث)
ليعوّدوا حناجرهم الصغيرة على الهتافات الببغا ئيّة (با لروح با لدم نفديك يا اسد ) إلى
آخر هذه المعزوفات التدويخية. مروراً بالصِبا والشباب ( شبيبة الثورة والتدريب الجامعي)
وأخيراً وليس آخراً,نجاحهم الشديد بتكويننا ناخبين من الدرجة الاولى في ألعابهم الرئاسيّة ,
ومجالسهم التيهيّة ( المحليّة ) والعقابيّة (النقابيّة) إلى آخر هذه الماكينة التي ابتلعتنا, ومن ثمّ
اخرجتنا متشابهين تماماً كالاصفا ر على الشما ل,ليعلنوا بعدها , أننا نجحنا وحصلنا على المركز الاول في العالم في لعبة المنتخبين الاحرار . اعترف أ نّي فشلت في توصيف مباراة
الموت الصعبة هذه, ولأنّها لم تكن هدفي الوحيد, عزائي أنّي قرعت ( كما فعل الكثيرون قبلي) جرسي الصغير هذا .



#فواز_قادري (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- نصّ قصصيّ -ولادة قيصريّة-


المزيد.....




- جوتيريش يعلن احترام استقلالية المحكمة الجنائية الدولية
- العفو الدولية: نتنياهو بات ملاحقا بشكل رسمي
- مقرر أممي: قرار الجنائية الدولية اعتقال نتنياهو وغالانت تاري ...
- جنوب السودان: سماع دوي إطلاق نار في جوبا وسط أنباء عن محاولة ...
- الأمم المتحدة تحذر من توقف إمدادات الغذاء في غزة
- السعودية تنفذ حكم الإعدام بحق 3 أشخاص بعد إدانتهم بجرائم -إر ...
- ماذا سيحدث الآن بعد إصدار مذكرات اعتقال بحق نتنياهو وغالانت ...
- ماذا قال الأعداء والأصدقاء و-الحياديون- في مذكرات اعتقال نتن ...
- بايدن يدين بشدة مذكرات اعتقال نتنياهو وجالانت
- رئيس وزراء ايرلندا: اوامر الجنائية الدولية باعتقال مسؤولين ا ...


المزيد.....

- مبدأ حق تقرير المصير والقانون الدولي / عبد الحسين شعبان
- حضور الإعلان العالمي لحقوق الانسان في الدساتير.. انحياز للقي ... / خليل إبراهيم كاظم الحمداني
- فلسفة حقوق الانسان بين الأصول التاريخية والأهمية المعاصرة / زهير الخويلدي
- المراة في الدساتير .. ثقافات مختلفة وضعيات متنوعة لحالة انسا ... / خليل إبراهيم كاظم الحمداني
- نجل الراحل يسار يروي قصة والده الدكتور محمد سلمان حسن في صرا ... / يسار محمد سلمان حسن
- الإستعراض الدوري الشامل بين مطرقة السياسة وسندان الحقوق .. ع ... / خليل إبراهيم كاظم الحمداني
- نطاق الشامل لحقوق الانسان / أشرف المجدول
- تضمين مفاهيم حقوق الإنسان في المناهج الدراسية / نزيهة التركى
- الكمائن الرمادية / مركز اريج لحقوق الانسان
- على هامش الدورة 38 الاعتيادية لمجلس حقوق الانسان .. قراءة في ... / خليل إبراهيم كاظم الحمداني


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - حقوق الانسان - فواز قادري - مباراة موت بين أهلي وأهلي