أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - سعيد الكحل - شيوخ الإرهاب يكفّرون القوانين الوضعية ويحتمون بها














المزيد.....

شيوخ الإرهاب يكفّرون القوانين الوضعية ويحتمون بها


سعيد الكحل

الحوار المتمدن-العدد: 1293 - 2005 / 8 / 21 - 11:57
المحور: العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
    


لما قرر توني بلير ، رئيس الوزراء البريطاني ، ترحيل شيوخ التطرف والإرهاب إلى دولهم الأصلية أو التي يحملون جنسيتها ، بعد أن أدركت حكومته أن الذين آوتهم من تشرد وأطعمتهم من جوع وآمنتهم من خوف ، غدروا بها وسفكوا دماء أبرياء شعبها ، انتفضت المنظمات والجمعيات المحسوبة على الإسلام ضد القرار ، كما انتقدت بشدة قيام الحكومة البريطانية باحتجاز عشرة متشددين إسلاميين ضمنهم أبو قتادة كبير الشيوخ وأمراء الدم ، قصد ترحيلهم . ويهمنا هنا الوقوف عند المفارقة الصارخة والانتهازية المفضوحة التي سقط فيها شيوخ التطرف ومنظّرو الإرهاب والتي تتعلق بإقرارهم عدالة القوانين الوضعية ومن ثم الاحتماء بها . وهكذا دافع ياسر السري ، وهو أحد شيوخ التطرف المطلوبين للقضاء المصري لصلته بالإرهاب ، عن مصداقية القوانين البريطانية وعدالة قضائها بقوله ( هؤلاء الناس جاءوا إلى هذه البلاد ، فروا بدينهم من بطش حكومات قمعية .. وترحيلهم الآن من قبل الحكومة البريطانية يعتبر غدرا وخيانة لهم .. مذكرة التفاهم التي تم التوقيع عليها من قبل وزير الداخلية الأردني وممثل عن السفارة البريطانية في عمان مذكرة غير دستورية لأن مجلس النواب الأردني لم يوافق عليها .. أعتقد أن توني بلير في هذا غير محق لأن قوانين اللعبة تخضع هنا في بريطانيا ، الذي هو بلد عريق في حقوق الإنسان ، إلى القضاء وإلى قيم وتقاليد أسست على أساسها ونشأت المملكة المتحدة على أساس احترام حقوق الإنسان .. القضاء هو الفيصل .. القضاء البريطاني حتى الآن هو قضاء مستقل وقضاء حتى اللحظة ينظر بعين الاعتبار بعيدا عن الأمور السياسية . ونحن نقول إن القانون البريطاني هو الفيصل ما بين توني بلير ومقترحاته ، وقد اقترح أكثر من 14 بندا كلها قرارات تخالف أبسط حقوق الإنسان . فنقول هذه الاعتقالات وهذه الممارسات ومسائل الترحيل لا بد هنا أن تمر عبر القضاء ) . إن كان الأمر فعلا يتعلق بقوانين تحقق العدل وتحترم حقوق الإنسان فلماذا يكفر الشيوخ تلك القوانين الوضعية ويرفضون الاحتكام إليها ؟ أليست هذه القوانين من إنتاج الديمقراطية التي يعاديها الإسلاميون بعد تكفيرها بحجة تعارضها مع شرع الله وأحكامه ؟ ماذا لو طبقت بريطانيا شرع الله في هؤلاء الشيوخ والإرهابيين وأنزلتهم على حكم الله الذي يريدون تطبيقه على الناس؟ لنذكرهم بحكم الله حتى يتبين لنا خبث مسعاهم . يقول الله تعالى ( إنما جزاء الذين يحاربون الله ورسوله ويسعون في الأرض فسادا أن يقتلوا أو يصلبوا أو تقطع أيديهم وأرجلهم من خلاف أو ينفوا من الأرض ذلك لهم خزي في الدنيا ولهم في الآخرة عذاب عظيم ) سورة المائدة آية رقم 33 . ونزلت هذه الآية في العُرَنِيِّين لما قدموا المدينة وهم مرضى فأذن لهم النبي صلى الله عليه وسلم أن يخرجوا إلى الإبل ويشربوا من أبوالها وألبانها فلما صحُوا قتلوا راعي النبي صلى الله عليه وسلم وسرقوا الإبل ، فبلغ النبي خبرهم فأرسل في آثارهم ؛ فلما جيء بهم أمر الرسول بقطع أيديهم وأرجلهم ثم ألقى بهم في الحرة يستسقون فلا يُسقون حتى ماتوا جزاء لهم على الغدر والقتل تطبيقا لقوله تعالى ( أن يقتلوا أو يصلبوا أو تقطع أيديهم وأرجلهم من خلاف) . أليس هذا ما فعله شيوخ التطرف والإرهاب بشعب بريطانيا الذي حماهم وأطعمهم فغدروا به وقتلوا أبناءه ؟ لماذا يرفض الشيوخ حكم الله في أنفسهم بينما يفرضونه على غيرهم ؟ قد ينكرون فعل الغدر هذا ، لكن في المقابل ، لماذا لا يطلبون الشهادة في سبيل الله مثلما يحرضون الأبرياء على طلبها والسعي إليها بحقائب المتفجرات ؟ لماذا يرفضون الترحيل إلى بلدانهم حيث أحكام الإعدام تنقلهم توًّا إلى جنات النعيم " شهداء" مخلدين يتمتعون بالحور العين اللائي لم يطمثهن إنس قبلهم ولا جان ؟ أليسوا هم من يُغَرّرون بضحاياهم ويُغْرونهم بالحور والغلمان ؟ أليست " الشهادة" واحدة أكانت بالقنبلة أو المقصلة ؟ لقد انكشفت خدعهم ( يخادعون الله والذين آمنوا وما يخدعون إلا أنفسهم وما يشعرون} سورة البقرة آية رقم 9 ، كما انكشف جُبنهم ، إذ يحبون " جنة" لندن ويفضلون مُتعها على جنات عَدْنٍ ونعيمها . إنهم لا يستحقون لطف اللندنيين ورأفتهم ، بل لن يزيدهم الكرم إلا تمردا وخسة كدأب كل لئيم يسيء لكل من يحسن إليه . فما أشد المتطرفين عنادا لقوله تعالى ( ادفع بالتي هي أحسن فإذا الذي بينك وبينه عداوة كأنه ولي حميم ) وما أكثر اللندنيين تمثلا له وتجسيدا !!



#سعيد_الكحل (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- مطارحة من صميم المصارحة ـ حوار مع صديق إسلامي 6
- مطارحة من صميم المصارحة ـ حوار مع صديق إسلامي5
- مطارحة من صميم المصارحة ـ حوار مع صديق إسلامي 4
- الناس في الناس والشيوخ في امشيط الراس
- مطارحة من صميم المصارحة ـ حوار مع صديق إسلامي3
- مطارحة من صميم المصارحة ـ حوار مع صديق إسلامي-2
- مطارحة من صميم المصارحة(1)
- ألا رفقا بالسيد القمني
- هل صارت حقوق الإنسان علامة تجارية ؟
- على أي أساس تطالب المنظمات الحقوقية الحوار مع شيوخ السلفية ا ...
- قراءة في كتاب- ما هو سبيل الله ؟- لسمير إبراهيم حسن :
- لندن ضحية احتضانها لشيوخ التطرف وأمراء الدم
- نادية ياسين : الشجاعة المأمرَكة لن تكون إلا وقاحة
- الحركات الإسلامية والدولة الديمقراطية
- أية مصلحة للأمريكيين في تحالفهم مع الإسلاميين ؟
- فتاوى التكفير أشد خطرا وفتكا بالمجتمع من عبوات التفجير
- الإنسان العربي أبعد ما يكون عن الحوار والتسامح والتحالف
- هل سيتحول المغرب إلى مطرح للنفايات الوهابية ؟
- نادية ياسين لم تفعل غير الجهر بما خطه الوالد المرشد
- المسلمون وإشكاليات الإصلاح ، التجديد ، الحداثة 2


المزيد.....




- ثبتها الآن.. تردد قناة طيور الجنة الجديد 2025 علي كافة الأقم ...
- عبد الإله بنكيران: الحركة الإسلامية تطلب مُلْكَ أبيها!
- المقاومة الإسلامية العراقية تهاجم هدفا حيويا في جنوب الأراضي ...
- المقاومة الإسلامية العراقية تهاجم هدفا حيويا في جنوب الاراضي ...
- المقاومة الاسلامية العراقية تهاجم هدفا حيويا في جنوب الاراضي ...
- ماذا نعرف عن الحاخام اليهودي الذي عُثر على جثته في الإمارات ...
- الاتحاد المسيحي الديمقراطي: لن نؤيد القرار حول تقديم صواريخ ...
- بن كيران: دور الإسلاميين ليس طلب السلطة وطوفان الأقصى هدية م ...
- مواقفه من الإسلام تثير الجدل.. من هو مسؤول مكافحة الإرهاب بإ ...
- الإمارات تعلق رسميا على مقتل -الحاخام اليهودي-.. وتعلن القبض ...


المزيد.....

- شهداء الحرف والكلمة في الإسلام / المستنير الحازمي
- مأساة العرب: من حزب البعث العربي إلى حزب الله الإسلامي / حميد زناز
- العنف والحرية في الإسلام / محمد الهلالي وحنان قصبي
- هذه حياة لا تليق بالبشر .. تحرروا / محمد حسين يونس
- المرحومة نهى محمود سالم: لماذا خلعت الحجاب؟ لأنه لا يوجد جبر ... / سامي الذيب
- مقالة الفكر السياسي الإسلامي من عصر النهضة إلى ثورات الربيع ... / فارس إيغو
- الكراس كتاب ما بعد القرآن / محمد علي صاحبُ الكراس
- المسيحية بين الرومان والعرب / عيسى بن ضيف الله حداد
- ( ماهية الدولة الاسلامية ) الكتاب كاملا / أحمد صبحى منصور
- كتاب الحداثة و القرآن للباحث سعيد ناشيد / جدو دبريل


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - سعيد الكحل - شيوخ الإرهاب يكفّرون القوانين الوضعية ويحتمون بها