أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - حقوق الانسان - احمد داؤود - كلمات اخري للأصدقاء المتدينين














المزيد.....

كلمات اخري للأصدقاء المتدينين


احمد داؤود

الحوار المتمدن-العدد: 4591 - 2014 / 10 / 2 - 12:01
المحور: حقوق الانسان
    


انت ملحد؛هذا مايردده أصدقائي المتدينين باستمرار. جميل ،هل الالحاد جريمة :بالتاكيد لا. طالما ان الالحاد ليس جرما فهو بالطبع لا يستحق كل هذا الجدل .

في كل المواثيق الانسانية السامية ، تعتبر حرية الضمير من الحريات والحقوق الانسانية الاصيلة .ويعد كل من يرفض الاعتراف بذلك متزمتا ،اصوليا ،متبلد الفهم والادراك .كل الدول المتحضرة ضمنت تلك الحقوق والحريات في دساتيرها وقوانينها الوطنية ،بل ويتعرض للمسآلة القانونية كل من ينتهكها او يحول دون تمتع البشر بها .

شخصيا لا ادرك مالذي يدفع الناس الي الاهتمام بحرياتي الشخصية .انا حر في تشكيل تصوري الخاص لذاتي والعالم المحيط بي .لي الحق في ان اعبد او اؤمن بالاله الذي يتماشي مع ميولي الروحية والفكرية .لي الحق في التعبير عن ارائي وقناعاتي .

هنالك قضايا اكثر اهمية من الحادي . الالحاد قضية خطيرة ،هكذا قال صديق متدين . جميل ؛ ماذا عن القتل والذبح ، التفاوت المعيشي ، البطالة ، الفقر ، ختان الاناث ، ماذا عن الفساد السياسي ، الارهاب ،والكوارث الطبيعية .

كل تلك القضايا تحتاج للاهتمام ،انها بحاجة الي نقاش جاد .هي التي قد تعيق تطور البشرية .ما كان الالحاد عائقا لبناء الحضارة . حرياتي الشخصية لا تمس الاخرين .انتقادي للاديان والالهة القزمة لا يقلل من شأنهما .

ان تطور مجتمع ما او تقدمه يرتبط ارتباطا لصيقا بنظرته لذاته والاخرين .فان كانت سلبية فهي بالتأكيد ستعوق تطوره ونموه .اما حينما تكون ايجابية فقد تساعده في الارتقاء والتقدم . كملحد او لا ديني لي الحق في رفض كل الافكار والتصورات التي قد تتعارض مع توجهي العقلي والفكري .ولكن هذا الحق لا يمنحني مشروعية تشويهها او حتي حق مصادرة تطبيقها في اطار المجتمع المؤمن بها . بذات المقياس : للمتدينين الحق في رفض الميول الالحادية والتحررية ولكن هذا لا يمنحهم الحق في مصادرة حق الايمان بها اوتطبيقها في اطار المؤمنين بها .

المتدين ينشد المجتمع الحر الديمقراطي .ولكن هذا لا يتاتي دون احترام حق الآخر في الاختلاف والاعتقاد .حق الاخر في ان يكون كما يريد . انّ الحرية هي حرية المختلِف وليس حرية المماثل (أو الممتثل)، فهذا الأخير لا يطلب حرية. لذلك حرية الأقلية هي شرط حرية الأكثرية، وحرية الفرد هي شرط حرية الجماعة” حسب تعبير محمد برهومة.

كانسان لا اطالب باحترام حقوقي فقط .بالعكس ،اطالب بتضمينها في الدستور والقوانين الوطنية . انا مواطن في هذا العالم وبالتالي لي الحق في ان اكون كما اريد ؛ القانون والدستور لابد ان يقران بذلك صراحةً .

تضمين الحقوق والحريات الشخصية في الدساتير والقوانين الوطنية بالتاكيد سيساعد في حمايتها من التغول . لو كان دستور بلادي يعترف بحق الانسان في الاعتقاد والتفكير وبحرية الضمير لما اتهمني احد بالالحاد او وصفني بصفات يستحي اللسان من ذكرها . هذا العالم ليس ملكا لاحد ،وكل انسان يمتلك حق التواجد فيه .ولكن هذا التواجد لابد ان يُنظم حتي لا يُحرم المختلفين منه .

احلم بعالم اكثر تسامحا ؛مثل هذا الامر يُعد مستحيلا في الوقت الراهن الذي تنتشر فيه ثقافة العنف والكراهية . ولكني مع ذلك متفاعلا .نعم سياتي اليوم الذي يزداد فيه هامش الحريات المتاح .في ذاك اليوم سيهتم البشر بما يساعد في بناء الحضارة بدلا من الخوض في الحريات الشخصية للاخرين ،هذا مثلي وذاك ملحد .



#احمد_داؤود (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- غباء الاله
- ماذا لو كان الله اكذوبة
- كيف نواجه الارهاب
- من منا بحاجة الي توبة ؟
- خزعبلات رمضان
- لماذا يخلقنا الله ثم ينسانا ؟
- الانسانوي
- المهدي الابن ..مابين مصلحة الذات والوطن
- عوائق تمنع المسلم من اكتشاف بشرية القران
- الي اصدقائي المسلمين
- من الذي خلق الاخر علي صورته ،الاله ام الانسان؟
- ازمة الاسلام
- الاستغلال السئ للدين ..محمد والمسلمين نموذجا
- هل الاسلام دين شمولي
- هل ساعود الي حظيرة الاسلام مرة اخري
- تبريرات واهية
- السر وراء نجاح الدعوة المحمدية
- ارادة الله هي ارادة الانسان
- ما خفي في الربيع العربي
- حول مشروع السودان الجديد


المزيد.....




- اللجان الشعبية للاجئين في غزة تنظم وقفة رفضا لاستهداف الأونر ...
- ليندسي غراهام يهدد حلفاء الولايات المتحدة في حال ساعدوا في ا ...
- بوليفيا تعرب عن دعمها لمذكرة اعتقال نتنياهو وغالانت
- مراسلة العالم: بريطانيا تلمح الى التزامها بتطبيق مذكرة اعتقا ...
- إصابة 16 شخصا جراء حريق في مأوى للاجئين في ألمانيا
- مظاهرة حاشدة مناهضة للحكومة في تل أبيب تطالب بحل قضية الأسرى ...
- آلاف الإسرائيليين يتظاهرون ضد نتنياهو
- مسؤول أميركي يعلق لـ-الحرة- على وقف إسرائيل الاعتقال الإداري ...
- لماذا تعجز الأمم المتحدة عن حماية نفسها من إسرائيل؟
- مرشح ترامب لوزارة أمنية ينتمي للواء متورط بجرائم حرب في العر ...


المزيد.....

- مبدأ حق تقرير المصير والقانون الدولي / عبد الحسين شعبان
- حضور الإعلان العالمي لحقوق الانسان في الدساتير.. انحياز للقي ... / خليل إبراهيم كاظم الحمداني
- فلسفة حقوق الانسان بين الأصول التاريخية والأهمية المعاصرة / زهير الخويلدي
- المراة في الدساتير .. ثقافات مختلفة وضعيات متنوعة لحالة انسا ... / خليل إبراهيم كاظم الحمداني
- نجل الراحل يسار يروي قصة والده الدكتور محمد سلمان حسن في صرا ... / يسار محمد سلمان حسن
- الإستعراض الدوري الشامل بين مطرقة السياسة وسندان الحقوق .. ع ... / خليل إبراهيم كاظم الحمداني
- نطاق الشامل لحقوق الانسان / أشرف المجدول
- تضمين مفاهيم حقوق الإنسان في المناهج الدراسية / نزيهة التركى
- الكمائن الرمادية / مركز اريج لحقوق الانسان
- على هامش الدورة 38 الاعتيادية لمجلس حقوق الانسان .. قراءة في ... / خليل إبراهيم كاظم الحمداني


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - حقوق الانسان - احمد داؤود - كلمات اخري للأصدقاء المتدينين