أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - احسان جواد كاظم - الأسلمة بالأكراه والتكفير وجهان لعملة واحدة














المزيد.....

الأسلمة بالأكراه والتكفير وجهان لعملة واحدة


احسان جواد كاظم
(Ihsan Jawad Kadhim)


الحوار المتمدن-العدد: 4591 - 2014 / 10 / 2 - 07:47
المحور: العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
    


عندما خيّرت دولة الخلافة الداعشية مسيحيي الموصل وايزيديي سهل نينوى بين الأسلام او القتل, انما كانت تفرض ارادتها الوحيدة عليهم والتي لاتقبل الرفض. ان يكونوا مسلمين وهم صاغرون. وبما ان كل ما قام على باطل فهو باطل, فأن افعال ارهابيو داعش كلها باطل. نستند هنا الى فتاوى وتصريحات وخطب رجال دين مسلمين من مختلف الدول الأسلامية ببطلان دولة الخليفة ابي بكر البغدادي, وتصريحات بعضهم بأنها دولة مارقة, لكنهم لم يفتوا طبعاً ببطلان فرض هذا اللون الظلامي من الأسلام على ابناء المنطقة بمن فيهم المسلمين الآخرين . فتوصيفها هذا لم ينطلق من الفضائع التي ارتكبتها الدولة الأسلامية ضد ابناء المنطقة وبالخصوص ابناء الديانات الأخرى, اهل البلاد الأصليين, ومنها اجبار الناس على تغيير عقائدهم, والا لكانوا قد احتجوا على جرائم منظمة القاعدة الأرهابية والتي لاتقل فضاعة عن جرائم داعش والذي كان البغدادي تلميذاً نجيباً في صفوفها وترعرع في احضانها. ولا لأن امير المؤمنين ينفذ أجندات خارجية مشبوهة مثلاً. ولا لأنه يزعزع الوحدة الأسلامية او على الأقل وحدة أهل السنة والجماعة, بل ان كل اعتراضهم على ابي بكر البغدادي, كانت بسبب اعلانه لدولة الخلافة الأسلامية دون الرجوع اليهم, ثم طلبه البيعة لنفسه كأمير للمؤمنين والغاؤه لسلطاتهم الدينية والدنيوية واحتكاره التحكم برقاب ومصائر الناس, مسلمين وغير مسلمين, بأيديه وحده لا شريك له.
ورغم انحدار فكر داعش الظلامي من الفكر الوهابي السعودي وتطبيقها المبدع لهذا الفكر التكفيري على ارض الواقع, فأن ذلك لم يجنبها الأدانة, بل اعتبر خليفتها ابي بكر البغدادي بين ليلة وضحاها كما الناقة الجرباء, منبوذ, مرفوض. الى حد تأليب امريكا والغرب على دولته والدخول في تحالف عسكري دولي للقضاء عليها, دولة طالما حلموا بقيامها وتوسعها ولكنهم لن يرتضوا لها ان تقوم على ايادي غيرهم فهذا هو الأمر المحال. حتى لو كان خليفتها البغدادي يوماً منهم وبيهم.

ان تمسك رجال الدين المسلمين بمبدأ التكفيرفي عصر حرية الأعتقاد جعلهم يقبلون الأسلمة بالأكراه لنشر الدين وزيادة اعداد مريديه, بأي شكل جاء يجيء. فنحن لم نسمع حتى احتجاجاً او تنديداً, لا من علماء السنة ولا من علماء الشيعة على أسلمة المسيحيين ولا الأيزيديين بحد السيف الذي فرضته داعش.
أن أسلمة الآخر او تكفير المختلف وتنفيذ حد الردة عليه هواسهل الطرق لتثبيت سطوتهم على جموع البسطاء واستمرارها.

ليس صحيحاً بأن هناك من يتربص بالأسلام سوءاً... لأن اكثر من أساء الى الأسلام هم المسلمون ذاتهم, لاسيما بعد كل هذه الفضائع والجرائم التي ارتكبت وترتكب في كل اصقاع المعمورة, مشارقها ومغاربها, تحت راية لا اله الا الله وبصيحة الله اكبر.

لابد من ابراء ذمة ابناء الأديان الأخرى ممن اجبروا على اعتناق الأسلام تحت طائلة الموت من ترديدهم للشهادة, واعتباراجراء داعش هذا لاغياً ولا قيمة له وادانة كل من يجبر الآخرين على دخول الأسلام او اي دين آخراواعتناق اي عقيدة بالقوة او بالأغراء المادي او العيني قانونياً. ان ذلك يقع على كاهل رجال الدين المتعقلين اولاً. كما ينبغي على منظمات حقوق الأنسان ومراكز الفكر وكل منظمات المجتمع المدني ان تكافح لأضافة فقرة تحرم التكفير لتعميق القوانين الدولية التي تنادي بحرية الأعتقاد والرأي. ان الانتصار على داعش لايمكن ان يتم بالقوة العسكرية فقط بل بمحاربة ايديولوجيا التكفير لها ولأخواتها, فكرياً ومحاصرتها قانونياً وقطع النسغ الأقتصادي الذي يغذيها.
ان عملتكم الصدأة ليست قابلة للصرف في عصرنا الراهن . انتهى.



#احسان_جواد_كاظم (هاشتاغ)       Ihsan_Jawad_Kadhim#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)

الكاتب-ة لايسمح بالتعليق على هذا الموضوع


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- ذوو شهداء سبايكر- غضب مشروع... سلوك حضاري
- السبايا الأيزيديات والمسيحيات والشبكيات عند داعش... من لهن ؟
- قرارمجلس الأمن 1270 حول الأرهاب - تلكؤ دولي... بديل وطني
- هل يُصلح العبادي ما أفسده المالكي ؟!!
- عن ما يسمى بالجبهة الداخلية
- بلابوش انتخابات
- ماذا وراء الأكمة... وتساؤلات مابعد الأنتخابات !!!
- السعر الحقيقي لصوتك الأنتخابي !
- صورة الديمقراطية كما رسمتها أيادي المتحاصصين !
- تأبط شراً... فقتل !
- الأفتخار بما يدعو للعار !
- تقنين البيدوفيليا عراقياً !!!
- مرض- اضطراب ما بعد الصدمة - النفسي, معضلة اجتماعية
- خطوة السيد مقتدى الصدر الناقصة
- رتق الفتق مهمة شاقة !
- إتباعكم هذه المسالك توردكم المهالك !
- برنارد شو والتحالف الوطني العراقي
- قيم داعشية... أفعال دواعش
- العودة المرفوضة لشعار - كل شيْ من أجل المعركة -
- الحرب على الأرهاب: خذلان الوزير ونصرة المعارضة


المزيد.....




- الأميرة المسلمة الهندية -المتمردة- التي اصطادت النمور وقادت ...
- تأسست قبل 250 عاماً.. -حباد- اليهودية من النشأة حتى مقتل حاخ ...
- استقبل تردد قناة طيور الجنة أطفال الجديد 2024 بجودة عالية
- 82 قتيلاً خلال 3 أيام من أعمال العنف الطائفي في باكستان
- 82 قتيلا خلال 3 أيام من أعمال العنف الطائفي في باكستان
- 1 من كل 5 شبان فرنسيين يودون لو يغادر اليهود فرنسا
- أول رد من الإمارات على اختفاء رجل دين يهودي على أراضيها
- غزة.. مستعمرون يقتحمون المقبرة الاسلامية والبلدة القديمة في ...
- بيان للخارجية الإماراتية بشأن الحاخام اليهودي المختفي
- بيان إماراتي بشأن اختفاء الحاخام اليهودي


المزيد.....

- شهداء الحرف والكلمة في الإسلام / المستنير الحازمي
- مأساة العرب: من حزب البعث العربي إلى حزب الله الإسلامي / حميد زناز
- العنف والحرية في الإسلام / محمد الهلالي وحنان قصبي
- هذه حياة لا تليق بالبشر .. تحرروا / محمد حسين يونس
- المرحومة نهى محمود سالم: لماذا خلعت الحجاب؟ لأنه لا يوجد جبر ... / سامي الذيب
- مقالة الفكر السياسي الإسلامي من عصر النهضة إلى ثورات الربيع ... / فارس إيغو
- الكراس كتاب ما بعد القرآن / محمد علي صاحبُ الكراس
- المسيحية بين الرومان والعرب / عيسى بن ضيف الله حداد
- ( ماهية الدولة الاسلامية ) الكتاب كاملا / أحمد صبحى منصور
- كتاب الحداثة و القرآن للباحث سعيد ناشيد / جدو دبريل


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - احسان جواد كاظم - الأسلمة بالأكراه والتكفير وجهان لعملة واحدة