أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - المجتمع المدني - عماد علي - نتحاور كي نتشاجر














المزيد.....

نتحاور كي نتشاجر


عماد علي

الحوار المتمدن-العدد: 4591 - 2014 / 10 / 2 - 02:16
المحور: المجتمع المدني
    


فن الحوار كلغة العصر هوالسلوك و الاسلوب التقدمي لايجاد الحلول و الوصول الى الرضى بما يستثمر في نهاية الحوار من قبل اطرافه و بقناعة ذاتية و ليس فرضه بقوة او مجبرا طرف ما فيه لاسباب ذاتية به بالنتيجة و ان لم تكن لديه قناعة به . من المعلوم اننا لسنا على الحق كله في اية قضية كانت و الاستناد على المطلق في البحث مرفوض في اي موضوع يبُحث و هكذا للاخر المتحاورايضا، او ربما نجد الغبن او احد الطرفين هو الاحق، الى اخره من المعادلات بين الاطراف او الطرفين و لكن التفاوض و الحوار فيه هو ما يدع الحق بيد مستحقه بقناعة و بشرط الاعتماد على الدلائل و الحجج العلمية المقنعة في المحاورات . و ربما لم نصل الى نتيجة و لم يقتنع اي منا لو لم نكن مصرين على بيان الاحق و الاصح في الراي ان كان الحوار لم يهدف الى اتفاوض على امر ما، او ربما الحديث المتعدد الجوانب حول موضوع ما بحوار علمي هاديء او بحث موضوع ما بحوار متكامل من الاطراف المعنية، او بحث موضوع او قضية لبيان مواقف او راي حول موضوع ما .
الى جانب ذلك في وجود التفاوض و التحاور المعتمد لقضية حصرا، اي ان هناك هدف خاص يمكن ان نتحاور بشكل يتطلب الوصول الى نتيجة فيه بشكل اجباري او الفشل فيه، لان الغرض هو النتيجة و ليس التفاوض او الحوار التفاوضي الدائر حول المواضيع لزيادة العلم و المعرفة .
و عندما برزالتحاور كوسيلة للتفاوض بعيدا عن لعلعة السلاح وفرنا هناك دماءا كثيرا، و يعتبر من اهم مظاهر و سمات العصر المتطور هو الحوار مهما كان لانه بناء و اكثر ايجابية من التقاطع و يقع لصالح العام .
في الحوار يتبين لدى الجميع مستوى المتحاور و لغته و خلفيته و ثقافته و سلوكه و اسلوبه في الحياة، و مدى ايمانه بالاخر و احترام اراءه و مواقفه وان كان ديموقراطيا يتحاور بهدوء ويلتزم بالسلمية كشرط للمحاورات العصرية التقدمية .
هناك حوار ثقافي و سياسي و اجتماعي وفق المواضيع المطروحة، الا انه التفاوض يقتصر في اكثر الاحيان على الناحية السياسية في مرحلتنا هذا اضافة الى التعاملات الاقتصادية و الادارية التي تعتمد على التفاوض للوصول الى التفاهم في تحقيق الاهداف منها، او حول مشروع ما .
من مشاكلنا نحن الشرقيين و نحن بخلفية ثقافية معلومة و بيئة جغرافية و ثقافة عامة و تربية متنوعة، فان حرارة الحوار او التفاوض طاغية على جيمع جلساتنا، و في اكثر الاحيان لم نقنع الاخر بما نصل اليه و ربما نتشاجر او نفض الحوار دون اية نتيجة لعدم معرفتنا طبيعة الاخر و كيفية محاورته و التفاوض معه، مما يمكن ان نتقاطع و في العديد من الحالات التفاوض فيؤدي ذلك الى الاسوا مما موجود و بالاخص من الناحية السياسية لان الفشل فيه يولد التشنجات و كثير ما ادى الى الحروب و التراجع في التقارب من البعض .
الطبيعة الشرقية و الوضع الاجتماعي و الخلفية الثقافية و التربية العامةالمتعددة الاوجه و الحالة النفسية للمتفاوض مع تربيته الخاصة و بيئته و كيفية تعامله مع الاخر سواء كطرف له الحق فيما يتفاوض عليه و ما يريد او يُرده بشكل مطلق دون اي اعتبار للمقابل .
اذن، الحوار فن له ركائزه و مستوجباته و التفاوض الذي يمكن ان يُعتمد فيه على اسس الحوار العصري يمكن ضمان نتيجته بالشكل الايجابي في اكثر الاحيان، و كم راينا سفك الدماء بعد تفاوض سيء و فاشل و راح ضحية الفشل الالاف نتيجة كلمة او موقف او جملة في غير محلها .
التفاوض المستند على الحوار المقنع ياتي بنتيجة ان كان الداخلين فيه نيتهم الوصول الى الحل و التفاهم، الا ان هناك كلمة حق يُراد بها الباطل، و يمكن ان يحدث ان يهدف اصلا من الحوار هو ان يطول التفاوض بعد الاستناد على التحاور السفسطي و الغرض منه الاطالة و التماطل و التملص من الوصول الى النهاية او ان كان الاستطالة لصالح طرف ما اكثر من الوصول الى النتيجة، لان للزمان و المكان دور هام و رئيسي في كيفية التفاوض و احتمال نجاحه و تقدير نتائجه .
بما انه نحن الشرقيون نعيش في حالات نفسية معلومة و بعيدون في اكثر الاحيان عن برودة الاعصاب و التاني و التروي لذا الخشية من الفشل تصاحب كل تفاوض شرقي، و المشاجرة و التلاسن و المساجلات و التراشقات و حتى التشهير و الاجراح من افرازات الحوارات و المفاوضات العرجاء التي لا تعتمد على الاسس الصحيحة او هناك نقص في البنية التفاوضية من حيث الموضوع او المتفاوضين او الزمان او النوايا من التفاوض و ما وراء التفاوض من المؤثرات و العوامل المختلفة .
ان الاستناد على الحوار كاساس للتعايش هو العامل الرئيسي لتجسيد الديموقراطية الحقيقية في اي بلد او مجتمع كان، فهل نحن له مستعدون .



#عماد_علي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- لماذا هذا الموقف من تركيا تجاه مصر
- لدينا عقدة التقليد في غير محله
- من آمن بالاستقلال و عمل بالفدرالية
- أغدر التاريخ ام جهل القيادة ؟
- لماذا اوصلوا كوردستان لما نحن فيه
- قراءة في ما يؤول اليه الوضع في منطقتنا
- ماوراء تخبطات تركيا السياسية
- مثقفو العتبات واعتقادهم بان النَعَم يُزيد النِعَم
- يا له من تضليل سياسي
- 49 دبابة مقابل 49 رهينة
- انعدام دور المثقف التنويري في العراق
- هل تعيد امريكا سمعتها الدولية
- تاثير مجيء داعش على المعادلات السياسية في كوردستان
- بانت خيوط اللعبة في المنطقة
- هل يتمكن العبادي لوحده محاربة الفساد المستشري
- حلم المواطنة في الشرق الاوسط
- خانقين دون غيرها
- الخمول يعقد الامور اكثر
- هل المطالبة بانبثاق دولة كوردستان، شوفينية؟
- ما هي الحياة و كيف نفهمها


المزيد.....




- الأمم المتحدة: السودان يواجه أكبر أزمة نزوح في العالم
- هآرتس: ربع الأسرى الفلسطينيين في سجون -اسرائيل- اصيبوا بمرض ...
- اللاجئون السودانيون في تشاد ـ إرادة البقاء في ظل البؤس
- الأونروا: أكثر من مليوني نازح في غزة يحاصرهم الجوع والعطش
- الأونروا: إمدادات الغذاء التي تدخل غزة لا تلبي 6% من حاجة ال ...
- الاونروا: الحصول على وجبات طعام أصبح مهمة مستحيلة للعائلات ف ...
- الأمم المتحدة: السودان يواجه أكبر أزمة نزوح في العالم
- منظمة حقوقية يمنية بريطانيا تحمل سلطات التحالف السعودي الإما ...
- غرق خيام النازحين على شاطئ دير البلح وخان يونس (فيديو)
- الأمطار تُغرق خيام آلاف النازحين في قطاع غزة


المزيد.....

- أية رسالة للتنشيط السوسيوثقافي في تكوين شخصية المرء -الأطفال ... / موافق محمد
- بيداغوجيا البُرْهانِ فِي فَضاءِ الثَوْرَةِ الرَقْمِيَّةِ / علي أسعد وطفة
- مأزق الحريات الأكاديمية في الجامعات العربية: مقاربة نقدية / علي أسعد وطفة
- العدوانية الإنسانية في سيكولوجيا فرويد / علي أسعد وطفة
- الاتصالات الخاصة بالراديو البحري باللغتين العربية والانكليزي ... / محمد عبد الكريم يوسف
- التونسيات واستفتاء 25 جويلية :2022 إلى المقاطعة لا مصلحة للن ... / حمه الهمامي
- تحليل الاستغلال بين العمل الشاق والتطفل الضار / زهير الخويلدي
- منظمات المجتمع المدني في سوريا بعد العام 2011 .. سياسة اللاس ... / رامي نصرالله
- من أجل السلام الدائم، عمونيال كانط / زهير الخويلدي
- فراعنة فى الدنمارك / محيى الدين غريب


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - المجتمع المدني - عماد علي - نتحاور كي نتشاجر