أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - زين اليوسف - صداع الجمعة













المزيد.....

صداع الجمعة


زين اليوسف
مُدوِّنة عربية

(Zeina Al-omar)


الحوار المتمدن-العدد: 4590 - 2014 / 10 / 1 - 12:35
المحور: العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
    


أمقت يوم الجمعة..و أؤمن أن هناك مثلي الكثيرون ممن يشعرون بذات الطريقة تجاهه..و بالرغم من أنه يوم العطلة الرسمية في أغلب الدول العربية و بالرغم من أن ذلك يعني أنه يمثل للكثيرين يوم راحتهم الوحيد من عناء العمل طوال أسبوعٍ بأكمله إلا أنه بفضل خطباء المساجد تحول إلى يومٍ مزعج مقيت يحمل الكثير من الطاقة السلبية بين سويعات ظهيرته..تلك الطاقة التي بإمكانك أن تشعر بها و هي تحيط بروحك مسببةً لها المزيد من الضغوط النفسية التي لا طاقة لها بها.

خُطب الجمعة أصبحت في أغلبها ما هي إلا خُطبٌ تحريضية تجاه الآخرين..قد تختلف طريقة التحريض تلك بين خطابٍ و آخر..و لكنك لو أنصت بتمعن لكلماتهم ستجد أنك ستخسر وقتك كما بعضاً من اتزانك النفسي كلما أعرتهم أذنيك الفانيتين ليزيدوهما فناءاً..و لأخطو سريعاً بأناملي فوق بقايا تلك الخُطب الجاثية كلماتها كما أفكارها فوق روحي رغماً عني..فنجد أن خُطب الجمعة تدور على الأغلب حول ما يلي و يلي تلك ليست هنا بل تحتاج منك أن تستمر في القراءة لتعرف ما تعرفه سلفاً!!.

النوع الأول من تلك الخطب يدور حول آثام النساء دون الرجال..و هنا ستستمع إلى خطابٍ يُثَّبت بكل حماسٍ لا أحسده عليه النظرة الدونية للمرأة في مجتمعاتنا دون أن يحاول أن يحسن و لو قليلاً من الوضع المزري الذي تنعم به سلفاً..لا أرجوك كف عن ترديد عبارات مثل "المرأة نصف المجتمع" و "المرأة كل المجتمع" و "الجنة تحت أقدام الأمهات" فكل تلك التُرهات ما هي إلا عبارات من روايات الخيال العلمي التي لا أعتقد يوماً أنها سترد على ألسنتهم و لن أقول عقولهم حتى لا أبالغ في التفاؤل الساذج الذي لا أعتنقه لحسن الحظ.

النوع الثاني هو الخطاب التحريضي تجاه أتباع الديانات الأخرى بالطبع في حال كان الخطيب شديد التسامح مع أتباع المذاهب الأخرى و هذا أمرٌ نادر الاقتناص..و هنا ستجد نفسك تستمع إلى الخطاب الذي كون داعش و أخواتها..أي أنك بقليلٍ من الخيال الساخر ستشهد عملية خلق داعش و التي لا تختلف كثيراً عن عملية خلق الرب لإبليس إلا في الأسلوب المتبع لتحقيق ذلك الأمر لكن النتيجة هي ذاتها في كلا الحالتين.

و هناك النوع الثالث و هو أشد الخُطب خطراً و هو الخُطب الجنسية..أشدها خطراً لأنها هي الخطوة الأولى نحو التسابق المحموم نحو النساء..و لا يهم هنا أي النساء أقصد..فالحور العين و الجواري و السبايا كلها مصطلحاتٌ غير ذات أهمية فهي قد تبدو مختلفة في المعنى و لكنها تؤدي إلى ذات النتيجة و هي ترسيخ فكرة نصرة الرب مقابل الجنس الممنوح لهم من قبله سواء تم ذلك المنح في الأرض أو في السماء..تلك الخُطب مع النوع الأول الذي ذكرته سابقاً أوجدت لدينا ثقافة جنسية و امتهانية بامتياز تعاني من وطئها النساء في العالم الإسلامي..تلك الثقافة أصبحت قوية لدرجة أنها تتحدى سلطة الرب بذاته فلو أخبرهم بصوته لا بصوت أنبيائه أنه "أنصروني أنصركم" لما اكترثوا لأمره و لأصاب الوقر آذانهم كما قلوبهم..فهم يبحثون عن المقابل الجنسي لا عن المقابل الروحي.

و هنالك الخُطب التي تشعرك أنها تُلقى في مركزٍ ثقافي إسلامي في أحد الدول الأوروبية من شدة انفصالها عن الواقع و مناقشتها لقضايا فكرية لا ينبغي الخوض فيها إلا عند الانتهاء من جميع الاختلافات الفكرية القاتلة التي تعاني منها الأمة الإسلامية..فتجد أن الخطيب المُلقي لتلك الخُطب يتجاهل كل شيء يحيط به كما بالمصلين من قتلٍ و اختلافٍ فكري و كراهيةٍ تبتلع أرواحهم نحو ثقبٍ أسود لا عودة منه ليحدثهم عن لذة الإخلاص في العمل و عن أنواع الحب و كيف أن الحب في غير الله ما هو إلا نوعٌ ضار من أنواع الحب على الشخص نفسياً و دينياً!!.

و بعد هذا الكم الهائل من الطاقة السلبية المتسربة إليك عبر كلماتي سأتساءل -بطريقةٍ غير بريئةٍ على الإطلاق- هل تحتوي موعظة يوم الأحد في أي كنيسة على هذا الكم الهائل من الكراهية و التحريض على الآخرين؟؟..لقد شاهدت عدة مواعظ مسجلة و لم تكن تحوي إلا على حديثٍ يغلب عليه التقويم الأخلاقي لرعايا الكنيسة دون الاكتراث كثيراً بعقائد الآخرين أو جنسهم أو حتى ميولهم الجنسية..شاهدت بالطبع نماذج متطرفة في خطابها و لكنها حالات قليلة لا يمكن تعميمها بعكس ما يحدث في العالم الإسلامي الذي يغلب على خطابه الديني التطرف لا التسامح.

الغريب أن الدين الإسلامي يُفترض أنه الحق المنزل على البشرية جمعاء و لكنه يتعامل مع جزءٍ لا يمكن الاستهانة بتعداده من تلك البشرية بطريقةٍ وحشية تليق بحيوانات الغاب لا ببشرٍ منحهم الرب عقلاً ليتحكم في تنظيم علاقاتهم مع الآخرين و ضميراً ليمنح لذلك التنظيم طابعاً إنسانياً.

عندما سقطت العاصمة اليمنية صنعاء في أيدي الحوثيين انتشرت شائعاتٌ عدة مفادها أنهم سيمنعون إقامة صلاة الجمعة لأنها في نظرهم تعتبر بدعة..لا أعلم صدق تلك الإشاعة من كذبها و لا أعلم هل هم حقاً يعتبرونها بدعة و قاموا بمنعها في المناطق الخاضعة لسيطرتهم أم لا..كل ما أعلمه أنهم إن قاموا بمنع تلك الصلاة و بالتالي الخطبة التي تتشبث بقدسيتها فإنهم سيقدمون لي كما لغيري خدمةً نفسية جليلة..فإما أن يقول خطباء تلك المساجد خيراً أو لنقل أنها بدعة و كل بدعة في النار فلعلهم حينها ينتهوا عنها و عن تعذيبنا و تشويه عقولنا كما أرواحنا و التي لم تعد تحتمل أي تشويهٍ إضافي.



#زين_اليوسف (هاشتاغ)       Zeina_Al-omar#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- على الكنبة
- حج مسعور
- محمد بين الأقدام
- أوجاعٌ جنسية
- لوط
- فتاة سيئة السمعة
- عصا موسى
- مكتبٌ حكومي
- أسد السنة
- حفل تخرج
- 20 ريال
- تعاطفٌ مشروط
- الله هو شرشبيل؟؟
- وصلة رقصٍ شرقي
- قليلٌ من السخرية
- القاعدة و محمد
- فيلم -غير- جنسي
- لنفرض
- عاهرة
- إعلانٌ جنسي


المزيد.....




- المقاومة الاسلامية بلبنان تستهدف قاعدة حيفا البحرية وتصيب اه ...
- عشرات المستوطنين يقتحمون المسجد الأقصى
- مستعمرون ينشرون صورة تُحاكي إقامة الهيكل على أنقاض المسجد ال ...
- الإعلام العبري: المهم أن نتذكر أن السيسي هو نفس الجنرال الذي ...
- ثبتها فوراً لأطفالك.. تردد قناة طيور الجنة 2024 على نايل سات ...
- الجنائية الدولية تسجن قياديا سابقا في أنصار الدين بمالي
- نزع سلاح حزب الله والتوترات الطائفية في لبنان.. شاهد ما قاله ...
- الدعم الأميركي لكيان الاحتلال في مواجهة المقاومة الإسلامية
- إيهود باراك يفصح عما سيحدث لنتنياهو فور توقف الحرب على غزة
- “ألف مبروك للحجاج”.. نتائج أسماء الفائزين بقرعة الحج 2025 في ...


المزيد.....

- مأساة العرب: من حزب البعث العربي إلى حزب الله الإسلامي / حميد زناز
- العنف والحرية في الإسلام / محمد الهلالي وحنان قصبي
- هذه حياة لا تليق بالبشر .. تحرروا / محمد حسين يونس
- المرحومة نهى محمود سالم: لماذا خلعت الحجاب؟ لأنه لا يوجد جبر ... / سامي الذيب
- مقالة الفكر السياسي الإسلامي من عصر النهضة إلى ثورات الربيع ... / فارس إيغو
- الكراس كتاب ما بعد القرآن / محمد علي صاحبُ الكراس
- المسيحية بين الرومان والعرب / عيسى بن ضيف الله حداد
- ( ماهية الدولة الاسلامية ) الكتاب كاملا / أحمد صبحى منصور
- كتاب الحداثة و القرآن للباحث سعيد ناشيد / جدو دبريل
- الأبحاث الحديثة تحرج السردية والموروث الإسلاميين كراس 5 / جدو جبريل


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - زين اليوسف - صداع الجمعة