ملاحظة مقتضبة حول مفهوم الحرية في الأدب الأناركي

محمد المثلوثي

الحوار المتمدن-العدد: 4590 - 2014 / 10 / 1 - 02:06
المحور: ابحاث يسارية واشتراكية وشيوعية
    

بشاعرية مفرطة كثيرا ما يردد بعض الذين ينسبون أنفسهم للحركة الأناركية أنهم "يقدسون الحرية"، وهم يتكئون في ذلك على بعض العبارات الفضفاضة لهذا أو ذاك من المناضلين التاريخيين محولينها الى انجيل مقدس......
في الواقع فان "الحرية" مفهوم بورجوازي خالص من الناحية التاريخية والذي يقوم أساسا على "الحرية الاقتصادية"، اي حرية البيع والشراء بما في ذلك حرية بيع قوة العمل وحرية تنقل رأس المال، وخاصة حرية التملك الخاص. وترفع البورجوازية لواء "الحرية" في وجه كل العوائق التي خلفتها أساليب الانتاج التقليدية أو تلك التي تضعها السياسات الاحتكارية لأقطاب رأس المال المنافسة.....
أما الحد الفعلي للحرية في المجتمع البورجوازي فهو "احترام حرية الآخرين"، أي حريتهم في التملك الخاص. وهكذا فهذه الحرية يمكن اعادتها الى أساسها الواقعي ألا وهو تقديس الملكية الخاصة بصفتها المضمون الوحيد لهذه الحرية....
أما ما ترفعه الشغيلة في مواجهة النظام البورجوازي فليس شعار الحرية بل شعار التضامن، حيث لا تتحقق حرية الفرد الا بصفتها جزء متكاملا ومتعاضدا مع حرية الآخرين. وهذا غير ممكن بدون ادارة الانتاج والتوزيع بصورة تعاونية متضامنة وحيث لا يقف الفرد بصفته الفرد المنافس للآخرين بل بصفته جزء في الجماعية الانسانية.
وعلى نقيض التصورات العمومية السائدة فان النظام الليبرالي لا يحقق أية "حرية فردية" الا في الأوهام البورجوازية الصغيرة، طالما أن هذا النظام يحرم الأغلبية من الوسائل الواقعية لأية "حرية فردية".
و"الحرية الفردية" في مجتمع العبودية الرأسمالي لا تعني سوى حرية الأسياد في استعباد عبيدهم والاستمتاع الحر بمغانم هذا الاستعباد

#محمد_المثلوثي (هاشتاغ)      

---

---

الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 

اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل	حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين

كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على:

الفيسبوك

التويتر

اليوتيوب

RSS

الانستغرام

لينكدإن

تيلكرام

بنترست

تمبلر

بلوكر

فليبورد

الموبايل

كيفية إشراك-إيصال مواضيعكم أو مواضيع تهمكم  إلى اكبر عدد ممكن من القراء والقارئات