أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع - شريف عشري - المسيحية والليبرالية - الأصل والفرع














المزيد.....

المسيحية والليبرالية - الأصل والفرع


شريف عشري

الحوار المتمدن-العدد: 4589 - 2014 / 9 / 30 - 17:06
المحور: الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع
    


المسيحية فى جوهرها الفلسفي قائمة على مفهوم تحرير الانسان من العبودية .... عبودية شهوة المال ...عبودية شهوة الأذى والحقد والضغينة ...عبودية شهوة السلطة والاجبار والاذلال ....عبودية شهوة ارتكاب الاخطاء بكل اشكالها وانواعها وعلى رأسها القتل المادى والمعنوى ....يعنى جوهر المسيحية قائم على الحرية والتحرر من كل القيود التى تكبل الإنسان وتجعله عبدا لها .....وملخص الكلام ده سوف تجده فى آية واحدة فقط فى الكتاب المقدس : " وتعرفون الحق والحق يحرركم " ومعرفة الحق تحتاج لبحث وتنقيب ...والكتاب أيضا يحثنا على البحث " فتشوا الكتب التى تظنون ان لكم فيها حياة أبدية " .... المسيحية إذن أساس فكرة الحرية والتحرر من القيود والأغلال ... كما أنها أساس البحث وتحصيل المعرفة فى شتى المجالات . ...
من أوائل من كتبوا فى الفكر الليبرالى من الرهبان هو سانت توماس الأكويني وهذا كان راهبا ومبشرا ...بل أنه أول من أدخل إستثناء على تعريف الفائدة interest وفهمه لها ....فسابقوه من الرهبان كانوا يعتبرونها ربا usury أما هو فاعتبرها تعويض عن تعطيل المال فى صورة مدخرات ...وتعويض عن ارتفاع المستوىالعام للاسعار بمرور الوقت ...وهو بذلك أول من أدخل الإستثناء على قاعدة تحريم الربا ... سانت توماس الاكويني واحد فقط من ضمن كثيرين ممن أحدثوا تغييرا فى الفكر المسيحي المتجمد فى ظل عصور الظلام وهو أحد الرواد والمؤسسين للفكر الليبرالى الحر .... انا جبت لك مثال واحد فقط ...والامثلة عديدة ....إذن القضية قضية تطور عقل بشري وليس جموده عند ثوابت فهمت بطريقه خطأ . وليست قضية مسيحية أو يهودية ...أو حتى أى ديانة ...فالمفترض أن الديانات تمد الإنسانية بمبادىء عامة فى فهم الحياة والحق والخير والجمال .... يعنى محلها الروح وليس المادة ...والانسان ليس فقط مادة الانسان ثالوث يتحد فيه الروح والجسد والنفس البشرية .
وطالما أن الديانة غايتها تقويم السلوك وإيقاظ الضمير فهى خادمة للإنسان وليست مخدومة ولو حدث العكس وأصبحت مخدومة هنا نقول وبصدق أنها فقدت الغاية التى أوجدها الرب من أجلها ..ألا وهى خدمة وتقويم السلوك الانسانى وتوجيهه للخير وللصالح العام وليس أبدا التحكم فيه وتوجيهه لوجهة شريرة معينة تتعارض مع الصالح العام .
إذن فيه حاجة اسمها تطور العقل البشري فى فهم الظواهر حولة ....وتطور الافكار نفسها بمرور الزمن .... يعنى مثلا الفاتيكان الآن يفكر بطريقة مختلفة جدا عن تفيكرة فى ظل dark ages .... وبعدين معظم المبادىء الليبرالية مأخوذه فعلا عن المسيحية ....و المسيحية نفسها لم تنتشر بالسيف ولا بالقوة بل انتشرت بنشر الفكرة نفسها عن طريق قديسين استشهدوا فى سبيل الفكرة.
ويمكن القول بأن : أساس العلمانية يمكن إستقاؤه من الكتاب من خلال قول واحد للسيد الرب : "دع مالقيصر لقيصر وما لله لله ! " ... إذن لا تعارض البتة بين المسيحية والعلمانية ...
إذن المشكلة ليست أبدا فى المسيحية لأن المسيحية ليست ديانة إنما هى علاقة مع الرب ومن خلال تلك العلاقة ينفتح المسيحي على العالم ويتقبل كل الأفكار وكل المعتقدات والآراء ويتعايش فى كل الظروف والأحوال ...إنما المشكلة الحقيقية تكمن فى السلوك behavior وفى مدى الوقوف على وفهم المبادىء العامة المستقاة من الكتاب المقدس .
وجملة القول :
المسيحية أذن تدعو الى الحياة وليس الموت ...المسيحية تدعو الى أن يعيش الانسان حرا ...المسيحية تدعو الى تحصيل المعرفة ... المسيحية تدعو الى التعايش مع وتقبل الآخر ..المسيحية تدعو الى احترام النظم والقوانين التى تآلف وتوافق عليها أفراد المجتمع .....وكلها مبادىء أولية إنطلق منها الفكر الليبرالى الحر .
=================



#شريف_عشري (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- قناة السويس الجديدة والهروب من الحلقة المفرغة
- الطريق الى الناس والطريق الى الذات ....توافق أم تضارب ؟!!
- مرض الفساد فى مصر - الأعراض والحلول
- أتاتوركية أم باكستانية ...تلك هى المسألة !
- الله - المعجزة - العقوبات
- لغز البعث بعد الموت ( همسة فى أذن أخى الملحد )
- الفارق الجوهرى بين النصاري والمسيحيين
- حوار حول سياسات الدعم فى مصر
- أزمة دعم أم دعم الأزمة- أيهما تختار ؟
- سكريبت ولينك الحلقة الثالثة من برنامج الاقتصاد للجميع - المو ...
- ماوراء مبادرة السيسي- نعم نستطيع !
- بارانويا البورصة وشيزوفرانيا الاقتصاد فى مصر
- قصة المرأة الكنعانية من واقع إنجيل متى -الدروس والعبر والعظا ...
- حتمية عودة القطاع العام للإقتصاد المصري
- العلاقة مع الله
- أيها المهرطقين...يا نشطاء السبوبة المحسوبين على المسيحيين .. ...
- سكريبت وفيديو الحلقة الثانية من برنامج الاقتصاد للجميع
- روشتة الخلاص الاقتصادي لمصر
- طنطاوى – الرجل الذى لم نعرفه !
- حقيقة الصراع من أجل السلطة فى مصر


المزيد.....




- -عيد الدني-.. فيروز تبلغ عامها الـ90
- خبيرة في لغة الجسد تكشف حقيقة علاقة ترامب وماسك
- الكوفية الفلسطينية: حكاية رمز، وتاريخ شعب
- 71 قتيلا -موالين لإيران- بقصف على تدمر السورية نُسب لإسرائيل ...
- 20 ألف كيلومتر بالدراجة يقطعها الألماني إفريتس من أجل المناخ ...
- الدفاع الروسية تعلن تحرير بلدة جديدة في دونيتسك والقضاء على ...
- الكرملين يعلق على تصريح البنتاغون حول تبادل الضربات النووية ...
- روسيا.. اكتشاف جينات في فول الصويا يتم تنشيطها لتقليل خسائر ...
- هيئة بريطانية: حادث على بعد 74 ميلا جنوب غربي عدن
- عشرات القتلى والجرحى بينهم أطفال في قصف إسرائيلي على قطاع غز ...


المزيد.....

- كتاب رينيه ديكارت، خطاب حول المنهج / زهير الخويلدي
- معالجة القضايا الاجتماعية بواسطة المقاربات العلمية / زهير الخويلدي
- الثقافة تحجب المعنى أومعضلة الترجمة في البلاد العربية الإسلا ... / قاسم المحبشي
- الفلسفة القديمة وفلسفة العصور الوسطى ( الاقطاعية )والفلسفة ا ... / غازي الصوراني
- حقوق الإنسان من سقراط إلى ماركس / محمد الهلالي
- حقوق الإنسان من منظور نقدي / محمد الهلالي وخديجة رياضي
- فلسفات تسائل حياتنا / محمد الهلالي
- المُعاناة، المَعنى، العِناية/ مقالة ضد تبرير الشر / ياسين الحاج صالح
- الحلم جنين الواقع -الجزء التاسع / كريمة سلام
- سيغموند فرويد ، يهودية الأنوار : وفاء - مبهم - و - جوهري - / الحسن علاج


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع - شريف عشري - المسيحية والليبرالية - الأصل والفرع