أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - قراءات في عالم الكتب و المطبوعات - أحمد عبد الرازق أبو العلا - إسرائيل والتطبيع وعلي سالم - حول كتاب رحلة إلى إسرائيل















المزيد.....



إسرائيل والتطبيع وعلي سالم - حول كتاب رحلة إلى إسرائيل


أحمد عبد الرازق أبو العلا

الحوار المتمدن-العدد: 336 - 2002 / 12 / 13 - 04:55
المحور: قراءات في عالم الكتب و المطبوعات
    


                 إسرائيل والتطبيع وعلي سالم                             

       حول كتاب (رحلة إلى إسرائيل)                   
 

       دعوني استطرد قليلا، باستحضار بعض التداعيات ، على هامش مناقشتي لبعض الآراء والمواقف التي ضمها كتاب علي سالم. (رحلة إلى إسرائيل ). فالرحلة أثارت في نفسي الشجون ، أنا ا لقارئ لأعماله ا لمسرحية، وا لناقد لبعضها ، وا لكاشف - ا لآن - عن زيف ادعاء اته ، حيث يحاول طمس ذاكرة ا لأمة، التي لن تنسى بأي حال من الأحوال تاريخها وعقلها ، كما نسيه على سالم.                                                                      حين عرض  على سالم مسرحيته “ الكلاب وصلت المطار" عام 5 198 م  (1)، كتب الناقد فاروق عبد القادر مقالا حول العرض تحت عنوان "على سالم .. والبحث عن المقعد الثالث " (2)  تعرض   فيه لعلى سالم محددا "أنه الكاتب الوحيد الذي إستطا ع على مدى حوالي العشرين سنة، أن يكون موجودا في مسرح الدولة والمسرح التجاري معا ، قدم هنا والأخرى هناك ". ثم تحدث عن المسرحية، فأعطى مساحة كبيرة من مقاله للحديث عن شخصية (على سالم ) أول الكتاب الذين هرعوا إلى المسرح التجاري مع بدء انتعاشه بعد 67 ولا شك عندي في آن النجاح الجماهيري والتجاري الساحق الذي لقيه عرض مدرسة المشاغبين 1971 ، قد أدار رأس صاحب النص - إن كان لهذا العرض بالذات نص على الإطلاق - فسعى إلى تكوين فرقة خاصة  لاستثمار هذا النجاح ، وحين فشلت حول منتصف السبعينيات انضم بفرقته وديونه شريكا صغيرا في "الفنانين المتحدين " وامتد حديث الناقد فاروق عبد القادر محددا كيف أن على سالم الذي يصف نفسه بأنه رجل دمياطي و(حيسوب ) كيف خانته حساباته . . إلخ. ولما كان مقال (فاروق عبد القادر) قد ابتعد - في رأيي - عن مناقشة العرض المسرحي واستطرد إلى أشياء تخص المؤلف ذاته ، وكنت أريد أن أسمع رأيه ، دون ا لاهتمام بتفصيلات قد تخرجنا عن إطار الموضوعية، فقمت بكتابة مقالة نشرت في نفس الصحيفة (2). ناقشت فيها ما ذهب إليه فاروق عبد القادر" من رأى، وقلت إنه يكتب بطريقة النقد المستعرض، وليس المستكشف ، وقلت إن (على سالم ) كان مغامرا في زمن فقد المغامرين !! دعوني أعترف أن الرجال لا يمكن الحكم عليهم إلا من مواقفهم ، وأتساءل - الآن - هل كنت متسرعا حين دافعت عن (على سالم ) وهاجمت (فاروق عبدا لقا در) ، الذي قال وقتها :إن (أحمد عبدا لرازق أبو العلا) هو الاسم الثلاثي لعلى سالم ،  والحقيقة أن (فاروق عبدا لقادر) لقربه ا لشديد من واقع حياتنا المسرحية، كان أكثر منى خبرة ودراية في كشف ما لم أستطع كشفه وقتها. 
                                                  (2)
    أثناء عرض مسرحية (الكلاب وصلت المطار) قابلت  على سالم " وسألته : لماذا تجازف هكذا ، وتقوم بعرض  مسرحيتك فوق خشبة مسرح معروف عنه أنه يقدم ويحتفى بالراقصات ، الأمر الذي سينعكس بالضرورة على عرضك أيا كانت قيمته ،  وقلت إن دليلي على ذلك ، هو الجمهور القليل الذي جاء للمشاهدة ، رغم أن (على سالم ) كان يصرف في اليوم الواحد ألف جنيه (أجور ممثلين /مسرح ). سألته لماذا كل هذه الخسارة؟! فأجابني: هناك من يتناول جرعة هيروين بألف جنيه في اليوم !! فلماذا تحاسبونني على تناول جرعة المسرح الذي أحبه بألف جنيه فى اليوم ؟ا دائما ما يجد (على سالم ) تبريرا لما يفعله ، ودائما ما يحاول أن يقنعك بالأمر، حتى لو كان خطأ لكنك سرعان ما تكتشف زيف ادعاء اته ، وزيف ما يقول . ويبدو أنه قد ساوى بين المسرح وبين الهيروين ؟!                                                                                     


                                                   (3)

       في مسرحيته القصيرة ( الملاحظ والمهندس )  ( 4)، يناقش فكرة الأمن والأمان ، تلك الفكرة التي طرحت إبان اتفاقية كامب ديفيد، وكانت إسرائيل ترددها كثيرا وتتخذها تكأة لتبرير ما تفعله ، في تلك المسرحية نراه يؤكد على أن (الأمن الشخصي) الذي بحث عنه الملاحظ في المسرحية، سببه الإحساس بالغربة في المكان ، سببه التواجد على أرض غير أرضه ، المسرحية تقول إنه لن يشعر بالأمان أبدا ، من تواجد على أرض لا يملكها ، سيظل ساهرا أبدا لا ينام ، مجرد عقرب صغير يقلقه ، فيواجهه بالمسدس والبندقية . هل كان يخدعنا (على سالم ) حين تناول هذه الفكرة ، أم إنه يرى الآن أن من حق المهندس أن يحيا ، ويعيش في أمان ، لأن الأرض أرضه ، والملاحظ أو (ا لفلسطيني) مدلس وكاذب كما يقول في كتابه (رحلة إلى إسرائيل ) "الأمن يستند للحق الشرعي الذي تحميه القوة" ص 165 . ونقول له : هل وجود إسرانيل في هذه المنطقة يعد حقا شرعيا ، و اضطهاد الشعب الفلسطيني صاحب الحق الأول ، يعد السبيل الوحيد للمحافظة على الأمن في المنطقة؟!                                                                                        

                                                  (4)

    كثيرا ما كان (على سالم ) يقول. إن دمياط تصدر الموبيليات وكتاب الدراما. ونقول له نعم ، لكنها لم تصدر أبدا من يزور إسرانيل ، ودليلنا على ذلك يتحدد في نقطتين :                         الأولى: أنه أثناء زيارة (السادات ) لدمياط عام 1979 ، وكنت أعمل - وقتها - في مدرسة تقع على الطريق الرئيسي، الذي سيمر عليه موكب الرئيس ، وكنت مكلفا من قبل مديرية التربية والتعليم بإذ اعة بيان الترحيب ، ومن خلال مكبر الصوت المعد لهذا الغرض من داخل المدرسة، والمختوم بخاتم الداخلية ولأنني شعرت بثقل المهمة على نفسي ..تقاعست عن القيام بها و أنقذني (مدرس ) آخر كان متحمسا لها. المهم في الأمر أنه أثناء الزيارة لم يخرج العمال من ورشهم ولم يترك الرجال أعمالهم ، ولم تظهر على أرصفة الطريق سوى مجموعات ضئيلة من أطفال المدارس ، يحملون الأعلام ، فبدت المدينة وكأ نها خالية من الرجال والشباب ، والحقيقة أنهم كانوا في أعمالهم لم يبرحوا أماكنهم ، الأمر الذي جعل المسئولين في المدينة- كما سمعنا يومها - يقومون بتغيير برنامج الاستقبال ، فبدلا من أن تكون مراسمه داخل المدينة نفسها ، انتقلت إلى رأس البر، نتيجة لهذا الاستقبال الفاتر ، الذي فهمت الحكومة مغزاه ، وهو أن (الدمايطة) يملكون الوعي الكبير بأن من زار إسرائيل ، قد زارها متخطيا تل عظام الشهداء الذين قدمتهم المدينة الصغيرة، وتشهد على ذلك لوحة النصب التذكاري الرخامية، القائمة أمام النهر، مكتوب عليها مئات الأسماء التي أعطت حياتها ثمنا لاستعادة التراب الذي دنسه الصهاينة، هل يعلم   (على سالم ) بهذا وهو الحريص على ذ كر (دمياط )  أكثر من مرة في كتابه ؟                                                                               النقطة الثانية: أن كاتبا دمياطيا ، وهو (يسرى الجندي)، قد كتب مسرحيته : (اليهودي التائه)   الذي "حقت عليه لعنة الحضارة الغربية منذ طرد الرومان اليهود من القدس في القرن الرابع الميلادي، وطارده المجتمع المسيحي الأوربي، عبر القرون ، من العصور الوسطى إلى مذابح روسيا القيصرية طوال القرن الماضي، حتى أفران النازية قبل منتصف القرن ا لعشرين ، هذا اليهودي علمته تجربة الاضطهاد في الغرب أنه يعيش في عالم الذئاب ولا يستطيع هو أن يكون ذئبا، ولكنه قرر أن يتحول إلى ثعلب أو ضبع : الماكر آكل الجثث ، ليتحول الاستعطاف والمال والجنس والدين والأساطير إلى أسلحته التي يغزو بها العالم حتى يثأر لنفسه من الاضطهاد وهو لا يستطيع أن يثأر ممن اضطهدوه ، لأنهم أقوياء، فلماذا لا يقنعهم بأنه خير خادم لهم إذا استخدموه   لمساعدتهم في افتراس فريسة أخرى: ولتكن هذه الفريسة جزءا من الشرق ، على بابه ، وفى منتصفه ، قاعدة للحراسة والمراقبة، والضرب عند اللزوم ، لتتحول فلسطين إلى إسرائيل ويسحق سرحان بشارة وشعبه ، فماذا يهم اليهودي التائه إن استطاع أن يحول لعنه المسيح إلى لعنة لغيره ، سيحصل على وطن ، وليتحول  غيره إلى التيه . . يموت فيه أو يخلد، لا يهم "(6 )  .                                                                                                                                   هل يعلم (على سالم ) أن اليهودي التائه ، بعد أن أصبحت له دولة، ومصالح لم يعد تائها، وسوف يدافع حتما، مهما كان الثمن ، محافظة على هذا الكيان الشيطاني المزعوم ، ونتساءل : أي سلام هذا الذي يتحدث عنه (على سالم ) مع عدو مغتصب ، شرد أبناء الوطن ، أعطاهم الفتات ، وحول زعيم منظمة التحرير الفلسطينية من مناضل ومدافع عن الحق المسلوب ، إلى مجرد رئيس بلدية، أو وزير للداخلية الإسرائيلية!ا يقمع - بنفسه - انتفاضة الحجارة التي لم تنته بعد.                  ( على سالم ) يقول في كتابه : إن القوة تساند السلام ،أي سلام هذا الذي يتحدث عنه : سلام مع من ؟! وما هي القوة التي يتحدث عنها؟ والأنظمة العربية، أنظمة متخاذلة، ومتهافتة، تسعى للأجنبي الذي يساند الوجود الصهيوني في المنطقة، أكثر من سعيها للشقيق العربي ..                   نراه  يسأل  (عرفات ) ورجاله قائلا: "هل تستطيعون العمل مديري عموم ؟!  عقلية المدير العام تختلف اختلافا كبيرا عن عقلية الزعيم ، الزعيم يبحث عن خطبة مؤثرة، أو حركة سياسية مدهشة، أو عدة كلمات غامضة، تبعث الفرحة في قلوب الجماهير، أما المدير العام فهو شخص قادر على إدارة حركة الناس ، ودفعهم للعمل في إطار من التشريع الجيد والانضباط الإداري" إن هذا الكلام لا يدعم اتفاقية السلام المزعومة بين الفلسطينيين والإسرائيليين لأنه يحمل - في طيا ته - قدرا هائلا من السخرية، السخرية من الزعماء الفلسطينيين ، في حين نراه يتحدث عن إسرائيل وحكامها ، بوصفها وبوصفهم نموذجا يجب الاحتذاء به والتعلم منه .                                                                                                               
   إن (على سالم ) يجيد التلاعب بالألفاظ جيدا ، لكنه تلاعب لا يفضي إلى شيء، إلا الزيف ، ومخالفة الحقائق . يقول : (هناك في إسرائيل عرب ، مسلمون ومسيحيون ، وهناك أيضا اليهود الشرقيون ، واسمح  لى أن أسميهم اليهود العرب ، بل سأغامر بالقفز وسط حقل الألغام ، وأقول لك : العرب اليهود. نعم . هم عرب يهود، مثلما أنا عربي مسلم ، وأميل حبيبي عربي مسيحي وساسون سوميغ عربي يهودي  ) ص 133 .                                                                                        أين هم إذن العرب الفلسطينيون ؟أ وإميل حبيبي عربي مسيحي أين ؟  في فلسطين المحتلة أم في إ سرا ئيل ؟   لماذا   اختفت كلمة فلسطين من قاموس "على سالم  ؟                                                                         
                                                    (5)   

  - هناك باحث أمريكي يدعى (بيتر جرو س )(7)  يحدد أربعة مجا لات أساسية للتغيير في اسرائيل ، من بينها، أن المجتمع في إسرائيل (في طريقه إلى أن يصبح مجتمعا من قوميتين متنافرتين " يهود وعرب " لأن العرب الذين يعيشون في هذا المجتمع لا يمكن أن يذوبوا فيه ، ولا يمكن أن يتخلوا عن كيانهم وتراثهم وشخصيتهم المستقلة، وهذه مشكلة ليست هينة). بالإضافة إلى أن ""هجرة اليهود السوفييت " إلى إسرائيل بما ينطوي عليه هذا الأمر من تداعيات في تركيبة السكان   الإسرا ئيليين ، وتفجير للصرا عات الاجتماعية (مهاجرون  قد ا مى ومهاجرون جدد، ويهود شرقيين ويهود اشكناز.. إلخ )(8)  . هذا الأمر يجعل الوضع معقدا للغاية، ويجعل كلام على سالم ، مثل كلامه في المسرح كوميديا ، ومضحكا للغاية .                                   وإذا كان (على سالم ) قد استحضر من التوراة ما يؤيد وجهة نظره المغالية، فيما يتعلق بمكونات العقل اليهودي، والعقل الغربي عموما ، فيما يخص قضية الإدارة، وأن الأمر يستلزم - على حد تعبيره - رجالا قادرين ، يخافون ا لله ، يكرهون ا لرشوة، فإنه يستحضر ما يؤكد وجهة نظره . إنه يتحدث هنا عن إسرائيل ، من خلال سؤال يطرحه ! من يحكم إسرائيل ؟  يريد أن يقول إن إسرائيل يحكمها رجال يجيدون الإدارة، بينما فلسطين يحكمها رجال يجيدون الزعامة . ولا نعرف لماذا لم يستحضر "على سالم " من التوراة - أيضا - ما يؤكد الروح العدوانية في التراث الديني اليهودي، وبما ينعكس على الإدارة الإسرائيلية لشئون الفلسطينيين في الأرض المحتلة . التوراة تقول : "ولا يسمع لكما فرعون حتى أجعل يدي على مصر فأخرج أجنادى شعبي بنى إسرائيل من أرض مصر بأحكام عظيمة"(9)  ويقول : "الرب إلهك يطرد هؤلاء الشعوب من أمامك ، ويدفع ملوكهم إلى يدك فتمحوا اسمهم من تحت السماء"(10).                       

                                                       (6)

    إن كتاب (على سالم ) مليء بمواقف يكشف التاريخ زيفها، ومحشو بمغالطات لا يصدقها إلا السذج . منها: * مفهومه عن السيادة                                                                                                            يقول :  "السيادة لا تمثلها المدرعات ، بل القوانين ، وقدرة ا لدولة على فرضها على الجميع . أنت سيد على الأرض ، عندما تحمل الفأس في حماية القانون داخل حدودك ". نحن نعرف - كما تعلمنا في القانون - أن السيادة هي الصفة الآمرة العليا الأصيلة التي تسمو فوق الجميع ، وتفرض نفسها عليهم ، وسيادة الدولة معناها أن تكون للدولة الصفة الآمرة العليا في تسيير شئونها تبعا لما تتطلبه مصالحها العليا. وجملة (على سالم ) ا لسابقة، لا تفرق بين  سيادة ا لدولة، والسيادة في الدولة، فالدولة لها سيادتها ، أما السيادة في الدولة، فتعنى أن صفة الأمر في الدولة تعود إلى مجموع الأفراد ككل . إذن أنا سيد على الأرض ، وعندما أحمل الفأس   في حماية القانون داخل حدودي، وسيد - أيضا - على الأرض عندما أجلس  في دبابتي، أو أقف أمام مدفعي، أو أحمل سلاحى، داخل حدودي .                                                                                             * لقد أثارته الأخبار التي سمعها أثناء سيره بسيارته في الأراضي المحتلة، عن سيدة عربية طعنت ثلاثة من اليهود، وأن بعض  الفلسطينيين تعرضوا لسيارة إسرائيلية في محاولة لنسفها . وأصابت هذه ا لأخبار نفسه بالاكتئاب كما يقول . والسؤال هو ألم تؤثر في نفسك   مجزرة الحرم الإبراهيمي؟ا إنك لم تشر من قريب أو من بعيد، إلى هذه الحادثة، وكنا نود وأنت المكتشف المغوار أن تحدثنا عن رد فعل الفلسطينيين في الأرض المحتلة تجاه تلك المجزرة وغيرها ، لكنك لا تريد أن تفضح الوجه القبيح لأصدقائك في إسرائيل ، هؤلاء الذين يقتلون الأطفال والنساء وأنت لا تهتز في رأسك شعرة، لأنك تستمتع بجولاتك في فنادق النجوم الخمس والنجوم الأربع . ولما تكلف نفسك بالذهاب إلى خيام اللاجئين في الأرض المحتلة لتخبرنا كيف يعيشون ؟ وكيف يفكرون ؟ وماذا   يأكلون ؟ هل يلعبون الطاولة التي لعبتها مع صديقك   الإسرائيلي (عوفر)؟ وهل يدفع (عوفر) هذا لآي طفل فلسطيني جائع ثمن قطعة من الحلوى، كما دفع لك ثمن قطعة الكبد الكبيرة التي طلبت من الكبابجي أن يشويها لك ، لكي تأكلها مع (عوفر ودنا وشيرا  وساجيت )!!                                              * حين تسأله مذيعة التليفزيون الإسرائيلي:اليوم صباحا قال الجنرال رافاييل ايتان . إن إسرائيل جسم غريب في المنطقة، وستظل جسما غريبا في المنطقة للأبد. فما رأيك في هذا الكلام ؟      ص 83. . بماذا أجاب (على سالم ) ؟ يقول :                                                                                                     -أمر مثير للفزع أن يقول  نفس ما يردده أعدي أعداء السلام ، وأعدى أعداء إسرائيل ، وهل المطلوب منى الآن ، أنا الغريب المصري أن أرد عليه ؟"  ص 84 .                                                         أنت لست غريبا عنهم ، هم أبناء عمومتك ف (بيريز) أديب ضل طريقه ، فأصبح رجل دولة - كما تقول - وأنت لا تستطيع أن ترد على الجنرال (رافاييل إيتان ). لو كنت تستطيع الرد، ما سافرت إليهم أبدا ..                                                                                                           يقول (على سالم ) "الآن فهمت لماذا قتل الناس بعضهم البعض من أجلها -ليقصد القدس - على مدى آلاف السنين ، والآن يجب أن تكون لدينا الشجاعة، والإرادة لننهى مشوار القتل الطويل ، لكي ننعم جميعا بجمالها وقدسيتها، وجاء الوقت الذي تكون فيه القدس قولا وفعلا، وحقا مدينة السلام   ص 85 .                                                                                                               - ونتساءل . مدينة السلام لمن ؟  للفلسطينيين أم للإسرائيليين؟؟
   وهل ننعم جميعا بجمالها وقدسيتها ، وهى عاصمة لإسرائيل ؟ نراه يتحدث عن اليهود في إسرائيل ، يؤكد دائما على أنهم يحبون الحياة، ولا يزعمون أنهم يفهمونها ، كلام عجيب حقا ، مراوغ ! يحبون الحياة لأنفسهم ، ولا يحبونها لغيرهم ، ويحبونها لأنهم لا يفهمونها بينما (الفلسطيني التائه ) لا يحب الحياة لأنه يفهمها؟                                                                                             - وهل ستفرض ا لأرض “ قانون الجيرة”  على الجميع ، كما تقول ، وستنهزم جيوش الشك والحذر والكراهية، فتنسحب من فوق الأرض ومن القلوب ، ومخلية الطريق لفرق السلام التي تحمل أعلام ا لحرية وا لتعليم وا لصحة وا لأمن وا لعدل وا لإبدا ع ، سؤا ل كبير نطرحه ، لا تستطيع زيارتك وغيرها من الزيارات أن تضع إجابة عليه ، لآن العداء أبدى، والأطماع قائمة، وحلم التوسع . لا يموت .                                                                                                     - إن استناد المجتمع الإسرائيلي إلى قيم دينية يهودية تمجد العنف في مواجهة غير اليهودي "أفرز نمطا يهوديا عدوانيا، ألقى بظلاله على مجمل السلوك العام لكل من ينتمي لهذا المجتمع " هذا ما يقول المتخصصون بأحوال هذا المجتمع والعالمون بأموره ، وليس من خلال زيارة مشبوهة، يحكمها ما يحكمها من هوي وغرض ..                                                                   

       الهوامش:                                                                                                                         
 
1- عرضت على مسرح نجم لمدة 30 يوما ، من إخراج وتمثيل على سالم واستعان ببعض الممثلين غير المعروفين في تلك الفترة.                                              2- جريدة ا لأهالى - ا لعدد 9 0 2 - السنة 8 - 9 آكتوبر985 1 م .                                                         3- عن إشكالية النقد وغياب الناقد - العدد 2 21 - السنة الثامنة - 0 2 أكتوبر1985 م                 .                4- الملاحظ المهندس - على سالم - مجلة المسرح - المسرح   القومي - العدد الثاني سبتمبر   1979   .                                                                                                                                   5- تناولت هذه المسرحية ا لقصيرة ضمن دراسة (قضايا الإنسان المعاصر في مسرحيات على سالم القصيرة)   إبدا ع - العدد السابع - السنة الثالثة - يوليو1985 م . ثم نشرت ضمن كتاب . الخطاب المسرحي - كتابات نقدية- العدد رقم 28 . الهيئة العامة لقصور الثقافة- مايو 1994 م .                                                                    6- سامي خشبه - ا ليهودى ا لتائه بين ا لأسطورة  وا لتاريخ - مقدمة لمسرحية يسرى الجندي (اليهودي التائه ) بمجلة المسرح - العدد الخامس عشر - السنة الثانية أكتوبر 1982 م ص 71 .                                                                                                           7- مدير تحرير مجلة "فورن افيرز”  (ا لشئون ا لخارجية)   الأمريكية.                                                   8- د . رشاد ا لشامى - ا لشخصية ا ليهودية ا لإسرا ئيلية وا لروح ا لعدوا نية -   القاهرة- دار الزهراء للنشر- 1991 م - ص 15                                                                                                                     9-سفر الخروج /07 .                                                                                                               10 – سفر التثنية/7 .        

 

 

 

 

                                                         مجلة الثقافة الجديدة –العدد رقم 74- نوفمبر 1994
                                                                                    العدد رقم100-   يناير 1997                           
                                                    نشرة اتحاد الكتاب – مصر – العدد رقم 45-مايو 2001

 



#أحمد_عبد_الرازق_أبو_العلا (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- القمع في الخطاب الروائي العربي
- حول الحوار المتمدن
- ثقافة العنف والإرهاب
- المثقفون والسلطة في مصر
- مقاومة التطبيع مشاهد من ساحة القصة القصيرة في مصر


المزيد.....




- من قوته إلى قدرة التصدي له.. تفاصيل -صاروخ MIRV- الروسي بعد ...
- نجل شاه إيران الراحل لـCNN: ترامب و-الضغط الأقصى- فرصة لإنشا ...
- -لقد قتلت اثنين من أطفالي، فهل ستقتل الثالث أيضا؟-: فضيحة وف ...
- كيم: المفاوضات السابقة مع واشنطن لم تؤكد سوى سياستها العدائي ...
- الوكالة الدولية للطاقة الذرية تعتمد قرارا ينتقد إيران لتقليص ...
- ZTE تعلن عن أفضل هواتفها الذكية
- مشاهد لاستسلام جماعي للقوات الأوكرانية في مقاطعة كورسك
- إيران متهمة بنشاط نووي سري
- ماذا عن الإعلان الصاخب -ترامب سيزوّد أوكرانيا بأسلحة نووية-؟ ...
- هل ترامب مستعد لهز سوق النفط العالمية؟


المزيد.....

- -فجر الفلسفة اليونانية قبل سقراط- استعراض نقدي للمقدمة-2 / نايف سلوم
- فلسفة البراكسيس عند أنطونيو غرامشي في مواجهة الاختزالية والا ... / زهير الخويلدي
- الكونية والعدالة وسياسة الهوية / زهير الخويلدي
- فصل من كتاب حرية التعبير... / عبدالرزاق دحنون
- الولايات المتحدة كدولة نامية: قراءة في كتاب -عصور الرأسمالية ... / محمود الصباغ
- تقديم وتلخيص كتاب: العالم المعرفي المتوقد / غازي الصوراني
- قراءات في كتب حديثة مثيرة للجدل / كاظم حبيب
- قراءة في كتاب أزمة المناخ لنعوم چومسكي وروبرت پَولِن / محمد الأزرقي
- آليات توجيه الرأي العام / زهير الخويلدي
- قراءة في كتاب إعادة التكوين لجورج چرچ بالإشتراك مع إدوار ريج ... / محمد الأزرقي


المزيد.....


الصفحة الرئيسية - قراءات في عالم الكتب و المطبوعات - أحمد عبد الرازق أبو العلا - إسرائيل والتطبيع وعلي سالم - حول كتاب رحلة إلى إسرائيل